عزيزي العربي

عزيزي العربي

تصويب

احتلال الجزائر

ورد في العدد (562) سبتمبر 2005 الصفحة 159 من مجلة كل العرب (العربي) خطأ في اسم الصورة الجوية, حيث كتب أسفلها (نهر هوانج هي المعروف باسم النهر الأصفر في الصين....). والصواب هو أن الصورة لـ(سد أتاتورك على نهر الفرات, فالمناطق التي غمرتها المياه تبدو ككتلة سوداء هائلة الحجم).

- أما التعقيب الثاني فهو على التعقيب الذي ورد في العدد (558) مايو 2005 على الموضوع الذي نشر في العدد (551) أكتوبر 2004م, حيث صحح التعقيب خطأ احتلال الجزائر من 1850م إلى التاريخ الصحيح عام 1830م, وإنني أريد أن أضيف قائلاً:

في الواقع بدأ احتلال الجزائر على ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى عام 1827م: عندما أرسلت فرنسا أسطولها إلى الجزائر - إثر حادثة الإهانة التي تعرض لها القنصل الفرنسي - وحاصر الأسطول مدينة الجزائر ثم انسحب على أمل احتلالها بعد اقتسام أملاك الدولة العثمانية التي كانت في حرب مع روسيا.

المرحلة الثانية عندما لم تتحقق آمالها باقتسام أملاك الدولة العثمانية قامت فرنسا بتحريض محمد علي على التوسع وتوسيع نفوذه باحتلال الجزائر والذي تعده فرنسا نفوذًا لها لكن محمد علي رفض خوفًا من إغضاب المسلمين ولأنه يريد احتلال بلاد الشام.

المرحلة الثالثة 1830م: مرحلة الاحتلال الفعلي عندما أرسلت فرنسا حملة كبيرة لاحتلال الجزائر نزلت على الشاطئ الجزائري غربي العاصمة, وبعد احتلال العاصمة واستسلام الداي أتموا احتلال الجزائر.

محمد بشير حويت
سورية - الحسكة

تعقيب على التعقيب

ورد في الصفحة (205) من العدد (561) أغسطس 2005 مجلة (العربي) وفي باب عزيزي العربي للسيد رمزي سمير ما يلي (قرأت في العدد (558) مقالاً للكاتب سليمان القرطاس عن الثقوب السوداء, ولكن أود أن أوضح ما يلي: إن من الخطأ أن يعتقد البعض أن لفظة الفراغ التي تطلق على الفضاء يقصد بها أنه بين الكواكب والنجوم....إلى آخر ما جاء في التعليق). والقارئ عند قراءته للتعليق يسوده الانطباع بأن المقال يشير إلى الفضاء بالفراغ وهو أمر لم يشر إليه في المقال لذلك فإني أستغرب أن يشير السيد رمزي إلى هذا الموضوع بصيغة تعليق على مقال (الثقوب السوداء).

أما عن سبب عدم التطرق لموضوع البيئة الفضائية وطبيعة الفضاء ما بين النجوم والكواكب والحالة لهذا الحيز والتي يطلق عليها (الحالة الرابعة للمادة), فهو لكون الموضوعين مختلفين.

سليمان قيس القرطاس
الجبيل الصناعية
المملكة العربية السعودية

تعريب وتفوق

قرأت وبإمعان الحديث الشهري من مجلة (العربي) وتحديدًا في العدد رقم (560) يوليو 2005 والذي يحمل عنوان (الإصلاح من أين نبدأ?), وسرّني جدًا الخبر الذي ورد في نهاية الحديث حول (توقيع هيئة الاتصالات الفلسطينية مذكرة تفاهم مع منتدى العلماء الصغار في فلسطين الحبيبة يتعاون الطرفان بموجبها على تأسيس مراكز عدة لتشجيع التفكير والإبداع في مناطق مختلفة من فلسطين...إلخ).

وأود أن أقول إن وزارة التربية السورية ومنذ عشر سنوات تقريبًا افتتحت مدارس للمتفوقين ينتسب إليها الطلبة النخبة, بعد خضوعهم لامتحان خاص. وفي نهاية كل عام يحصل هؤلاء الطلاب على أعلى الدرجات في امتحان شهادة الدراسة الثانوية الموحد الذي تقيمه وزارة التربية في آن واحد, وفي جميع أنحاء سورية ويستمر عشرين يومًا تقريبًا. ونحن في سورية نفخر بهؤلاء كما نفخر بالتعريب الذي شمل الكثير من الاختصاصات العلمية ومنها الطب.

خليل مظهر المصطفى
الرقة - سورية

تصويب

جبال روكي

جاء في السؤال الأول في مسابقة (العربي) العدد (563) لشهر رمضان 1436 الموافق شهر أكتوبر 2005 ما يلي:

  • الجبال الكبرى في أمريكا الشمالية هي مجموعة من السلاسل, وتبدأ من الشمال إلى الجنوب, من جزر اليوشيين حتى جنوب أمريكا الوسطى. وفي الشرق توجد الجبال الصخرية الشهيرة:

أ- روكي. ب - نياجرا .

جـ- موناكو.

وإذا كانت الإجابة الصحيحة هي: أ- روكي, على اعتبار أن نياجرا هي نهر في أمريكا الشمالية بين كندا والولايات المتحدة, وموناكو هي إمارة مستقلة في أوربا تقع على المتوسط بين إيطاليا وفرنسا, فإن الجبال الصخرية الشهيرة أو Rocky mountains هي سلسلة جبال في غرب أمريكا الشمالية, وليس في شرقها كما جاء في السؤال, وهي تمتد من ألاسكا إلى المكسيك بمحاذاة المحيط الهادئ وأعلى قممها مكينلي 6240م.

منصّر عبدالرؤوف
ولاية الوادي - الجزائر

اكتئاب الصفوة

تحت عنوان (اكتئاب الصفوة) كتب د.يحيى الجمل مقالا بالعدد 563 لشهر أكتوبر 2005 ممن مجلتنا (العربي), حيث أرجع تخلف الوطن العربي عامة إلى عاملين أساسيين أولهما عدم الأخذ بالأسلوب العلمي في الحياة, أو عدم الاهتمام بالبحث العلمي, وهو موضوع أفاض فيه كتّاب كثيرون, والعامل الثاني يعود إلى غياب الدولة, ويعني بذلك غياب دولة المؤسسات وسيادة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان وتداول السلطة, وهو موضوع متداول أيضًا على الساحة الإعلامية في هذه الأيام, واسمحوا لي أن أعقب على هذا العامل الثاني (غياب الدولة), فربما أكون بذلك قد عبرت عن وجهة نظر لم يتطرق إليها أحد من قبل.

وما أود أن أوضحه أولا أنه ليس من العدل أو الصواب أن نلقي باللوم كله على النظام الحاكم, فالشعوب تتحمل أيضًا جانبًا كبيرًا من المسئولية في وجود الدكتاتورية, وانتشار الفساد السياسي والاقتصادي وعدم توافر الحرية, ذلك أن العلاقة متبادلة دائمًا ومؤثرة بين الحاكم والمحكوم حتى ولو لم يعلن عن ذلك صراحة, وكما يقال (بمثل ما تكونون يكون حكامكم).

وقد تبدو لنا هذه الشعوب مقهورة ومغلوبة على أمرها نتيجة لتأثير التاريخ بشكل كبير في سلوكياتها مما يجعلها في حال استنامة واستسلام دائم لقرارات حكامها, بل إنها قد تكون أحيانًا في حال قبول وترحيب بكل ما يفعله حكامها.

وثم سبب آخر ساعد على بقاء الحاكم في حكمه إلى ما شاء الله, هو نشأة علاقة من التعود والود بين الحاكم والمحكوم, بحيث بات من الصعب أن يتخلى الحاكم عن شعبه, أو يتخلى الشعب عن حاكمه.

وفي هذا الصدد, تحضرني واقعة, فقد تعوّد مرتادو إحدى الطرق أن يشاهدوا على مشارف إحدى القرى المطلة على هذا الطريق مشعوذًا يجلس فوق شجرة شبه عار تقريبًا, حيث يقيم عليها إقامة كاملة دون أن يضطر للنزول منها. وأمام هذا المنظر الغريب, كان يحلو لبعض السائقين أن يتوقفوا عنده في ذهابهم وإيابهم, وأن يقدموا له ما تجود به أنفسهم من مال وطعام, إلى أن توفي هذا المشعوذ, وقام الناس بدفنه تحت هذه الشجرة, وأقاموا فوقه ضريحًا, والمدهش أنه بعد مرور سنوات عدة, أصبح هذا الضريح مزارًا دينيًا لكل من يمر بهذا الطريق بعد أن اعتبر الأهالي هذا المشعوذ وليًا من الأولياء.

وتوضح لنا هذه الواقعة كم ينساق البعض وراء الأوهام باحثًا عن شخصيات وأبطال في الخيال, وقد يؤدي بهم ذلك إلى عبادة الفرد, وعلاج ذلك لا يكون إلا بانتشار التعليم والقضاء على الجهل وإنماء النقد الحر البعيد عن أي تحريض خارجي.

عادل شافعي الخطيب
القاهرة - مصر

مداخلة

الثقافة هي المجتمع

قرأت باهتمام مقال د. سليمان العسكري - المنشور في باب حديث الشهر, بالعدد (561) أغسطس 2005م بعنوان (الثقافة في زحام الإصلاح), وقد ذكر الكاتب أن توصيات المنتديات العربية تبدو متواضعة عند تعرضها لقضية الثقافة, وأنها أحيانًا تكون في ذيل الموضوعات, وقد تساءل الكاتب عن أحقية الثقافة بهذه المرتبة المتراجعة.

وأنا لي مداخلة هنا بأن هذه المنتديات تعقد من قبل الصفوة المثقفة, أو تكون لهم الأغلبية فيها, وهذا على ما أظن هو الذي جعل الثقافة تأخذ هذه المرتبة, وذلك لأن النخب العربية وبمختلف فئاتها عن قصد أو من دون قصد لا ترى عيوبها, فالسياسي لا يرى عيوبه السياسية, والاقتصادي لا يرى عيوبه الاقتصادية, وكذلك المثقف والاجتماعي....إلخ.

كذلك عرض الكاتب بعض المفاهيم الثقافية, وأكد (أن الثقافة شيء أكبر وأشمل مما تمتلكه النخب), وهذا هو الرأي الصائب, فلو أردنا أن نعرّف الثقافة بمفهومها الشامل, فإنها تعني المعارف والقدرات, الموروثة والمكتسبة, عن طريق التعليم والتدريب والتجريب, والتي تؤثر في فكر وعمل وتعامل الأفراد والمجتمعات. ومن هذا التعريف نستنتج أن الثقافة هي الأساس الأول من أسس التنمية, فلا تنمية بلا ثقافة, فالثقافة تحول بين المنتج (بكسر التاء), وبين الأخطاء, وتهديه لإنتاج سلع وخدمات وأفكار ذات جودة عالية, وذات مردود كبير مقارنة بالجهد المبذول. ولدينا كعرب ومسلمين رصيد كاف من القيم الثقافية الموروثة, فلو زاوجنا بينها وبين ما أنتجه العلم الحديث, وطبقناها على سوق الإنتاج لأصبحنا نسابق الأمم, وربما تعديناها. فالثقافة إذن هي الوسيلة التي تتيح للإنسان الوصول إلى غايته, إذا تعامل معها باحترام بكل ما يحوزه من علم ومعرفة, وتطبيقه في واقع حياته اليومي.

فمثلاً إذا أصبح السياسي مثقفًا يحترم ثقافته, ويطبق قيمها لانعكس ذلك إلى احترام ومودة من قبل من يسوس, ولجنّبه ذلك الزج بالناس في السجون, وتكميم الأفواه, وبذلك يوفر جهده ووقته لخدمة المجتمع.

وكذلك الاقتصادي والاجتماعي والطبيعي, إذا أصبحوا مثقفين, فإنهم سيبدعون في مجالات عملهم, فالمثقف الحقيقي هو (الفرد الذي يتعلم ثم يشاهد فيفكر ثم ينتج).

علي أحمد النائب
كعيدنة - اليمن

ابن ماجد والرواية الخاطئة

في مجلة (العربي) بالعدد (564) نوفمبر 2005 باب وجهًا لوجه- المستشرق الفرنسي العلامة بلاشير, والكاتب الشاعر رفيق المعلوف, في حديث لم ينشر وعائد إلى سنة 1955,استوقفني قول المستشرق الفرنسي في ص74: (وقد سبق للملاح العربي النجدي شهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي الذي عاصر كولومبوس وخليفته فيسبوتشي, وكان عالمًا بالفلك وتيارات البحار والجغرافية والرياضيات, وهو أول من قاس الحقل المغناطيسي. سبق لهذا الملاح العربي العظيم أن قطع رأس الرجاء الصالح الذي عجز عن اجتيازه البحار البرتغالي Bartolomeo Diasde Novaesوساعد الملاح الشهير فاسكو دي جاما على الدوران حوله, ثم هداه عبر المحيط الهندي إلى الشرق الأقصى).

ولنا عند قوله هذا وقفة, فابن ماجد هو شهاب الدين أحمد بن ماجد ينتسب إلى قيس عيلان من نجد هاجر آباؤه إلى ساحل عمان. ولد في جلفار - بالخليج العربي - شرق رأس الخيمة, إحدى الإمارات في دولة الإمارات العربية المتحدة حاليًا - ما بين عامي 1432و1437م.

كان أحمد بن ماجد معلمًا بحريًا, وكانت معظم رحلاته في البحر الأحمر وبحر العرب, وكذلك كان جده محمد بن عمر ووالده ماجد بن محمد, ويسمى والده معلم البرين.

ومما يذاع وينشر أن ابن ماجد هو مرشد فاسكو دي جاما في رحلته من مالندي على ساحل إفريقيا الشرقية إلى كلكتا في الهند عام 1498م.

وبداية هذه القصة تعود إلى ورود اسم - أحمد بن ماجد - في نص عربي على أنه الملاح الذي أرشد فاسكو دي جاما البرتغالي إلى طريق الهند من ساحل إفريقيا الشرقي, وقد ورد هذا النص في كتاب (البرق اليماني في الفتح العثماني) لمؤلفه قطب الدين النهروالي المتوفى سنة 1582م, وفيه يقول: (وقع في أول القرن العاشر الهجري من الحوادث الفوادح النوادر دخول الفرتقال اللعين - يقصد البرتغاليين - من طائفة الفرنج الملاعين إلى ديار الهند, وكانوا قبل ذلك يهلكون في بحر الظلمات في مكان كثير الأمواج ولا يخلص من طائفتهم أحد إلى بحر الهند إلى أن دلهم شخص ماهر من أهل البحر يقال له أحمد بن ماجد صاحبه كبير الفرنج).

هذه هي الرواية الوحيدة التي تذكر هذه الحادثة ضمن كتاب (الفتوحات العثمانية للأقطار اليمانية) 1573م الذي طوره النهروالي وسماه (البرق اليماني في الفتح العثماني) سنة 1577م قبل أن يقدمه إلى السلطان مراد بن سليم, وقد اعتمد عليها جبريل فران المستشرق الوحيد الذي أخذ رواية النهروالي, وتبنى ما جاء فيها دون تدقيق إلا أنه علق عليها قائلاً: (إلا أن هذه الرواية القائلة إن أميرال الشرق قد حصل على معلومات من أحمد بن ماجد بعد أن دعاه إلى الطعام تبدو غير موثوقة).

أما ما يضعف رواية النهروالي في رأيي, أنه أخطأ في مخطوطاته - البرق اليماني - حيث جعل وصول دي جاما إلى الهند عام 1495م, مع العلم بأن وصوله المحقق كان سنة 1498م وفي ذلك التاريخ كان أحمد بن ماجد قد اعتزل العمل, إذ كان يبلغ من العمر في ذلك الوقت نحو 87 سنة أو أكثر بقليل, ناهيك عن أن النهروالي لم يذكر مصادره التي استقى منها هذه الرواية حتى ينال المصداقية.

ومن واقع سجلات سفينة فاسكودي جاما - سان جبريل - نطالع (وفي يوم الأحد 22 أبريل, بعث إلينا ملك زافرا واحدا من حاشيته المخلصين, ولما مر يومان دون أن يحضر زوّار إلى السفينة, اعتقل دي جاما هذا الرجل, وأرسل إلى الملك يطالبه بالمرشد الذي وعده به, ولما تسلم الملك الرسالة, أرسل مرشدًا مسيحيًا فأطلق دي جاما سراح الرجل), كما أن الكتاب البرتغاليين يشيرون إلى من أرشد دي جاما باسم ماليموكانكا, أما ماليمو فهي في العربية (معلّم) أي رئيس البحارة, وكانت شائعة الاستعمال في منطقة المحيط الهندي, وأما كانكا فهي كلمة هندية بمعنى منجّم, كما أن البرتغاليين يشيرون إلى من أرشدهم باسم المسلم من كجرات, في حين أن ابن ماجد عربي من نجد, علمًا بأن البرتغاليين كانوا يميزون بين مسلمي الأقطار المختلفة. فلو كان المرشد عربيًا لذكروا أنه مسلم من الجزيرة العربية, وأغلب الظن أن المرشد المقصود كان هنديًا مقيمًا في ساحل إفريقيا الشرقي, وأنه كان يأمل من وراء ذلك في تمكينه من العودة إلى وطنه, ولم يكن ذلك المرشد عربيًا من طراز ابن ماجد الذي يدرك دون شك العواقب الوخيمة المترتبة على وصول البرتغاليين إلى الهند ومنافستهم للبحارة العرب, وقد يجد البعض أن إرشاد ابن ماجد لفاسكودي جاما من أسباب الزهو, وسبق فضل للحضارة العربية, إلا أني أرى أن تلك وصمة عار أراد البعض إلصاقها بابن ماجد زورًا وبهتانًا, وذلك لا يرضي محبي الحق وطلابه.

صلاح الشهاوي
طنطا - مصر

وتريات

هذا الشوق...

وعطشت فاتنتي وطرفك منبع كيف الحياة وخافقي يتوجع?
بكت الحروف...تفطرت لفراقنا واصفرت الأيام...فهي البلقع
لن تعرف الفرح النسيم حديقتي هي مهجة عبرى لطيفك تفزع
نصبوا الهجير فحوصرت في لحدها حجبوا الغيوم فخافقي يتوجع
أهفو لضفتك: الجلوس بجانبي أعفو وأحلم في الأذى... أترفع
سلواي ما كتبت يداك وناولت ومناي مقلتك الحنون, أترجع?


حامد عبدالماجد
السودان

ابتسامتها!

وَحينَ أرَاكِ تَبْتَسمينَ تركُض كُلُّ أخيلَتِي
حَوَالَيْكِ
وأَنْسَانِي
لأسْبحَ في أسَاطيرِ الهوى الوَرْدي مَجنُونًا
بغَمازَاتِ خَديْكِ
أُحسُ كأنّني أثْرَيتُ...زَادَتْ فيكِ أرْصِدتي
كُنُوزًا مِنْ لآلئ ثغْرِك البَسَّامِ...
مِنْ ماساتِ عيْنَيْكِ
وأشعُرُ أنّهُ حلمُ
وسَاعَتها أرَى سِربًا منَ الأطياف
تَرقُصُ حَوْلَ وُجدَاني
فأَصْحُو حينَ ألْمَسُ دِفءَ كَفَّيْكِ
أنا صحراءُ سيدتي,
لو أنّكِ ما سكبتِ على رمالي بسمةً حلوه
أنا ليل حزين الأفق
لا سمر ولا نشوه,
لو أنكِ ما منحتِ هلاله قبسًا
ولا أهديته شفتيكِ
يعزف للهوى غنوه
أنا فكره
نمت في كهف قاموسي
تعيش بخاطر الدنيا مثلجة
بلا طعم ولا نكهه
لو أنك ما نفخت بخاطري روحا
ولا أشعلت فانوسي
بما أوقدت في الوجنات من حمره
دمي يجري..
دمي يجري!
أحس دبيبه - والله - يسري في شراييني
يغني كل عرق فيّ حين أراك تبتسمين
يا عمري
فيطربني ويشجيني
أحبك حين تندفعين في الضحكات,
أفرح حين أسمعها
تلاشى كل آلامي
وأكره بل وأحزن حين أدرك أنها ومضه
وأني حين أحياها وأقطعها
أعيش العمر كل العمر...
كل العمر في لحظه

د. محمود بن سعود الحليبي
الإحساء - السعودية