عزيزي العربي

عزيزي العربي

عن الأبجدية وتاريخها

تعليقًا على ما ورد في العدد الرقم «593» أبريل 2008م، «صور مدينة أبدعت الأبجدية» صفحة 45، أقول:

بلا أدنى شك، الحضارة الفينيقية العريقة تركت آثارها الجميلة منذ منتصف الألف الثاني قبل الميلاد حتى الآن، وكان موطنها الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، في سورية ولبنان.

تلك الحضارة بدأت بسورية وأخذت في التوسّع باتجاه لبنان حتى وصلت للجنوب منه، وبدأ انتشار الحضارة عبر التجارة بواسطة السفن الفينيقية حتى وصلت شمال إفريقيا خاصة قرطاج والمناطق المجاورة.

وسأعطي لمحة مختصرة وفيها بعض التوثيق عن الأبجدية وكيف صدّرت للعالم.

تعتبر مملكة أوغاريت، بعد أن أظهرتها نتائج التنقيب الأثري، من أشهر الممالك السورية في تاريخ الشرق القديم وأهم عناصر هذا الاكتشاف النصوص الكتابية المخطوطة على ألواح من الطين والحجر.

تقع مدينة أوغاريت الأثرية في تل رأس شمرة على بعد 15كم شمال مدينة اللاذقية، وكانت عاصمة لمملكة سورية قديمة، كانت خلال الألف الثاني قبل الميلاد.

استوطنها الإنسان السوري القديم منذ الألف السابع قبل الميلاد وحقّق فوقها منجزات رائعة استمرت خمسة آلاف عام تقريبًا.

أبجدية أوغاريت

أهم اللقى الأثرية التي عثر عليها في القصر الملكي هو ذلك الرقيم الطيني الصغير، الذي يحتوي على أبجدية أوغاريت، وهو موجود حاليًا في متحف دمشق الوطني، الخزانة الرابعة في قاعة الشرق القديم «أوغاريت»، ولا يتجاوز حجم هذا الرقيم إصبع اليد (طوله 5.5 سم وعرضه 1.3 سم)، نقشت عليه الأبجديّة الأوغاريتية التي تتألف من ثلاثين حرفًا، كتبت بشكل مسماري من اليسار إلى اليمين، وتعتبر هذه الأبجديّة أقدم الأبجديات المعروفة في العالم، وبفضلها حل نظام الكتابة الأبجدي بامتياز محل الأنظمة المقطعية الثقيلة التي كانت سائدة قبل اختراعها وكان أصل الأبجديات الفينيقية والإغريقية واللاتينية.

وقد انتقلت هذه الأبجدية بفضل الملاحين السوريين إلى بلاد اليونان وكانت أساس أبجديّتهم التي عمّمها على العالم أجمع.

لقد أسهم اختراع الأبجدية في انتشار الفكر الإنساني، وتعتبر الأبجدية من أهم الثورات المعرفية التي شهدتها البشرية خلال تاريخها الطويل وأجمل الهدايا التي قدمتها سورية خدمة للبشرية.

أسفرت أعمال التنقيب عن اكتشاف حوالى خمسة آلاف من الرقم الكتابية كانت تصنع من الطين ويكتب عليها بأقلام تشبه رءوسها المسامير ثم تجفّف هذه الألواح الطينية إما بالشمس أو بالأفران، وتصنف في المكتبات كوثائق مهمة تحكي سيرة المدينة وحياتها، وقد ترجم قسم كبير من هذه الألواح إلى اللغات الحية المعاصرة التي زودت المؤرخين والعلماء بمعلومات كبيرة عن حياة أوغاريت ومجتمعها.

أهم الموضوعات التي حملتها تلك الرقم تضم قوائم إحصائية وحسابية كانت تمهر بالأختام من أجل التوثيق وحماية لها من التزوير والغش. ومنها ما حمل مواضيع تتعلق بالفكر والفلسفة والدين والسياسة والإدارة، وبعض آخر حمل معلومات علمية طبية وحسابية وبعضها انفرد للحديث عن السحر والفلك والمعاجم والنباتات ثم المنسوجات والمعادن والملابس وجداول بالمهن وأسماء أشخاص ومزارعين وأساتذة وطلبة ومدن، إلا أن تلك الرقم احتوت على صكوك ومعاهدات واتفاقيات لعقود بيع وشراء وغير ذلك.

د. عادل نصرالدين الحلبي
السويداء - سورية

جمال العربية

الأستاذ الفاضل رئيس تحرير مجلة العربي.

تحية عاطرة من أرض الكنانة مصر لمجلتكم الغراء درة الثقافة العربية التي أتحفتنا وأدهشتنا بقصيدة أزعم أنها من أجمل القصائد التي قرأتها هذا العام في العدد «595» يونيو 2008 م، لشاعر موهوب أحسبه من أفضل شعراء العربية في عصرنا هذا ولا شك هو شاعر لبنان الشاعر «جوزف حرب» بقصيدته الرائعة «الخالدات» نظم فيها أبياتًا ولا أروع من «شوقي وحافظ» لقد أعادتني هذه القصيدة إلى زمن الشعر الجميل الذي ينبع من القلب فيسكن في الوجدان ولعل مجلتكم تنشر قصائد أخرى لهذا المبدع العربي ولا يفوتني أن أذكر بفخر الجهد الرائع للشاعرة الكويتية الكبيرة سعدية مفرح التي تنتقي لنا ومضات الإبداع من شعراء العرب وتبذل جهدًا مشكورًا في تبسيط حياته بكل جوانبها.

سيدي الفاضل، لي اقتراح متواضع وهو أن تجمع «العربي» مقالات الشاعرة «سعدية مفرح» وقصائد «جمال العربية» للشاعر فاروق شوشة وأفضل قصائد العام لشعراء أخرين نشرت في المجلة ويجمع ذلك كله في «كتاب العربي» لتكون مرجعًا مهمًا للقارئ العربي.

وتفضلوا بقبول رائع تحياتي وخالص شكري وتقديري.

مدحت جلال فضل
كفر الشيخ - مصر

«العربي».. تحقق الأحلام

عزيزتي «العربي».. أجمل التهاني والتبريكات القلبية بمناسبة اليوبيل الذهبي، وإلى مزيد من العطاء اللامحدود، خدمة للعلم والثقافة والفنون.

عزيزتي: في الوقت الذي كنتُ لا أستطيع أن أغادر بلدي الحبيب ومدينتي العزيزة، لعدم توافر الإمكانات المادية، ولأنني أيضًا كنت أحلم دائمًا بالسفر من بلد إلى آخر، كانت «العربي» التي زرتُ وإياها عشرات المدن في أصقاع الأرض وأنا جالس في غرفتي الصغيرة المتواضعة.

ومنذ دخولنا العام الجديد، سلكت مع العربي دروب آسيا الجميلة.

وأخيرا كانت وقفتنا الطويلة مع مأساة الشعب الفلسطيني حيث «أطول حرب ضد شعب».

كل ذلك وأنا لم أبرح مكاني في غرفتي الصغيرة المتواضعة، كمن يعيش حلمًا.

لذلك، كان لابدّ لي على الأقل أن أشكر «العربي» جزيل الشكر في عيدها الذهبي، وأتمنى لها دوام التقدم والنجاح والتواصل مع قراء العربية.

إدريس أحمد حسو
الحسكة - سورية

الهوية الثقافية للشباب العربي والمواد الإعلامية الوافدة

يعد قطاع الشباب المستهدَف الأول من البرامج الأجنبية الوافدة على الوطن العربي بهدف هدم الثقافة العربية وتذويب الشخصية العربية، ومحو معالمها تمهيدًا لإفنائها.

ساهم التقدم الهائل في وسائل الاتصال في تقريب المسافات بين بقاع العالم المختلفة، حيث أصبح العالم من الناحية الإعلامية أصغر مما هو عليه الواقع، نتيجة سرعة تداول الأنباء وتناقل المعلومات والآراء، كما أصبح من العسير التصدي للتيارات الثقافية الوافدة من الخارج أو تجاهل الاتجاهات الفكرية في أي بقعة من بقاع العالم.

ولم يعد من الممكن صد الغزو الإعلامي المدعم بالحقائق الثابتة كما كان يحدث في الماضي باستخدام أساليب المنع أو التشويش.

ويعد قطاع الشباب المستهدف الأول من البرامج الأجنبية الوافدة على الوطن العربي ، وتبرز الآثار السلبية لها في ما يلي:

1 - اضعاف انتماء الشباب إلى التراب الوطني، والتراث الحضاري، وتوسيع قاعدة الاغتراب، وفقدان المعايير الثقافية من دون تأصيل مستمد من تاريخ المجتمع وتراثه.

ب - صراع الأجيال، الذي من شأنه أن يؤدي إلى توسيع الفجوة بين الأجيال من دون محاولة لتذويب الاختلافات أو بناء الجسور التي يعبر عليها كل جيل، ويؤدي صراع الأجيال الذي تخلفه تلك المواد الأجنبية الوافدة عبر الأقمار الاصطناعية إلى تقويض أركان التماسك الاجتماعي، وتنمية الفرد، وزيادة الأنانية وضعف الولاء للمجتمع.

يترك البث الثقافي الوافد تداعياته المختلفة على تشكيل المواطن العربي وشخصيته، وعلينا أن نلاحظ أن التكنولوجيا تركيب اجتماعي يحمل سمات النظام الاجتماعي والثقافي الذي أنتجها، وتتفاعل التكنولوجيا مع كل جوانب الوعي الإنساني، ويعني نقل التكنولوجيا أو التعرض لها نقل الأشكال والقيم والمعايير الثقافية.

ومما يزيد من ضراوة الغزو الثقافي للمنطقة العربية غياب السياسة الإعلامية الواضحة الاستراتيجية الدقيقة والتعاون الإعلامي المتكامل الجوانب من ناحية، ومن ناحية أخرى تكمن خطورة الغزو الثقافي في تعرض المتلقي للبرامج الأجنبية من دون أن تتوافر له المقومات المهارية والمعرفية الكافية لتحليل الأفكار والمفاهيم والأساليب التي تأتي بها الثقافة الوافدة.

ولا يعني ذلك أن نعزل أنفسنا عن العالم، ولكن لابد من الانفتاح على الثقافات الأخرى أخذًا وعطاءً مع الحذر من الوقوع فريسة للثقافات والخضوع لسيطرتها.

وهنا تكمن الخطورة إذا تحول الانسياب الثقافي الطبيعي إلى تدفق ثقافي موجه للتأثير في شخصية الأمة وطمس معالم ثقافتها، وقد استطاعت اليابان وهي دولة شرقية بلغت ذروة التقدم العلمي والتكنولوجي أن تحافظ على شخصيتها إلى حد بعيد، على الرغم من المحاولات الأجنبية للضغط عليها، والتأثير في ثقافتها.

ويساعد الفراغ الإعلامي الذي تشهده المنطقة العربية إلى حد كبير على زيادة الآثارالسلبية للمواد الأجنبية الوافدة عبر الأقمار الاصطناعية ويشير البعض إلى أن هذه الحالة قد تدفع بالمواطن العربي إلى الارتماء في ثقافة المتعة والتسلية والاستهلاك الفوري من خلال البث الوافد.

هبة بدران علي محمد
طالبة بكلية الإعلام - مصر

أين استطلاعات فلسطين؟

قرأت أخيرا العدد «582» مايو 2007م من «العربي» وسعدت بقراءته كثيرًا حيث شمل مدينة «القدس العربية.. المغتصبة» من قبل إسرائيل وغير المسلوبة من قلوبنا، فهي دومًا على البال فمهما فعلوا بها فلن يفيدهم ذلك شيئًا، بل إننا نزداد شوقًا لها، ولابد أن نزورها عاجلاً أم آجلاً ونصلي في المسجد الأقصى الشريف المبارك ولو طال الزمن، سررت جدا بهذا العدد ولكن لي لوم وعتب عليكم، أرجو أن تتقبلوه بصدر رحب، لماذا لا تقومون باستطلاع مصور شامل عن فلسطين، من جميع نواحيها أي شوارعها القديمة والجديدة، وتجرون مقابلات مع أهلها وتسلطون الضوء على ما تتميز به قديمًا وحاضرًا من ثقافة، أي إعطاء القارئ نبذة كاملة ولو كان ذلك في إصدار مميز وممتاز.

أرجو أن يكون في بالكم مستقبلا ذلك الشيء إن قمتم بزيارة أخرى.

قاسم حمد محمد المذكوري
البيضاء - اليمن

حول الملحمة الهندية مهاباهاراتا

في العدد «582» مايو 2007م وفي مقال الأستاذ كامل يوسف حسين المنشور تحت عنوان «الترجمة ومد الجسور إلى الشرق»، كان قد ورد في الصفحة 68 ما يلي: .... أنه لم يقدّر لملحمة مثل المهاباهارتا أن تترجم حتى اليوم إلى العربية...».

وتعقيبًا على ما تقدم نقول: إن هذه الملحمة الرائعة قد ترجمها شعرًا إلى العربية الأديب اللبناني الراحل وديع البستاتي وذلك عام 1953 وتأكيدًا على ذلك أنقل ما ورد في الصفحة 91 من «المنجد في الأعلام» الملحق بالمنجد في اللغة، الطبعة العشرين الصادرة عام 1969م في بيروت تحت فقرة «وديع البستاني» ما يلي:

البستاني (وديع) 1888 - 1954 ولد في الدّبية (لبنان) وتوفي بها، أديب طاف كثيرًا في الشرق والغرب مقيمًا في الهند بضع سنوات وفي فلسطين أكثر أيام حياته، أسهم في الحركة العربية لمكافحة الصهيونية، نقل بالشعر العربي «رباعيات عمر الخيام» 1912 والملحمة الهندية «مهبراته» 1953.

رياض الحارس
دمشق - سورية

إسماعيل صدقي وتجربة المأساة

قرأت لإسماعيل صدقي «رامبو قصة شاعر متشرد» في سلسلة كتاب الهلال، وشكرا للدكتور سليمان العسكري في حديثه الشهري لعدد «583» يونيو 2007م بعنوان «أربعون عامًا على هزيمة يونيو» لتعريفنا بهذا المفكر العربي وإسهاماته في الفكر والأدب.

أعتقد أن في معرض حديثه عن رامبو وبوشكين ثمة مأساة أبرزها الكاتب إسماعيل صدقي تكمل مشواره الفكري في كتابه القيّم «الحرب وتجربة المأساة».

أعجبني جدًا الإمساك بمفهوم الطريقة العربية في التعامل مع المأساة وياليت العرب قد تفهموا ذلك وعالجوه من مختلف الزوايا بعد الهزيمة المريرة وهزائم أخرى متوالية بدلاً من جلد الذات ولعق الجراح (بقصد الاستمتاع بالألم وليس كما تفعل الحيوانات محاولة بدائية للعلاج).

وسأقتطف من مقال «إنقاذ ضحايا القاتل الثالث» للدكتور عبدالرحمن عبداللطيف النمر في العدد نفسه حيث يقول: «إن الزمن عامل حاسم في علاج ضحايا الحوادث»،

ويتابع كاتب المقال الطريقة الغربية المستحدثة في معهد ميريلاند للتغلب على الزمن القاتل بالسرعة ورد الفعل المباشر ثم علاج الصدمة فالإصابة.

وأظن أن هذا ما نحتاج إليه في التعامل مع الفواجع والمآسي التي تلاحقنا.

طه عبدالمنعم عبدالله
القاهرة - مصر

طوابع فلسطين

تحية طيبة إلى كل العاملين بمجلة العربي.

أنا من أوفياء مجلة العربي، التي مع الأسف أجد صعوبة في الحصول عليها هنا في الجزائر، لهذا أصبحت أتحصل عليها من تونس الشقيقة.

أريد تهنئتكم على العمل الجبّار الذي تبذلونه لتخرج المجلة في أبهى حلّة.

أشكركم على العدد الرائع الخاص بشهر مايو 2008 مع الهدية المميّزة (خريطة فلسطين).

وبصفتي من هواة جمع الطوابع البريدية أشكر الأخ «أمير الغندور» على مقاله «تاريخ فلسطين في طوابع البريد».

ودائمًا أتساءل إن كان هناك مرجع للطوابع الفلسطينية (التي مع الأسف لاتزال مجهولة من طرف هواة جمع الطوابع)، فلا يصلنا إلا القليل جدا.

لقد كانت سعادتي كبيرة عندما عرفت أن هناك كتابًا لنادر خيري الدين أبو الجبين يقدّم تأريخًا للطوابع الفلسطينية، لكن مع الأسف لا أدري كيفية الحصول عليه، أكرّر شكري لكم ودامت «العربي» شمسًا ساطعة في سماء الإصدارات الثقافية العربية.

د. زين مروان
جيجيل - الجزائر

تصويب

حمام الزاجل

تحية بعبير المسك إلى مجلة العربي الغراء وإلى المشرفين والقائمين عليها.

هذه المجلة قضت معي مراحل شبابي وأطوار كهولتي ودائمًا أنتظر كل عدد جديد منها على أحر من الجمر، لأني أعتبرها رافدًا خصبًا أستقي منه كثيراً من الفوائد والمعلومات القيّمة.

وأنا أطالع العدد «594» الصفحة 202 الموافق لشهر مايو 2008 لفت نظري ما يلي:

إن الخاطرة التي تحمل عنوان «الحنين إلى الزاجل» ليست صحيحة من الناحية اللغوية وذلك لأن كلمة الزاجل وصف لصاحب الحمام الذي يشرف على تربيته وإرساله وليست وصفًا للحمام، فقولنا الحمام الزاحل أشبه بقولنا الخشب النجار بدل خشب النجار، وكان على صاحب الخاطرة أن يقول في الخاتمة، أين أنت أيها الحمام الوفي بدل أين أنت أيها الزاجل الوفي.

وأتمنى ألا أكون مجانبًا للصواب.

محمد الحبيب العلمي
سلا - المغرب

المحرر: تعليق الأستاذ محمد الحبيب العلمي صحيح، إذ لا يجوز وصف الحمام بالزاجل لأن الزاجل هو مرسل الحمام، وصحة الجملة «حمام الزاجل» من مضاف ومضاف إليه. فشكرًا ليقظة القارئ الكريم وعذرًا لسهونا.

إشارة

السيد رئيس تحرير مجلة العربي المحترم

تحية عربية وبعد، أحسب أن الغلطة التي اقتضت الإشارة هي لم تكن إلا بسبب شرود بسيط، وقد جاءت في العدد «593» أبريل 8002م، في شرح مفردات شعر العقاد حيث قال: يأزم: يواظب على الأمر. وهذا صحيح، ولكن العبارة في شعر العقاد كانت: يأزم عن سبحه. وقد جاء في لسان العرب والصحاح: أزَمَ عن الشيء، أي أمسك عنه. وهو غير «أزم على الشيء»، أي: واظب عليه، كما أورد الأستاذ فاروق شوشة، ومن الواضح أن معنى الإمساك هو ما قصده العقاد بشعره، وليس ما أورده الأستاذ شوشة فلزمت الإشارة.

شكرًا لتجاوبكم.

د. عمار سليمان علي
دمشق - سورية

وتريات

مناجاة

يناجيك قلبي كطير الأماني حبيبي كفانا سنين الشقاء
يصوغ لعينيك.. أحلى الأغاني بشوق الصحارى لقطرة ماء
بعشق الحكايا لنبض القوافي وشوق الصبايا لسحر النداء
تناجيك روحي بيادر شوقٍ يهيمُ بمحرابها الارتقاء
ويهفو لوجهك سحرُ اشتياقي ويغدو نقيًا كما الأنبياء
ودفقُ الحنايا يسير إليك ويحملُ كل بذور الوفاء
تناجيك سرًا ورود الأماسي وتُهديك بستانها في حياء
ويطرق باب الحنين كلامًا لتشرق فينا شموسُ اللقاء
وتصحو بفكري قوافل عشقٍ وتنمو بصدري تلال الضياء


عبدالمجيد إبراهيم قاسم

سَيِّدَةُ الماءِ

كَنَهرٍ يَتَمطّى
ليُباعدَ بَيْنَ منابِعِهِ
وَفَنَاء الرُّوحِ
أطَلَّتْ
بصفاءِ العينينِ الزَّرْقاوَيْنِ
امرأةٌ تعرفُ كنهَ الأنثى
وحنينَ الرّجل إليها
- «حسَّكْ بالدُّنيا».. قالت،
زلزالٌ تتمرْكزُ بُؤْرَتهُ
حيث الأقدامُ تشاركُ
نفخة ريحٍ من عُقْبَ البابِ
علاقَةَ عشق ببلاطِ الشّقَةِ،
وبَصيصُ النورْ المُنعَكِسَ
على صفحةِ مرآةٍ
وضعَتْها - بحيادٍ - عندَ الباب،
يُشَتِّتُ من ميدانِ التّركيزِ تظاهُرَةً
جمَّعَهَا، ليقرَّ القلبُ
أمامَ الدَّقِّ المُنتظمِ
لكُعوبِ جُنودٍ
تُرسلُها عيْناها الزّرقاوانِ
- عميقًا.. وبحذَرٍ -
خَلْفَ خُطُوطِ توقُّعِهِ
ماذا تَقْصِد
بمَديحٍ جرَّ السِّحُبَ ثِقالاً
فَوْقَ الظَّمإ
الرّاكِضِ في باحةِ خُيلائهْ؟

مصطفى جوهر
قنا - مصر