تصوير زوار قادمين من الفضاء سعد شعبان

تصوير زوار قادمين من الفضاء

في أغسطس 1995 عرض فيلم وثائقي في جامعة شيفيلد البريطانية مدته ساعة ونصف الساعة، خلال مؤتمر علمي عن الأطباق الطائرة. وقد حضر المؤتمر (500) عالم متخصص من مختلف الدول. وأعلن أن الفيلم التقطه طيارون من سلاح الجو الأمريكي واحتفظوا به منذ عام 1947 دون أن يعلنوا عنه. والغريب هو إخفاء الفيلم طوال هذه المدة. ولكن الأكثر إثارة، أنه يسجل وقائع سقوط طبق طائر في صحراء نيو مكسيكو، ويظهر تجمع عدد من العلماء وهم يشرحون جثة مخلوق غريب، وجد ميتا داخل حطام هذا الطبق. ولقد احتدم جدل كثير حول هذا الفيلم، إذ زعم البعض أنه مزيف، اعتماداً على أن بعض وقائعه ليست حقيقية. واستندوا في ذلك إلى أن بعض المشاهد توضح أن الرئيس الأمريكي السابق "هاري ترومان" كان موجوداً في منطقة نيو مكسيكو، وقت الحادث، بينما الحقيقة أنه لم يكن هناك وقتئذ. والغريب فى الأمر، أنه قبل عرض الفيلم بأيام قليلة أكد شهود عيان في الارجنتين، أنه ظهر فى السماء قرب مطار "سان كارلوس" طبق طائر أبيض اللون، وأدى ظهوره إلى تعطل حركة الملاحة الجوية لمدة ربع الساعة، وقرر قائد إحدى الطائرات أن الطبق رافق طائرته لبضع دقائق أثناء الهبوط، وقرر عدد غير قليل من السكان أنهم شاهدوا الطبق يمرق في السماء بسرعة هائلة، وقد انقطع التيار الكهربائي في كل انحاء المدينة في هذا الوقت.

القصة المتكررة

يقترن ذكر الأطباق الطائرة في أذهان كثير من الناس بالخرافات، أو ما يشبه الأقاويل المشكوك في صحتها، والتي لا تؤخذ على محمل الجد. شأنه كشأن الغيبيات، تثير كثيراً من الجدل فيشكك البعض في حقيقتها، ويسرف آخرون في الظن السيئ بمن يروي أي شيء عنها. وهذا شأن الظواهر غير المؤكدة، التي يعوزها الإثبات الماديبالبراهين الملموسة، وخاصة بالنسبة للأجسام مجهولة الهوية (U.F.O)(Unidentified Flying Objects) والتعرض لهذه الظاهرة بالتحليل العلمي أمر لا يمكن التنكر له، فهذا هو الاسلوب الأمثل. وقد يعتمد التحليل على المشاهدة والتجربة والقياس، أو قد يلجأ إلى المنطق للتفسير، أو قد يرجع إلى ما ورد في الكتب المقدسة ومراجع التاريخ الثقاة. وبلا شك، فإن الأسلوب الأمثل، هو الاسلوب العلمي المجرد، القائم على التجارب والقياس. وبالنسبة للأطباق الطائرة، فمازال البحث العلمي يحبو في طريق يلتمس الاقتراب من أسرارها. لكن خطت بعض الدول خطوات جادة في هذا المضمار، ومن أبرزها قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتشكيل لجنة رسمية، على مستوى عال، تضم لفيفا من العلماء المتخصصين في الطيران والفضاء والأرصاد الجوية، وبعض المستشارين العسكريين برئاسة الدكتور "ادواد كوندون". لقد وضعت اللجنة تقريرها عام (1949) في ما ينوف على ألف صفحة، ولكن الحكومة الأمريكية أبقت على ما انتهت إليه اللجنة من قرارات سرا محبوسا عن الناس عامتهم وخاصتهم ومنها أيضاً قيام كثير من الدول بإقامة "مراصد لا سلكية" لالتقاط ما يرد إلى الأرض من إشارات لا سلكية تأتي من الفضاء الخارجي، وذلك بإقامة سلسلة من الهوائيات الطبقية الضخمة المشرعة نحو السماء. وذلك في محاولة للبحث عن مضمونلهذه الإشارات التي قد تقود إلى معرفة مكان لوجود حضارة عاقلة في الفضاء، تحاول الاتصال بنا، أو تستطلع أمور أهل الأرض.

دلالات لها معنى

لو رجعنا بالذاكرة إلى الأعوام التي أعقبت نهاية الحرب العالمية الثانية، فسنجد أن هناك دلائل خاصة صاحبت الأقاويل عن الأطباق الطائرة، لو محصنا النظر في هذه الدلائل لاستطعنا أن نستبط منها الكثير. أول هذه الدلائل هو أن حمى أنباء الأطباق الطائرة لم تتوارد إلا بعد عام 1947، أي بعد الانفجارين الذريين الأول والثاني اللذين دمرا مدينتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان. وما أعقب هذين الانفجارين من إشعاعات ذرية، انتشرت في الغلاف الجوي للأرض ولا شك أنها امتدت أيضاً إلى الفضاء. ويقال هبطت فوقها أو حامت حولها، وهذه الآثار لا تعدو أن تكون تجاويف غائرة في الأرض أو الرمال، أ, وجود إشعاعات صادرة عنها أو آثار احتراق متخلفة بها. ويؤيد ذلك لفيف من العلماء التي يبلغ قطرها خمسة أميال في سهول سيبريا والتي حدثت نتيجة سقوط نيزك عام 1908 أحرق ما حوله حتى مسافة 100 كيلو متر، بأنها في حقيقتها حدثت نتيجة ارتطام طبق طائر بسطح الأرض، ودليلهم على ذلك أنه مازالت تصدر من الحفرة إشعاعات ذرية إلى الآن، ويرجحون أن الطبق الطائر الذي ارتطم بالأرض وأحدث هذه الفجوة، التي مازالت باقية في ولاية أريزونا بأمريكا والتي يبلغ قطرها 1400 متر وعمقها 200 متر، ويرجع العلماء عمرها إلى 50 ألف سنة مضت.

وقد توارد في عشرات الروايات عن أطباق طائرة خلفت وراءها جثثا لحيوانات كانت حية على الأرض، وعند فحصها وجدت بلا أحشاء!! كأنما حدث لها تفريغ داخلي.

وإحدى هذه الروايات غير المؤكدة تذكر أن طبقا طائرا نزل في البرازيل وهبطت منه مخلوقات متحركة، سرقوا (15) دجاجة و (6) خنازير وولوا فرارا، وكأنما كانوا في بعثة استطلاع من الفضاء إلى الأرض، لاستكشاف عالم الحيوان.

أصابع المخابرات الأمريكية

لو أردنا حصر ما ورد عن الأطباق الطائرة في المراجع، فسنحتاج إلى مئات الصفحات، وأغلبها أقوال مرسلة تعتمد على الإثارة، وتعوزها الدقة في الرواية والتسجيل، وتلوح وراءها شكوك تتعمد الإشارة إلى أجهزة الأمن الأمريكية، ووكالة المخابرات الأمريكية، التي يلصق بها أنها تبحث عن سر الأطباق المستغلق بواسطة لجان تجري دراسات سرية منظمة، تحت أسماء مختلفة، أطلق على آخرها الرمز الشفري "الكتاب الأزرق"، وانتهت الدراسة إلى وضع تقريرها الذي سبق الإشارة إليه باسم "تقرير كوندون". ولكن أصابع الاتهام توجه إلى هذه الوكالة، استنادا إلى أنها تتعمد أن تنتهي كل التقارير، إلى أن الروايات عن الأطباق ليست إلا ضربا من الخرافات التي لا نصيب لها من الصحة. وتشير كثير من المراجع إلى أن المخابرات المركزية الأمريكية وراء إخفاء لقاء مثير تم بين الرئيس الأمريكي الأسبق "أيزنهاور" وثلاثة من زوار فضائيين هبطوا من طبق طائر عام 1951، في أحد المطارات الأمريكية، وكانوا يتكلمون الإنجليزية بطلاقة، وطلبوا مقابلة الرئيس الأمريكي الأسبق "أيزنهاور"، الذي حضر إليهم بعد عدة ساعات، ودار بينه وبينهم حديث ظل سرا كما ظل الحدث نفسه سرا، حتى كشف عنه العالم الأمريكيquot;البروفسير لين"، وقال إنهم سكان كوكب ضمن المجموعة المسماة "أوريون" أو "الجبار"، وهو كوكب يدور حول نجم "بيتلجيز" أو "إبط الجوزاء" كما يسميه العرب.

في ضوء العلم

ما زال كثير من العلماء يعتبرون ما يتوارد عن الأطباق الطائرة ضربا من الخيال لا يمكن أن يصعد إلى مستوى القول بأنها مركبات آتية من الفضاء في رحلات استطلاع ولهؤلاء أسانيد وترجيحات يتعللون بها وهي ليست أكثر من اجتهادات علمية يفسرون بها الظاهرة. وهذه الاجتهادات هي:

ـ رجح بعض علماء الأرصاد الجوية أن الأجسام المجهول ة لا تعدو أن تكون ظاهرة من الظواهر الجوية النادرة مثل "وهج الأورورا" ( الشفق القطبي) الذي يكسو صفحة السماء في شتاء المناطق الجنوبية، ويلفعها بستار من نور باهر. كما رجح آخرون أن تكون نتيجة انعكاسات ضوئية على تكوينات ثلجية في السحب على الارتفاعات العالية. وطلع بعضهم برأي غريب، وهو احتمال أن تكون هي البالونات ال تي تطلقها بعض الدول للقياسات الخاصة لطبقات الجو العليا، تتعرض لتيارات الهواء الج ارفة على الارتفاعات العالية والمعروفة باسم "التيارات الهوائية النفاثة" ( Jet Streams )، فيخيل لأهل الأرض أنها أط باق طائرة.

ـ كما أدلى بعض العسكريين الأمريكيين بدلوهم في الم وضوع، فرجح بعضهم أن تكون هذه الأجسام طائرات استطلاع سوفييتية تحوم للتجسس حول الأ راضي الأمريكية والأوروبية، خاصة أن الحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية والغربية ك انت على أشدها آنذاك.

وزعم بعض رجال الصناعة، أن الأطباق ليست أكثر من اخ تراعات جديدة مازال أمرها طي الكتمان، لأن الدول الصناعية الكبرى لا تريد الكشف عنه ا إلا بعدما تثبت جدواها.

وذهب بعض علماء الإشعاع إلى أن الأطباق الطائرة ربما تكون ظواهر جوية تحدثها النبضات الرادرية ، بعدما أخذ عدد محطات الرادار العسكرية يتزاي د بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتُحدث في الغلاف الجوي الأرض ألواناً " من التأين" تماثل ما يحدث في طبقات "الأيونو سفير" على الارتفاعات ا لعليا والذي ينجم عنه انعكاس الموجات اللاسلكية. ولكن الرأي الأكبر وزناً لكثير من الفلكيين، هو أن الأطباق الطائرة وسيلة جديدة للزوار يأتون من الفضاء لاستطلاع الأر ض وهذا أمر ليس بمستبعد. إذ لماذا نقوم نحن بغزو القمر ونرسل الأقمار الصناعية وسفن الفضاء إلى الكواكب، ونستصعب أن يفعل أحياء الكواكب الأخرى أو سكان الفضاء مثل ذلك ؟ أليس من المحتمل أن يكونوا أذكى من سكان الأرض ؟ ولا يستبعد أن يكون لدى هؤلاء ال آخرين الأذكياء رغبة في إقامة علاقات ودية معنا!، أو إنهم ينوون استعمار كوكبنا !.

العقلاء في الفضا ء

يقودنا الحديث عن الأطباق الطائرة إلى قضية أخرى أكثر إثا رة وهي احتمالات الحياة العاقلة على كواكب أخرى غير الأرض، أو في أرجاء أخرى من الك ون. ويستوي في ذلك الألوان المختلفة للكائنات الحية سواء الحياة النباتية أو الحيوا نية أو العاقلة .. وهناك آلاف الصور التي سجلتها سفن الفضاء لسطوح كل الكواكب ( عدا كوكب بلوتو) وهي ترسم صوراً واضحة عن معالمها ، وتوضح طبوغرافيتها بالتفصيل. كما ت جمعت لديهم العناصر اللازمة لمعرفة طبيعة الأجواء المحيطة بهذه الكواكب ، من حرارة وضغط ومكونات. فقد عرف أن جو عطارد حار ، والزهرة كذلك، أما المريخ فتوجد عليه آثار من الماء ، ونبتون تثير عليه الرياح، ولقد حطت بعض السفن برفق على سطوح بعض الكواك ب ونقلت صوراً لطبيعة هذه السطوح ، بل حفرت فيها وحللت بعضاً من صخورها لتقف على تك وينها الكيميائي ، وأصلها الجيولوجي. وهناك رسائل حملتها بعض سفن الفضاء إلى أي أحي اء على الكواكب لمحاولة مخاطبتهم بلغة الرسم ، وأشهرها تلك الرسالة التي حملتها الس فينة "بيونير-10" عام 1972 ، وهي مرسومة على لوحة معد نية تعبر عن أن الحياة على الأرض تقوم على ذكر وأنثى ، وبجانبهما مستطيل يشير إلى نسب ة طول سكان الأرض إلى طول سفينة الفضاء، كما رسم ذرة للأيدروجين ومسقط لكواكب المجم وعة الشمسية التسعة، مع سهم يشير إلى انتقال سفينة الفضاء من الأرض إلى كوكب المشتر ى.

ترى هل تكلل هذه الجهود بالنجاح في الاتصال بعقلاء الفضاء ؟

همس النجوم

وهناك وجه إيجابي في مضمار البحث العلمي عن الإحياء في ال كون ، ففي عام 1930 شهد العالم مولد علم جديد هو علم " علم الفلك الراديوي &qu ot; أو ( الفلك اللاسلكي) ( Radio Astronomy ) انفتحت على السماء نافذة ثانية ، غير المراصد الفلكية التي ولج منها الإنسان بمو جات الضوء بواسطة المرآيا العاكسة والعدسات وأصبحت النافذة الثانية ، تستقبل منها ا لأصوات المنبعثة من النجوم وأعماق الفضاء ، ونجحت هذه المراصد في التسمع إلى همس ال مجرات البعيدة ، واستقبال ما يصدر عنها من إشارات .

وحدث خلال الحرب العالمية الثانية كشف علمي خطير ، قلب ميزان الأمور ، فقد ظهرت إلى الوجود أجهزة الرادار وعرف العلماء نبضاته التي تبث في ا لهواء فتكشف عن الطائرات، كما عرفوا هوائياته ذات الأشكال الطبقية . وقد أتاح كشف الرادار فرصة نزع الغطاء عن علم الفلك اللاسلكي . لذلك ما أوشكت الحرب أن تضع أوزاره ا حتى شرع علماء بريطانيا في إقامة هوائي ضخم في "جودريل بانك" بإنجلترا، وقد بلغ قطر دائرته 350 قدما ( 83 متراً ). وقد يمسح الهواء مشرعا نحو السماء ، يل تقط ما يصدر عنها من أصوات . ولقد نشط العلماء والمهندسون في كثير من الدول في إقام ة هوائيات ضخمة، تمثل الجزء الرئيسي من التلسكوبات اللاسلكية وتفنن العلماء في أشكا لها وتبارت الدول في تضخيمها. ومن أغربها تليسكوب جامعة "أوهايو" الأمريك ية الذين يتكون من 96 هوائيا فرعياً. أما تلسكوب جامعة سيدني في أستراليا يتكون من 32 عاكساً معدنيا صغيراً تصطف على امتداد واحد. وفي عام 1995 تضافرت جهود معاهد الأ بحاث الأسترالية لتطوير هذه المراصد الفلكية . ويوجد في أسترالي ا تلسكوب آخر قطر طبقه 70 متراً ( 210 أقدام) ، وفي واشنطن يوجد آخر قطره 83 متراً ( 350 قدماً ) على حين يوجد في موسكو واحد قطره 33 متراً ( 70 قدماً ) . ومن أغرب الت صميمات هوائي التليسكوب اللاسلكي الذي أقيم في "بورتوريكو" بأمريكا الجنو بية والذي يطلق عليه أسم "اركيبو" ، فقد وضعت طاسته العاكسة للموجات السم اوية في منخفض أرضي طبيعي بين ثلاثة جبال في وضع استقرار على الأرض. وتتكون من شبكة معدنية عاكسة على هيئة طاقية قطرها 300 متر . ويتدلى فوق مركز الطاسة العاكسة جهاز ضخم لالتقاط الموجات المنعكسة مشدوداً إلى ثلاثة أعمدة عالية تمتد منها أسلاك تمسك به . وقد فتحت هذه التسلكوبات اللاسلكية "نافذة" جديدة على أعماق الكون ، تستقبل منها الموجات اللاسلكية دون تعويق ، فتفوقت على التلسكوبات البصرية التي ي مكن للسحب أن تعوق النظر من خلال عدساتها إلى النجوم كما امتازت عليها كذلك في إمكا ن التصنت إلى أصوات النجوم والمجرات خلال الليل والنهار دوماً ، بينما النظر إلى النجوم من خلال عدسات المراصد الفلكية الضوئية لا يمكن أن يتم إلا خلال الظلام الدامس .

وأمكن من خلال هذه التلسكوبات كشف مزيد من المجرات التي ت صدر عنها هذه الموجات ، كما أمكن التغلغل إلى أعماق في الفضاء ، مسافة تعادل ثلاثة أمثال ما كان متيسراً للتسلكوبات البصرية، حتى ما يقدر بمسافة 600 بليون ( مليون مل يون ) سنة ضوئية أي ( 6×10) سنة ضوئية، بل لقد تصور بعض العلماء أنهم على وشك بلوغ حافة الكون .

ومن خلال التلسكوبات اللاسلكية أصبح الكشف عن النجوم المت فجرة والاصطدامات بين المجرات أمراً ميسوراً، حيث تصدر عنها إشعاعات لاسلكية قوية ي مكن الاستماع إليها . ولكن ما قيمة ذلك كله وهو يسجل لنا ماضياً عتيقاً مضت عليه مل ايين السنين ؟ غير أن الأمر الذي ما زال معلقاً، وتعلق بالعلماء هو أن هذه الأصوات الكونية ربما يكون لها مضمون. وقد تكون صادرة عن عقلاء في الفضاء ، يوجهونها نحو ال أرض ونحن لا نفقه من لغتهم شيئاً . أو قد يكون عقلاء الفضاء في أكثر من موضع على أج رام الكون، وقد أفلحوا في الاتصال ببعضهم البعض ، وبذا يكون ما يصلنا من أصوات لا ي صلنا إلينا عن قصد بل يمر بنا متجهاً إلى أجرام أخرى غير أرضنا. غير أنه في الأعوام الأخيرة وبعد انتشار استخدام الحواسب الالكترونية في شتى مجالات التطبيق على الأرض ، حاول العلماء تفسير "أصوات النجوم" بواسطتها، ولكنها لم تعط إجابة شافية، عن شفرتها ولم تتعد تفسيراتهم حدود التخمين والظنون . وهناك مشروع لدى بعض علماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" يعرف باسم مشروع"السليكوب" . حيث يفكر هؤلاء العلماء في إنشاء هوائي ضخم لتلسكوب لاسلكي يمتد فوق مسافة من الأرض طولها خمسة أميال وبارتفاع 100 قدم في محاولة لاستقبال موجات أكثر من أجرام السماء.

وقد أعلنت وكالة "ناسا" أن مثل هذا المشروع لو أقيم فسيكون فيصلاً في الكشف عن مضمون الإشارات الكونية. وقد سبق للسوفييت التصريح بأنهم ماضون في استجواب النجوم والتصنت عليها واحداً بعد الآخر ، وأنهم إلى الآن قد فرغوا من استجواب (50) نجماً.

الاستناد للمنطق

الحقيقة أننا لو استندنا إلى نظرية الاحتمالات فسيقودنا ا لمنطق إلى ملايين المجرات التي حولنا ، والتي تحوي بلايين النجوم أي الشموس ، لابد أن تكون حولها كواكب باردة كأرضنا. وليس من المنطق القول بأن هذا الكون المليء ببلا يين البلايين من الأجرام، تقتصر الحياة فيه على كوكبنا الأغر وحده! . لأن مثلنا لو سلمنا بذلك، يكون كمثل من يدخل حديقة غناء تحوي ملايين الأزهار ، فيصر على أنه لن ي جد بينها غير زهرة واحدة فقط ذات لون محدد، لأن المنطق يقول بين ملايين الأزهار ، ي وجد كل الألوان المعروفة لنا.

وإذا احتكمنا إلى المنطق أيضاً ، فيجب أن نرتد إلى حقيقة القدرة الآلهية التي لا تحدها أي حدود .

وصدق الله العظيم : أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم . إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون . فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون . سورة يس 81 - 83. أو قوله تعالى تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً . سورة الإسراء 44 .

 

سعد شعبان

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




تخيل فنان لطبق طائر





هوائيات للاستماع لهمس الفضاء