ثقافة إلكترونية

ثقافة إلكترونية

الثقافة السينمائية على الإنترنت

إذا حاولت البحث على محرك البحث «جوجل» عن كلمة «سينما» باللغة العربية ستجد تجد أن نتائج البحث عن الكلمة تصل إلى ثلاثة ملايين ومائتي ألف نتيجة، أما إذا بحثت عن الكلمة نفسها في اللغة الإنجليزية فإن عدد النتائج التي تعرضها الشاشة هي 217 مليون نتيجة.

وعلى الرغم من الفارق الهائل بين عدد النتائج في اللغتين الذي يكشف الهوة الكبيرة بين صناعة السينما العربية والاهتمام بها من قبل الشرق، مقارنة بالصناعة نفسها في الغرب، فإنه، في الوقت نفسه، يظل مؤشرًا بالغ الأهمية على مدى جماهيرية السينما في أرجاء العالم، كما يكشف عن ثقل حضورها، كثقافة بصرية، ووسيلة ترفيه، وكمنتج فني له خصوصيته على شبكة الإنترنت.

المواقع العربية المتاحة تتراوح بين موضوعات ومقالات عن السينما، أو مواقع لمهرجانات سينمائية، أو مدونات مختصة بالسينما يحررها أفراد مهتمون بها، وأحيانا نقاد متخصصون. كما توجد مواقع أخرى لشخصيات سينمائية في مجالي الإخراج أو التمثيل. في اللغة الإنجليزية يضاف إلى هذه الأنواع مواقع الجوائز السينمائية العالمية، مثل الأوسكار، أو الجولدن جلوب وغيرهما، ومواقع الجهات الأكاديمية المتخصصة في السينما، والوصلات التي تحيل على موسوعات افتراضية، وغيرها.

لكن الكثير من المواقع لا يعتمد على النص النقدي أو السردي فقط، بل هناك مواقع مختصة ببث لقطات سينمائية أو مشاهد من أفلام، أو حتى أفلام كاملة، أو لقطات مصورة عموما.

بشكل عام يمكن القول من خلال مقارنة عدد المواقع العربية المختصة بالسينما مقارنة بنظيراتها الغربية أن الثقافة العربية مازالت تفتقر إلى ثقافة سينمائية رفيعة، ولعل هذا ما يبرر ظهور موجات من السينما الخفيفة على مدى العقد الماضي، أو أكثر قليلا، وتشتت صناعة السينما، خاصة في مصر التي تمثل قلب هذه الصناعة عربيًا، بين أنواع تحاول بها أن تنجو من مأزقها، لكنها في النهاية تدور في دوائر قريبة، تفتقد المغامرة والإمكانات.

على الرغم من ذلك هناك مواقع سينمائية عربية مهمة، تتسم بالجدية، وبالذوق الرفيع، يمكن أن تؤسس شكلا من أشكال الثقافة السينمائية التي يحتاج إليها المشاهد العربي الآن وهنا، وأظنها يمكن أن تكون أساساً جيداً لهذه الثقافة في ظل الغياب الفادح لأي دورية عربية سينمائية متخصصة.

هنا بعض المواقع المقترحة:

سينما إيزيس وهي مدونة للناقد هاشم صالح

http://www.cinemaisis.blogspot.com

موقع جائزة جولدن جلوب

http://www.goldenglobes.org

موقع مهرجان الخليج الدولي للسينما

http://www.gff.ae

«يوتيوب..السينما إنتاج فردي»

يعتبر موقع «يوتيوب» www.youtube.com أحد أشهر المواقع الإلكترونية المختصة في بث لقطات الفيديو المصورة . وهي في أغلبها لقطات مصورة شخصيا من قبل أفراد، في مناسبات عدة، سواء يصورونها لأنفسهم، أو في مناسبات خاصة ، أو ما شابه، لكنها أيضا تضم لقطات من أفلام سينمائية، أو عروض مسرحية، أو راقصة أو موسيقية، أو كارتونية أو رياضية. كما أن الأفراد يبثون عبر هذا الموقع أيضًا لقطات لمشاهد تعليمية في مجالات الموسيقى والرقص،أو لعزف آلة موسيقية مثلا، أو لقطات من برامج تلفزيونية حوارية أجريت معهم أو مع غيرهم.

ويعتبر الموقع أحد أكثر المواقع جماهيرية كما تعكسه إحصاءات عدد مشاهدي كل لقطة مصورة مما يبثه الموقع والذي يصل لمئات الآلاف خاصة إذا كانت لقطات ذات طابع مرح، أو لها صبغة سياسية، أو مثيرة.

وإذا كان هذا الموقع نموذجًا لافتًا لمدى شعبية الوسائط المرئية على شاشة الإنترنت، فإنه ليس سوى نموذج واحد بين مئات النماذج، لأن هناك، الآن، العديد من المدونات التي يبث أصحابها لقطات مصورة من مصادر عديدة، ويعلقون عليها أو يتركونها بلا تعليق في عصر يبدو أكثر تحيزا للصورة.

سينماتيك.. ثقافة سينمائية عربية

قبل أربع سنوات أنشأ الناقد البحريني حسن حداد هذا الموقع لينشر فيه بعض الآراء النقدية السينمائية، وبمرور الوقت تحول الموقع - بالرغم من أنه جهد فردي خالص - إلى موسوعة سينمائية تضم تقريبًا كل ما ينشر عن السينما العربية والعالمية في العالم العربي، من المحيط للخليج.

يضم الموقع عددًا من المقالات النقدية، والحوارات، وعروض الكتب، ومراجعات الأفلام، والمتابعات الخبرية والنقدية للندوات المتخصصة، وللمهرجانات السينمائية العربية والدولية، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة، ثم أضاف الموقع وصلات للعديد من المدونات السينمائية، ومواقع المهرجانات الدولية، بالإضافة إلى وصلات لمواقع بعض النجوم وخاصة أصحاب الثقل في صناعة السينما العربية مثل المخرج يوسف شاهين وغيره. مما يجعل من الموقع موقعًا سينمائيًا متخصصًا وشاملاً، يقدم حالة ثقافة سينمائية متميزة، ولا يعدم التصميم الفني الذي يميزه. وعنوان الموقع هو:

http://www.cinematechhaddad.com

سينما الثقافة الرفيعة

تعتبر فرنسا واحدة من الدول التي تميزت بإنتاج سينمائي مختلف، إذ إنها باستمرار كانت ضد السينما التجارية التي تسوقها وتروج لها هوليوود. كما أن فرنسا شهدت موجة من أهم موجات التجديد في السينما المعاصرة في الستينيات عبر مجموعة من الأفلام الخاصة جًدا، التي حاولت أن تقدم سينما مختلفة، ومن رموز موجة السينما الجديدة تلك المخرج الفرنسي فرانسوا تروفو، وجان لوك جودار، والآن رينيه، وغيرهم. تلك الموجة التي تزامنت مع صدور الدورية السينمائية الفرنسية الأشهر «كراسات سينمائية» على يد الناقد وصاحب النظريات السينمائية المهمة «أندريه بازان»، الذي أثرى التجربة. وهناك العديد من المواقع المهتمة بالسينما الفرنسية، أغلبها باللغة الفرنسية لكن هناك أحد المواقع الذي يقدم فكرة جيدة عن تاريخ هذه السينما ونجومها ومخرجيها، وهذا الموقع هو «أفلام فرنسية» الذي يقدم أيضًا نبذات عن أهم أفلام السينما في فرنسا والعالم منذ العشرينيات من القرن الماضي وحتى الآن وعنوانه هو:

http://filmsdefrance.com

«كيس فشار».. ذوق مختلف

«كيس فشار» واحدة من مدونات عدة أنشئت أخيرًا من قبل أفراد، أغلبهم من الشباب، من المهتمين بالسينما. هذه المدونة تهتم بتقديم أفكار خاصة جدا عن السينما، وتعقد مقارنات بين الأفلام العربية، والغربية، سواء في موضوعات دقيقة مثل التقنية، أو حتى على مستوى عنصر الدقة ومدى مراعاته في الغرب مقارنة بالتساهل الفادح لهذا العنصر في الصناعة عربيا. كما تقدم - مثلا - نماذج للأفلام التي اقتُبست من أعمال روائية في الغرب، وفي السينما العربية، لتكشف مدى عجز الصورة أمام العمل الروائي من جهة، وقصور السينما العربية في هذا الجانب تاليًا. لكنها وغيرها أفكار تكشف خصوصية ثقافة المدونين الذين أنشأوها. كما تضع يدها على ملاحظة بالغة الأهمية بشأن الفارق بين أغلب الأفلام العربية التي تعتمد المباشرة والصخب الدعائي، وبين تناول الأفكار الكبيرة في السينما الغربية «من دون جعجعة» - على حد وصف المدونة- أو مباشرة كما هو شأن سينما «وودي آلان» مثلا، وغيرها من الأفكار اللافتة التي تعطي لهذه المدونة طابعًا خاصًا واستثنائيًا في روافد الثقافة السينمائية العربية.

عنوان المدونة:

www.Keesfeshar.blogspot.com

«بوليوود» تنافس «هوليوود» على الإنترنت

تعتبر صناعة السينما الهندية من أقوى صناعات هذا الفن في العالم، وتعرف باسم «بوليوود» المشتقة من مدينة «هوليوود». تتميز السينما الهندية بإنتاج ضخم، وتتمتع بشعبية كبيرة داخل الهند وخارجها، وهناك مئات المواقع الإلكترونية التي تتابع أخبار صناعة السينما الهندية، وأخبار نجوم الصناعة من الممثلات والممثلين. لكن الأغلبية منها تعتبر سينما تجارية، ولذلك فإن أكثر هذه المواقع تميل للشكل الخفيف المتتبع لنمائم الفنانين والفنانات، والمتابعات الخبرية لأحدث ما ينتج من أفلام بولييود. وإن كان الكثير منها لا يعدم فكرة النقد والمتابعات النقدية وتناول بعض أفلام السينما الهندية الجادة. من هذه المواقع:

www.bolywood.com

 


إبراهيم فرغلي