إلى أن نلتقي

إلى أن نلتقي

مع فياجرا أو من دونها

"أهل السمنة والبدانة والوزن الثقيل هم أكثر الناس خفة دم وبعداً عن التوتر والنرفزة ".

هذا ما قالته مجلة " نيو سينتسب" العلمية أخيرا ، فى دراسة عن "الجينات " تبين خلالها أن البدانة تساعد على تقليص حجم جينات الكآبة وتخفيض عددها ، بينما هذه تزداد وزناً وعدداً لدى أصحاب الأجسادالهزيلة ، ولعل هذا ما دفع نعومى كامبل إلى محاولة الانتحار، ودفع صدام حسين إلى إصدار أوامره إلى القادة العسكريين بتخفيف أوزانهم ، فقد كانوا مرتاحين جداً ، وهو ما يدعوه إلىالقلق ، على نفسه بالطبع وليس على القدة ، ولعل هذا ما يفسر أيضا انتصار كابيلا على سيس سيكو ، فأصحاب الأوزان الثقيلة يتمتعون غالباً بشعبية ، ذات وزن ثقيل .

وقد حرصت على قراءة الدراسة بدقة ، وعقدت العزم على استنساخها وتوزيعها باعتبارها نوعاً من الإطراء الذاتي ، لولا أن مجلة علمية أخرى هى "ساينس مجازين" نشرت بدورها دراسة أخصائيو الغذاء فى جامعة كولوران الأمريكية ، أكدوا فيها أن الأمراض التي تسببها البدانة ترفع من احتمالات وفاة أصحابها بنسبة تصل إلى 60 % مقارنة بأصحاب الأجساد من نوع "السعفة ".

وما يزيد الطين بلة كما يقال هو أن الدراسة دعت المسئولين الحكوميين إلى حملة لمكافحة البدانة على غرار الحملة التى تشنها الحكومة والمؤسسات الرسمية لمكافحة التدخين ، والسبب أن البدانة فى الولايات المتحدة تحولت إلى وباء فقد ارتفع عدد أهل "الكروش" بمعدل الثلث خلال السنوات العشرين الماضية ، ووصل إلى 60 % من مجموع السكان وإذا استمر الحال على هذا المنوال خلال ربع القرن المقبل، فإن أمريكا كلها سوف تكون مرشحة باستمرار لبطولات الوزن الثقيل .

وتضيف الدراسة أن الأمريكى العادي يتناول فى كل وجبة طعام مايزيد على حاجته بنسبة تصل إلى 50% ، واحياناً تزيد عليها ، والسبب هو أن المطاعم بالذات تشجعه على ذلك ، خاصة عندما تريد اصطياد الزبائن بأى ثمن ، فتضع لافتات تقول " كل قدر ما تستطيع وادفع 20 دولارا فقط "، وبالطبع فإن الزبون فى هذه الحالة سوف يأكل أولاً بما يساوى 20 دولاراً، ثم يستزيد باعتبار أن هذه الزيادة مجانية، وليس هناك أطيب لدى الأمريكى من الطعام المجانى .

ولكن ماذا عن التمارين الرياضية ؟ ألا تساعد فى تخفيض الوزن ؟ تجيب الدراسة : بالطبع إنها تساعد، ولكن انتشار التكنولوجيا وسرعة تطورها يكاد يقضى على أى أمل أن يقوم الأمريكى ببذل أى جهد لتحريك جسم ، وعندما يتم تغيير شبكات التليفزيون بواسطة الريموت كونترول ، فإن الأمريكى العادى ، بعد عودته من العمل مساء، لا يقوم إلا بثلاث حركات : الأولى إلى مائدة العشاء، والثالثة إلى الأريكة لمشاهدة التليفزيون والثالثة إلى السرير، حيث ينام .

وعلى الرغم من أهمية الدراسة الثانية فإنني مازلت مقتنعاً بالأولى ، والسبب هو أننى فى مطلق الأحوال أفضل خفة الدم والراحة والبعد عن النرفزة مع قصر العمر ، على جسد هزيل بعمر طويل ودائم النكد. وثانيا أن الدراسة الثانية تخص الأمريكيين وحدهم ، فهم يعتبرون أن الحركة الثالثة وهي الذهاب إلى السرير للنوم آخر الحركات .. أما عندنا ، فهى على الأغلب والأعم بداية الحركة والبركة ، مع فياجرا أو دونها..

.. والله يحب أن تظهر نعمته على عباده.

 

أنور الياسين