نزوات شامية

تجلسُ الأشجارُ في حضني
فأشتاق إلى الركضِ
وأهفو

* * *
مسرحي عشبٌ خرافيّ
وأمشاجٌ من الأشواكِ والزهر
وصيادٌ خفيفٌ
وغزالاتٌ أخف

* * *
ها هو الحبُّ على الأغصانِ
في الدربكةِ المجنونةِ الإيقاع
في المرأةِ
إذْ توشك في رقصتها أن تتعرى
فإذا الأعينُ في بهجتها تأثمُ
واللذةُ تطفو

* * *
خرجت من عُشها الطفلةُ
والجارةُ من مخبئها
والشيخُ من خلوتهِ
والكاهن المصلوبُ من محرابهِ
والنهرُ من مجراهُ
طار السربُ كل السربِ
لم يبق حجابٌ لا يشف

* * *
أين أنتِ الآن ؟
لا تبتعدي
قلبي ضعيفٌ
وخصومي فيكِ كثْرٌ هاهنا
من أين لي أن أتبارى معهمْ
اللوزُ, والمشمش, والجانرك الحامضُ
أحلى وأعف

* * *
لم تكن كل دمشق هاهنا
كان هنا التاريخُ
ينساب على إيقاعه الماضي
ويصفو

* * *
وأنا أحتضن التاريخَ
في الشمس التي مالتْ
فأستيقظُ
والأشجار تغفو