لمحات من جديد العالم
طب
إنها ساقي التي لا ترونها!
الدكتور رونالد ميلزاك، خبير الطب النفسي بجامعة ماكجيل الكندية في مونتريال، واحد من المهتمين بسبر أغوار المخ البشري، أجرى- أخيرا- دراسة فريدة، انتهت إلى نتائج مدهشة .. جمع الدكتور ميلزاك 125 فرداً أبتر، معظمهم من الصبية في مرحلة المراهقة، فقدوا- جميعاً- طرفاً أو طرفين، إما في حوادث اقتضت بتر الذراع أو الساق، قبل سن السادسة، أو أنهم ولدوا ناقصين. وكان عدد أفراد الفئة الثانية 76 صبياً وبالغاً، أجرى عليهم الدكتور ميلزاك-اختباراته، فتبين له أن 15 منهم لديهم خبرات إدراكية بالطرف المفقود الذي خسروه في حياتهم الباكرة، أو لم يمتلكوه أو يعرفوه إطلاقاً. وكان إحساسهم بذلك الطرف الشبحي واضحاً جداً، وقد تأكد في حالات بعينها، إذ امتدت ذراع امرأة بتراء- فقدتها منذ ربع قرن!- لتمنع اصطفاق باب خزانة، ثم لتحول دون سقوط بيضة على الأرض. وقال صبى فى الرابعة عشرة من عمره، أبتر الذراع أيضاً، إنه يشعر بذراعه عندما يمشي تحت المطر، فيرفعها ليتقيه، كما أنه يجدها بمكانها الطبيعي، في أحلامه. وتقول فتاة صغيرة، بتراء من نقطة خلف المرفق، إنها تشعر بأصابعها تؤلمها إذا اصطدمت عظمة كوعها بجسم صلب. وسجل دكتور ميلزاك حالات أخرى تشعر بالحذر والوخزة والحكة في أطراف فقدت منذ سنوات طويلة، أو لم توجد أصلاً. يقول خبير الطب النفسي الكندي في تفسير هذه الظاهرة، إن إحساسنا بأجسامنا مدمج في أمخاخنا، ومستقل عن خبراتنا الحياتية، فنحن لسنا بحاجة إلى الجسم لنشعر بالجسم! وهو يعتقد أن شبكة من الخلايا العصبية تتخلق في مخ الجنين لتربط بين أجزاء منه، هي المسئولة عن ترسيخ الإحساس بمواقع أطرافنا، وهكذا، تتوافر لمخ الجنين وسيلة تجعله يستجيب بالإحساس لأجزاء من الجسم لم توجد بعد، أو لعلها- لأسباب وراثية- لن توجد فيما بعد. فإذا فقد الجسم جزءاً منه، يبقى المخ محتفظاً بقدرته على رسم صورة الإحساس بذلك الجزء.
طب 2
لا تجاور مزارع الديوك الرومية
دخلت الديوك الرومية في مسلسل الصراع بين مضادات الحيوية والميكروبات. فقد فحص فريق من الباحثين الهولنديين مخلفات عينات من تلك الديوك في 47 مزرعة لتربيتها في هولندا، فوجدوا أن بها أنواعاً في البكتيريا تقاوم المضاد الحيوي الحديث " فانكومايسين"، وكانت نتيجة الفحص إيجابية بالنسبة للعاملين في تلك المزارع، وأيضاً للجيران المحيطين بها. وبمراجعة قوائم تغذية هذه الديوك، تبين أنها تأكل طعاماً مخلوطاً بمادة "الأفوبارسين"، وهي منشطة للنمو، تختزل الزمن الذي تستغرقه الديوك لتصل إلى حجم التسويق. والأفوبارسين ليس هرموناً، بل هو شبيه بمضادات الحيوية، ويتعامل مع البكتيريا بطريقة مماثلة للطريقة التي يهاجم بها الفانكومايسين والتيكوبلانين سلالة من البكتيريا الشرسة، منيعة ضد ما عداهما من مضادات الحيوية. وتأتي خطورة هذا التشابه من الاحتمال الكبير لأن تألف البكتريا الأفوبارسين في مزارع الديوك الرومية، وتستخدمه لفك شفرة مركبات مضادات الحيوية المشابهة له، لتكتسب المناعة ضدها، ويخسر البشر خط دفاعهم الأخير المتاح حالياً، في معركتهم ضد سلالات الميكروبات الشرسة.
إن أشد ما يزعج الباحثين الهولنديين هو نتائج فحص جيران مزارع الديوك، حيث وجدوا أن 14% من هؤلاء الجيران يحملون بكتيريا متآلفة مع الفانكومايسين ولا تتأثر به، بينما في دولة مثل السويد، لا تزيد تلك النسبة على صفر بالمائة، لأن استخدام الأفوبارسين محظور في مزارع الديوك الرومية هناك.
الجدير بالذكر أن دول الاتحاد الأوربي حظرت تداول الأفوبارسين في بداية العام الماضي، ولكنه حظر مؤقت، ينتهي في شهر مايو من العام القادم، فكان على الباحثين الهولنديين أن يسارعوا بنشر نتائج هذه الدراسة، لدعم أنصار الدعوة إلى تمديد ذلك الحظر، أو تحويله إلى حظر دائم، ومنع إنتاج الأفوبارسين نهائياً.
تكنولوجيا 1
إطار مأمون لعجلة سيارتك
وقاك الله ووقانا شر حوادث السيارات. جانب مؤثر من هذه الحوادث يتسبب فيه إطار العجلة.. ينفجر أو يقل ضغط الهواء في الأنبوبة المطاطية، فـ "تنام"، وتبدأ المشكلة.
من هنا، فإن الإطار الجديد، الذي استحدثته إحدى شركات الأطر المطاطية العالمية، يستحق الترحيب والإشادة به، لعله ينجح في إبعاد شبح حوادث انقلاب السيارات على الطرق السريعة.
فقد توصل مهندسو الشركة إلى تصميم متطور لإطار مطاطي خارجي قوي، يؤمن السيارة، فهو قادر على تحمل الاحتكاك، حتى لو فرغ تماما من الهواء، فتستمر السيارة مندفعة به بسرعة 55 ميلا/ ساعة ولمسافة 50 ميلاً، دون أن يتأثر الإطار المطاطي نفسه، أو الإطار الحديدي الهيكلي، فيوفر للسيارة درجة أعلى من الأمان، ويكون أمام قائدها فسحة من الوقت لاكتشاف إصابة الإطار.
فإذا رغب صاحب السيارة في توفير درجة أكبر من الأمان، يمكن إضافة أداة إنذار الكترونية، تعمل عند انخفاض ضغط الهواء داخل الأنبوبة المطاطية إلى مستوى الخطورة، فينتبه السائق، ويتوقف ليصلح العطب.
تكنولوجيا 2
الدراجة الحقيبة!
قد يبدو عنوان هذه الفقرة وكأنه لحق به خطأ طباعي، فتحول من "الدراجة في الحقيبة" إلى الدراجة الحقيبة، ولكنه صحيح، ولا يتضمن حرف الجر"في"، فالفكرة التكنولوجية الجديدة التي نعرضها الآن، هي حقيبة تتحول إلى دراجة فإذا كنت من هواة ركوب الدراجات، ويبتعد مكان ممارستك لهذه الرياضة عن منزلك، فأنت مضطر لأن تحمل دراجتك على سقف سيارتك ونقلها إلى ميدان الرياضة. تغنيك هذه الفكرة الجديدة عن ذلك، فما عليك إلا أن تطوي الدراجة، فتتداخل اعضاؤها، وتنتظم في هيئة الصندوق أو حقيبة، تشبه حقيبة السفر الصغيرة، لا تزيد أبعادها عن 47 سم طولاً في 40 سم عرضاً، طولها مقبض قوي، يسهل لك حملها إلى أي مكان تقصده، فوزنها يتراوح بين 4 كيلو جرامات "إذا صنعت من البلاستيك المقوى"، و 6 كيلو جرامات "إذا صنعت من صفائح الألومنيوم ". وبالإضافة إلى خفة وزنها، فإنها لا تمثل عبئاً على المكان، فهي لا تحتاج إلى فراغ، فقط، ضعها بين حقائب السفر المخزن. ثم إنك لن تحتاج لسيارتك لتنقلها معك إلى ساحة رياضة ركوب الدراجات، فلن يعترض أحد إذا حملتها معك في قطار أو حافلة. وهي مضادة للصوص الدراجات، لأنك لن تتركها بالخارج ريثما تنهي مهمتك في مكتب بريد أو بنك أو متجر. بقي أن تعرف أن صاحب فكرة هذه الدراجة شاب مجري من هواة الاختراعات، يدعى ليجاس كسيزماديا، وقد اختار لدراجته اسماً يدللها به، هو"تابي"، ويقول: إن تابي قد تبدو كلعب الأطفال، وهي تصلح لهم فعلاً، ولكنها أيضاً تتحمل الكبار، ولا تعترض إن وصل وزن راكبها إلى مائة كيلو جرام!
تكنولوجيا 3
عربة مدرعة للرضيع!
إذا كان شرطي المرور هو الأكثر تعرضاً لبعض الملوثات الغازية، بحكم طبيعة عمله، فإن الأطفال الرضع، الذين اعتاد آباؤهم اصطحابهم للتنزه، يدفعونهم أمامهم مثبتين إلى ظهور عرباتهم، لتعريضهم للشمس والهواء الطلق في حدائق المدن وضواحيها، في عطلات نهاية الأسبوع.. هؤلاء الرضع يشاركون شرطي المرور تأثره بالملوثات الغازية في هواء المدن، وبصفة خاصة عادم السيارات، بكل محتوياته من العناصر السامة، كالرصاص وأكاسيد الكربون والهيدروكربونات غير تامة الاحتراق، فماسورة العادم في السيارة تمتد في نفس مستوى عربة الرضيع، كما أن تركيز الملوثات في الطبقة السفلى من الهواء أعلى منه في الطبقة العليا، فهي- بطبيعتها- أثقل من الهواء، فيكون نصيب الرضيع منها أعلى من نصيب أبويه! من هنا، جاءت فكرة هذه العربة التي يجلس فيها الرضيع تحميه "درع" من البلاستيك الشفاف، تمنع عنه التعرض المباشر للهواء بملوثاته، بالإضافة إلى مياه الأمطار، ويتنفس هواء نقيا يضخه إليه في مخبئه "منفاخ" متصل بوحدة ترشيح للهواء، يدوران معاً ببطارية بسيطة.
بيئة
ورطة الكانجارو الأسترالي
يقتل الأستراليون- سنوياً- بين 3 و 4 ملايين كانجارو. ومنذ أن جاء المستوطنون البيض إلى استراليا، في عام 1788، انقرض أربعة أنواع من الكانجارو، وثمة عشرة أنواع مهددة بالانقراض، حالياً ومع كل ذلك، يتخذ الأستراليون من الكانجارو رمزاً وطنياً!
والحقيقة، أن أحوال الكانجارو الأسترالي ازدادت سوءاً مع مقدم القرن العشرين، مع ازدياد الطلب عليه كمصدر للجلود، وكان لحمه يقدم طعاماً للحيوانات المنزلية الأليفة. ثم جد أمر مهم في تاريخ الكانجارو، إذ استساغ البشر لحمه، ويمكنك الآن أن تجد شرائح لحم الكانجارو، وأقراص الهامبورجر المصنعة من لحومه، متوافرة في أرقى مستودعات المواد الغذائية في استراليا وبريطانيا، جنباً إلى جنب مع لحوم النعام والتمساح والبقر الوحشي. وللكانجارو بعد آخر، كمشكلة بيئية، إذ إن 25% من أراضي استراليا مهددة بفقدان الغطاء الأخضر، أو بالتصحر، وذلك بفعل الرعي الجائرمن الثروة الحيوانية الأسترالية: المرباة "غنم وأبقار"، والبرية " مثل الكانجارو".. فالكانجارو ينافس الغنم على المرعى والماء، وهو قادر على حسم هذه المنافسة لصالحه، فهو حيوان قوي. وينحاز جانب من علماء البيئة لرأي يقول: مادام أن لحم الكانجارو قد صارت له هذه القيمة الاقتصادية العالية فتعالوا ننظم صيده، صيانة له كمورد اقتصادي طبيعي. وإذا كنا لا نقر قتل الكانجارو في البرية، فلماذا لا نربيه في المزارع، مثلما نفعل مع الأبقار والأغنام، ثم- أخيرا- مع النعام والتماسيح والغزلان؟
العجيب، في ورطة الكانجارو الأسترالي، أن ثمة من يترك الخطوط الرئيسية للمشكلة، ولا يلفت نظره فيها غير أعمال صيد الكانجارو التي تتم بطريقة "غير إنسانية"، ويحز في نفوس هؤلاء أن 57% من صيادي الكانجارو من الهواة الذين يستخدمون اسلحة نارية من أعيرة صغيرة، لا تقتل الحيوان من أول قذيفة فيتعذب كثيرا قبل أن يموت!
ثقافة
نصف ساعة قراءة ..فقط!
النرويجيون منزعجون من عزوف صغارهم عن القراءة. فقد تدنى متوسط الوقت الذي يقضيه الأولاد في القراءة إلى نصف ساعة يومياً، يرتفع إلى أربعين دقيقة عند البنات، في الفئة العمرية من تسع إلى خمس عشرة سنة، وقبل عشر سنوات، كان النرويجيون الصغار الأكثر نهماً للقراءة بين اقرانهم من أطفال شعوب الشمال.
ويقول أحد المدرسين العاملين بمدرسة أولية في إحدى ضواحي "أوسلو": إن المشكلة لا تنحصر في فقدان الشهية للقراءة، فقط، فإن ما يقرؤه الصغار- على قلته- بعيد عن المادة الثقافية الجادة، فالصبية يهتمون بالكتب القصصية الهزلية المصورة ومجلات الصيد، ويلتهمون صفحات الرياضة فى الصحف، ويصعب حفزهم على القراءة، على العكس من الفتيات، فهن أكثر استجابة للدعوة للقراءة، فإن بدأنها، قضينا فيها وقتاً أطول، ولا يتوقفن أمام مواد بعينها، فهن يقرأن كل شيء. وقد بدأت في النرويج حملة قومية تهدف إلى استعادة مكانة عادة القراءة عند الصغار، التي تقلصت مساحتها لصالح ألعاب الفيديو وبرامج الحاسوب والموسيقى السريعة الصاخبة.
يشارك في هذه الحملة وزير الثقافة الحالي، ووزراء سابقون، ومؤلفون، ومدرسون، وناشرون، وأصحاب المكتبات، كلهم يبحث عن إجابة لسؤال: ماذا نفعل لنعيد لصغارنا شهيتهم للقراءة؟ وسوف تشارك الإنترنت في الحملة، فتربط بين القراء الصغار، الذين يمكنهم توجيه أسئلتهم للمؤلفين من خلالها، واستقبال إجاباتهم. كما ستعقد خلال الحملة جلسات استماع للصغار، للتعرف على آرائهم في مختلف المواد المطبوعة. وستبدأ الحملة بنشاط مكثف يستمر شهراً واحداً من منتصف أكتوبر القادم، حتى منتصف نوفمبر، ثم يتواصل النشاط على امتداد خمس سنوات، تنتهي في عام 2001، ويأمل النرويجيون- بعدها- في أن يكف صغارهم عن هجر الكتب.
معارض
زهور أوربا في جنوا
سبع دورات شهدها معرض زهور اوربا بمدينة جنوا الإيطالية، بدأت في عام 1966، واستمرت دورة كل خمس سنوات، كان آخرها في ربيع 1996. وبالرغم من أن الوقت لايزال مبكراً، فموعد الدورة الثامنة يأتي في ربيع عام 2001، إلا أن الإيطاليين- بمهارتهم المعهودة- قد بدأوا الإعداد والترويج للمعرض الثامن، الذي يوافق موعده مفتتح القرن الجديد، ويقولون إن الدورة المرتقبة لمعرض زهور أوربا بمدينة جنوا ستكون بمثابة باقة الورد التي تستقبل بها البشرية الألف الثالثة من تاريخ حضارتها الحديثة، أملاً فى حقبة جديدة عامرة بالخير.
ويصف الإيطاليون معرضهم بأنه أضخم معرض زهور في أوربا، إذ تبلغ مساحة مسطحات العرض فيه 120 ألف متر مربع، منها مائة ألف متر مربع مغطاة بسقيفة شفافة، وهي مساحة تتسع لمئات الآلاف من أنواع النباتات والزهور والأشجار، وقد رأى الإيطاليون إقامة معرضهم كل خمس سنوات، من باب التنسيق مع معارض زهور أخرى، تتم في توقيتات مختلفة، في كل من فرنسا وألمانيا وهولندا.
ويؤكد الإيطاليون على أن وطنهم هو الأحق بصفة "حديقة أوربا"، بالرغم من المنافسة الشديدة في هذا المجال، ويقدمون كتابات بعض الرحالة الإنجليز والفرنسيين والألمان، في القرن الثامن عشر، دليلا على أحقيتهم بتلك الصفة. ويقدمون أيضاً، دليلاً معاصراً هو: معرض جنوا. ثم إن اختيارهم لهذه المدينة كمقر للمعرض لم يأت مصادفة، فهي- جنوا- عاصمة لإقليم "ليجيوريا" المشهور بالبستنة وإنبات الزهور، فمنه يأتي نصف إنتاج إيطاليا من زهور الأقحوان، ونصف إنتاج دول حوض البحر المتوسط من زهور القرنفل، وكل إنتاج إيطاليا- تقريبا- من الورد والأوركيدات والبنفسج وأشجار الكافور والسنط والنخيل والنباتات العصارية.
يتوقع الإيطاليون لمعرض زهورهم القادم أن يصل عدد زائريه إلى مليون شخص، ويقولون إن طرز العمارة الإيطالية التقليدية ستعمل على تهيئة المعرض لاستيعاب هؤلاء الزائرين.
رياضة
رياح معاكسة.. رياح مواتية ..
في سباقات الدراجات، لا يواجه الراكب منافسيه فقط، فهو يدفع عجلتي دراجته مغالباً احتكاك إطاريهما بالأرض، وقد يحسب البعض أنه لا يحرك سوى رجليه، ولكنه- في الحقيقة- يعمل بكل جسمه، ليحقق لنفسه الاتزان مع السرعة، وأيضاً ليناور الرياح المعاكسة التي تعمل ضده وتعوق اندفاعته.
في السباقات ذات المراحل المتعددة، والتى تتضمن شوطاً في اتجاه معاكس للريح وآخر في الاتجاه مع الريح، قد يبدو بدهياً أن الزمن الذي يفقده المتسابق في مقاومة الريح المعاكسة- ذهاباً- يمكن تعويضه إيابا، مع الريح المواتية، ولكن مهندساً إنجليزياً، هو "ألان كامنيجز"، اثبت أن الأمر ليس بهذه البساطة. ولم يكن قصد المهندس ألان هو خدمة متسابقي الدراجات، ولكن هذه الأفكار واتته وهو يكافح الريح في جولة يومية للتريض بدراجته في منطقة سكنه، حيث لاحظ أن الجولة التي يتمها في 25 دقيقة في الأجواء الصحوة الهادئة، تستغرق منه 30 أو 35 دقيقة إذا عصفت الرياح. ونشط المهندس الميكانيكي كامينجز يحسب القوى المناوئة لراكب الدراجة عند رياح مختلفة السرعات، ثم الجهد الذي يتحتم على الراكب بذله للتغلب عليه.ومن هذه الحسابات، توصل إلى معادلة توضح تأثير الرياح على كل من سرعة الدراجة وزمن الرحلة أو السباق. وبتطبيق تلك المعادلة، تبين أن الرياح المواتية لا تعوض المتسابق عن كل الزمن المفقود في مرحلة السباق ضد الرياح المعاكسة، إذ إن زمن السباق- ذهاباً وإياباً- يطول بنسبة سبعة بالمائة عنه لو كان قد جرى في جو هادئ. كما اتضح أن تلك النسبة تزيد بزيادة سرعة الرياح، فإذا كانت سرعتها مساوية لسرعة الدراجة عند الجو الساكن، تصل النسبة إلى 20%، أما إذا فاقت سرعة الريح ثلاثة أضعاف سرعة الدراجة وهي منطلقة في جو هادئ، فإن نسبة زيادة زمن السباق تقفز إلى 350 بالمائة.
علق "بوت ويست"، المدير الفني للاتحاد الرياضي البريطاني للدراجات، قائلاً: إن متسابقي الدراجات المحترفين لديهم خبرة بتأثير الرياح على سرعتهم، من قبل أن يأتي المهندس كامينجز بالصياغة الرياضية لهذه المسألة، وهم يفضلون السباقات التي تبدأ بالركوب "مع الريح"، حيث يتمون هذه المرحلة بأقل جهد ممكن، محتفظين بمعظم طاقاتهم لإنهاء السباق في المرحلة التالية التي يخوضونها ضد الرياح المعاكسة.