الوعي المديني ونشأة الرواية العربية

الوعي المديني ونشأة الرواية العربية

انطوت الرؤية الصاعدة في مطلع النهضة العربية على نزعة عقلانية أساسية، هي نوع من الوعي المديني المحدث الذي يجسد وعود المجتمع المدني ويستجيب إلى معاني العقد الاجتماعي الذي تتأسس به الدولة المدنية. وما أقصد إليه بالوعي المدنيي في هذا السياق هو فكر المدينة المتحولة بواسطة عمليات التحديث التي تفضي إلى تغيير علاقات الثقافة وأدوات إنتاج المعرفة في المجتمع، الأمر الذي يؤدي إلى تخلق رؤية مدنية واعدة لعالم صاعد ترمز إليه المدينة المتحولة وتجسد ملامحه. ويعني ذلك أن الوعي المديني هو الوعي الذي تولده المدينة في تصاعد عمليات تحديثها، خصوصا حين تغدو المدينة وعاء سياسيا واجتماعيا وثقافيا وإبداعيا لتعدد الأجناس والأعراق والطبقات والمعتقدات والثقافات وأنواع الإبداع المختلفة، وذلك بالقدر الذي تصبح تمثيلاتها في أذهان ساكنيها تأكيدا لدورها كمدينة محدثة في صياغة هذه الأذهان وتشكيل رؤيتها للعالم. ولذلك يصل الوعي المديني بين نواتج التغير في التركيب السكاني والتخطيط العمراني والتشكيل المعماري، كما يصل بينها وغيرها من مظاهر التغير الإيكولوجي المرتبط بعمليات التحديث التي يتولد منها نزوع حداثي يغدو سمة لذلك الوعي المديني وعلامة عليه.

وما يكتسب به هذا الوعي صفة الحداثة هو مدى تجسيده لرؤية عالم تجتلي حضورها النوعي في احتمالاته الموجبة، تلك الاحتمالات التي تسهم في استبدال الحرية بالضرورة، والعدل بالظلم، والابتداع بالاتباع. ومن ثم التخلف بالتقدم، من منظور تلك الرؤية التي تسعى إلى مجاوزة القائم إلى الممكن الذي تطرحه على وعيها النوعي موضوعا للكشف.

ولذلك سرعان ما يغدو الوعي المديني وعي الإمكان المفتوح وليس وعي المدار المغلق أو الواقع الفعلي الجامد، وفي الوقت نفسه يغدو وعي الطليعة التي يسهم تصاعد عمليات التحديث المتباينة في تأسيس حضورها في المدينة وبالمدينة، وذلك ضمن متغيرات حاسمة في علاقات إنتاج المعرفة وطرائق توزيعها، متغيرات تفتح لهذه الطليعة وتفتح بها الطليعة في الوقت نفسه مدى واعدا من النظر إلى المستقبل الذي يضع ما قبله موضع المساءلة.

ولا أحسبني أجاوز الصواب لو قلت إن هذا الوعي هو ما انطوت عليه حركة الاستنارة التي جسدت حضوره في مطلع النهضة العربية التي تسارع إيقاعها منذ أواخر القرن الثامن عشر، خصوصا من حيث ما انبنت عليه مبادىء الاستنارة العربية من تسليم بأولوية العقل المقترنة بقدرته الذاتية على تحصيل المعرفة وتطويرها بعيدا عن الاتباع، وما اقترنت به من المطالبة بالحرية والمساواة والعمل على تحقيق التقدم بعيدا عن التبعية.

فن المدينة

وما أهدف إليه في هذا المقال، وأحاول التدليل عليه، هو أن التسارع في حركة الاستنارة العربية، بما انطوت عليه أو تجسدت فيه من وعي مديني محدث، هو الذي أدى إلى تأسيس فن الرواية، بوصفه فن المدينة التي يبحث عقلها النوعي عن معادله الإبداعي وأداته الفنية المائزة التي يعبر بها عن هواجس التحول وهموم التغير وأحلام التقدم. وتلك هي البداية التي تأصل بها مبدأ الحرية اللازمة للوعي المديني في حركة اجتهاده متعددة الأبعاد والمجالات، ومنها المجال الإبداعي الذي يتصدره فن الرواية، بوصفه الفن الذي يبدأ من انفتاح الأفق لحرية العقل في الاجتهاد، ويجسد علاقات التنوع والمغايرة والاختلاف بقدر ما يتجسد بها، وذلك من حيث هي نواتج طبيعية لاجتهاد العقل النوعي الذي ينطوي عليه الوعي المديني المحدث، ومن حيث هي شروط محايثة في فن الرواية نفسه.

ولذلك لا تفارق البدايات الحاسمة لفن الرواية العربية السياق التوليدي لتأصل الوعي المديني المحدث الذي وجد في هذا الفن وجهه الإبداعي المائز، خصوصا بعد أن حاول هذا الوعي أن يهز بفن المسرح الذي استهله عمليا سنة 1848 في بيروت ثوابت العالم التقليدي المتوارثة، ويفتح الأبواب لنقدها، وذلك في سياق من تمرد الطليعة التي حاولت أن تؤسس لأهمية المساواة بين أصحاب العقول في اختلافها، وتؤصل لأهمية التعدد بين أشكال الإبداع في تباينها. وكان ذلك في سعيها المباشر وغير المباشر إلى تأكيد عدم التمايز بين البشر أو إبداعهم على أساس من جنس أو عرق أو عقيدة أو ثروة أو تحيز لنوع أدبي بعينه. ويندرج في هذا السياق، ويترتب عليه، ما يبدو على أنه استهلال لنقض التراتب التقليدي لأنواع الآداب والفنون والمعارف، في موازاة ما يبدو على أنه نقض للتراتب الموروث لأوضاع المجتمع وعلاقات إنتاج معرفته وإبداعه، ومن ثم بداية للسعي إلى تحرير الثقافة من سطوة الاتباع، وتخليص الفكر من قبضة التقاليد، وتحريك الإبداع بعيدا عن هيمنة النوع الأوحد أو الاتجاه الوحيد أو التقنيات الثابتة. وصحبت ذلك محاولات إشاعة مبدأ التسامح الذي هو لازمة منطقية من لوازم النزعة المدنية، خصوصا في تعارضها الاستهلالي مع التعصب الطائفي الذي انتهت إليه الممارسات الكهنوتية، فالنزعة المدنية نزعة مناقضة للتعصب بكل أنواعه التي تبدأ من التأويل الديني وتنتهي إلى التصلب الاجتماعي والجمود الثقافي. ولذلك فهي نزعة لا تفارق التنوع والاختلاف بحكم تولدها في نهاية الأمر عن تحديث المدينة التي لا يكتمل معنى حداثتها الوليدة إلا بتأكيد اختلاف ساكنيها.

ويترتب على هذا التوصيف تحديد علاقة التولد التي تصل فن الرواية بنوع المدينة التي هي مبدؤه الأصلي وعلته الفاعلة والغائية والصورية في آن، فهذا الفن لا ينشأ بمجرد تصاعد أو تزايد مظاهر العمران المديني والتخطيط الحضري للمدينة، مهما توسل ذلك العمران بأحدث الآلات أو الأجهزة المستوردة. ولا يتأصل هذا الفن في مجتمعات قد تتمسح ببعض شعارات الدولة المدنية الحديثة في الوقت الذي تظل علاقات مبناها مناقضة لشروط الدولة المدنية. ولا يزدهر، أخيرا، في مدن تخلو من عقد اجتماعي عام، يؤسس لمعاني المواطنة التي تنبني عليها دولة مدنية لا تستأصل أو تقمع اختلاف مواطنيها. إن فن الرواية، من حيث علاقة تولده في المدينة وبالمدينة، مشروط بوعيها المحدث الذي تستهله طليعتها، وذلك في سياق تحولات تسمح بالمغايرة والاختلاف، وتتيح للطليعة من مدى الفعل الاجتماعي السياسي والفكري والابداعي ما يسمح بوضع المسلمات الأساسية موضع المساءلة النقدية أو النقضية، مستهلا الأفق الحواري الذي يتشكل فن الرواية من علاقاته المتعينة.

سؤال التقدم

وبقدر ما يمايز هذا الأفق الحواري بين مدن حديثة أو شبه حديثة وأخرى ليست سوى تجمعات لقبائل متجاورة في أبنية تبدو عصرية من سطحها الخارجي، أو إعادة إنتاج لتشكلات ريفية تحت لافتات مدينية جديدة، فإنه يدل على من يصوغون علاقات معرفة هذا الأفق وفاعليه على السواء. أقصد إلى الطليعة من فئات الطبقة الوسطى في المدن العربية التي عرفت التحديث قبل غيرها، والتي طرحت على هذه الفئات سؤال التقدم مقابل واقع التخلف، خصوصا بعد أن اكتمل تكوينها الطبقي، وتميزت ثقافيا بواسطة اتساع قاعدة التعليم المدني وانتشار المطبعة بلوازمها ونتائجها. ولذلك تلازمت سياقات الوعي المديني في المجتمعات العربية التي سعت طليعتها إلى إزالة ما تخلف من حواجز التمييز بين المواطنين. وكان ذلك ضمن علاقات التحديث الذي انحازت معه الدولة إلى أنظمة مثاقفة واعدة، فاستبدلت التعليم المدني بالتعليم الديني في تراتب المعارف والعلوم، وفتحت مجالات التعليم المدني للمواطنين دون تفرقة، وأنشأت من وسائط الثقافة الجديدة وأدواتها ما اتسع بدوائر المثاقفة، وأدى إلى بزوغ فئات مغايرة من أفندية المتعلمين الذين تحلقوا حول "الجريدة" و"المجلة" بوصفهما علامة على حضورهم الواعد. وكان ذلك منذ أن صدرت "الوقائع المصريةط سنة 1828 في عهد محمد علي باشا "1769 ـ 1849" بداية لعشرات من المجلات والجرائد المتلاحقة التي كانت استجابة إلى التطلعات الثقافية والإبداعية المتزايدة لأفندية المتعلمين، وتعبيرا عن اهتمامهم المتصاعد بتغيير أوضاع أوطانهم في علاقتها بغيرها من أقطار العالم المتقدم.

والواقع أن "الجريدة" و"المجلة" لعبتا دورا حاسما في تشكيل الملامح الأولى للرواية بوجه عام والرواية العربية بوجه خاص، سواء من حيث تطويع السرد أو تحرير الأسلوب أو استثمار عناصر التشويق في علاقات الأحداث، فضلا عن الوصل المستمر بين القص ووقائع الحياة التي يشير إليها السرد في مرآته على سبيل التضمن أو اللزوم أو حتى على سبيل النقد المباشر.

ودلالة التلازم بين نشأة الرواية والصحافة حاسمة في إشارتها إلى الأدوار المتبادلة بينهما، سواء من حيث الإسهام في صياغة هذا الوعي أو التعبير عن مشكلاته الأساسية، ومن ثم إنطاق المسكوت عنه من أنواع الخطاب الاجتماعي والسياسي والاعتقادي والثقافي للمدينة العربية. والعلاقة وثيقة بين هذه الأدوار المتبادلة والمؤدين لها من الفاعلين الثقافيين أو الاجتماعيين وبين المستقبلين لها والمتأثرين بها من فئات القراء المختلفة، خصوصا فئات الأفندية المطربشين الذين صعدوا درجات التراتب الاجتماعي والثقافي والإبداعي، ضمن علاقات التحديث، ونتيجة انتشار التعليم المدني الذي لم يعد مقصورا على القادرين من أبناء العائلات الكبيرة التي تنتسب إلى الطبقة الحاكمة بوجه أو أكثر.

ولا يعني ذلك تأسيس قطيعة نهائية بين الشيخ المعمم والأفندي المطربش، خصوصا في علاقات تاريخنا الثقافي الذي تتداخل مكوناته ويتبادل فاعلوه الأدوار، فالشيخ المعمم في طليعة استنارته الباكرة انطوى على الأفندي المطربش، وذلك بالمعنى الذي انطوى به رفاعة الطهطاوي "1801 ـ 1873" على تلميذه علي مبارك "1923 ـ 1839". ولم يخل الأفندي المطربش بل حتى المبرنط "نسبة إلى البرنيطة" من الحضور الداخلي أو الخارجي للشيخ المعمم، سواء فيما انطوى عليه هذا الأفندي من تقاليد موروثة عن المشايخ الذين لم ينقطع عنهم انقطاعا جذريا، أو ما فرض عليه بواسطة مجموعات المشايخ التقليدية المحافظة من حدود ضيقة للحركة، وذلك في تفاعلات الثقافة التي لم تعرف القطيعة المعرفية بمعناها الحاسم إلا في دائرة محدودة، هامشية إلى أبعد حد، من الأقلية المسيحية في الأغلب الأعم. ومع ذلك كان صعود أدوار الأفندي المطربش في المجتمع إيذانا بتآكل الأدوار القديمة للشيخ المعمم بوجه عام، وعلامة على تقلصها ضمن انتقال مركز الثقل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي إلى خطط المدينة الجديدة، وذلك في موازاة تأسس الوعي المحدث لهذه المدينة، مرتبطا بتأصل الوسائط الثقافية للمجتمع المدني واتساع مدى تأثيرها، بواسطة المطبعة "الجريدة، المجلة، الكتاب" والمدرسة الحديثة والمكتبة العامة والجمعيات الثقافية.

ولذلك يشير صعود الأفندي المطربش إلى متغيرات حاسمة في علاقات إنتاج الثقافة المصاحبة لتشكل الملامح الأولى للمجتمع المدني، وسط شروط عسيرة من مخاض النشأة، لكنها شروط لم تمنع الوعي المديني من أن يرتبط بنمط جديد من أنماط إنتاج المعرفة وعلاقات توزيعها، خصوصا بعد أن أتاحت المدرسة والجمعية الأهلية والجريدة والمجلة الكتاب والمكتبة العامة والبعثات مدى أوسع من الحراك الاجتماعي والفاعلية الثقافية، ودرجة أكبر من نشر المعرفة على الراغبين فيها، دون تمييز بينهم على أساس من أصولهم العرقية أو الطبقية أو الدينية أو الطائفية. وقد صحب ذلك وترتب عليه اتساع مدى حركة العقل النقدي الذي انطوى عليه الوعي المديني، وممارسة هذا العقل دوره الذي يضع المسلمات والموروثات موضع المساءلة، ويطرح على القراء والقارئات الذين أخذت أعدادهم في التزايد الأسئلة المؤرقة عن أسباب التخلف في حاضر الأقطار العربية، مقارنة بأسباب التقدم في ماضيها وأسباب التقدم في حاضر غيرها من الأقطار الأجنبية.

صيغة عادلة

وليس هؤلاء سوى نماذج تدل على تواصل جهود أبناء الطبقة الوسطى نفسها، في امتدادها العربي الذي وصل الشام بمصر، بالقدر الذي وصل بين سرديات رفاعة الطهطاوي في "تخليص الإبريز" المنشورة سنة 1834 وترجمته الرائدة "التي هي أقرب إلى التعريب منها إلى الترجمة" لرواية فينيلون Fenelon "1651 ـ 1715" الرمزية التي كتبها لدوق بورجوني بعنوان "مغامرات تليماك" احتجاجا على الحكم المطلق للويس الرابع عشر الذي كان فينيلون يكره أسلوبه في الحكم. وقد أصدر الطهطاوي تعريبه الذي ضمنه آراءه المعادية لتخلف الحكم المطلق، ونشر التعريب بعنوان "مواقع الأفلاك في وقائع تليماك" في بيروت سنة 1867 بعيدا عن سطوة ولي النعم عباس الأول الذي تبادل ولويس الرابع عشر المكانة في علاقات المجاز المضمن في التعريب. وكان ذلك قبل ست عشرة سنة على وجه التحديد من نشر علي مبارك تلميذ رفاعة النجيب روايته "علم الدين" في القاهرة سنة 1883، بعد عام واحد من الاحتلال البريطاني، وقبل ثماني سنوات من نشر جرجي زيدان روايته الأولى في مشروع روايته التاريخية سنة 1981، وفي العام نفسه الذي نشرت فيه أليس بطرس البستاني روايتها الأولى. وقس على هؤلاء غيرهم من الذين نشروا رواياتهم طوال الثلث الأخير من القرن التاسع عشر والعقد الأول من القرن العشرين، أمثال نعمان القساطلي ونخلة صالح وحبيب فارس وسليم سركيس وفرح أنطون وإبراهيم رمزي ونقولا حداد وغيرهم من أفندية "الجرنالات" و"المجلات" الذين صاغوا بالرواية حركة العقل النقدي للوعي المديني في علاقته بعوالمه المتحولة في المدينة وبالمدينة.

هكذا، أصبح فن الرواية فن الفئات الطالعة للأفندية الذين جاوزوا بوعيهم المديني المحدث شروط الضرورة لمجتمعاتهم، وعملوا على تأكيد "مملكة التعقل" وإيجاد صيغة عادلة للعلاقة بين "الدين والعلم والمال". وتلك هي الفئات التي رفعها التعليم المدني اجتماعيا، وقارب بينها وأبناء الارستقراطية التركية القديمة التي لم تتخل عن مواقعها التقليدية في تراتب المجتمع وعلاقات الثقافة، ولا عن انحيازها إلى فن الشعر الذي خصصت مقاعده الأولى للطليعة الإصلاحية من أبنائها في مصر. أقصد إلى أمثال محمود سامي البارودي باشا "1840 ـ 1904" الذي كان وزيرا ورئيسا للوزراء، وعائشة التيمورية "1840 ـ 1902" بنت إسماعيل باشا تيمور الرئيس العام لديوان الخديو إسماعيل وزوج محمد بك توفيق زاده الإسلامبولي ناظر بيت المال، وإسماعيل صبري باشا "1854 ـ 1923" الذي كان محافظا للإسكندرية ووكيلا للحقانية، وأحمد شوقي بك 1868 ـ 1923" الذي كان شاعرا للأمير وما بالقليل ذا اللقب، وولي الدين يكن "1873 ـ 1921" أمين سر ديوان كبير الأمناء، وغيرهم من أبناء الباشوات والبكوات ذوي الأصول التركية الذين وجدوا في تقاليد الشعر ما سمح لإصلاحيتهم المعتدلة أو رجعيتهم المحافظة بالتعبير عن نفسها.

أما الأفندية ذوو الأصول المحلية من أبناء الفئات الصاعدة للطبقة الوسطى الذين قادهم تعليمهم المدني إلى وعي أكثر حداثة، وتمثلوا عمليات تحديث المدينة بما أنضج وعيهم المديني، ودفعتهم أصولهم الطبقية إلى مدى أكثر جذرية في رؤية العالم، وانتهت بهم مشاعرهم الوطنية إلى فهم مجاوز لمعنى الوطن والمواطنة، فقد وجدوا في فن الرواية صوتهم المائز إبداعيا، بالقدر الذي وجدوا به في المدينة مراح حراكهم الاجتماعي وتحولاتهم الثقافية التي ارتبطت بحلم التقدم. ولذلك تجاوب انشغال وعيهم بتحولات العلاقات الاجتماعية وانشغاله بتحولات علاقات المكان وخطط العمران في المدينة التي أصبحت فضاء صعدوهم اللافت والحافز على فنهم الواعد: الرواية.

 

جابر عصفور