الجزائر: القنبلة اللغوية العنقودية

الجزائر: القنبلة اللغوية العنقودية

لا يمكن فهم الأزمة الجزائرية خارج إطار الدراسة المعمقة لقضية اللغة, لأن الشرخ اللغوي هو أخطر أسباب الأزمة الجزائرية.

ورغم كل الادعاءات فقد كان تجهيل الجزائريين هو أهم أهداف الاستعمار الفرنسي, رغم أن كثيرين يعتقدون أن فرنسا عملت على طمس العربية لتُحل محلها الفرنسية, وهو خطأ شائع, لأن فرنسا أرادت, كخطوة أولى لترسيخ وجودها, تحطيم العربية للقضاء على الإسلام, على أساس أن الجزائريين لم يعتنقوا الإسلام لأنهم عرب, بل انتسبوا الى العروبة لأنهم مسلمون, دون أن تمكنهم من الفرنسية, حيث تؤكد إحصائيات الأربعينيات أن الجزائريين المستفيدين من الفرنسية كانوا أقل من عشرة في المائة, وأن من يتقنونها لا يزيدون على نصف هذه النسبة.

وهكذا كان الهدف الاستعماري تحويل الجزائر إلى أغلبية أمية, تكون أسلس قياداً وأكثر استسلاماً.

ويمكن القول إن أعظم إنجازات الاستقلال هو ما تم في مجال التعليم, حيث احتلت اللغة العربية مكانة رئيسية في المدرسة الجزائرية, لتكون فعلاً مدرسة وطنية, وكان هذا بفضل الإرادة السياسية أولاً, ثم بفضل الإطارات المعربة من رجال المدارس الجزائرية الحرة والوطنيين من خريجي المدارس المختلطة الفرنسية, وكذلك من خريجي المعاهد العربية في المشرق والمغرب, بالإضافة إلى الموفدين من البلاد العربية بشكل عام.

لكن المشكلة كانت في أن البيئة غير المُعرّبة التي ورثتها الجزائر, من معاملات إدارية ومواد سينمائية وتليفزيونية, بل إذاعات أجنبية في متناول حركة أصبع واحد, أصبحت تؤدي, عند التلميذ, بل وعند المواطن بشكل عام, إلى حالة من انفصام الشخصية, تماماً كما يحدث عند من يتعلم قيادة السيارة بالأسلوب الغربي, أي على يمين الطريق, ثم يخرج إلى الشارع ليضطر, لأنه يعيش في بريطانيا, لقيادة السيارة على يسار الطريق.وهكذا كان التلميذ يتعلم لغة راقية يجعل منها التعامل اليومي لغة غريبة عنه, وزاد الأمر سوءاً, فيما يتعلق بتعريب المحيط آنذاك, محدودية الإنتاج التليفزيوني باللغة العربية, وعدم وجود نظام عربي موحد لدبلجة الأفلام الأجنبية, نتيجة لعدم وجود استراتيجية فكرية عربية واحدة على مستوى الوطن العربي كله.

ثم أضيف إلى ذلك خطورة رأيتها كارثية, وهي التسرع في تعريب كل من صحيفة (النصر),الصادرة بالفرنسية في الشرق الجزائري, و(الجمهورية) الصادرة بالفرنسية في الغرب الجزائري, وتم ذلك على حساب صحيفة (الشعب) التي كانت الصحيفة الوحيدة الصادرة باللغة العربية في الجزائر كلها.

وقد يبدو قولي هذا متناقضاً مع ما يعرف عني من التزام مع التعريب, لكن الذي حدث هو أن صحيفة (المجاهد) وهي الصحيفة الوحيدة الناطقة بالفرنسية, أصبحت صحيفة وطنية وحيدة, توزع في كل أرجاء الوطن في نفس اليوم, وتطبع في العاصمة وخارجها, مما كان مبرراً لجعلها مؤسسة عملاقة, تحظى بدعم متعدد الأشكال من الإدارة التي تتعامل أساساً بالفرنسية, واستقطبت جل الإعلانات الإشهارية التي تشكل أهم مصدر لتمويل الصحيفة, وأصبحت شيئاً فشيئاً الصحيفة التي تتجسد فيها وحدة البلاد الفكرية, أي أن الفرنسية هي التي أصبحت تجسد وحدة البلاد الفكرية, بينما تبعثر قراء اللغة العربية على الصحف الثلاث الصادرة بالعربية.

وضاعف هذا من تفتيت الصف الثقافي العربي, المتفتت أساساً بحكم تعدد مناهج التكوين بين المعاهد المختلفة التي تخرج منها المثقفون بالعربية, داخل الوطن وعلى امتداد الساحة العربية.

ويمكن أن نتخيل حجم الإحساس بالاضطهاد عند كل المنتمين للثقافة العربية, وهم يرون حجم التناقض بين الشعارات والواقع المعيش, ثم وهم يقارنون بين وضعيتهم المشتتة وبعدهم عن مركز القرار, ووضعية الذين تمركزوا في المواقع الحيوية, بفضل انسجامهم وترابطهم, وأيضاً بدعم من هنا وهناك استند غالباً إلى معطيات ذاتية.

لكن الرئيس هواري بومدين, ولعل ذلك كان من أخطر أخطائه, كان يراهن على عنصر الزمن, وكان يقول لي ضاحكاً, وهو يلاحظ انفعالي: (لا تقلق, هناك جيل جديد صاعد, شرب العربية وتشربتها كل خلايا جسمه, وسوف يكنسكم جميعاً).

غير أن الزمن لم يكن يعمل دائماً لصالح الاختيار الوطني.

فالذي حدث هو ان الذي فرض نفسه, انطلاقاً من تبريرات تبدو منطقية او إنسانية, هو منطق قبول وضعيات مؤقتة.

وأجهض تعريب الإدارة كلياً في السبعينيات, رأفة بالإطارات التي لم تتمكن بعد من تعلم العربية, وإعدادهم لتقبل اللغة الوطنية, من دون ضغط أو إكراه.

وهكذا فرض الواقع المفرنس نفسه من منطلق الحفاظ على وحدة الصف الوطني, وفرضت ضرورات الاستقرار السياسي وتحالفاتها السياسية على القيادة آنذاك قبول وضعيات معينة, ارتبطت بشخصيات معينة, في ظروف معينة.

والذي حدث هو أن مجموع المتحدثين بالفرنسية انقسموا إلى ثلاث شرائح, أكبرها من الوطنيين, بكل ما يعنيه ذلك من تصرفات والتزامات, سارت على منطق مالك حداد, المثقف الجزائري الذي عرف عنه قوله الخالد: (الفرنسية هي منفاي).

تلك الشريحة, التي تكونت باللغة الفرنسية في ظروف تاريخية قسرية, بذلت كل جهد لاستيعاب العربية والتعامل بها, عن إيمان ويقين بأنها أسمنت الوحدة الوطنية, واقتصرت على التعامل بالفرنسية في حدود الضرورة العلمية أو العملية.

وهناك شريحة أخرى أقل حجماً, بذلت مجهوداً مهماً لتعلم العربية وللتعامل بها, ولكن ذلك لم يكن إلا من منطق الاستفادة من الوضعية, وسيراً على منطق (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم).

أما الشريحة الثالثة فكانت من بقايا الطلقاء الذين استوعبتهم مرحلة الاستقلال لسد الفراغ الإداري والتقني والمتخصص, وهي شريحة لم تبذل جهداً يذكر لتعلم العربية وغالباً لأسباب أيديولوجية أو لنفور مبدئي من اللغة العربية, أو نتيجة للزواج المختلط, وقد جرى التعامل معهم بتفهم يذكر بإكرام اللئيم, فقد كانوا قنابل موقوتة معدة للانفجار بجهاز (ريموت كونترول), كما تأكد فيما بعد.

ورغم الجهود المتزايدة في تعريب التعليم الابتدائي والثانوي, فقد تزايد وجود الفرنسية, بحكم زيادة عدد المتمدرسين من جهة, وبحكم حركة التنمية الضخمة التي قادت إلى تضخم الجهاز الصناعي ثم الإداري من جهة أخرى.

وكان مكمن الخطر الحقيقي هو أن عدداً مهماً من كبار المسئولين, الذين تخرجوا في الظروف التاريخية المعروفة من المدرسة الفرنسية, كانوا, برغم وطنيتهم, يرتاحون أكثر للتعامل مع الناطقين بالفرنسية, وهو ما فتح الباب واسعاً أمام الطلقاء, فأحاطوا بهم وتمكنوا من التأثير في رؤيتهم وتوجهاتهم.

وتزايد دعم (صحيفة) (المجاهد) الناطقة بالفرنسية, بحجم كسب تعاطف الإطارات المفرنسة العاملة في الدولة مع النهج السياسي للبلاد, ولجأ عدد من باعة الصحف في بعض المدن الكبرى إلى الإخفاء المتعمد للصحيفة العربية, لإجبار المواطن على شراء الصحيفة الفرنسية, خاصة بعد المباريات الرياضية أو الأحداث الكبرى التي تجعل المواطن متلهفاً للاطلاع على الأخبار, وكان الهدف المخطط له هو تعويد المواطن على اللجوء إلى الصحيفة الفرنسية, ليصبح الأمر تدريجياً عادة من الصعب الإقلاع عنها. وتحولت القضية إلى ما أصبح يسمى, في الواقع الجزائري, (المؤقت الذي يدوم), ولكن ذلك لم يدفع إلى أي إحساس بالخطر, لأن وجود الرئيس بومدين كان ضماناً كافياً لكيلا يخرج أحد عن المسار.

وأخذت القضية, بعد انتقال الرئيس إلى الرفيق الأعلى, أبعاداً بالغة الخطورة, خاصة عندما زين بعض المستشارين لخلفه, الرئيس الشاذلي بن جديد, إلقاء بعض الخطب السياسية باللغة الفرنسية, بحجة أنه لا داعي للعُقد في هذه القضية.

وبدلاً من أن تكون اللغة الفرنسية وسيلتنا لتقديم الحضارة العربية للغرب أصبحت باباً يدخل منه الاستلاب الفرنسي إلى مجتمعنا الناشئ, الذي كان يحاول أن يجد طريقه في الحياة, وبدلاً من أن تكون الفرنسية وسيلة لغوية أصبحت غاية سياسية, هدفها الأول والوحيد هو الإمساك بأعنّة السلطة والاحتفاظ بها بأي ثمن.

الشرخ اللغوي

وهكذا أصبح الشرخ اللغوي واحداً من أهم عناصر الأزمة الجزائرية, حيث أصبحت هناك قلة تحاول فرض رأيها, وأحياناً عن يقين بأنها على حق, وغالباً دون توقف كبير عند الحق والباطل, وهو ما جعلها تلجأ غالباً إلى مراكز النفوذ السياسية لتستمد منها الدعم والرعاية, وذلك في مواجهة أغلبية تحاول إثبات وجودها والدفاع عن بقائها, وغالباً عن يقين بأن القضية يمكن ألا تكون رابحة, لاختلال موازين القوى, وكان المضحك المبكي هو أن بعض المنتمين إلى التيار الوطني العربي الإسلامي أساءوا للقضية أضعاف إساءات بعض أعداء الانتماء, حيث إن أولئك, بمزيج من الحماقة أو الاندفاع أو التهريج, تسببوا في خلق حساسيات أصبحت, في لحظة معينة, نفوراً, تحول تدريجياً إلى عدوانية آلية.

ولعل الأمر الذي قد يبدو غريباً هو أن جزائر الاستقلال عملت لنشر اللغة الفرنسية, في أقل من ثلث قرن, بما لم تقم به فرنسا في قرن وثلث, وبفارق هائل في النوعية.

فبينما فتحت الجزائر أبواب العلم والمعرفة لكل أبنائها, عبر التعليم المجاني المُوحّد خلال كل مراحل التعليم, كان التعليم خلال الحقبة الفرنسية انتقائياً وحصرياً, هدفه, في نهاية الأمر, إعداد مجموعات من الموظفين المحليين البسطاء, يكونون همزة وصل بين الإدارة الفرنسية ومجموع السكان, مع استثناءات تؤدي إلى خلق نخبة من الجزائريين جغرافياً, الفرنسيين فكراً واتجاهاً وولاء ثقافياً يتحول إلى استلاب سياسي اقتصادي اجتماعي.

والغريب أن ما فشلت فيه فرنسا قبل الثورة, لأن وطنية الجزائريين كانت تشحذها آنذاك معاناة شعبهم اليومية, تيسرت له سبل النجاح, الى حد كبير, بعد استرجاع الاستقلال, عندما ضاع الانضباط الثوري نتيجة لوضعية الاسترخاء العام, وتفككت الروابط الأسرية تحت تأثير شعارات التحرر والدخول في منطق العصر الحديث, وكانت فرصة العمر بالنسبة لطلقاء الثورة ولقطاء الاستقلال.

والذي حدث هو أن الجزائر, في عملها لإعطاء مكانة بارزة للغة الفرنسية في معاهد التعليم, كانت تعمل وفق منظور حضاري يرى أن اللغات الاجنبية هي حاجة وطنية لا مجال فيها لأي تهريج أو ارتجال.

وكان الاهتمام بالفرنسية ينطلق أساساً من اعتبارها لغة متميزة لظروف تاريخية معروفة, ويتعامل معها تعاملاً حضارياً يعي الفرق بين الفرنكوفونية والفرنكوفيلية.

وهكذا لم يكن هناك أي تناقض مع التركيز على استرجاع اللغة العربية لمكانتها التاريخية, حيث كانت, منذ دخول الإسلام, هي لغة الفكر والعمل في كل الممالك الجزائرية, ودون أن يجور ذلك بأي شكل من الأشكال على اللهجات الشعبية المستعملة.

بالتوازي مع ذلك لم يكن يغيب عن القيادة الجزائرية أن التطور العلمي في العالم كله مرتبط باللغة الإنجليزية, وهكذا بذلت جهود كبيرة لفتح الباب أمام هذه اللغة ولغات أخرى من بينها الإسبانية والألمانية والروسية وغيرها, وكان الغريب أن الذين كانوا يدافعون عن استعمال الفرنسية من منطلق التفتح والتقدم راحوا يسخرون من ذلك التوجه ويحاربونه بكل وسيلة ممكنة.

تعميم وتمييع

وأنا أزعم أن القيادة الجزائرية كانت تطمح إلى القيام بدور ثقافي عالمي لا يقل أهمية عن دورها السياسي الجهوي أو الدبلوماسي الدولي, وربما كانت صورة لبنان ماثلة أمام صانع القرار, كبلد يساهم في الحضارة العالمية بتقديم الثقافة العربية للناطقين بالفرنسية في العالم كله, ويقدم الثقافة الفرنسية للناطقين بالعربية, وأيضاً في العالم كله.

ومعنى هذا أنه لم تكن هناك أي عقدة في التعامل مع الفرنسية, وسواء كانت استعلاء أم نقصاً, خاصة وقد أعطى الجزائريون الفرنسية أكثر مما أخذوا منها.

وبقيت, لحسن الحظ, بعض الأغاني المشرقية الناجحة, التي أغلق البعض قلوبهم تجاهها في مناطق معينة ومن شرائح اجتماعية بعينها, ولعل هذا كان من أسباب نجاحها في مناطق أخرى ولدى الشرائح المثقفة بالعربية, وشرائح أخرى فرنسية اللسان عربية الفكر.

وأنا ممن يرون أن عدم تطبيق القرارات المرتبطة بتعميم اللغة الوطنية, وتمييع كل الإجراءات التي اتخذت لتحقيق الوحدة اللغوية ولتعميق الانتماء الوطني الحضاري, كل ذلك وما ارتبط به وقاد إليه كان بداية الطريق نحو المأساة, بفضل مخدر هو (الإجراء المؤقت الذي يُكتب له الدوام).

وقد كان هناك من عمل لتحقيق ذلك بكل وسيلة, وهذا هو الذي يفسر زيادة اللهيب عند كل خطوة تتخذ نحو التعريب, حتى ولو كانت خطورة هزيلة تتم على استحياء.

وفي هذا الإطار يمكن أن نضع الأحداث التي ارتبطت بمصرع أحد المغنين المتبربرين, وهو ما لم يحدث في مناطق أخرى جرى فيها اغتيال مغنين آخرين.

ويتأكد بأنه, عندما لا يكون هناك خطاب واحد مُوحَّد ومُوحِّد, تتجند الجماهير حوله ومن ورائه, فإن الشعارات الدينية المتطرفة والدعوات الجهوية المتعصبة والاتجاهات العقائدية المشبوهة تجد الطريق ممهداً أمامها, وتتكفل الظروف الاقتصادية, الحقيقية والمصطنعة, بالباقي.

ونجد هنا أن الشعارات الدينية هي الأقرب لوجدان شعبنا, لأنها استلهام لتاريخه ولحضارته, بالإضافة إلى أنها ضمان رئيسي لوحدته الوطنية.

وهنا نفهم خلفية تشويه صورة الإسلام والمسلمين والعربية والمعربين, بل والوطنية والوطنيين.

ويحس المرء أن هناك ـ في موقع ما ـ من يعمل دون هوادة لتحطيم كل معالم الدولة الجزائرية, رباطاً وطنياً وانتماء حضارياً ومشروعاً تنموياً تلتف حوله الأمة.

وعندما أسترجع الآن مراحل المسيرة والنكسات التي أصيبت بها, ثم أطرح على نفسي السؤال البسيط الذي يطرحه اليوم كثيرون, داخل الوطن, بكل ما يمكن أن يعنيه طرح السؤال, غمزاً ولمزاً وإيحاء بما لا يقال:

(هل كان يمكن أن يحدث ما حدث لو ظل بومدين حياً?).

ولا أجيب, بل أطرح, كمثقف, سؤالاً أكثر خطورة:

(أليس ذلك دليلاً على أننا أخطأنا ونحن نرهن مصير كل شيء برجل واحد?).

والإجابة هنا ليست بسهولة الإجابة عن السؤال السابق, إذا أردنا الالتزام بالموضوعية والأمانة الفكرية, إلا إذا فررنا بالتساؤل عمّا إذا كان أمامنا, في تلك المرحلة بالذات, طريقا آخر, وعمّا إذا كان الأمر اختياراً أم اضطراراً.

هذا كله يرسم الطريق الذي يخرج الجزائر من الأزمة, وهو طريق الوحدة الوطنية, وضمانها هو اللغة الوطنية الواحدة.

وهذا نفسه هو الذي يوضح لماذا يحرص البعض على تعقيد الأزمة, بتعميق الشروخ اللغوية.

وأذكر بسؤال أجاثا كريستي:

من المستفيد من الجريمة?

والإجابة تحدد المسئول عن الجريمة, تخطيطاً أو تنفيذاً أو تواطؤاً!.

 

محيي الدين عميمور