أولادنا وغزو القيم

 أولادنا وغزو القيم

في مواجهة طوفان القيم المختلفة القادمة من الغرب، عبر وسائل الإعلام والثقافة الحديثة، ثمة وجهات نظر هاهي إحداها.

برغم فكرة طفلك المبهمة عن الله سبحانه وتعالى في سنواته الأولى فإنه يشعر في أعماقه بأن ثمة قوة أعلى منه يمكنه أن يحس في ظلها بالأمان والحماية, وفي البداية تتمثل هذه القوة في أبويه, لذا يفزع الصغير ويصرخ عندما يفتقد أمه ولو للحظات, وهو حتى سن الرابعة لن يستوعب معنى أن يتوضأ للصلاة, ولاكيف يؤدي الصلاة نفسها, إلا أنه سيقوم بتقليدك ويحرك شفتيه كما تفعل وهو عندما يفعل ذلك يفعل ليحـوز رضـاك ويكون محور أحاديثك أمام الأصدقاء وأفراد العائلة, وليثبت لك أنه قد أصبح كبيرا ويمكنه أن يفعل مثلك, وبالتدريج سيتحول الأمر بالنسبة إليه إلى عادة يمارسها ويتقنها ويفهم أسرارها, دعه إذن يقلدك, ويصلي بطريقته الخاصة ويدعو الله أيضا بطريقته الخاصة, واظهر له إعجابك الشديد بما يفعل وستراه بعد سن السابعة يصلي من تلقاء نفسه ليحقق الله له أمنية ما يريد تحقيقها إلا أنه بعد سن الثالثة عشرة سيدرك أنه ـ إلى جانب الصلاة ـ عليه أن يبذل جهده, ليحقق أحلامه الخاصة.

ويا أصدقائي الأمهات والآباء علينا أن ندرك مدى أهمية أن ينشأ الطفل في حضن أسرة قوية متماسكة واعية تماما لدورها التربوي, وهذا يعني أن يتفق الأبوان على منهج ثابت ينتهجانه تجاه الأبناء وأن يلتزما به, أسرة لايمارس فيها الأبوان أو أيهما نقيصة الكذب والنميمة أو أن يتصرفا بشكل أناني, أو انتهازي, ولاتعتبر المال أو السلطة والنفوذ أهم قيم الحياة.

ولأن الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة لايعرف القراءة, ولأن المواعظ المباشرة تفقد تأثيرها, تعد الحكايات التي تحكيها الأم لوليدها ذات دور تربوي خطير جدا في صيا