من تداعيات فارس عربي فوزات رزق

    من تداعيات فارس عربي

شعر

رماني على أعتاب قبلتك السحرُ

فبت أداوي الشرق بالغرب غفلة

ومالي في الخمرُ الذي يشربونه

وما كان هجري عن قلى أوملالة

ولو جاع قومي من قحول وقلة

ولكن خير الزاد في خير أمة

فلا تسألوا عن أمتي إن أمتي

وأذكى فؤادي من مفاتنك أمرُ

كأني صريع الراح تعتعه السكرُ

نصيب ولكن ماء منهلك الخمر

ولكن ضيق العيش يتبعه الهجرُ

لما انتابني ذاك التصدع والقهرُ

يداس بأقدام تلبسها العهرُ

تزوجها من دون رغبتها الشكرُ

***

أيا أمتي لا تسأمي من لجاجتي

أحبك حبا ليس في القلب غيرُهُ

أرى "الشيح" في تلك الفيافي خميلةً

فقد طال دوني الليلُ وانتحر البدرُ

وقد شفني ذاك التكتمُ والسترُ

موشحة الأفنان أثقلها العطرُ

***

فيا أمتي لا تكثري من ملامتي

أرى الخيل قد حطت لديك حديدها

وكانت تهاب الريح طول أعنة

ألا إن قومي يبذلون سيوفهم

تعاورُه الفرُسان في كل موقع

فبات وقد مل الغماد ومله

إذا ما جفاني النومُ واجتاحني الذعرُ

كلالا، وقد أوهى سنابكها الصخرُ

فأمست رقيق القيد يخذلها القهرُ

فمن يقتني سيفا يرصعه النصرُ

وزاد نقاء كلما عصف الدهرُ

على طول إغماد له ذلك القبر

***

ويا أمتي إني عشقتك صامتا

أنا من تعالى في رُباك قصيدةً

أراك وقد هاجت جموعٌ وأسرجت

فأشمخ تيها ثم أذكر أنني

وتصرعني الأغلال إن هز صارمي

وأصلب دون اللات واللات شامخٌ

هموم بني عدنان فاقت جراحنا

تسجل أرصاد لهم صوت شاكر

فيا أمة باعت رخيصا سيوفها

ويا أمة ماتت لديها خيولها

ومالي ذنب حين يفتضح السرُ

فكبله السجان والثغرُ مفترُ

خيولٌ وحاز السبق من خيلنا مهرُ

على سيرة الأجداد مازلت أجترُ

ويلبسني أوزار محنتك القصرُ

وليس ملاما عند مصرعه النسرُ

وجف على أسوار هيبتها الحبرُ

كأنما لا زيد ينوح ولا عمرُو

أهنت فلا رفض لديك ولا عذرُ

صبأت ولم ينهض بك المركبُ الوعرُ