عزيزي العربي

عزيزي العربي

تهاني القراء باليوبيل الذهبي سيل متصل

منذ بلغت «العربي» عامها الخمسين في ديسمبر الماضي (2007) وسيل التهاني من محبيها لم ينقطع. ويسعدنا هنا أن ننشر بعض الرسائل التي تعبر بودِّ صادق، وحميمية واضحة عن ذكريات طيبة لقراء بادلوا مجلتهم العريقة حبًا بحب، وأظهروا اعتزازهم بها، وبذلوا جهودًا مشكورة لاستكمال أعدادها في مكتباتهم، لا لتزيينها فقط، بل لأنها كانت - ومازالت - تحترم الجميع من العدد الأول وإلى الآن، وتحرص على تقديم المفيد والمهم والممتع لتوحيد وإضاءة الوجدان العربي، والارتقاء بوعي أبناء أمتنا العربية، وكلما زادت الأنواء زاد إصرارنا على الاستمرار، والعطاء، والبقاء، ومحبتكم هي الوقود النقي الذي يعيننا على ذلك، فلكم جميعًا التحية.

«العربي»

تحية فلسطينية صادقة

حضرة رئيس تحرير مجلة العربي الغراء الدكتور سليمان العسكري الكريم، أكتب لمن علمتني القراءة والكتابة، إلى مجلة العربي الغراء مباركًا ومهنئًا في يوبيلها الذهبي، وأتمنى لها دوام والتقدم لما هي أهلٌ له، مجلة العربي كانت ومازالت بمنزلة المعلم والمثقف وحبيبتي في القراءة والكتابة وفتحت عيني على العالم بما تنشره من استطلاعات مصورة ومكتوبة لم أعلم أنها كانت موجودة قبل معرفتي وقراءتي مجلة العربي.

لهذا خطر ببالي أن أكتب إليكم على سليقتي مع معرفتي التامة بأني لست على مستوى من يكتب لمجلة العربي.

سيدي رئيس التحرير، أنا وصلت في الدراسة إلى الرابع الابتدائي في الأربعينيات من القرن الماضي في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين حيث كانت جميع مدارس قرى فلسطين لا تتعدى الصف الرابع الابتدائي، وأنهيت الرابع ابتدائي وخرجت للحياة وسبب معرفتي بمجلة العربي أنني دخلت مكتبة في مدينة رام الله وشاهدت كلمة العربي على مجلة وسألت عن سعرها فوجدته مناسبًا لجيبي فاشتريتها ولا أذكر رقم العدد ولكنه كان من الأعداد الأولى، وتعلقت بالمجلة منذ تصفحت هذا العدد ولم يفتني إلا قليل من أعدادها.وهاجرت إلى البرازيل ومكثت عشرات السنين في المهجر ولم تنقطع عني المجلة، ويعود الفضل في وصولها إليّ لسفارة الكويت في البرازيل ولطاقم السفارة كل الشكر والتقدير، وقد علمتني المجلة ما فاتني، علمتني القراءة والكتابة والتاريخ والجغرافيا والدين والسياسة، وهذا شجعني أن أكتب لمجلات في المهجر في البرازيل وأنا الآن دخلت في الثمانين من العمر ولا أبالغ إذا قلت إنني أشعر أمام مجلة العربي بأنني لاأزال تلميذًا وأنتظرها شهريًا بفارغ الصبر.

وأنا الآن موجود في فلسطين أدخلها كسائح بالجنسية البرازيلية لا كابن بلد (يا للعجب!).

ومن أمثالنا العربية قالوا «من علمني حرفًا صرت له عبدًا».

فكيف من علمني كل الحروف، وكل الأمصار، وكل ما استجد على هذا الكوكب ?!

كل الشكر والتقدير للكويت أميرًا وحكومة وشعبًا وللقائمين على مجلة العربي الغراء، رحم الله من توفوا وأطال الله عمر الأحياء منهم.

أرجو للأمة العربية أن تحافظ على هذا الاسم «العربي» كما حافظت عليه مجلة العربي وزادت من رونقه وشهرته والحفاظ عليه من دون كلل أو ملل، وأقول لأولي الأمر من العرب كفاكم شرذمة، شعوبكم جاهزة لتقودوها إلى النصر والكرامة.

واقبلوا احترامي

حسن عبدالهادي يوسف النتشه

  • المحرر: رسالتك الصادقة مسّت قلوبنا، و«العربي» تبادلك المحبة، ولك التحية في المهجر أو في فلسطين الحبيبة.

.. ومن الأردن

ولنا - معشر القراء - كلمة.. تقال في اليوبيل الذهبي لـ «العربي»

لقد ولدت ثقافتنا مع ولادة «العربي».

وبقيت لنا رفيقة نكبر بها.. وتكبر. ونرتشف من رحيقها.. ونرتاد آفاق العلم.. والثقافة والجغرافيا والتاريخ والسياسة.. بها ومعها!

وظلت «العربي» القاسم المشترك لا ينقسم بالرغم من العواصف والأنواء التي عصفت بالوطن العربي.

وفي يوم من أيام ديسمبر 1958م، دخل أستاذ الجغرافيا في مدرسة عين السلطان - أحد مخيمات مدينة أريحا في الضفة الغربية - أحسن الله إليه على أي حال هو الآن، وأرانا مجلة العربي العدد الأول.. كان بها مقال عن صلاح الدين.. وفتاة الغلاف تعانق «قطف البلح».. وأطراها لنا.

أخذتها أنا منه، ومنذ تلك اللحظة، بدأ ينشأ حبي لها!

كان ثمنها حينذاك عشرة قروش، وكان المبلغ باهظًا بالنسبة إلي! وتفتقت قريحتي حينذاك عن إشراك خمسة زملاء لجمع القروش العشرة وشرائها وقراءتها!

وتحسنت الظروف .. وأصبحت أشتريها وحدي.

وفي عملي بمنطقة جيزان من المملكة العربية السعودية كنا معلمين ونشتريها للغربة.. وبعد سنوات فرقنا النقل إلى جهات مختلفة فكيف نقتسم العربي؟

قسمنا كل عدد إلى ثلاثة أقسام:

التاريخ أخذه زميلي معلم التاريخ..

والاستطلاعات أخذها معلم الجغرافيا.

والباقي أخذته أنا.. وجلدت المقالات العلمية والسياسية التي كان يكتبها د.أحمد زكي يرحمه الله، فقد كانت له عندنا مصداقية خاصة.. فنقول «قال أحمد زكي» فهو حجة لا ترد!

وتعاقب على «العربي» رؤساء تحرير..

وكان لكل سياسته.

وتغير الزمان..

ولكن وجه «العربي» بقي على عهده في مقاربة قضايا وهموم الإنسان العربي.

وقد أثبتت تجربة «العربي» أن الأفكار الصادقة.. لا تموت!

وأن القدرة على الفعل المؤثر مازالت ممكنة!

وأن الحكمة قادرة على أن تغلب النزق والطيش!

نحن بأمس الحاجة إلى جامعة رخيصة التكاليف في الآداب وفي العلوم.. تعلم «العربي» شابا وشيخًا على أسلوب الجامعة الافتراضية على الإنترنت.

فإذا كانت «العربي» مشروعًا ثقافيًا قد نجح.. فإن الجامعة الأكاديمية كمشروع علمي - تعليمي.. سوف تنجح!

فالعرب لا ينقصهم المال. ولا ينقصهم الأساتذة والعلماء.

المجتمع العربي ينقصه المتخصصون في العلوم.

والمجتمع العربي يواجه اليوم هجمة ثقافية تريد إبعاده عن جذوره!

فمن لهذا المشروع الرائد؟

يدفع به الاندثار عن هذه الأمة..

ويلحقها بالعصر والأمم المتقدمة؟

ويحفظ عليها هويتها وثقافتها؟

وبقيت لنا كلمة..

إني لأرجو أن تطبع «العربي» كلها على أقراص مدمجة (سيديهات) مادة وفهرسا حسب المؤلف، والعنوان كما فعلت من قبل.. فإن هذا أمر ممكن وجيد.. ترفقونه هدية أو يباع وحده، استكمالاً لمآثر «العربي» في رفد الثقافة العربية.. وإنعاش الذاكرة الثقافية.

وتقبلوا تحياتي وتهانيّ ودعواتي لكم.

وقبلة على جبين «العربي».. ومن يقوم عليها ويمدها بأسباب البقاء.. ولا يضيع عند الله مثقال ذرة!

مصطفى هديب
الزرقاء - الأردن

.. وتحية حميمة من الأحساء

لا أبالغ إن قلت: إنك قد لا تجد شخصًا عربيًا في هذا الزمان، لا يعرف، أو لا يسمع عن مجلة «العربي» التي هي حاضرة في كل قطر عربي وفي كل حارة ومدينة وقرية ونجع وريف وصحراء وميناء وواحة، واستراحة على الطريق وتجمع بشري عربي، وغيرها.. وأنت حتى تصل إلى مثل هذه الرؤية الناصعة والنتيجة المشرفة والعظيمة والصعبة المنال.. فلا بد أن يكون من وراء ذلك - بلا شك - عمل مميز ومخلص ونتاج مضيء ودءوب، ولابد أن وراء ذلك كله أيضًا فريق عمل مثقفًا وحرفيًا يتفانى في أن تبقى العربي مشرقة كما كانت وإلى الأبد إن شاء الله.

والمدهش أنه - مع كل ذلك - قد يتبادر إلى ذهن البعض أن المجلة شكلاً ومضمونًا واتجاها ربما تخاطب فئة معينة من القراء أو أنها قد لا تعني الكثير منهم، أو أنها - على أحسن تقدير - قد لا يستسيغها آخرون لتخصصها بل إن حتى بعض المثقفين - بكل أسف - قد يجد أنها من مطبوعات (الترف الفكري) - كما يقولون - قياسًا إلى المطبوعات الصفراء ذات البحث عن كل شيء سوى البحث عن العمق.

لكننا في المقابل وبشكل علمي وتوزيعي وواقعي وميداني وشعبي.. نجد أن كل تلك الظنون والتخرصات ما هي إلا نتيجة النظر بعين واحدة ومن كوة رمادية من بين طوفان من العيون الأخرى التي لا ترى الليل والنهار.. إلا نهارًا لا ليل فيه، ولا ترى «العربي» إلا شمسًا ثانية.!

ولعل من الطرافة أن أشير هنا إلى أن أحد الأصدقاء وهو كاتب وناقد وفنان تشكيلي معروف من المنطقة الشرقية، وقد عرف عنه نظرته السوداوية للكثير من الأشياء وهو ممن «لا يعجبه العجب»، لكنني وجدته يديم الاستشهاد بالعربي وموضوعاتها في الكثير من حواراته وكتاباته مما يدل على متابعته المكثفة لها.

وأول عهدي بهذه المفخرة الكويتية الخليجية العربية.. حين كنت في المرحلة الابتدائية في النصف الثاني من الستينيات الميلادي المنصرمة، حيث كانت والدتي - يرحمها الله - تعطيني ريالاً واحدًا فقط في نهاية الأسبوع، وكنت أصرف الريالات الأربعة هذه نهاية الشهر.. في شراء بعض الصحف والمجلات، وأولها مجلة «العربي».. التي كان ثمنها ريالين سعوديين آنذاك.

وتستمر العلاقة مع هذه المجلة الغراء، وفي كل مرة، ومع بزوغ كل عدد - منذئذ وحتى الآن - ينتابني شعور للمشاركة فيها، أو الرد على شيء مطروح على صفحاتها، أو المداخلة أو الإضافة، أو الإعراب عن شديد الإعجاب لاستطلاع مصور تدبجه للقراء (وهي المشهورة المعروفة بهذه الاستطلاعات المميزة)، إلا أنني أفاجأ، والوقت يزحف علي، أن أحد عشاقها، من هنا أو هناك قد قام بالمهمة نفسها، فأكتفي بذلك.

ولكني فعلتها، والحمدلله، فقد نشرت لي «العربي» موضوعات ومداخلات وقصائد مختلفة على صفحاتها، أذكر «من بينها»: موضوع (قصيدة مغمورة) في الصفحة الأخيرة منها التي تحمل عنوان «إلى أن نلتقي»، وذلك في عددها الممتاز الصادر في شهر يناير عام 2005م، (وفي الحقيقة.. كل أعدادها ممتازة)، ومداخلة وثناء إلى المجلة لإصدارها الجديد (الملحق العلمي)، عبر رسالة نشرت في عدد نوفمبر من العام نفسه، وثالثة في عدد شهر يناير 2006م في الصفحة الأخيرة أيضًا عن «الحكايات الشعبية في الخليج»، وغيرها، وفي الطريق المزيد إن شاء الله.

ومع كل موضوع أشعر - والله - بزهو كبير، وأتحسس رأسي بوجود تاج جميل كللتني به هذه الحبيبة عليه بعد نشر كل موضوع.

في طفولتي كنت أول ما أقرأ من «العربي»، ذلك الملحق الصغير الجميل الذي كان يختبئ بطياته الأربع بين صفحات المجلة الأم، ثم أجعله بشكل تلقائي علامة في المجلة على الموضوع الذي توقفت عنده، بل غالبًا ما أعدت قراءة محتوياته أكثر من مرة.

ثم من قال إن «العربي الصغير» هي للصغار فقط؟ إن المواد والمعلومات والموضوعات التي تتضمنها منذ أن كانت ملحقا ينام داخل المجلة إلى أن أصبح مطبوعة مستقلة قائمة.. هي من الأهمية والثراء والعمل والجودة والنوعية والتنوع ما يجعلها تنافس أغلب مواد المجلة نفسها، في الكثير من الأوقات، وبكلمة مختصرة، فغالبًا ما أجد شيئًا جديدًا في «العربي الصغير»، ولهذا أحرص كثيرًا على قراءتها أولاً قبل أن أقدمها لأبنائي وأسرتي، وقد لا أبالغ مرة أخرى لو قلت إن «العربي الصغير» لم تصل إلى مكانتها أي مطبوعة عربية أخرى متخصصة للطفل.

إن الرسالة التي حملتها «العربي» على عاتقها منذ انطلاقتها، جعلتها بالنسبة إلى بقية المطبوعات العربية الجادة التي تحاول أن تتماشى معها في الركب.. قدوة ومنارًا.

وعلى هذا وغيره وفي استحقاق وجدارة وواجب، نهنئ مجلة العربي، هذه النافذة الكويتية الجميلة التي تهب نسائمها على كل العرب في كل مكان في العالم مطلع كل شهر.. على الرغم من كل الظروف.

وحقيقة فإن العمل المخلص الجاد الخالي من الأهواء والرغبات، والمرتكز على النوايا الصادقة، يكتب الله له النجاح الدائم.

تحية ثناء إلى أسرة التحرير وفي مقدمتهم سعادة الأستاذ الدكتور سليمان العسكري رئيس التحرير.

وفي الوقت نفسه، نرفع لدولة الكويت الشقيقة، أصدق علامات الإكبار والمودة، والتقدير، والثناء على هذه الجهود الرائعة بتقديمها مجلة العربي هدية شهرية نفيسة بقيمة رمزية جدًا إلى كل العرب.

نعم.. فالكويت هي الدولة الخليجية الجميلة التي جعلت الكلمة والمعرفة والثقافة والأدب سلاحًا آخر إلى جانب النفط والإنسان، على مدى أكثر من نصف قرن.

والثناء موصول لوزارة الإعلام الكويتية التي تصدر مجلة العربي، التي ما فتئت - حتى في أحلك الظروف ورمادها - أن تواصل الاستمرار في بناء المواطن/ الإنسان.. فكريًا وعلميًا وثقافيًا، ولتبقى هذه المجلة مفخرة لنا جميعًا. حبيبتي مجلة العربي العزيزة.. ألف مبارك لك بلوغك الخمسين عامًا.. وإلى الخمسين قرنًا.. إن شاء الله، والمزيد من العطاء الثقافي والفكري.

محمد الجلواح
عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي/ السعودية

.. ومن مصر

عزيزتي «العربي»: بداية لا أتجمل ولا أنافق في الكتابة إليكم عن محبوبتي «مجلة العربي» أريد ببساطة الكلام وبإخلاص القلب وبكل صراحة أن أعبر عن واقع عشته وتفاعلت معه وذكريات جميلة مع هذه المطبوعة العملاقة والعظيمة «العربي» وقد نشأت فوجدتها تملأ البيت حيث كان أخي الأكبر يواظب على اقتنائها فأخذت أنكب على مذاكرتها ودراستها لا أتصفحها فقط، وطبت نفسًا لأني وجدت غنيمة ثقافية وسط زخم المجلات والكتب الأخرى التي عندنا ووجدت أن «العربي» تشكل دربًا كبيرًا لي في مجال الثقافة المحترمة والراقية التي تتسم بالنضج والتفرد. فأخذت أواظب على شرائها بانتظام قبل أن يهل الشهر وجعلت لها جناحًا خاصًا يليق بها في المكتبة. لكن ملأني الحزن حين قررت أن أرتب مكتبتي فوجدت أعدادًا ليست بقليلة مفقودة وتمنيت يومها وتخيلت أني أتطلع إلى المكتبة وأجد «العربي» أمامي كاملة الأعداد من العدد الأول حتى الأخير لكن هيهات! وكيف؟! ولم أحبط فلقد جاء وقت الفرح من عند الله سبحانه حينما ذهبت للجامعة ووجدت في مكتبتها الأعداد القديمة التي كنت أفتقدها وأبحث عنها وإذ بي أجدها جديدة وأجد ما فيها من ثقافة وعلم جليل كأنه حديث العهد. لكن ملأتني السعادة القصوى حين وجدتها مع الباعة الجائلين بمحافظة أسيوط حيث كانت دراستي ووجدت هذه الموسوعة على عربات «الروبابيكيا» تباع مع الكتب القديمة والتراثية فناجيت نفسي قائلا يا إلهي! وأخذت أنقب وأبحث وسط هذا الزخم لأجد ما ينقصني من مجلات العربي لآخذها مقابل ثمن زهيد جدًا (30 قرشًا في العدد) فكنت أرجع كل مرة ومعي عشرات الأعداد (أقصد اللآلئ) من «العربي» وهذه عادتي إلى اليوم كلما حط بي الرحال إلى العم جمعة العجوز فأوجه له السؤال المألوف: «ما عندكش أي أعداد من العربي ياعم جمعة؟» إلى أن يتحقق حلمي الكبير وأجدها مكتملة أمامي من عددها الأول إلى الأخير أجد موسوعة ثقافية وأدبية علمية أمامي تنير درب ثقافتي وتضيء لي الطريق أمام كل ما هو جديد في العالم وتجعله في متناولي، لذلك أجد نفسي مهمومًا ومشغولاً بل شغوفًا بتوصيلها إلى كل الناس من حولي ومن يعمل معي حتى لا يُحرم من هذه الثروة الثقافية والموسوعية العملاقة، فأخذت أهديها للأحباء وأشجع كل أصدقائي على اقتنائها وأقولها دائمًا لهم: هل يُصدق أن منجم ثقافة يباع بجنيه وربع الجنيه فقط؟ لكنها «العربي» التي تريد أن تصل بنورها ودفئها إلى الكل وما يدفعني لكل هذا الجهد في سبيل «العربي» أني وجدت فيها ثقافة راقية واضحة وعلمًا محترمًا ورؤى صريحة وجريئة ووجدت فيها احترامًا للرأي والرأي الآخر مهما كان مخالفًا، وجدت فيها تسامحًا وحرية وانطلاقة، وجدت فيها أملاً كبيرًا وسط واقعنا العربي المرير في كل النواحي ورأيت فيها مساهمة جريئة ونيرة لحلول مشكلاتنا على كل الأصعدة والمستويات، وآه لو أطعنا نحن معشر العرب صوت هذه المجلة الصارخ إلينا وسلكنا بإرشادها وعلى دربها، لا أبالغ لو قلت إننا سننهض ونرتقي مثل باقي الأمم المتحضرة حولنا التي أطاعت صوت الثقافة.

تهانينا للعربي بيوبيلها الذهبي ومع دوام التقدم والتطور وللأمام تحية لرئيس التحرير وكل فريق العمل معه.

د. رفيق فؤاد حنين عبدالملاك
طبيب بشري
مدير وحدة صحة المرأة بنزلة بدوي
ديروط/ أسيوط/ مصر

.. ومن اليمن

أكتب إليكم رسالتي هذه وهي الأولى من من نوعها على الرغم أني من عشاق هذه المجلة الحبيبة طيلة 40 سنة تقريبًا، فأنا أحتفظ في مكتبتي بأعداد كثيرة منها ابتداءً من العدد الثالث وظللت طيلة تلك المدة أداوم على قراءة هذه الموسوعة العربية المتكاملة في كل ميادين الثقافة والأدب والفن والتاريخ والعلوم والاقتصاد والسياسة وغيرها من المجالات والأبواب التي تطرقت إليها المجلة الحبيبة، وكم كان بودي أن تخصص المجلة بابًا للدراسات القانونية التي هي مجال تخصصي وعملي. ومن الجدير ذكره هنا أن المجلة، من خلال استطلاعاتها عن بلدان ومناطق ومدن الوطن العربي الكبير، تنمي الوعي لدى المواطن العربي وتعزز الشعور القومي بين شعوب الأمة العربية وقد لعبت المجلة دور همزة الوصل بين دولة الكويت الشقيقة وشعبها الأبي وبين بقية إخوانهم من سائر الشعوب العربية، وهمزة الوصل تلك أعطتنا الكثير من المعلومات والحقائق عن عالمنا العربي، وحققت مبدأ التواصل بين أجزاء وطننا الكبير ذي الآمال المشتركة التي تجعل من أمتنا العربية أمة حية لها وزنها السياسي والاقتصادي في ميزان القوى العالمي وقد كان لها الصدى الكبير والأثر الطيب بدلاً من رفع الشعارات القومية الفارغة من أي أنظمة بوليسية استبدادية قمعية تصادر حرية الإنسان وتنتهك كرامته التي أوصلتنا مع الأسف الشديد إلى نفق مظلم بسبب سياساتها الرعناء القائمة على الفردية المقيتة وعقدة الشعور بالعظمة الخاوية من أي محتوى، وما هو حاصل في القطر العراقي الشقيق مثال لما نقول، فعلينا استخلاص الدروس والعبر منها وعدم تكرار ما حصل.

ومن خلال السياسة التي تتبناها وزارة الإعلام الكويتية في تحقيق مبدأ التواصل العربي بين شعوب الأمة ونشر قيم ومبادئ المعرفة والاستنارة والتنوير التي تنمي العقل والروح معًا وصولاً إلى نشر لواء الثقافة العربية والإسلامية الأصيلة فإن الوزارة قد نجحت نجاحًا باهرًا لاعتمادها الأسلوب العلمي الموضوعي الهادف، ونأمل استمرارها على هذا النهج دومًا وأبدًا، توطيدًا لمبدأ البناء الثقافي المؤسسي من خلال التراكم المعرفي والثقافي ودوره في إنارة دروب حياتنا وزيادة مباهجنا العلمية والحضارية والفكرية. ومن الجدير ذكره هنا أن كتابتي لكم هذا الخطاب جاءت بعد مشاهدتي وقائع جلسات احتفالية مجلة «العربي» بعيدها الخمسين (الذهبي) على قناة «الجزيرة مباشر» وما تخلل تلك الجلسات من محاضرات وملاحظات وأوراق علمية وثقافية وفكرية من شخصيات أكاديمية وعلمية مرموقة، آمل أن يتم نشرها في أعداد «العربي» القادمة أو أن يخصص لها عدد معين من المجلة الغراء لنشرها بغية تعميم الاستفادة منها خاصة للمداخلة التي قدمها مندوب الهند التي أشار فيها إلى أن إخواننا المسلمين هناك كانوا يعتقدون أن الأحرف العربية أحرف مقدسة نزلت من السماء مع آيات القرآن الكريم، فما أحوجنا لمثل تلك المداخلات العلمية والفكرية رفيعة المستوى أو أن تخصصوا لها أحد أعداد «كتاب العربي» لكي يضمها بين دفتيه ويتاح لقراء العربية الاطلاع على تلك الكنوز الثقافية والاستمتاع بها، وذلك يدخل ضمن رسالة مجلة «العربي» الغراء تلك المجلة الثقافية الرائدة التي لها أسهامات ودور كبير في الحراك الثقافي ونشر المعرفة والتنوير أسوة بالمجلات العربية الكبرى كالمعرفة السورية والأدب والآداب اللبنانيتين والرسالة والهلال المصريتين التي كان لها دور فعال ومهم في إثراء الحياة الثقافية العربية في الخمسينيات والستينيات.

وفي الختام أتقدم في هذه المناسبة الغالية علينا جميعًا مناسبة احتفال مجلة العربي بعيدها الذهبي الخمسين للشعب الكويتي ولأسرة تحرير مجلة العربي بالتهاني الحارة والتمنيات الطيبة بمواصلة مسيرتها ونهجها نحو تعميق التواصل العربي ونشر المعرفة والتوعية في أرجاء أمتنا العربية المجيدة وحثها على التقدم والتطور وصولاً إلى التكامل العربي في كل مجالات الحياة. وإذا كان لي من رجاء إليكم، فإنني أطلب إرسال العدد الأول الذي صدر في شهر ديسمبر من العام 1958م لكي أتصفحه وأزيّن به مكتبتي الزاخرة بأعداد مجلة العربي الغراء، ودمتم فخرًا وذخرًا لقراء العربية والله يرعاكم ويحفظكم.

أخوكم القاضي
إبراهيم سلطان الشيباني
عضو نيابة استئناف محافظة إب - اليمن

  • المحرر: أوراق «ندوة اليوبيل الذهبي» التي نظمتها المجلة في يناير الماضي يضمها «كتاب العربي» الذي طرح الجزء الأول من الآن في الاسواق

.. ومن تونس

السيد رئيس تحرير «العربي» الغراء..

يا هدي الحيران قد طال سرانا وانطوى الليل على سر هوانا
أنت يا عربي ذياك الهوى ولكم هام بك القلب وعانى

الشاعر أحمد مطلوب «العدد 168».

خمسون سنة هي عمر السفيرة العربية «العربي» أما أنا فعمري 52 عامًا أي أن «العربي» تربى عشقها لدي وأنا ابن خمسة عشرعامًا، وكانت هذه المجلة الشابة لا تصل إلى تونس وقتها، فلم يكن هناك قراء كثر ولا توجد مكتبات حتى تعرضها. تعرفت إليها صدفة عند أحد أبناء أحد الأطباء. وجدته يقطع صورًا مما تضمه ويعبث بأوراقها وما تحويه. تلقفت هذه المجلة وعمري خمسة عشر عامًا أي سنة 1970 وأنا في الأول إعدادي. كنت أعشق البلاد العربية - ومازلت - وهمت باللغة العربية ونشأت بيني وبين «العربي» علاقة غرام مازالت متواصلة وغرست «العربي» في كياني حب العروبة ولغة العروبة. والآن أنا مدرس لغة عربية، في كياني مقعد صدق لرموز «العربي» وأخص بالذكر منهم السادة سليم زبال وأوسكار متري ويوسف زعبلاوي ومنير نصيف في اعرف وطنك أيها العربي أو استطلاع العربي أو حديث الشهر للدكتور أحمد زكي. كنت في المرحلة الأولى من الدراسة أقرأ أي شيء وأحاول أن أفهم. فمواضيع أحاديث الشهر دسمة وثقافتي كانت محدودة وقتها ولم تتعمق. أذكر عدد مارس 1964 الذي حفل بصور الزعماء العرب في ذلك الوقت. إنه وثيقة تاريخية ثمينة. مازلت أحتفظ به وأتناوله من وقت إلى آخر.

لقد كانت معجزة الحصول على ذلك العدد والمحافظة عليه.. بل سعدت كثيرا لما وفقت في شراء العدد الأول من العربي ديسمبر 1958. ذلك العدد الذي تزين غلافه المرأة نفسها التي تزين غلاف عدد يناير 2008. كم هي صدفة لا بل هو التخطيط المحكم والبناء المنهجي والممنهج. فـ«العربي» ليست فقاعة تولد لتموت بل إنها وجدت لتعيش. كم أنا فخور «بالعربي» طفلا ثم شابا ثم كهلا. أشد على الأيدي التي عملت على ولادة «العربي» وأخص بالذكر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أطال الله تعالى في عمره وبارك الله في دولة الكويت ومؤسساتها التي أهدت لنا هذه الهدية القيمة. أكبر تحية إلى كل محرري «العربي» القدامى والمحدثين ورؤساء التحرير وأحيي الدكتور العسكري، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

ملاحظة: حبذا لو يرسل لي الأستاذ سليم زبال بطاقة موقعة.

صالح بن سالم بن محمد قريرة
تونس - نهج العروى

  • المحرر: الأستاذ سليم زبال يعيش الآن في كندا، ونأمل أن يرى رسالتك هذه ويرسل إليك البطاقة التي طلبتها.

وتريات

من قصيدة.. إلى جنين

سنحلم يا ابنتي.. نمشي نغذُّ السيرْ
ونحكي فيه أفراحًا وبشرى النصرْ
هنا في أرض جنين
خليلاً لست أنساه
فأحبابي هنا رقدوا
وذادوا عن حمى العشرين
وأحبابي هنا صمدوا
لذكرى الود والعشرين
فتلك جنين.. ألم تأسرك يا بنتي؟
ألم تعجبكِ؟
ففيها المنبع الصافي
وفيها النرجس الغافي
بحضن جنين:
ففي ساحاتها صليتْ
وفي وهداتها ناديتْ
على ذكرى لعينيها
إلْ تحاكيها عيونُ الريم
فتنسج من ضفيرتها سواد الليل
فتلك جنين يابنتي وتلك جنين
ألم تأسرك ذكراها؟
ألا أشتاق مرآها؟
لبستان بها.. لسيباط ومدرسة
بها دبَّجتُ ما يحكي
عن الذكرى ونجواها
فتلك جنين أحياها بأوردتي
لعلي في قطار الفجر
تلقاني.. وألقاها.

عدنان محمد استيتية
الرصيفة - الأردن