عندما تبلى أبواب القلب

عندما تبلى أبواب القلب

إن مسار الدم داخل القلب يتم بشكل منتظم، فالدم القادم من جميع أنحاء الجسم يتجمع في الأذينة اليمنى، ثم يعبر إلى البطين الأيمن بعد أن يفتح صمام مثلث الشرفات نتيجة انبساط البطين الأيمن، وعندما يتقلص يغلق صمام مثلث الشرفات ويفتح الدسام الرئوي ليعبر الدم من خلاله إلى الرئتين حيث تتم عملية التصفية الدموية "لطرح غاز ثاني أوكسيد الكربون وحمل الأكسجين" ثم يعود الدم النقي الحامل للأكسجين إلى القلب عبر الأوردة الرئوية الأربعة ليصب في الأذينة اليسرى. ففي الحالة الانبساطية للبطين الأيسر ينفتح الدسام التاجي فيعبر الدم إلى البطين الأيسر الذي يتقلص بدوره فينغلق الدسام التاجي، وفي الوقت نفسه يفتح الصمام الأبهري ويعبر الدم إلى الأبهر الصاعد ومنه إلى جميع أنحاء الجسم. فالصمام الأبهري يفتح في الحالة الانقباضية للبطين الأيسر، ويغلق في الحالة الانبساطية له، ليمنع عودة الدم إلى البطين الأيسر، وفي هذه الحالة تتم عملية الإرواء الإكليلي من خلال فوهات الشرايين الإكليلية.

وخلاصة القول إنه يوجد في القلب صمام أبهري وصمام رئوي ودسام مثلث الشرفات والدسام التاجي.

فالدسامات هي الأبواب التي تقع بين الأذينة والبطين، أما الصمامات فهي الأبواب التي تقع في مخارج البطينيات وقد تكون هذه الأبواب مصابة بأمراض خلقية أو مكتسبة والتي ينتج عنها إما التضيق أو القصور وهذا موضوع بحثنا.

مثلث الشرفات

يصاب الدسام مثلث الشرفات بالقصور أو التضيق، وهي حالة نادرة ناتجة عن الحمى الروماتيزمية، وتشاهد عند النساء أكثر من الرجال.

وتضيق هذا الدسام يمنع عبور الدم من الأذينة اليمن إلى البطين الأيمن بشكل كاف فيؤدي إلى ارتفاع الضغط في الأذينة اليمنى مما يسبب ركود الدم في الأوردة العائدة للقلب وهذا بدوره يؤدي إلى الاستسقاء البطنبي وضخامة الكبد الاحتقاني، ووذمات الأطراف السفلية وانتفاخ الأوردة الوداجية في العنق.

أما قصور الدسام فهو عدم استطاعته منع الدم من العودة من البطين الأيمن إلى الأذينة اليمنى فى حالة الانقباض البطيني، وهذا القصور في معظم الأحيان يكون وظيفيا فهو سبب ثانوي عندما يكون البطين الأيمن متسعا وعلى الأخص عندما تصبح حلقة الدسام متسعة.

والسبب في ذلك الاتساع ارتفاع الضغط الشرياني الرئوي.. ويؤدي ذلك القصور إلى ركود دموي في الأوردة فتقل كمية الدم المقذوف من القلب، ويلاحظ سريريا نبضان الأوردة الوداجية في العنق، وتضخم الكبد، والاستسقاء البطني ووذمات في الاطراف السفلية. وعلى الأغلب الرجفان الأذيني.

إن إصابة الدسام " مثلث الشرفات " بمفرده تكون نادرة فهي على الأغلب تكون مترافقة مع إصابات أخرى للصمام الأبهري أو الرئوي أو الدسام التاجي.

ويمكن أن يتم العلاج الجراحي لتضييق مثلث الشرفات من خلال توسيعه وأما قصوره فيمكن أن تكون الجراحة محافظة أي "ترقيع الدسام " مثل استعمال طريقة جاي التي تخفف من توسيع الحلقة الدسامية بالغاء الشرفة الخلفية منه ولكن هذه الطريقة لم تعد تستخدم لثبوت عدم فعالياتها.

أما الآن فتستعمل طريقة "كاربنتيه " والتي تتمثل في زرع حلقة " سوار صنعي" على حلقة الدسام وهذه الحلقة شبه دائرية وغير تامة لتحاشي إصابة حزمة "هيس " العقدة الكهربية بين الأذينين والبطينين عند تثبيتها.

وهناك طرق أخرى مثل طريقة ادي فيجا" و"جابرول" والتي تتلخص بتقريب شقوق الصمام الأمامية- الحجابية، والخلفية، الحجابية، وأما أحدث طريقة ظهرت فهي وضع قطب مستمرة على حلقة الدسام ومن ثم زمها.

التاجي، والأبهري

وتضيق الدسام التاجي لا يسمح بعبور كمية كافية من الدم من الأذينة اليسرى إلى البطين الأيسر.

أما قصور الدسام فيعني عدم قدرته على منع عودة الدم من البطين الأيسر إلى الأذينة اليسرى.

سبب تضيق الدسام هو الإصابة بالروماتيزم أو التكلس الذي يتوضع على الدسام. وهو يصيب الإناث أكثر من الذكور.

وسبب القصور هو انسدال " ارتخاء " وريقات الدسام أو الإصابة بالروماتيزم الذي يؤدي إلى تصلب وضمور هذه الوريقات، أو التهاب الجدار الداخلي للقلب الذي يؤدي إلى قطع أوتار الدسام أو إحداث ثقوب في وريقاته، أو في حالة احتشاء العضلة القلبية فيمكن أن تصاب العضلات الحليمية للدسام مما يؤدي إلى قصوره، أو في حالة اعتلال العضلة القلبية، وذلك من خلال اتساع حلقة الدسام. والقصور يصيب الرجال أكثر من النساء.

علاج تضيق الدسام: يكمن في توسيعه إما بواسطة أصبع الجراح أو الموسع المعدني وهذا ما يسمى التوسيع التاجي المغلق، أو أن يتم التوسيع بواسطة البالون.

أما توسيع الدسام التاجي بواسطة القلب المفتوح فلها طريقتان:

1- إما أن يكون التوسيع محافظاً "دون إزالة أو إضافة".

2- أو نقوم بعملية تبديل الدسام بآخر مصنع.

إن معظم إصابات الصمام الرئوي/ التضيق أو القصور، إصابات ولادية " خلقية " خارجة عن نطاق مقالنا.

أما الصمام الأبهري فتتمثل إصاباته في:

1- تضييق الصمام:

هذه الإصابة تكون عائقأ أمام تدفق الدم من البطين الأيسر إلى الأبهر، مما يجعل البطين الأيسر يعمل بقوة إضافية مضاعفة فالعمل المرهق الذي يقوم به البطين الأيسر يؤدي إلى تضخمه بالتدريج وبالتالي إلى نقص التروية، ويصبح الإرواء الإكليلي لعضلة القلب ضعيفاً. ويبدأ المريض يشعر بذلك. إضافة إلى أن نقص كمية الدم التي تصل إلى الدماغ يؤدي إلى الإغماء.

أسباب التضيق:

الروماتيزم، وتوضع الكلس على وريقات الصمام.

العلاج الجراحي هو العلاج البدهي لإزالة التضيق ويتقرر العمل الجراحي عندما تظهر عوارض عسر التنفس عندالجهد أو ظهور آلام الذبحة الصدرية، وعلى الأخص إذا كان هناك تضخم في البطين الأيسر.

وهناك عوامل تدخل في اتخاذ قرار العمل الجراحي هي:

- عمر المريض حيث تكون نسبة الخطورة عالية بعد 60 عاما.

- حالة الصمامات الأخرى، وذلك هو الأهم، حيث إن سلامة الصمامات الأخرى تعطي نتائج جراحية أفضل.

ويتضمن العلاج الجراحي استئصال الصمام المصاب وتبديله بأحد الصمامات المصنعة من خلال عملية قلب مفتوح.

النتائج:

تتباين من فريق لآخر وتتراوح نسبة الوفيات من 4- 8% في أثناء إجراء العملية.

وبعد شهرين من العملية تكون نسبة الوفيات 2% نتيجة قصور القلب، ومن بعد 6 أشهر تتراوح نسبة الوفيات " 19- 32 % ويلاحظ أن نسبة 50% من المرضى الذين أجريت لهم عملية التبديل يعودون- تحت مراقبة صحية- إلى الحياة الطبيعية.

2- قصورالصمام:

يتمثل بعدم قدرة الصمام على منع الدم من العودة من الأبهر الصاعد إلى البطين الأيسر في الحالة الانبساطية له.

وهذا القصور يكون على نوعين:

أ- قصور أبهري مزمن نتيجة أسباب متعددة أهمها:

الروماتيزم، أو اتساع في حلقة الصمام مما يؤدي إلى تباعد وريقاته ومن ثم قصوره.

ب- قصور مترافق مع فتحة خلقية بين البطينين. تؤدي إلى انسدال " ارتخاء " وريقة الصمام وهذا ما يسمى بتناذر " لوبري بيتزي ". أما الإصابة بالقصور الحاد فسببه تسلخ الأبهر أو التهاب الشغاف، والذي يؤدي إلى ثقوب في وريقات الصمام. وأما تطور قصور الصمام فإنه يعتمد على كمية الدم العائد من الأبهر إلى البطين الأيسر، وعلى تأقلم البطين الأيسرمع هذه الحالة.

ولهذا فإن قصور الصمام الأبهري له ثلاثة أشكال:

1- قصور أبهري خفيف. ويمكن للمريض أن يعيش بهذه الإصابة ودون أي عوارض مع الوقاية من التهاب الشغاف. "بعلاج أي التهاب في الأسنان خاصة".

2- قصور أبهري مهم ومن هنا تبدأ الاضطرابات الوظيفية. "وأهم أعراضه سرعة التعب وضيق التنفس والدوار".

3- قصور أبهري مفاجئ وتطور الإصابة يكون سريعة. "نفس الأعراض السابقة ولكن مباغتة" وسببه على الأغلب التهاب الشفاف أو تسلخ الأبهر الصاعد، أو تمزق إحدى الوريقات من خلال رض صدري. "حادث تصادم لسيارة كمثال " فتظهر الأعراض بشكل مفاجئ.

من الوقاية إلى الراحة

الجراحة هي العلاج الوحيد لهذه الإصابات التي سبق ذكرها وبشكل عام فإن تبديل الصمام باخر صنعي هو الحل الوحيد. وأمافي حالة فتق الوعاء الدموي أو انسلاخ طبقات الشريان الأبهر، فعلاج ذلك يمكن أن يتم من خلال تبديل كلي للأبهرالصاعد مع زرع فوهات الشرايين الإكليلية.

وفي كل الحالات فإن أهم قرار علاجي يتمثل في تحديد زمن التدخل الجراحي.

وكما لاحظنا فإن الروماتيزم هوسبب أساسي في إصابة صمامات ودسامات القلب، وأيضا ارتفاع نسبة الشحوم والكلسترول في الدم. لذا، يجب الوقاية منذ الطفولة من أي التهابات في اللوزتين، والتي تؤدي إلى الروماتيزم، في الصغر وأيضا التوازن الغذائي، وممارسة الرياضة بشكل روتيني يحفظ القلب سليماً، بإذن الله.

 

عدنان أرشيد

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




تخطيط لمفاعل مستقبلي يستخدم الليزر ومساحته كملعب كرة القدم





الصورة ترينا قدرة أحد أنواع الليزر في عملية الحصول على البلازما





أحد الألواح الضوئية المستعملة في المفاعل الجديد