من شهر إلى شهر

من شهر إلى شهر

لمحات من جديد العالم

طب
وليأكل مرضى السكري ما شاءوا!

توصل فريق بحث سويدي في مستشفى كارولينسكا بالسويد، إلى اكتشاف مادة جديدة تساعد على خفض نسبة السكر في الدم عندما يتناول المصابون بداء "سكر البالغين" طعاما يحتوي على السكريات مثلهم مثل الأصحاء من البشر.

وقد جاء ضمن نشرة الأخبار الطبية بمطبوعة "صوت اسكندنافيا" أن المادة الجديدة هي حامض أميني يسمى (GLIP)، وقد تصبح هذه المادة مستقبلا علاجا لسكر البالغين بدلا من الأنسولين وأدوية السكر التي تؤخذ على هيئة أقراص. ويقول الباحثون السويديون إن طعام مرضى السكري - على غير الشائع - يجب ألا يخلو من السكريات. فيجب أن يحتوي، على الأقل، على 55% من سكريات ذات مواصفات خاصة، تحتوي على كثير من الألياف. ولا تزيد نسبة الدهنيات فيها على 30%، والزلاليات على 15%، وأن تكون نسبة ملح الطعام فيها قليلة جدا، وعلى العموم تكون من السكريات التي لا تتحلل داخل الجسم وتصل إلى الدم بكثرة وسرعة مما يسبب مضاعفات للمريض خاصة شبكية العين وجدران الأوعية الدموية والكليتين.

وينصح الباحثون المكتشفون للمادة الجديدة بأن يتناول مرضى السكري البقوليات، ويؤكدون على الحمص والبازلاء والعدس. ويشيرون إلى أن اكتشافهم الجديد عند تناوله مع وجبة الطعام، يمكن المصاب بالسكري من تناول السكريات حيث تقوم مادة ال (GLIP) بخفض نسبة السكر في الدم بشكل ملحوظ، وتساعد في إدخال السكر إلى خلايا الجسم، وهذا يشابه وظيفة الأنسولين. كما في جسم المريض مما يساعدها على إفراز الأنسولين الطبيعي بدلا من الاعتماد على الأنسولين الصناعي المصحوب إعطاؤه بكثير من المشاق والألم والمحفوف بكثير من المضاعفات والمخاطر.

ويبدو أنه سيأتي يوم يدخل فيه مرضى السكري إلى محلات الحلوى ليأكلوا ما يحلو لهم، شريطة ابتلاغ جرعة من المادة الجديدة، والتي يمكن أن تراها تباع غدا في محلات الحلوى لمواجهة التحدي.

تقنية
طائرات وقودها الماء والشمس!

من المقرر أن تقلع عام 1998 أول طائرة ركاب تعمل بالهيدروجين وتقوم بصنع محركاتها شركة "برات آند وايتني" الكندية. كما أن شركة "دايملر - بنز - إيروسبيس" الألمانية تعمل على صناعة طائرة لها نفس الفلسفة في استخدام الهيدروجين كوقود، يكون بديلا للبنزين، ويحافظ أكثر على البيئة.

طائرة "كريوبلين" التي يضطلع بها المشروع الألماني، ستوضع فيها خزانات الهيدروجين على طول جذع الطائرة، حيث إن الهيدروجين في حالته الغازية يبلغ حجمه أربعة أضعاف حجم البنزين المعطي نفس القدر من الطاقة. ومن ثم ستكون هذه الطائرة بمنزلة خليط من الطائرة والمنطاد. لكن الهيدروجين الغازي لن يكون النوع الوحيد المستخدم كوقود في مشروع طائرات المستقبل الألمانية، فهناك الهيدروجين المبرد أيضا، وهو لا يعطي عند احتراقه ثاني أكسيد الكربون الملوث للبيئة، وإنما بدلا من ذلك ينتج عنه بخار الماء مع كميات ضئيلة من الأكاسيد الآزوتية لا تقارن بالكميات الضخمة المنبعثة عند احتراق بنزين الطائرات والسيارات. علاوة على ذلك، فإن الوزن المنخفض للهيدروجين سيتيح المجال في طائرة من نوع "إيرباص أ(310)"،على سبيل المثال، لنقل خمسين راكبا إضافيا أكثر مما تستطيعه الطائرة من النوع نفسه والتي تعمل بالبنزين.

ومن الجدير بالذكر، أن هناك تقدما ألمانيا ملحوظا في مجال توليد الهيدروجين بالتحليل الكهربي للماء عن طريق كهرباء مستمدة من الطاقة الشمسية. أي أن الغد القريب قد يفاجئنا ببديل للوقود النفطي لا يتطلب أكثر من الماء والشمس والتطور العلمي، وبه ستنطلق الطائرات، والصواريخ أيضا.

إطفاء الحرائق بالتفجير!

اكتشف خبراء إطفاء الحرائق في فرانكفورت وسيلة جديدة مدهشة لمكافحة الحرائق الكبيرة، عن طريق تفجير المياه!

حيث تعتمد الطريقة الجديدة على تفجير خراطيم ضخمة مملوءة بالماء في مركز الحريق مباشرة. وكما أظهرت التجربة الافتراضية (بمكافحة الاحتمالات الواقعية الدقيقة عن طريق الكمبيوتر) فإن الحرائق عند التعامل معها بهذه الطريقة المبتكرة، تنطفىء في عدد قليل جدا من الثواني. وكانت هذه الطريقة التي تلقى اهتمام خبراء الإطفاء، في عديد من بلدان العالم، قد طورت في الأصل لإطفاء حرائق الغابات. لكن التجربة أثبتت أنها صالحة أيضا للاستخدام في المطارات، ومستودعات الوقود، وحقول التنقيب عن النفط والغاز.

بيئة
نور ودفء.. من القمامة!

في منطقة "ابل دو فرانس" المحيطة بالعاصمة الفرنسية وصل عدد مراكز معالجة النفايات المنزلية، أي القمامة، إلى 40 مراكز. ومنها على سبيل المثال مركز "سانتوان" الواقع شمالي باريس، وهو يستقبل كل يوم 21% من مليونين وستمائة ألف طن من النفايات تنتجها العاصمة الفرنسية في السنة الواحدة. وهذا الرقم لا يكف عن التصاعد.

أمام هذه المعضلة المزدوجة، أي ضرورة مواجهة الحجم المتصاعد من القمامة، مع الحماية اللازمة للبيئة، بدأ تشغيل مراكز معالجة النفايات في فرنسا منذ مطلع التسعينيات. وقد حققت هذه المراكز، ولاتزال تحقق، نجاحا يفي بمتطالبات شقي المعضلة، إذ تقوم على تقنية تحقق أعلى درجة من احتراق النفايات، دون تلويث للهواء بالدخان، بل وبتوظيف مثمر لنواتج هذا الاحتراق.

فبهذه التقنية تصل نسبة المحروق من النفايات الخاضعة للمعالجة إلى 98% من مجمل كميتها، وعن طريق التعامل مع الدخان بالمرشحات الكهربائية واستقطار الغازات، يتم القضاء على 97% من الغازات الحامضية واحتجاز 80% من الغبار الدخاني، إضافة لاستغلال الحرارة الناتجة عن عملية الحرق في توليد طاقة تجارية تستخدم لهدف الإنارة والتدفئة. وعلى سبيل المثال، ينتج مركز "سانوان" آنف الذكر بخارا يغذي نظام التدفئة بما يكفي لسبعين ألف مسكن، ينتج كمية من الكهرباء - عبر إدارة العنفات البخارية لمحطات توليد الكهرباء - تشتريها شركة كهرباء فرنسا (EDF) ومن ثم تبيعها لإنارة عدد هائل من البيوت. وهكذا تستحل القمامة، إلى دفء ونور.

فن
بيكاسو يعود إلى أهله

أقام متحف "بيكاسو" في مدينة برشلونة الإسبانية معرضا خاصا لمجموعة من اللوحات النادرة للفنان الفرنسي - الإسباني المولد "بابلو بيكاسو" (1881 - 1973). وقد تركزت اللوحات على موضوع "المنظر الطبيعي الكتالوني كما رآه الفنان بيكاسو في شبابه" وكتالونيا كما هو معروف منطقة حكم ذاتي في الشمال الشرقي من إسبانيا عاش فيها بيكاسو باكورة عمره، حيث كان يجرب أدواته ويبحث عن لغة فنية خاصة به، عثر عليها فيما بعد عبر مراحله الفنية العديدة والمتمايزة: الزرقاء، والوردية، والتكعيبية، والسريالية، والتجريدية.

في هذه المرحلة (الكتالونية) من عمر بيكاسو، راح الفنان الشاب آنذاك يجرب تقنيات في الرسم تجعله يلتقط الواقع دون أن يقع في حبائل التقليدية الأكاديمية وينتقل بتجاربه هذه إلى موقع فني طليعي. واللوحات التي عرضت كنماذج من هذه المرحلة تضم 217 لوحة تم جمعها من متاحف مختلفة واستعير بعضها من المقتنيات الخاصة لعشاق بيكاسو في أنحاء عديدة من العالم. واللوحات التي كانت نتاج الفترة الممتدة من 1890 إلى 1912 تنوعت تقنياتها من التصوير الزيتي والرسوم المائية والتخطيطات مما يعطي فكرة للمهتمين بملامح تطور الفنان الكبير، كما أن هذه اللوحات مثلت فرصة لأبناء كتالونيا حتى يطلوا على مناظر موطنهم في بداية القرن وفي أنحاء متفرقة مثل كاداكوس، وجوزول، وهورتا، وبرشلونة نفسها. إضافة للوحات أخرى عن مدريد، وملقا، و قرطاجنة.

وبالرغم من أن الصور الإنسانية والحياتية سادت أعمال بيكاسو فيما بعد العام 1912، فإن الفترة السابقة على ذلك والتي تناولتها لوحات المعرض أظهرت اهتمام بيكاسو المبكر بالمناظر الطبيعية حيث كان يبتدىء مسيرته الفنية في مسقط رأسه "ملقا" تحت إشراف والده الذي كان مدرسا للرسم، وفنانا هاويا. وأولى لوحات بيكاسو الزيتية في هذا الإطار رسمها وهو طفل عن ميناء مدينة "أندلسية"، ويتضح فيها مدى تأثره بأسلوب والده. لكن العبقرية الكامنة في كيان فنان القرن العشرين الكبير تمردت على تلك الأبوية الفنية، وبدأت تجاوزها له في العام 1895 مع انتقال أسرة بيكاسو إلى برشلونة ومعايشته لموجة التحديث الفني التي كانت بادئة هناك. وكان يدرس آنذاك في مدرسة "لا لوتيا" للفنون. ولعل أول لمحة لتمرده على الجمود الأكاديمي في المدرسة تتمثل في اهتمامه برسم "سطوح مدينة برشلونة". أما الفترة من يونيو 1898 وحتى يناير 1899، فقد قضاها في قرية "هورتا" بصحبة صديقه "مانويل بالاري"، وتكررت زيارته لهذه البقعة حتى عام 1909 وهو يقول عنها: "كل شيء أعرفه تعلمته في هورتا". ولعله يعني تفتحه على تلك الطبيعة البكر التي عايشهما متأملا فوق تلالها ومتطلعا إلى جبل "سان سلفادور" الذي يكللها. فهناك، إضافة إلى زيارة أخرى لقمم بيرنيس البالغ ارتفاعها 1423 مترا، بدأت تظهر في لوحاته أول ملامح التكعيبية، ومن ثم بدأ انطلاقته الفنية الحديثة والمتميزة والتي تجلت فيما بعد في العاصمة الفرنسية باريس، لكنه تجل كان يستمد جذوره من كتالونيا، وها هو يعود إليها.

مسرح
عرائس الماء الفيتنامية

مع الانفتاح النسبي الذي بدأت تتجه إليه فيتنام أخيرا، بعد سنوات الحرب والعزلة الطويلة، شهد العديد من عواصم العالم باندهاش وبهجة نوعا نادرا من مسارح العرائس هو "مسرح عرائس الماء" الذي تختص به فيتنام وخدها. ولقد خرج هذا المسرح من الأرض الفيتنامية، بل على الأصح من المياه الفيتنامية، ليقدم عروضا صفقت لها بحماس كل من فرنسا، وألمانيا، واليابان، والسويد، والولايات المتحدة. وكان ذلك أول (غزو) خارجي تقوم به فيتنام التي اعتادت مواجهة الغزاة.

وفي العاصمة الفيتنامية حضر محرر "من شهر إلى شهر" عرضا في أكبر مسارح العرائس العائمة بهانوي وهو مسرح فرقة "شانج لونج" والمسرح يشبه في بنائة المسارح المعتادة باستثناء أن مكان الخشبة يشغله حوض كبير مملوء بالماء بحجم حمام سباحة متوسط؟ وعلى جانبه الأيسر منصة للفرقة الموسيقية التي لا تعتمد إلا على الآلات الموسيقية الفيتنامية التقليدية المصنوع معظمها من الخشب والبامبو، أما الكواليس، ويسمونه "حجرة التحريك" فهو محجوب بستارة من الحصير الملون مقسمة إلى عدة أجزاء يتيح لكل جزء حركة منفصلة صغيرة تسمح بدخول وخروج العرائس إلى ساحة العرض - أي سطح مياه الحوض المواجه للمتفرجين - دون ظهور اللاعبين الذين يحركون هذه العرائس وهم غائصون في مياه (الكواليس) حتى صدورهم.

والعرائس مصنوعة بشكل خاص من خشب اشجار التين سهل التشكيل فائق القابلية للطفو على سطح الماء، وكل (عروسة) تتكون من جزء أساسي وأجزاء مفصلية يسهل تحركها بشكل تلقائي عند تحريك العرائس - ككل - بأعواد طويلة من البامبو تتصل بالأجزاء الأساسية وتكون (أي الأعواد) غائصة في الماء ولا تظهر للمشاهدين بينما يحركها اللاعبون المختفون وراء شاشات الحصير على خلفية الخشبة - أي حوض العرض. وعلى سبيل المثال يكون الجزء الرئيسي للسمكة هو رأسها بينما جذعها مقسم إلى مفاصل فتبدو وكأنها تعوم مقلوبة في الماء عند تحريكها. أما البط والأوز فذيولها، وأجنحتها، ورقابها، متمفصلة لترفرف وتتلفت عند العوم. أما البشر فأذرعهم وأرجلهم ورقابهم هي المتمفصلة ليضربوا الماء بأطرافهم ويحركوا رءوسهم عند السباحة أو لتحريك أياديهم ورءوسهم بينما تنطلق بهم الزوارق - العرائس - في عرض البحر. أي حوض المسرح. وهذا كله تبسيط شديد لآلية عمل العرائس المائية الفيتنامية التي تنطوي على أسرار بديعة لحرفة متقنة لا تعتمد على أي تقنيات حديثة لكنها لا تقل كفاءة عن العرائس المتحركة بالكمبيوتر والمحركات الكهربائية والميكانيكية.

هذا المسرح المائي يصفونه بأنه درة الفولكلور الفيتنامي، وهو درة بحق، ويعتبر ذا منشأ روحي إذ إنه مقرون باحتفالات المعابد البوذية (باجودا) المطلة على الماء في بلد يعتبر الشريط الساحلي الشرقي لشبه جزيرة الهند الصينية كلها، وهي مليئة بالأنهار والبحيرات، ومن ثم كانت عرائس الماء فيها استجابة حقيقية للبيئة، ومتعة للناظرين.

 

محمد المخزنجي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




مع الدواء الجديد لن تظل الحلوى محظورةعلى مرضى السكري





إحدى الطائرات المحلقة بطاقة الهيدروجين





بتفجير قنابل الماء تنطفيء الحرائق





مركز سانتوان الفرنسي يحيل القمامة إلى مصدر طاقة





بيكاسو





لوحة سطوح برشلونة