وبحارٌ تجري نحو بحارْ!!! محمد إبراهيم أبو سنة

وبحارٌ تجري نحو بحارْ!!!

شعر

أتُرى تسقطُُ منَّا الأيامْ
أم نسقط منها
ونغادرها
أم تمضي وتغادرنا

..............

نتدلّى من شرفاتِ الريح
على طرقاتِ الغيبْ?
هل تلك الأيامُ
خيولٌ جامحةٌ
أم تلك سيوف سُلّتْ
فوق الأعناقْ?
ونراها راكضةً لبدايتها
داميةً وسط سباقْ?
هل تلك قلوبٌ تبصرُ ما يتقلَّب فينا
في أعماق الأعماقْ?
أم تلك دروبٌ غامضةٌ
لا تعرفها الأحداقْ?

..............

تأتينا أيام أولى
وتراودنا.....
ثم تزور سوانا وتمنّيهْ
هل كانت تسألنا...
ماذا كنا نبغيهْ
لحظاتٍ وتراوغنا
فتجيبُ السائلَ
منا بالصمتِ
لتخفيَ ما تُخفيهْ
أو تمنحه ما يُشقِيهْ
أو تعطيه ما يكفيهْ
ثم تغافلهُ وتعاجلهُ
بالندمِ المسمومِ الباقيِ يطويهْ

......

هل تلك حديقتنا موحشة
لا تأتيها الأمطارْ??
لا تبصرها الأنظارْ
ولا تعرفها الأطيارْ
أم تلك الأحلامُ
المرتجفةْ
تتبدَّدُ في صبح
مرتجفٍ
يأتيها ليفاجئها
من صحراءِ الليل الموَّارْ
فإذا الأشجارُ هي الأحجارْ
وإذا الأحجارُ هي الأسوارْ
والأطيارُ بلا أجنحةٍ
تمضي موغلةً في سحب من أسرارْ
وربيعٍ كنا ننتظر لديه
الحبَّ...
..يجيءُ بلا أزهارْ
وإذا امرأة تنكرنا
خاشعة في حضنِ سوانا
تتقلَّد سيف الإنكارْ
وإذا حلمُ هوانا
يتعثر خجلا بين قيود أغانيهْ
يتسول بعض فتاتِ لياليهْ

.........

هاهي مرآة نبصر فيها
ظل غروبٍ هاربْ
حيث تجف قناديلٌ
وتموت الأنهارْ
وتولول سحبُ خاويةٌ
إلا من ذكرى
تصرخُ فيها الأقمارْ
نمضي وسط فجاج الأرضِ
تلاحقنا أشواكُ هواجسِنا
نمضي...
لا سقف فيؤوينا
لا بابٌ يبسم في أوجهنا
يأخذ منا ما يثقل كاهلنا
فيريحُ الجسدَ المنهارْ
من رحلة عمر نقضيها
في الأسفارْ
لا صوتَ يفاجئنا
تطلقهُ الأوتارْ

.........

.........

تلك صحارَى
تتجول في أحشاءِ
ربيعٍ لا يأتي
ونجومٌ تتلألأ
ساخرةً في كفِّ الأقدارْ
ليل من أسرارْ
ونهار من أكدارْ
وبقايا سفنٍ
ثقبتها في جوفِ البحر
عواصفُ
تدفعها
نحو جنونِ الموج
الأغوارْ
ليل من أسرار
ونهار من أكدار
وبحارٌ تجري
نحو بحارْ

 

محمد إبراهيم أبو سنة