قراءة في مهرجان برلين للسينما

قراءة في مهرجان برلين للسينما

جرائم سياسية وأخلاقية.. بلا عقاب

مخرجان عادة ما يذهبان بأفلامهما إلى مهرجان "كان " قررا هذا العام تغيير الاتجاه وحطا في جان برلين، وهو الأمر الذي جعل الفوز يبدو بوجودهما كما لو ان المنافسة خطيرة فوق الورق على الاقل.

المخرجان اللذان اختارا برلين هذه المرة لكي يعرض كل منهما فيلمه الجديد هما الأمريكيان جوويل كووين وكوينتين تارانتينو. وسابقا قام جوويل، وأخوه المنتج ايتان، بعرص أفلامهما في مهرجان "كان " وفازا بجوائز مختلفة من بينها جائزة السعفة الذهبية عن فيلم "بارتون فينك" في العام 1991.

أما كوينتين تارانتينو فحقق السعفة الذهبية في العام 1994 عن فيلمه "بالغ فيكشن"، وكان قد عرض سابقا "كلاب المخزن" الذي استقبل جيدا لكنه لم ينل جائزة رئيسية فيه. وكلاهما- اي تارانتينو وكووين عرفا بكونهما المعبر عن سينما أمريكية شابة وجديدة. هل يدلنا مهرجان برلين الأخير على أن صحة الفن السينمائي لم تعد بخير وأن من الأفضل عرض معظم الأفلام خارج مسابقته؟ والكثير من النقاد الغربيين، وعدد من العرب، استقبل أعمالهما بحفاوة تليق بفنانين قديرين مما رفع من حدة السؤال عما لو أن المعايير التقويمية التي يعمل بموجبها النقاد قد اختلفت عما كانت عليه، أو انها اختلطت بحيث ما عاد من الممكن التفريق بين الصالح والطالح.

خليط بوليسي

ولا يعود السبب أن "بالب فيكشن" أو "بارتون فينك" كانا عملين رديئين، لكنهما بالطبع ليسا من تلك الأعمال التي يمكن مقارنتها بكلاسيكيات السينما التشويقية/ البوليسية أو "الفيلم نوار" "وهي المدارس التي تنتمي إليها الأعمال السابقة لهذين المخرجين عموما". وهذه الناحية خطيرة جدا، ذلك انه إذا ما تم قبول معايير جديدة فإن مصداقية النقد هي التي تكون في المحك الفعلي، ليس من ناحية أن الجمهور لن يصدق فقط ذلك لأن تباعدا كبيرا واقع على أي حال بين الطرفين، بل لأن النقد هو الوحيد الذي يجب يتنازل عن معايير اختطها لنفسه عن طريق محاولة "تحديث" نظرته وتغيير معايير حكمه. في برلين استجاب الشاهدون النقاد إلى الفخ الجذاب الذي وضعه أحدهما- وهو جوويل كووين، وتجنبوا الوقوع في ذلك الذي رسمه الآخر تارانتينو. كلا الفيلمان أمريكي. كلاهما بوليسي- بصفة عامة- ولو أن فيلم كووين يخلط القصة البولسية بالمرح الجاف على النحو الذي قام به في أفلامه السابقة مثل "فارغو" و"بارتون فينك" "عبور ميلر" والأخيران حملا اسمه واسم أخيه ناتان كمخرجين، قبل أن يتحول ناتان إلى مجال الكتابة والإنتاج بينما بقي أمر الصياغة الفنية والعمل التنفيذي في يدي جوويل.

فيلم كووين الجديد هو "ليبوفسكي الكبير" قصة رجل "جف بردجر" لا يزال يعيش في فترة السبعينيات. انه آخر هيبي/ فوضوي وعاطل عن العمل من تلك الفترة. وهو سعيد لحياته وله معارف في صالة "البولينغ" التي يؤمها مع صديقيه جون غودمان وستيف بوشيمي. في أحد الأيام يتعرض لضرب مبرح من قبل رجلين داهما بيتة المتواضع على اعتقاد أنه ليبوفسكي نفسه الثري الكبير. وأحدهما بال على سجادته مما دفع ليبوفسكي "الصغير إذا شئت" للتوجه إلى ليبوفسكي الكبير "ديفيد هدلستون" طالبا التعويض ومحذرا من أن هناك من يريد التعرض إليه بسوء.

وما هو إلا حين وجيز من قبل أن يجدد بطلنا نفسه متورطا في عملية خادعة. فابنة ليبوفسكي الكبير قد تكون مخطوفة "وقد لا تكون".

والمطلوب منه دفع فدية من المال لقاء استعادتها، لكن إذا لم تكن مخطوفة فلصالح من هذه اللعبة؟

صديق ليبوفسكي، غودمان، يستبدل حقيبة المال بحقيبة فارعة مما يعرض حياة المخطوفة إلى لخطر، هذا إذا ما كانت مخطوفة بالفعل.

لكن الحقيبة الأصلية، كما يكتشف ليبوفسكي لاحقا، لم تكن تحتوي على الفدية أيضا. كل هذا يسبق تداعي الحبكة بالتدريج ليكتشف المرء في النهاية أنها قائمة على الخديعة ليس فقط بين أفرادها بل بينها وبين المتفرج أيضا.

مشكلة بنصف مليون دولار

"جاكي براون" لكوينتين تارانتينو أفضل لكن لديه مشاكل بدوره.

إنه قصة مضيفة خطوط مكسيكية من الأفرو- امريكيين، اسمها جاكي براون وتقوم بدورها بام غرير، تحقق دخلا إضافيا عبر تهريب "مال مغسول" من المكسيك إلى مجرم يتعامل وتجارة السلاح هو الأفرو- امريكي أيضا أورديل " سامويل ل. حاكسون" الذي لا يتورع عن القتل إذا ما رأى حاجته إلى ذلك.

وأورديل يعيش في شقة متوسطة الحجم مع فتاته "بردجت فوندا" التي تقضي وقتها في تدخين المخدرات، وشقي من أصحاب السوابق خرج من السجن بعد سرقة فاشلة اسمه لويس "روبرت دي نيرو". إلى هذه المجموعة من الشخصيات هناك محامي الكفالات ماكس "روبرب فورستر" الذي ما إن تقع عيناه على بام غرير حتى يشعر تجاهها بالحب.

وكان البوليس قد ألقى القبض على جاكي فاخرجها ماكس بكفالة لحساب أورديل الذي يريد إسكاتها، لكن جاكي تقرر أن تلعب على البوليس الذي يتوهم لها ستعمل لمصلحته من أجل إلقاء القبض على أورديل توهم أورديل بأنها ستعمل لمصلحته لكي تهرب له نصف مليون دولار. في الحالتين تعمل لمصلحتها فهي تخطط للهرب بالمال بعد الإيقاع بأورديل لتتجنب شره. تعرض على ماكس مشاركتها المغامرة وما بعدها، لكن ماكس يقرر أن يساعدها في الخطة فقط لقاء غض الطرف.

إذا ما بدت الحبكة هنا أفضل منها في فيلم كووين فلأن الفيلم مقتبس عن رواية بوليسية جيدة الجريمة والعقاب والملاحظ أن قائمة العروض الرسمية لمهرجان برلين هذه السنة احتوت على الفيلم التشويقي القائم على الجريمة أكثر مما فعل في مراته السابقة. "ليبوفسكي الكبير" و"جاكي براون" ليسا سوف اثنين من بضعة أفلام بعضها بوليسي صرف وبعضها يحاول دمج النوع بنوع آخر.

خذ مثلا "رجل الكعك" لروبرت ألتمان "وهذا مخرج آخر اعتاد التوجه بأفلامه إلى "كان" لكن علينا القول هنا أنه لم يقرر وجهة هذا الفيلم بل فرضته رغبة شركة الإنتاج هذا فيلم مقتبس عن رواية جون غريشام بنفس العنوان حول محام يتورط في معضلة مع موكلته بدافع عاطفي مما يجعله وولديه عرضة للخطر. وجون غريشام وراء فيلم حفل، الاختتام "صانع المطر" للمخرج الكبير فرنسيس فورد كوبولا. وهذا الفيلم أيضا عن محام، لكنه محام مثالي شاب يزمع تحقيق العدالة لموكله مجابها في ذلك شراسة الطرف المدعى عليه "صانع المطر" من تلك الأفلام الممتازة التي لا تقل أهمية عن أي عمل حققه كوبولا من قبل لولا أن الطابع الذي يغلف الفيلم يبدو عاديا جداً مع الأسف.

والجريمة كانت في صلب موضوع الفيلم الإيرلندي "الصبي الجزار"

ليس هذا معناه أن الفيلم بوليسي، بل يقوم على حكاية صبي عو ببساطة شرير إلى درجة الأذى المطلق. كل من يحبهم "رفيق مدرسة، أمه، أبوه" ينعزلون عنه أو يرحلون عن دنياه واحد إثر آخر. يدخل مدرسة دينية لكنه لا يقل شغبا عن مدرسته الابتدائية ويفصل منها بعدما ضرب "الأب" الذي حاول مداعبته جنسيا. إذا ما كان معه حق هنا، فإنه من الصعب جدا تبرير أفعاله الأخرى ومن بينها التستر على وفاة أبيه، حتى عفنت رائحته في البيت، وقيامه بقتل والدة رفيق له وقطع جثتها إيمانا منه بأنها السبب وراء افتقاده رفاقه. هذه الصعوبة في التبرير تعود ليس إلى بشاعة الجريمة فقط، بل إلى قيام المخرج نيل جوردان بتقديها خالية من النوازع المعادية للجريمة في الحقيقة ما يترك تأثيرا سلبيا شديدا على هذا الفيلم هو أنه لا يعترف بالروادع الأجتماعية ولا يقيم لها وزنا، يترك بطله يرتكب ما يريد من دون وقفة اخلاقية من أي نوع. بعض النقاد الغربيين تساءلوا دفاعا عن الفيلم، عن السبب الذي من أجله تم قبول فيلم ستانلي كوبريك "كلوكوورك أورانج" على الرغم من أن الأسلوب شبيهه. لكن الحقيقة هي أن فيلم كوبريك لم ينطلق من قصة واقعية، بل خيالية كانت تتحدث عن عالم مقبل وشخصيات غير واقعية، وهو وصم الأفعال العنيفة وأدانها بإدانته المجتمع الذي تنشأ فيه. جوردان يكاد في فعلته هنا يدفع عن دوافع بطله الصغير "أدى الدور بجدارة ايمون أوونز" بصرف النظر عن أي معطيات أخرى.

أفلام الجوائز

من حسن الحظ أن لجنة التحكيم التي قادها الممثل البريطاني بن كينغسلي "غاندي" تجنبت الوقوع في الهالات الكبيرة وفضلت منح جائزتها الرئيسية الأولى لفيلم يكاد يكون اليوم غريبا عن دنيانا قادما من البرازيل. الفيلم هو"المحطة الرئيسية" "يحمل ايضا عنوان "محطة البرازيل"" لوولتر سالز. رغم اسمه غير اللاتيني إلا أنه مخرج برازيلي سبق له أن حقق فيلمين قصرين وهذا هو فيلمه الطويل الأول.

قصة سيدة تجاوزت منتصف العمر وليست على أي قدر من الجاذبية. تعل كاتبة خطابات في محطة القطارات الرئيسية في ريودي جينيرو. إنها تكتب للأميين رسائلهم إلى ذويهم أو أحبائهم وتقبض دولارا برازيليا عن كل رسالة على أن تبعث بها. لكن هذه المرأة من انعدام الضمير إلى درجة أنها تسطو على أموال هؤلاء المساكين إذ تعود إلى بيتها لتتسلى وجارتها فيقرآن الخطابات ويضحكان على ما فيها قبل أن تودعها في أحد أدراجها.

في أحد الأيام تكتب خطابا لامرأة وابنها يريدان إرساله إلى رب العائلة الذي يعيشه ويعمل، أو ربما يعيش فقط، في آخر بقاع البلاد. لحظات بعد ذلك تدهش حافلة الأم ويبقى الصبي يتيما على رصيف المحطة ليلا ونهارا. تقرر المرأة بيع الصبي لعصابة ستقوم ببيعه إلى الباحثين عن أولاد للتبني. جارتها تؤنبها فتعود المرأة إلى بيت العصابة وتختطف الصبي وتهرب به للبحث عن والده.

صحوة الضميرهذه ليست سوى بداية تغييم شامل يصيب تلك المرأة التي تتعلم من رحلتها العابثة الكثير. الصبي ومشكلته إذ يحتلان بالها لا يخفيان أيضا حقيقة أن ماضيها الخالي من الحب والعائلة له تأثير على علاقتها بالصبي كأم بديلة وعلى الرغم من أن زخم ما يقع يتعثر قليلا، في النهاية فإن الفيلم ينجح في فرض نظرة واقعية المنهج لم تقدم عليها السينما منذ سنوات بعيدة يذكر بأفضل ما قدمته السينما البرازيلية واللاتينية عموما في الستينيات كما السبعييات.

الجائزة الثانية ذهبت إلى الفيلم الأمريكي "هز الكلب" لباري ليفنسون، وهو فيلم يتناول موضوعا سياسيا فيصيب فيه ويخطئ في ذات الوقت.

الرئيس الأمريكي الحالي "الذي لا نراه بوضوح لكننا نسمع صوته" في حمى فضيحة جنسية قبل أسبوعين فقط من الانتخابات التي يأمل في أن تثمر عن إعادة أنتخابه. يقوم البيت الأبيض بطلب خبرة رجل للمهام الإعلامية الخاصة اسمه برين "روبرت دي نيرو" من أجل العمل على لفلفة الموضوع.

يبتدع برين خطة تقضي بافتعال حرب وهمية مع ألبانيا من شأنها إشغال الرأي العام عن الفضيحة.. لإنجاح هذه الخطة لابد من منتج سينمائي يتولى تنفيذها بالصورة والكلمة، فيتجه الى منتج هوليوودي كبير "دستين هودمان" طالبا منه إنتاج خبر مصور يبدو كما لو أن الإرهابيين الألبان يهاجمون القرى الألبانية ويهددون الولايات المتحدة بقنبلة نووية هربوها إلى كندا. إلى ذلك يحشدان الرأي العام بإطلاق أغان فولكلورية- بطولية ولاحقا يستعينان بمخبول مريض نفسيا "وودي هارلسون" للإيحاء بأنه جندي أمريكي تم أسترجاعه من أرض المعركة.

كل ذلك في إطار سياسي/ كوميدي ينجح كثيرا في النصف ساعة الأولى، أو نحوها، ثم يدخل مرحلة من التنفس السياسي تتنافى والمهمة التي انطلق الفيلم على أساسها. النهاية سلبية من حيث رغبتة الفيلم تكريس أن الخديعة تنتصر على الحقيقة وأن المنتج "الذي شارك في هذه الجريمة الإعلامية الكبيرة" كان ضحية.

وقد لا يعلم الكثيرون أن مقتبس عن رواية تشرت في العام 1992 حول الرئيس بوش وحرب الخليج، وبعد عام واحد من وقوعها.

جنوب شرق آسيا

معظم الأفلام الأخرى لم يصل إلى المستوى المنشود من النجاح. من انتاج سويدي/ دنماركي، نرويجي شاهدنا اتتاجا مكلفا "بمقياس تلك الدول" هو "بارباره" للمخرج نيلز مالمروس. أنه قصة عاطفية بين راهب شاب وامرأة عرف عنها أنها مزواجة لكن الحب أعمى وهو تعلق بها وتزوجها وهي خانته بعد ظهر اليوم الأول لقرانهما.

التصويروالاعتناء بالتفاصيل من ناحية تصميم الملابس والديكورات أنيق وجميل، لكن فيلم مالمروس يبدو متجها إلى الهاوية من بعد قليل من بدايته إذ لا تثمر القصه عن شيء يربطنا بما يدور في رحاها.

السينما القادمة من جنوب شرق آسيا أخفقت في ترك بصمتها المعتادة على برلين هذا العام بسبب عدم وجود انتاجات قوية "أو لأن أصحاب الانتاجات الأقوى يوفرون أعمالهم تلك إلى مهرجان "كان"- المقبل.

من هونغ كونغ وللمخرج ستانلي كوان "وهو زبون دائم لبرلين" "أريدك": موضوع مسرد بتكلف شديد حول شخصيات تتخبط في نوازعها العاطفية من دون سبب واضح وهو يشبه في هذا التخبط الفيلم التايواني "انحطاط لذيذ" للين تشنغ- تشينغ.

لكن الفيلم الياباني "سادا" لنويهيكو أوبايا شي يختلف تماما وهو أفضل هذه الأفلام الثلاثة. كذلك الفيلم الياباني الآخر "الآميرة مونونوكي" الذي عرض في الإطار الرسمي إنما خارج المسابقة.

"سادا" قصة امرأة خانتها كل الظروف فلجأت إلى الدعارة وارتبطت عندما استقامت بعشيق يملك مطعما. حبهما- والقصة مأخوذة عن سجلات الواقع وتم نقلها إلى فيلم سابق بعنوان "مملكة الحواس"- يتحول إلى هوس جاره ينتهي بدوره إلى جريمة قتل.

يلجأ المخرج هنا إلى التصوير بالأبيص والأسود، كما بالألوان وهناك مشاهد فيها المعالجتان الفنيتان معا. ومع أن الفيلم قائم على تصوير الحب الغريزي فإنه لم يحاول استغلال ذلك لمشاهد مجانية رخيصة.

من ناحيته فإن "الأميرة مونونوكي" لهايو ميازاكي نموذج لسينما كرتونية تنجح في مهمتها الوصول إلى جمهور الكبار والشباب الصغار على حد سواء. الموضوع ناضج وجديد يتحدث عن أميرة تعيش مع الذئاب وتدافع عن البيئة المهددة بالتوسع الصناعي للإنسان. وتمثل أمرأة أخرى هذه العائلة البشرية التي لا تكترث للبيئة في محاولتها التوسع وتطويع المزيد من المساحات الطبيعة لخدمتها. بين الاثنين شاب عضه خنزير بري سكنه الشيطان مما يجعل حياة الشباب مهددة بالتحول إلى شيطانية. دواؤه في الغابة وفي سعيه إلى ذلك الدواء يصبح طرفا ثالثا في النزاع القائم.

 

محمد رضا

 
  




رجل الكعك من إخراج روبرت التمان





بارباره فيلم من الدنمارك عن قصة حب بين راهب وامرأة لعوب





اريدك أحدث فيلم من إخراج مايكل وينتر بوتوم





الفيلم الياباني الأميرة مونونوكي فيلم مأخوذ عن سجلات الواقع





ليبوفسكسي الكبير حبكة بوليسية وإثارة





هز الكلب من إخراج باري ليفنسون أحد الأفلام السياسية الأمريكية