عزيزي القارئ

 عزيزي القارئ

أسئلة الفرنكوفونية

تدور الأيام دائماً طارحة العديد من التساؤلات.. وكيفما جاءت الإجابات... يظل البحث جارياً بلا نهاية عما يمنح الروح ردودها الشافية.. وفي هذه الأيام ثمة أسئلة عدة تطرحها استضافة لبنان خلال الشهر الحالي لأول مؤتمر للدول الناطقة بالفرنسية, بعد سنوات طويلة من علاقات اتسمت بعدم الود بين فرنسا الراعية الأهم للمنظمة الفرنكوفونية, والدول التي تعرضت لمآسي الكولونيالية الفرنسية.

فهل يجيء اختيار بيروت مدخلاً لزمن جديد من التسامح ودعوة أخرى لنسيان آلام زمن السطوة العسكرية وما جلبته, أم يشكّل هذا التوجه الجديد انطلاقة من باب الثقافة نحو علاقات يتعاون فيها الجميع ضد الخطر الأكبر القادم من الغرب أيضاً باسم العولمة?

من هنا, فإن (العربي) تخصّص في هذا العدد الذي يتزامن مع انعقاد المؤتمر ملفّاً شاملاً لتناول مستقبل الفرنكوفونية من وجهات نظر مختلفة, في الوقت الذي تتقدم الملف مواجهة بين أمين عام منظمة الفرنكوفونية الدكتور بطرس بطرس غالي ورئيس تحرير (العربي) الدكتور سليمان العسكري, يؤكد فيها د. غالي أن هذا المؤتمر يستهدف إلقاء الضوء على ثقافة العرب, في الوقت الذي يسعى فيه إلى المزيد من الحوار والتعاون.

وإلى جانب الفرنكوفونية, تدور تساؤلات أخرى عن العرب وأسئلة الهوية, وعن التاريخ الإسلامي بين الخطابين الديني والسياسي.

تدور الأسئلة وتنبثق الإجابات, لكن الحياة المفعمة بعوامل القلق, تدفع دائماً بالمزيد من التساؤلات التي تظل الإجابات عليها.. غير نهائية.. وغير حاسمة.

 

المحرر