حبهم الأول.. الأجمل والأخطر

حبهم الأول.. الأجمل والأخطر

نتحدث كثيرا عن «الحب الأول في زمن المراهقة». لكن معظمنا ليس لديه تقدير حقيقي لخطورة هذا الحب، بالرغم من أننا جميعا عشناه بشكل أو بآخر، فكثيرا مانتكلم عنه مقللين من شأنه، مرددين عبارة «مشاعر مراهقة» وكأنها شيء عابر وبلا وزن أو قيمة، بينما هي لدى المراهق مسألة كبرى في وجوده، والاستخفاف بها أو التقليل من شأنها يمثل إهانة جارحة، بل دامية، لقدس أقداس مشاعره البازغة، التي لايتوقف عندها اكتشافه للجنس الآخر، بل يتجاوزه إلى اكتشافه لنفسه، واستكماله لعناصر وجوده النفسي خاصة والإنساني عامة. وعن هذا الحب تقول عالمة النفس دوريس أودلم، التي نقل كتابها «عن المراهقة» عالم النفس العربي الكبير الدكتور فاخر عقل: «من الواضح أن هذا الحب يختلف عن حب الوالدين أو الإخوة أو الأخوات أو الأصدقاء. إن له صفات خاصة تجعله مختلفا حتى عن حبنا في السنوات التالية، وهو في كثير من الصفات أجمل أنواع الحب، وأكثرها غيرية. إذ إنه في الواقع نوع من التقديس، وهو إلى حد بعيد غير أناني وتبجيلي، ويضفي المحب المراهق على محبوبه كل فضيلة ونعت محبب. ويكون المحبوب أروع المخلوقات التي وُجدت والتي يمكن أن توجد. وكل مايطلبه المراهق هو أن يُسمح له بأن يقدم نفسه قربانا على مذبح محبوبه. لا شيء لايمكن فعله من أجل المحبوب ولا شيء لايمكن إعطاؤه له، وحتى الحياة نفسها يمكن التخلي عنها في سبيل المحبوب». برغم أن هذا المحبوب قد يكون مجرد طيف من التوهم والحسابات الجامحة وغير الواقعية. وغالبا ما يغرق المراهق في حلم يقظة يكون فيه المحبوب في خطر عظيم فيقفز المحب لإنقاذه، وهذه الصورة للخيال الشارد ليست بعيدة أبدا عن إمكان الحدوث الفعلي، لو أن إنقاذ المحبوب أو الدفاع عنه تطلب أقصى درجات المخاطرة. وهنا يجب أن ننتبه ونحترم هذا «التهور» الصادق حتى وإن كان ليس موضوعيا. لاينبغي أن نسخفه أو نقلل من شأنه فهذا يرتد على مراهقنا وعلينا بأوخم العواقب، فإما العصيان وإما الإذعان، وكلاهما مدمر للنفسية المستجدة للمراهق، فالإحباط في هذا الجانب يمكن أن يؤدي إلى جنوح لا تُحمد عقباه، تتلقفه عصابات التطرف أو يتصيده مروجو المخدرات أو يحيط به ثعالب شتى الانحرافات التي يزخر بها عالمنا المفتوح على كل الأخطار.

إن حب المراهق مرهف، شديد الإرهاف، ويتطلب أن نتعامل معه برهافة وتعاطف وفهم عميق ورحمة صادقة. على الأقل من زاوية مقارنة الصدق والغيرية الهائلتين لهذا الحب مع أشكال الحب «الأكثر نضجا» في ما بعد، ذلك أنه بينما يكون المراهقون مستعدين لافتداء محبوبهم بحياتهم إذا تعرض للخطر، فإن الراشدين يأملون في ألا يتعرض محبوبهم لأي خطر أصلا، وليس ذلك من أجل سلامة المحبوب تحديدا، ولكن لأن الراشدين لايرغبون في أن يُطلب منهم نجدة أحد، على الأغلب، فبعد معاركة الدنيا معارك تفضي إلى كثير أو قليل من الندوب، تتراكم طبقات الأنانية والحذر وتتبخر الغيرية بمعظم أطيافها، وتلك خسارة حقيقية للفرد وللمجتمعات على السواء. إن هذه الغيرية الرومانسية في حب المراهق الأول هي أساس مبكر لسلوكيات نبيلة سينعم بها رجل الغد كلما ظلت أصداء هذه الغيرية تترجّع في آفاق روحه، فلا ينبغي أن نقلل من شأنها، فثمة دور حيوي ومهم يلعبه هذا العطاء الحبي في النمو السوي للمراهق باتجاه الراشد المعطاء والشجاع والمبادر بالمروءة والهمة. إنها تجربة غضة وحساسة، وعلينا أن نراقبها بأكبر قدر من التعاطف والتفهم والاستعداد لتقديم العون، برفق، حتى يعبرها مراهقنا الجميل لو أمعنا النظر في خصوصية وندرة جماله ويصل إلى بر السلامة، أو يجتازها على الأقل بلا جراح نفسية خطيرة تشوه مستقبله الراشد. وهذا الاجتياز وذاك العبور ممكنان عندما نحب أولادنا بعمق، أبعد عن الشعور بامتلاكنا لهم، وأبعد من أنانيتنا التي تقاوم لاشعوريا تمردهم على تشبثنا بهم كلعب صغيرة جميلة نتمكن منها ونسيطر عليها، فهم في هذه السن يكونون، لو أمعنا البصر والبصيرة، مخلوقات جميلة قطعا، مخلوقات بديعة تكبر وترتفع بغنى العاطفة ورحابة الحلم إلى ذرى من الجمال الذي لايتكرر.

  • لا تطفئ الجلد

هناك أناس يلمعون في الحر وتحت الشمس، ولمعانهم راجع إلى بشرتهم الدهنية، وهي بشرة سميكة ولماعة وذات مسام واسعة، ولمعانها سببه انها تنتج كثيرا من الزهم (دهن البشرة) خاصة على جانبي الأنف وعلى الذقن، والقليل منها يجعل الجبهة تلمع . هذا اللمعان يضايق بعض ذوي البشرة الدهنية، ويرون أن بشرتهم هذه محنة، بينما هي في الحقيقة منحة، لأنها بشرة لاتشيخ بسرعة كغيرها، كما أنها تكتسب السمرة أسرع من غيرها . والنساء يكن أكثر ضيقا ببشرتهن الدهنية لأنها لاتحتفظ بالماكياج طويلا، وتنصحهن خبيرات التجميل بتفادي كريم الأساس، لأنه يمنع هذه البشرة من التنفس ويدفعها لإفراز كثير من الزهم اللماع، كما أن بعضهم وبعضهن بتصورون ويتصورن ان شمس الصيف فرصة تمنح هذه البشرة الجفاف المأمول، لكنها في الحقيقة خطر تتحمله البشرة الدهنية بتكتم، ثم تنتقم مع بدء الخريف، فتعلن ثورتها العارمة بظهور بثور حمراء ونقاط سوداء، فحذار من انتقام البشرة الدهنية، ولتُعامل برفق، بمنظفات طبيعية تفتح مسامها وتزيل الزائد من زهمها وتكنس برفق ماتراكم عليها من خلايا ميتة وغيرها من رواسب، وليحمد اللهَ أصحابُ هذه البشرة التي تحتفظ بحيويتها وشبابها لأطول وقت ممكن.

  • حذار من نار التنين يا ابنتي!

الأمهات من قبائل الهنود الأمريكيين يرشدن بناتهن المقبلات على الزواج بألا ينسين أن الرجل عندما يكون منزعجا ويعاني الضغوط، ينسحب إلى داخل كهفه النفسي صامتا. ويجب على الزوجة ألا تعتبر هذا الانسحاب والصمت موجها لها، فهذا لايعني أبدا أنه لايحبها، ولا يعني أنه سيظل قابعا داخل كهفه حتى النهاية . لكن الرجل في هذا الانسحاب والصمت يكون مشغولا بما يزعجه ويبحث عن خلاص. لهذا تحذر الأمهات الهنديات بناتهن ألا يلحقن بالرجل الذاهب إلى كهفه، فهو لايحب أن يتحدث عما يعانيه قبل أن يكون مستعدا لذلك، والمرأة التي تخطئ وتقتحم صمت زوجها وانسحابه الذاتي، إنما تغامر بأن «تحرقها النار التي يبثها التنين حارس الكهف»!

 


محمد المخزنجي