لبن الناقة غذاء ودواء

لبن الناقة غذاء ودواء

في الصحراء الكبرى لا يقدم للضيف إلا لبن ناقة واحدة حتى إذا حسد القطيع نجت جميعا إلا هذه الناقة.. فما هو سر اعتزاز أهل الصحراء بنوقهم وما هي فوائد لبنها؟

بشكل عام يكون لبن الناقة أبيض مائلاً للحمرة، وهو عادة حلو المذاق لاذع، إلا أنه يكون في بعض الأحيان مالحاً، كما يكون مذاقه في بعض الأوقات مثل مذاق المياه. وفي بعض البلدان لا يقبل الناس على لبن الناقة بل يرفضونه بسبب مذاقه الكريه على حد قولهم، وإذا رج هذ اللبن فإنه تتكون رغوة فيه ولو لفترة بسيطة، وترجع التغييرات في مذاق اللبن هذا إلى نوع الاعلاف التي تأكلها الناقة أو النباتات الرعوية التي ترعاها ومياه الشرب التي تتناولها.

وعندما يترك لبن الناقة لبعض الوقت تزداد درجة الحموضة "وهي النسبة المئوية لحمض اللاكتيك Lactic acid" فيه بسرعة، ويتزايد محتوى اللبن من هذا الحمض المذكور من 30.% بعد تركه بساعتين إلى 0.14% بعد 6 ساعات. وعموما يمتلك اللبن الطازج حموضة منخفضة تزداد ببطء عند الحفظ، كما أن خثرة لبن الناقة اكثر طراوة من لبن البقرة. ويكون لبأ Colostrum الناقة أبيض اللون ويخفف على نحو طفيف بعض الشيء بالمقارنة مع لبأ البقرة.

وفي الصومال يستخدم البعض اللبأ "دومبار dumbar" كغذاء، إلا أنه لا يستعمل عموماً إلا كمسهل، غير أنه في معظم البلاد التي تربى فيها الابل يعتبر اللبأ غير ملائم للشرب، بل إنه يعتبر غير ملائم حتى لصغار الإبل ويسكب على الارض. ومع ذلك فبالنظر إلى أن اللبأ يحتوي على كميات كبيرة من الأضداد antibodies، وكونه مفيداً في عملية الهضم عند صغار الإبل فإنه ينصح بإعطائها هذا اللبأ إذا لم يكن صالحاً للاستهلاك البشري.

لقد اتضح للدارسين أن الكثافة النوعية للبن الناقة هي أقل من الكثافة النوعية لألبان الابقار والاغنام والجاموس. كذلك يصل محتوى الماء في لبن الناقة بين 84% و90% وهذا ما له أهمية كبيرة في الحفاظ على حياة صغار الابل والسكان الذين يقطنون المناطق القاحلة "مناطق الجفاف"، فصغار الابل وأولئك الناس يحتاجون في تلك المناطق إلى السوائل للمحافظة على الاتزان البدني homeostasis والتعادل الحراري thermoneutrality في أجسامهم. ويختلف محتوى الماء في لبن الناقة، ويتأثر تبعاً لـمدى توافر مياه الشرب وتوافر الاعلاف والنباتات الرعوية "الغنية بالماء" طيلة فترة العام، والبيئة التي يعيش فيها الحيوان، ومدى احتواء الاعلاف أو النباتات الرعوية من ماء. وقد تبين أىضاً أن الناقة التي تكون في فترة الادرار "الناقة الحلوب" تخسر أو تفقد ماءها في اللبن الذي يُحلب في أوقات الجفاف والقحط وقلة الماء drought وهذا الأمر يمكن أن يكون تكيفاً طبيعياً، وذلك كي توفر هذه النوق وتمد صغارها ـ في الاوقات التي لا تجد فيها المياه ـ ليس فقط بالمواد الغذائية، ولكن بالسوائل الضرورية لمعيشتهم وبقائهم على قيد الحياة، وهذا لطف وتدبير من الله سبحانه وتعالى. وهناك تفسير آخر لهذه الظاهرة يمكن استبيانه من خلال فحص آلية التعرق في الإنسان عندما يتعرض للحرارة. فعملية التكيف مع الحرارة تسبب افراز عرق مائي غزير. ويرجع ذلك إلى افراز الهرمون المضاد الإبالة الداخلي المنشأ "الهرمون المانع أو المضاد لإدرار البول" endogenous anti-diuretic hormone neurohypophysis لأن الإنسان ينتج أو يفرز العرق المائي ذاته أو نفس كمية العرق عندما يحقن بـ الهرمون المضاد الإبالة. وهكذا يخسر أو يفرز الإنسان الماء من غدده العرقية مما يُسمح له بالمحافظة على التعادل الحراري لجسمه. ونظراً لأن ضرع الناقة "الغدد الثديية" لها نفس المنشأ الجنيني الذي لغدد العرق، ونظراً لأن افراز الهرمون المضاد الابالة يرتفع ويزيد في الناقة العطشى، فربما يعود نزول الماء في اللبن إلى عمل وتأثير هذا الهرمون.

وبمقارنة دهون لبن الناقة مع دهون ألبان الأبقار والجاموس والنعاج، وجد أنها تحتوي على حموض دهنية قليلة، كما أنها تحتوي على حموض دهنية قصيرة التسلسل، إلا أنه يمكن العثور على حموض دهنية طويلة التسلسل. ويرى الباحثون أن قيمة لبن الناقة تكمن في التراكيز العالية للحموض الطيارة Volatile acids وبخاصة حمض اللينولئيك Linoleic acid والحموض المتعددة غير المشبعة، والتي تعتبر ضرورية من أجل تغذية الإنسان، وخصوصاً في تغذية الأشخاص المصابين بأمراض القلب وهذا في الواقع نعمة من الله. وعلى الرغم من أن اللبن الناتج من الناقة العطشي تنخفض فيه نسبة الدهون والبروتين، فإن محتوى الصوديوم والكلوريد يزداد فيه وهذا هو السبب في مذاق اللبن المائل للملوحة. وتنخفض تراكيز منسفات الكلسيوم والمغنسيوم في لبن الناقة العطشى أيضاً، غير أن هذه التراكيز تبقى كافية لاحتياجات تغذية الإنسان، وبخاصة البدو الذين يقطنون الصحارى، وكذلك صغار الابل، وهذه عناية إلهية عظيمة لمثل هذه المخلوقات. ويُعد لبن الناقة أيضاً مصدراً غنياً بـ "فيتامين ج" أو ما يسمى بحمض الأسكوربيك، وهذا الأمر مهم جداً من الناحية الغذائية للإنسان في المناطق التي تندر فيها الفواكه والخضر التي تحتوي على هذا الفيتامين، ولهذا ينصح بإعطاء هذا اللبن للنساء الحوامل والمرضعات وللمصابين بالزكام وبعض الأمراض التنفسية الأخرى، وكذلك لمرضى داء الحفر "البشع أو مرض الأسقربوط" Scurvy الذي تتجلى أعراضه بتورم اللثة ونزف الدم منها. وقد وجد أن فيتامين "ج" في لبن الناقة يتراوح بين 5.7% و9.8% ملليجرام. ومع تقدم فترة الادرار يزداد محتوى فيتامين "ج"، وتبلغ معدلات فيتامين "ج" في لبن الناقة ثلاثة أمثالها في لبن الأبقار ومرة ونصف معدلها في لبن النساء. ويوجد في لبن الناقة معدلات لا بأس بها من فيتامينات "ب1،ب2،ب21" وفيتامين "أ" ونسبة من الكاروتين. وفي فرنسا بينت الأبحاث أن ما يتراوح بين 4الى 5 كج من لبن الناقة ومنتجاته يكفي لتلبية جميع احتياجات الانسان من السعرات الحرارية والدهون والبروتين والكلسيوم، ولو أن المعايير الفرنسية الغذائية تعتبر القيمة الغذائية للبن الناقة أقل قيمة من لبن النعاج والماعز والابقار.

مزايا أخرى

من أهم المزايا التي تخص لبن الناقة دون غيره من ألبان الحيوانات الأخرى، هو امتلاكه لمركبات ذات طبيعة بروتينية كالليزوزيم ومضادات التخثر ومضادات التسمم، ومضادات الجراثيم والأجسام المانعة وغيرها، وهي تمتلك خصائص مقاومة التجرثم. وخلال فترة محددة من الزمن تعرقل هذه الاجسام تكاثر الاحياء الدقيقة في لبن الناقة، ولهذا فهو لا يتجبن أو يصعب تجبينه أحيانا، وهكذا فهو يتميز عن حليب أو ألبان بقية الحيوانات الأخرى بإمكانية حفظه لمدة طويلة في حالة طازجة. وبسبب ارتفاع مقدرة لبن الناقة على مقاومة التجرثم فإن الحموضة لا تسرع إليه وتتزايد بشكل بطيء، وعند حفظ اللبن بدرجة حرارة + 10م فإن الحموضة الطبيعية فيه تبقى على حالها مدة "3" أيام.

في بلدان العالم المختلفة

على الرغم من أن اللبن الذي تنتجه الناقة الحلوب يوفر الغذاء الكامل لصغارها وللانسان أيضاً، فإنه لا يتبقى كميات منه لتحويلها إلى منتجات لبنية. وعلاوة على ذلك فإن تكوين اللبن ذاته لا يتيح الفرصة لصنع بعض المنتجات الغذائية عادة مثل تلك المنتجات التي تصنع من ألبان الابقار والاغنام والماعز، ومع كل هذا يمكن عمل بعض المنتجات من لبن الناقة. وفي جميع البلاد التي تربى فيها الابل يستهلك لبن الناقة طازجاً أو ممزوجا مع ألبان الأبقار أو النعاج أو الماعز وذلك لتحسين مذاقه. وفي روسيا وبخاصة في المناطق الشاسعة الجافة الواقعة بين بحر قزوين وبحيرة بلاكاش تقوم الابل بدور كبير الاهمية في تغذية الإنسان، ففي كازاخستان تساهم الالبان ومنتجات الألبان بنسبة 90% من الغذاء الاساسي اليومي للسكان، وتعد الإبل أهم مصدر للبن في هذه المنطقة ويليه ألبان الحيوانات الأخرى. وليس غريبا أن نلاحظ ازدياد أعداد المسنين والمعمرين في مثل هذه المنطقة من روسيا، ويقال إن بعض هؤلاء الناس كانوا يتناولون لبن الناقة في غذائهم. وفي القرن الإفريقي لا يعتبر حلب الناقة مجرد عمل، بل لقد أصبح جزءاً لا يتجزأ من حضارة وتراث هذه المنطقة ولا يسمح بحلب هذه الأنثى إلا للصبية والفتيات غير المتزوجات والرجال الذين يجري تنظيفهم طبقا لطقوس معينة، ولا يسمح بإجراء معالجات للبن، فإما أن يشرب طازجاً أو بعد ربه بفترة قصيرة، وفي بعض القبائل يعيش الصبية الرعاة على لبن الإبل فقط ولا يشربون المياه إلا بعد أن ترتوي الابل، وتترك حلمتان للصغار حتى ترضع منهما، بينما تحلب الحلمتان الأخريان لكي يستهلك لبنها البدو سكان الخيام، ولا يتناول هؤلاء الناس اللبأ بل تغذى عليه صغار الابل لاعتقادهم أن هذا اللبأ ضار بصحتهم أو يريقون هذا اللبأ على الأرض، وهذه في الواقع عادة سيئة واعتقاد خاطئ لعلمنا أن اللبأ يحتوي على كميات كبيرة من الأضداد القابلة للامتصاص والتي تقوم بدور مهم في وقاية صغار الابل من الأمراض. وفي مناطق شمال كينيا يعيش الرعاة على لبن الناقة كلياً تقريباً، وتنتج النوق كميات من اللبن تفوق بكثير ما تنتجه الابقار المحلية. وفي الصومال يتغذى الناس على لبن الناقة بعد رضاعة صغار الابل منها. أما في الجزائر فيعتمد بدو الأحجار في الصحراء الكبرى على اللبن في الحصول على غذاء متوازن، وعند هذه القبائل مثل يقول: "الماء هو الروح واللبن هو الحياة"، وتعد ألبان النوق إلى جانب ألبان الحيوانات الأخرى المصدر الرئيسي لغذائهم. وفي المملكة العربية السعودية زاد الاهتمام بتربية الإبل في الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة، وتبين من خلال البحوث التي أجريت هناك أن البدو البالغين كان لديهم أعلى معدل من اللاكتاز Lactase في أمعائهم، ومن المعتقد أن هذا الأمر يرتبط بـمدى سيولة لبن الناقة وقيمته الحرارية، كما يبين الدور المهم لهذا اللبن في المحافظة على حياة سكان الصحراء.

ومما يجدر ذكره ـ ما دمنا نتحدث عن لبن الناقة ـ الإشارة إلى أهم منتجات لبن الناقة المتخمر والتي تدعى بأسماء مختلفة وذلك وفقاً للمنطقة التي تربى بها الإبل ومن هذه الأسماء كيفير Kefir وماتزون Matzo وداهدي وجيودو ويوغورت، واللبن كما يسمى في مصر وسوريا وهذه المنتجات ذات قيمة غذائية جيدة للإنسان. وهناك مشروبا الشال Chal والشوبات Shubat اللذان لهما أهمية علاجية لبعض الاضطرابات المرضية في الإنسان. واضافة لذلك يمكن صنع الخوا Khoa والرابري Rabbri والمالاي Malai من ألبان النوق كاملة الدسم غير المتخمرة، كما يمكن صنع الزبدة من لبن الناقة وأيضاً لبن الزبدة الذي يتبقى بعد عملية الخض، وهو يستخدم في صناعة الحساء حيث يضاف اليه التمر والفلفل والماء وغير ذلك من المواد لتتكون منه وجبة غذائية دسمة، وهذا الحساء البارد يؤكل بعد إعداده مباشرة، وقد ثبت أنه ذو قيمة غذائية عالية للإنسان.

ومن ناحية أخرى تعتقد قبائل الطوارق بأن لبن الناقة مفيد من الناحية الصحية للمريض والصغار والشيوخ وهذا يعود في اعتقادهم إلى تكوين الدهن فيه ومحتواه من الفيتامينات.

وأخيراً يمكن صنع الجبن الطري من لبن الناقة أو بخلط لبن الناقة مع ألبان الحيوانات الأخرى، وذلك ليكسبه طعماً مستساغاً. كذلك يمكن القول إن بروتين مُصالة whey لبن الناقة يحتوي على نسبة من الأزوت هي أعلى نسبياً من تلك الموجودة في بروتين مصالة لبن الأبقار، كما أن الكازين Casein الصناعي للبن الناقة يحتوي على نسبة مئوية عالية من البروتين والحموض الأمينية، ولهذا يمكن استخدامه في تغذية الانسان بعد تنقيته، كما يمكن استعماله كغذاء للحيوان.

الاستخدامات الطبية

بينا فيما سبق بعض المزايا المهمة للبن الناقة كغذاء مهم للإنسان. ونظرا لغنى مكونات هذا اللبن، وكونه يمتلك نسب مكونات من الماء والمواد الصلبة والدهون والبروتين واللاكتوز والفيتامينات.. إلخ بمعدلات أعلى من بقية نسب مكونات ألبان الأبقار والاغنام والماعز والخيول والإنسان، فإن له أهمية كبيرة في تغذية الإنسان.

وفي الهند يستخدم لبن الناقة لعلاج الاستسقاء واليرقان ومتاعب الطحال والسل والربو وفقر الدم والبواسير. كما ثبتت فائدة شراب "الشال" في علاج السل وأمراض الصدر الأخرى، وقد أنشئت عيادات خاصة يستخدم فيها لبن الناقة لمثل هذه المعالجات.

كذلك أفادت الأبحاث العلمية أن وظائف الكبد تتحسن كثيرا في المرضى الذين أصيبوا بالتهابات الكبد، وذلك بعد علاجهم بلبن الناقة الذي ثبتت فعاليته في العلاج.وفي كينيا تبين أن الرعاة الذين يعيشون على لبن الناقة فقط، وكذلك الرعاة الذين يتناولون هذا اللبن في منطقة الأحجار في الصحراء الكبرى، يتمتعون بصحة جيدة وحيوية متدفقة، فلبن الإبل عندهم مشهور بصفاته التي توفر الصحة الجيدة والعافية بما في ذلك نمو العظام القوية، وبعض الرعاة الذين يعيشون على لبن الناقة فقط تحول لون أشعارهم إلى الأحمر ولكن شعرهم عاد إلى لونه الطبيعي عندما حصلوا على غذاء أكثر توازناً. كذلك فإن لبن الناقة له مفعول مُسهل إذا تناوله إنسان لم يتعود استخدامه. ومن الواضح أن المعدة تضطرب فقط عند تناول لبن الناقة وهو لايزال دافئا، أما عندما يبرد فليست له أي تأثيرات ضارة.وقد وضحت بعض البحوث أن لهذا اللبن خصائص تؤدي إلى تخفيف الوزن، كما أنه سهل الهضم في الجسم. كذلك يعطى لبن الناقة للمرضى والشيوخ والأطفال والنساء الحوامل نظراً لغنى تركيب هذا اللبن بالمواد الغذائية التي سلف ذكرها وبخاصة الحموض الدهنية غير المشبعة والمواد البروتينية والفيتامينات.. ولأن الدراسات أثبتت أن هذا اللبن مفيد للصحة وفي تكوين العظام.

وفي شبه جزيرة سيناء هناك اعتقاد سائد بين البدو فحواه أنه يمكن علاج أي مرض باطني بتناول لبن الناقة. ويقال إن لهذا اللبن قوة وخصائص مفيدة للصحة لدرجة أنه يطرد جميع أنواع الجراثيم من الجسم. وقد قيل إن هذا ينطبق فقط على الإبل التي تأكل أنواعا معينة من الشجيرات والأعشاب، وتستخدم الشجيرات والأعشاب ذاتها في صنع بعض الادوية.وعلى كل حال لا نعلم نحن مدى صحة هذا الاعتقاد، ولكن الذي نراه وفقاً لما ذكر في الكثير في المراجع أن لبن الناقة يمتلك مزايا مهمة تؤهله لتغذية الإنسان وعلاج ومقاومة الامراض التي قد تصيبه.

خصائص غامضة

يعتقد الناس في اثيوبيا أن لبن الناقة يعتبر مفيداً في تقوية الناحية الجنسية، وفي الصومال تعتقد القبائل الرعوية أن اللبن الذي يشرب في الليلة التي تشرب فيها الابل الماء لأول مرة بعد فترة عطش طويلة له قوى سحرية، ومن يشرب اللبن في هذه الليلة من ناقة أطفأت عطشها سوف يتخلص من الأشواك التي تغلغلت في قدميه حتى لو كانت تعود الى فترة الصبا. وفي الصحراء الكبرى هناك اعتقاد سائد بأنه عندما يقدم لبن الابل لضيف من الضيوف لا يقدم له إلا لبن ناقة واحدة، وذلك لأنه إذا حسد الضيف القطيع، فإن الناقة التي شرب من لبنها هي فقط التي ستتوقف عن إعطاء اللبن. وفي الختام يمكن القول إنه برغم تلك الاعتقادات والظنون الخاطئة التي يعتقدها بعض الناس عن لبن الناقة، فإن البحوث والدراسات الحديثة أكدت أهميته الكبرى في تغذية الإنسان، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على لطف الله بعباده وقدرته الخارقة، وأنه الخالق العظيم الذي أحسن خلق كل شيء في هذا الوجود، وما علينا نـحن البشر إلا السجود له والإيمان به والاعتراف بربوبيته وعظمته وقدرته.

 

منير البشعان

 
  




النوق العربية مصدر مهم للثروة الحيوانية يجب الاهتمام به