مريم

مريم

سقطت على قلبي كقنديلٍ
توشوشه
وتفتح سجنَ غربته
تفكُّ طلاسم الأسر المزيَّن
بالحقول على يديه
تقول أخبارَ الصباح له
وعند رحلتها تقبِّله
وتترك عنده نجماً, يصوّرها
إذا غابت, وديكاً
يفتحُ الفجرَ الجديد على ملامحها
ويهمس في أناملها
إذا عادت
لتعزف للغريب مساقطَ الأخبار
جنب النيل, زغردةَ المياه
إذا التقت بالشمس شفتاها
تودّعها
وتتركُ خلفها وجهَ الأصيل
جاءت إليك النخلةُ الحوراء
باسقةً
وواثقةً
تجرُّك للربيع
تبخرِّ الأحلام جنب أمينة
الأشجارِ بالأسرار
تهمس بالصقيع وبالنسيم
حقل من العناب, يرفل
في حديقة توت
أتخطفها?
أتقطفها? من الشجر المريب
وفي يمينك وردةٌ بيضاء!
تلمح فيك أوردةً وقلباً
سأخطفها
لتسكنَ جنب قصرِ النيل
تشرب من مياه الشمس
تمشي جنب أحلامي,
وتسكنها
لتوقظ لي جبال الثلج
تشعل شمس أحزاني
وتطفئها على فجر يغازلني
ويفتح لي قصور التوت,
أقطف من منازلها
نسيم الريم, يحملني
إلى المزمار
يسرج لي حصاناً راقصاً
بضاً
وألمح في سماء مدينة الأحلام
قلبي في رسوم السقف
رحّالاً
يهوى
رسم الأشجار المنسية,
يفتح يدها,
يهمس عند أناملها,
يعرف كيف يحاورها,
ويزين ثوبَ العرس المقطوف
بورق التوت,
يصحو جنب شقاوتها
وجهاً رحالاً
يا مريم..
تسقط
كل الأحلام
مادمنا نصحو
مادمنا
نرسم أغنية
لا نسمعها
مادمنا
نفتح عين الشمس ليطفئها
صوت الجيران
مادُمت
أحبُّ التوتَ الأبيض
لكني
أنتظر العطف من البستان!

 

عاطف أبوباشا