طرائف عربية

طرائف عربية

نفوس وملح، وملح ونفوس

الواعظ الغفلان

كان أبوعبدالله الخواص، الواعظ بمصر المحروسة من أشد الناس غفلة. وقف به يوما رجل من العامة وقال له: أصلحك الله، لي نفس معلولة لاتستجيب للخير أبدا فما الذي يصلحها؟. قال أبو عبدالله ينصحه: اقرأ القرآن وأكثر منه. أجابه الرجل: أنا لاأحفظ سوى الحمدلله وقل هو الله أحد، وقد قرأتهما مرات كثيرة، ونفسي بحالها. قال: فاذكر الموت، قال: لك الله! قد فعلت فما خشعت، ولاجاء منها مايشير إلى خلاصي قال: فأكثر حضور مجالس الذكر. قال: من أين أجد؟ وقد تركت شغلي، ونفسي كما هي لاتتغير. قال أبوعبدالله مغتاظا: لعن الله نفسك الأمارة بالسوء فإنها مشئومة ملعونة كما قلت، والرأي أن تمضي بها إلى جرمان بن مطهر صاحب الشرطة يؤدبها لعله يجيء منها بشيء.

صانع اللؤلؤ

دخل بشار بن برد على المهدي. كان بشار ينشد شعراً بصوت رخيم عذب وكانت الأبيات في تتابعها كجرس الموسيقى العذبة، الصداحة. كان بضيافة المهدي خاله يزيد بن منصور الحميري، وكان مغفلا، سأل بشار: ماصناعتك أيها الشيخ؟ أجابه بشار: أنظم اللؤلؤ. فقال المهدي غاضبا: أتهزأ بخالي؟ رد بشار: وما أقول لمن يرى شيخاً أعمى ينشد شعرا فيسأله عن صناعته.

لجام السباق

كان أبوعبيدة يقيم سباقات الخيل في الحلبة. وكانت الأفراس العربية تتجلى مهورا من رشاقة وخفة وفي أحد الأيام احتشد الرجال في انتظار نصـر جيادها وبدأ السباق وانطلـقت الجياد تسـابق الريح فجعل رجل من المشاهدين يكثر الفرح ويكبر ويصفق مما أثار الناس. عند ذلك قال له رجل بجانبه: يافتى، الفرس الفائزة هي لك؟ قال: لا والله! ولكن اللجام لي!

مزيد من النوادر

لقى مزيد رجلا كان صديقا لأبيه. فقال: يابني كان أبوك عظيم اللحية، فما بالك "أجرودي"؟ فقال مزيد: أنا خرجت هكذا لأمي.

وكان أبوحبيب مضحك المهدي يحفظ نوادر مزيد ويحكيها له فيصله. فقال له مزيد: بأبي أنت! أنا أزرع وأنت تحصد.

أبواب العلم وأبواب الملك

قيل للخليل بن أحمد: أيهما أفضل: العلم أو المال؟ قال: العلم. قيل له: فما بال العلماء يزدحمون على أبواب الملوك والملوك لايزدحمون على أبواب العلماء؟

قال: ذلك لمعرفة العلماء بحق الملوك وجهل الملوك بحق العلماء.

وقال عليّ كرم الله وجهه: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، والعلم خير من كل مال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق، والعلم حاكم والمال محكوم عليه.

من أفعال سويبط ونعيمان

كان سويبط ونعيمان صديقين لايكفان عن الهذر الجميل. خرجا يوما في تجارة مع الصديق أبي بكر رضي الله عنه، وكان سويبط مسئولا عن الزاد وحين قال له نعيمان: اطعمني، قال: حتى يجيء أبو بكر. فأسرها في نفسه نعيمان وانتوى له أمرا. ولما مروا بقوم قال لهم: أتشترون مني عبدا؟ فقالوا: نعم! فقال: إنه سيقول إنه حر فلا تتركوه. فقالوا: بل نشتريه. وقبض ثمنه عشرة من الإبل الشابة. ثم أخذوه ووضعوا في عنقه حبلا، فقال سويبط: إني حر ولست بعبد وهذا يستهزئ بكم. فقالوا له: قد خبرنا خبرك. ولما عرف أبوبكر ضحك ورد على القوم إبلهم وأخذ منهم سويبطا.

الأجر والثواب

قعد رجل على باب داره، فأثاره سائل يسأله فقال له: اجلس، ثم صاح بجارية عنده فقال: ادفعي إلى هذا مكيالا من حنطة، فقالت: مابقي عندنا حنطة. قال: فاعطه درهما، قالت: مابقي عندنا دراهم. قال: فاطعميه رغيفا. قالت: وماعندنا رغيف، فالتفت إليه وقال: انصرف ثم سبه. فقال السائل: سبحان الله تحرمني وتشتمني! قال: أحببت أن تنصرف وأنت مأجور.

لأبي العيناء سرعة الخاطر والبداهة

قيل لأبي العيناء: صوم يوم عرفة كفارة ذنوب سنة، فصام إلى الظهر وأفطر.

فقيل له: ماهذا؟ قال: يكفيني ستة أشهر.

وقال لابنه وهو مريض: أي شيء تشتهي؟ قال: اليتم.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات