وهذا الضجر قد أقبل..
وشيئاً من حنين الأمس
يا (سلمى):
يناديني..
تريث يا صديق الشمس
لا تعجل..
ولكني..
وقبل الخطوة الأولى
أُدير الوجه نحو اللّه
يا قلبي:
رحاب الهَجر ممدودة
فكفكف دمعة أخرى
وهيا قم معاً نرحل.
ولو نادتك يا قلبي
رؤى الليل الذي يمتد
بين طقوس أشجاني
وبين اللوعة الأخرى
ومن علقت بأحزاني
فلا تَحْفل..
فإني ما تركتُ الورد
خوفاً من جراح الشّوك..
لكني..
عشقتُ والبوح في سرّي
أُداري الجرحَ في صمتي
وأبكي عهدنا الأول
ورغم الحزن لا أدري..
لماذا قُلتَ لا ترحل?!
هو المقدور يا عمري
(فما خطت يدي حرفا)
فهذا مركبي يمضي
يشق الليل..
صَوْب الوجهة الأخرى
ضفاف الشوق والمرفأ
يفتش عن بقاياها..
فلا تعجب..
ولا تسائل
فلو أني أطيـق البُعد مـشواراً
يبعثر حلمنا المرسوم
في الشرفات..
والطرقات
ما فكرتُ أن أرحل
يردُ القلب فأصدقني:
لماذا قلت لي نرحل?!!
يضيع الليل والشكوى
وما أنا بالذي يقوى
فهل تمضي معي يا ليل..
لكن دون أن تسأل?..