أسئلة بشأن ماذا نريد نحن؟

أسئلة بشأن ماذا نريد نحن؟

قرأت مقال رئيس التحرير د. سليمان العسكري في «العربي» العدد 592 مارس 2008 «ماذا نريد نحن»؟ وتوقفت عند كثير من النقاط في هذا السرد الطيب وأعجبتني النقطة التي تدور حول «الثقافة كهدف جامع» البند رقم (2) محاكاة التجربة اليابانية في مجال رعاية المبدعين والموهوبين، وأعتقد أن هذا أهم ما ذكر. ولو سمحتم لي أن أعرض بعض النقاط فقد أعجبت بهذا المقال جدا، لأنه يضع يده على أن معظم الأمم حددت اسباب النهوض ثم أخذت بها، إلا نحن العرب لم نأخذ بهذه الأسباب، على الرغم من وجودها أمامنا، ولوأخذنا بها فسوف نلحق بركاب هذه الأمم المتقدمة. ومن أهم هذه الأسباب ماتم ذكره في مقالكم الكريم ويحضرني هنا بعض الأسئلة، وحتى لا أطيل على حضراتكم ألخص ما يجول بخاطري:

1 - كيف تقدمت اليابان؟ 2- كيف حافظ اليابانيون على هذا التقدم؟ 3 - كيف وصل المنتج الياباني إلى كل بيت؟ 4 - كيف تطور المنتج الياباني؟ 5 - ما دور الحكومة اليابانية في هذا التقدم؟ 6 - ما دور الأفراد؟ 7 - ما مردود هذا على الأفراد؟ ومن جهة نظري أجيب عن الأسئلة كمواطن غيور على مصلحة بلاده العربية. أولا: كيف تقدمت اليابان؟ كان الاقتصاد الياباني اقتصاد حرب في الماضي، أي أن جميع الموارد مسخّرة للحرب وللدفاع عن اليابان وبالتالي أصبح كل فرد في اليابان يعمل بهذا الفكر، وكان المردود الاقتصادي على الشعب قليلاً، ولم نسمع أنه كان يوجد منتج ياباني انتشر في العالم وحاز القبول والثناء، حتى قامت اليابان بتدمير الأسطول الأمريكي في «بيرل هاربر» وبعدها قامت أمريكا بإنزال قنبلتيها الذريتين على اليابان واستسلمت اليابان، وعندها توجهت اليابان إلى معركة السلم وهي معركة التقدم وتصديره إلى الخارج.

وأخذت الشركات اليابانية عن طريق الموهوبين والمبدعين في تطوير الإنتاج، حتى أصبح المنتج الياباني في جميع دول العالم، وعندما وجدوا، مثلا, أن السيارات أسعارها مرتفعة قللوا من الأسعار ورفعوا أسعار قطع الغيار حتى تحقق اليابان المعادلة الصعبة وتتمكن من اجتذاب المبدعين والمبتكرين والموهوبين في كل مجال وكل صناعة، وكي تحافظ على هذه الصناعة وتطورها إلى مستوى أفضل، وحتى سمعنا أن بعض شركات السيارات اليابانية ضمت للعاملين فيها ثلاثة آلاف مبتكر في سنة واحدة، ويبرز سؤال هنا أين المبدعون العرب؟

الإجابة: أخذهم الغرب، والدليل على هذا وجود 850 ألف عالم مصري في الخارج يساعدون في تقدم هذه الدول، مما يشكل خسارة على بلادهم. ولي تجربة شخصية في ذلك فقد ابتكرت بعض الاختراعات تفوق عدد أصابع اليد وتم تسجيلها في أكاديمية البحث العلمي ولم تنفذ منذ سنة 1993، وهذا ينطبق عن كثير من المبتكرين العرب في الدول العربية، وأترك لكم الإجابة عن باقي الأسئلة السابقة من السؤال الثاني حتى السادس لأن الإجابات لا تخفى على أحد.

محمد صادق يوسف
القاهرة - مصر