عزيزي المحرر

عزيزي القارئ

تغذية التعصب

منذ أن وقعت أحداث سبتمبر العام 2001 في الولايات المتحدة وتم فيها توجيه أصبع الاتهام إلى العرب والمسلمين, والحديث في الغرب لا يتوقف عن جذور التعصب الإسلامي الذي يتم تلقينه لصغار الطلاب في مناهجهم الدراسية, ولم تتورع أجهزة الدعاية الغربية عن اختيار بضع مدارس دينية في باكستان وأفغانستان, تلك التي يؤمها الفقراء لحفظ القرآن الكريم للبحث عن غذاء ديني, واتهامها بأنها كانت المنبع الذي خرج منه أشد الأفراد تطرفًا في طالبان وتنظيم القاعدة, وتوافد عشرات المسئولين الأمريكيين والأوربيين على الدول العربية يدعونها لتغيير مناهجها الدراسية, وحذف كل ما يتصل بالجهاد واستبداله بالحض على الحوار والتصالح مع إسرائيل, علمًا بأن إسرائيل هي التي لا تريد التصالح معنا إلا بعد التهام كل ما تقدر عليه من الأرض العربية واغتيال كل ما تستطيعه من النفوس الفلسطينية, ولو اطلع هؤلاء المسئولون الغربيون حقًا على المناهج الدراسية التي تدرس في إسرائيل لهالهم ما فيها من عنصرية واستعلاء, ولأفزعهم ما تقوم به من الحث على ممارسة العنف والقتل, هذا هو موضوع افتتاحية (العربي) لهذا الشهر, والتي يستعرض رئيس التحرير من خلالها ما ورد في واحد من أخطر الكتب التي تناولت بالدرس هذه المناهج وتكشف عن جانب خفي من جوانب العدو الإسرائيلي, وهو كيفية إعداد أطفاله وتجهيزهم منذ وقت مبكر للقتل والتعامل الشرس مع المواطنين العرب العزّل, ولا يمكننا سوى القول إن المناهج العربية تبدو ملائكية بجانب كل هذا الشر الذي تحفل به المناهج الإسرائيلية, وهو الأمر الذي نتركه للقارئ ليحكم بنفسه بعد أن يقرأ هذا المقال.

وتساهم (العربي) في هذا العدد في إزكاء الحوار مع الغرب حول عدد من القضايا الخلافية, فتثير قضية نظرة الغرب إلى المرأة ومكانتها في الإسلام, وتفتح صفحاتها لقلم يكتب لها للمرة الأولى وهي الدكتورة فوزية العشماوي التي تقيم منذ سنوات طويلة في سويسرا وتقوم بالتدريس في جامعة جنيف وهي قادرة على تفنيد هذه المزاعم والافتراءات بحكم وجودها هذه السنوات وسط المجتمع الأوربي, كما تقدم أيضًا تجربة تاريخية من الحوار العربي - الأمريكي تعود إلى أوائل القرن الماضي قام بها المفكرأمين الريحاني والشاعر اللبناني المعروف جبران خليل جبران والذي تمر بنا الذكرى الخامسة والسبعون على رحيله هذا العام.

وتلقي (العربي) الضوء على واحدة من أنشط المؤسسات الخيرية في الكويت والتي لا يقتصر نشاطها الإنساني داخل حدود بلدها ولكنها تتخطاها لتصل إلى كل المنكوبين العرب والمسلمين في أي مكان في العالم ونعني بها جمعية الهلال الأحمر الكويتية, وترحل (العربي) إلى سلطنة عمان, بلاد الأمان, لتحتفل مع سكان مسقط بأفراحهم باختيار مدينتهم عاصمة للثقافة العربية للعام 2006, وتحفل (العربي) إضافة إلى ذلك بوجبة دسمة ـ كما عودتك كل شهرـ من القضايا الفكرية والأدبية, ولا يفوتها أن تشير إلى مولودها الصغير (الملحق العلمي) الذي يشب عن الطوق مع كل عدد, وهو يكمل هذا الشهر عامه الأول بتقديم الجديد من الاكتشافات في عالم الفلك والتكنولوجيا والطب فوجب علينا أن نقدم التهاني ونوقد له الشموع.

 

المحرر