عزيزي العربي

عزيزي العربي

رسالة الشهر
خطيئة الغزو الكبرى

.. رئيس التحرير

أخيرا وبعد طول انتظار، نعود لمراسلة مجلتنا الأولى "العربي" بعد أن عادت بعون الله الاتصالات الأردنية - الكويتية، التي قطعت منذ خمس سنوات ونيف بسبب الغزو العراقي للكويت، الذي شكل منعطفا خطرا في تاريخ الأمة العربية، فقد قضى على عمل سنين طويلة من محاولة التقارب بين الدول العربية وإقامة جسور الأخوة بين العرب، وعمل على زيادة الانقسام بسبب العقلية الغريبة لأحد القادة العرب، وإشعاله حربا أعادتنا إلى الوراء أكثر من ثلاثين عاما، وجعلت شعبه يعيش تحت وطأة الجوع والحرمان، والموت يلفهم من كل جانب. إن الوطن العربي مازال يرزح تحت وطأة نتائج الغزو حتى بعد مرور ست سنوات عليه، والفرقة تعمقت، وأصبحت مقولة وحدة الوطن العربي وكل من يدعو إليها موضع سخرية.

حقا إننا نعيش زمن العجائب، فبعد ثلاثين عاما من النمو والأموال الطائلة التي تصرف على التطوير والصناعة، مازلنا دولا نامية تعتمد على الغير.

وحتى بعد ثلاثين عاما أخرى سنبقى في مصاف الدول النامية من العالم الثالث، إذا لم يصبح هناك عالم رابع ننضم إليه مع بداية القرن الواحد والعشرين، ولانزال نعاني وسنظل إلى أبد الدهر من أخطاء يوقعنا بها أمثال صدام الذين نضعهم في موقع قيادتنا ومع الأسف فإننا نساعدهم في هذه الأخطاء ولا ندرك حجم المصاب إلا بعد فوات الأوان، ولنا أن نتخيل حال الوطن العربي وما كان سيئول إليه الوضع الراهن لو لم يحدث الغزو.

محمد محمود نعواش
عمان - الأردن

***

ونقول..

ربما ستمر سنوات طويلة أخرى، قبل أن يلتئم الجرح الذي تسبب فيه نزق حاكم، له كل صفات الدكتاتور، بشاعة وصلفا، وغلظة قلب وضمير أيضا.

فهذا الجرح الذي توجه إلى الشعب الكويتي مباشرة، أصاب في الوقت نفسه الشعوب العربية الأخرى بآلام جديدة، وإن تفاوت الإحساس بمرارة ذلك الألم من شعب إلى آخر، في الوقت الذي ساهم فيه هذا الجرم الكارثي في طعن فكرة القومية العربية التي ظلت أحد أشرف أحلامنا وأجملها على الإطلاق والتي ساهمت "العربي" طوال تاريخها في الدعوة لها والحض عليها.

وإذا كنا كما تقول رسالتك لا ندرك حجم المصاب إلا بعد فوات الأوان فأي ضمانة إذن يمكنها أن تمنع حدوث حماقة أخرى في مكان آخر، ما دام هناك من لا يمكنه إدراك المصيبة إلا بعد أن تنزل بأجمل أحلامنا مآسيها.

وفاء ومروءة

.. رئيس التحرير

جاء في العدد (445) ديسمبر 1995 من مجلتكم الغراء وفي باب جمال العربية للأستاذ فاروق شوشة قصيدة "وفاء ومروءة" للسموأل بن عادياء وهو من رجالات العصر الجاهلي وصاحب الحصن الشهير (الأبلق الفرد) وهذا كله صحيح. إلا أن هذه القصيدة ليست للسموأل وإن كان له بعض الأبيات على وزن وقافية هذه القصيدة لكن وفاء ومروءة هي لشاعر عربي آخر هو الحارثي واسمه الكامل (عبدالملك بن عبدالرحيم الحارثي والحارثي نسبة إلى جده الحارث بن كعب واسمه (عمرو بن الديان) من مذحج من قبائل العرب القحطانية وقد ذكر الشاعر جده الأعلى في البيت الأخير من القصيدة فقال :

فإن بني الديان تطب لقولهم تدور رحاهم حولهم وتجول

ومما يدحض نسبة هذه القصيدة للسموأل عدة أمور أهمها:

1- أثبت ثقاة الرواة نسبتها للحارثي ومنهم "ابن طباطبا العلوي" و"أبو بكر الصولي" و"ابن الأعرابي".

2- أن الذين اشتبهت عليهم القصيدة نسبوها لغير السموأل أيضا فقد نسبوها لابن شريح وكنيته الراجز وغيره. هذا من جهة الرواية.

- أما من جهة النص فلا يخفى على القارئ أن النفحة والسمة القبلية العربية واضحتان ضمن أبيات القصيدة وفيها أيضا حديث عن عامر وسلول وهي من القبائل العربية القيسية وكان لقوم الشاعر بعض الوقائع مع تلك القبائل.

كذلك والحارثي ليس نكرة في الأدب العربي بل له ديوان مطبوع بعنوان: "الحارثي وشعره" جمع ودراسة وتحقيق زكي ذاكر العاني.

جاسم علي الوهب
القامشلي / سوريا

***

.. رئيس التحرير

جاء في مجلة العربي الشهيرة بعددها رقم (445) ديسمبر 1995 في مقال بعنوان جمال العربية بقلم الأستاذ فاروق شوشة أن السموأل كان يهوديا والحقيقة أنه كان يهوديا دينا لكنه كان عربيا دما فأخواله الغساسنة. وهذا ما رواه لي أستاذنا العلامة الأشهر الأب أنستاس ماري الكرملي سنة 1946 في القدس.

روكس بن زائد العزيزي
عضو مجمع اللغة العربية الأردني

الاجتهاد والعقلية المؤمنة

.. رئيس التحرير

إسهاما مني في تعميق مقال الدكتور الفاضل محمد عمارة (الاجتهاد والعقلانية المؤمنة) المنشور في العدد 446 يناير 1996 الذي دعا فيه إلى أهمية بناء العقل المسلم المعاصر وتحريره من أسر التقليد بفتح باب الاجتهاد أود مشاركته في هذه الدعوة الخيرة الطموح لما فيه خير الأمة فنقول: لقد ميز الكاتب بين الثابت والمتغير في الشريعة الإسلامية، ووصف المتغير بالإجمال، وهو ما يمثل اجتهاد الفقهاء في المسائل الفرعية من أحكام شرعية تتطلبها الوقائع الحياتية المستجدة، إلا أن المجمل في لغة الفقه لا يصح أن يكون دليلا ولا بد له من مبين يوضحه، فلا يمكن استفادة جعل الصلاة في عهدة وذمة المكلف بمثل قوله تعالى أقم الصلاة .. لأنه مجمل لم يبين ما هي حقيقة الصلاة وما هي شروطها وأجزاؤها وموانعها، ولا بد من أدلة أخرى. أما المتغير أي دائرة الأحكام المستنبطة وغير المنصوصة فالإسلام لم يلزم الأمة باستنباط أحد الفقهاء منها بعينه ولا حجر على العقل المسلم أن يعمل فكره ونظره في نفس الواقعة، فكل من يمتلك مقومات الاستنباط وأحاط بآلياته له أن ينظر ويستنبط سواء جاءت النتيجة متفقة أم مختلفة مع من سبقه من المستنبطين، وهذا يعني أن الإسلام احترم العقل وأطلقه نحو عقلانية شرعية يتساوى فيها كل الناس من حيث المبدأ للكشف عن الحكم الشرعي من أدلته المقررة.

الشيخ حمزة الديواني
دمشق - سوريا

فريضة الاجتهاد

.. رئيس التحرير

أتوجه بالشكر للأستاذ الدكتور محمد عمارة لكلماته المعبرة التي تفتح الآفاق أمام العقل المسلم لعصرنة التفكير الإسلامي، وكسر طوق الجمود الذي ألزم به المفكر العربي المسلم خلال قرون، وقد فرض عليه ذلك لتكريس التخلف الفكري والجمود العقائدي، ولما كان الإسلام دين الله ورسالته إلى الناس كافة، ويصلح لكل زمان ومكان، فقد أجاد الدكتور الأستاذ عمارة بقوله: الاجتهاد فريضة كفائية من فرائض الإسلام يجب على الأمة أن تخصص له من علمائها من ينهض بفريضته وإلا وقع عليها الإثم بكاملها.

غير أن الأستاذ الدكتور قال: "أما ما لا نص فيه فأبواب الاجتهاد فيه مفتوحة لقياس أحكامه على غيره". هنا أتوجه بالسؤال إذا كان الاجتهاد في النصوص قطعية الدلالة هو في فهمها وفي تقعيد وتقنين أحكامها فكيف يكون الاجتهاد في قياس الأحكام، أو بإيجاد حكم من الفراغ، أي ما لم يوجد فيه نص؟ وقد بين عز وجل أن الأحكام كاملة تامة قال تعالى: ما فرطنا في الكتاب من شيء و اليوم أكملت لكم دينكم . أليس الاجتهاد هنا يجب أن يكون في استنباط الأحكام من النصوص وليس من الأفكار والآراء والقياسات. وقد أوجد عز وجل كل الأحكام الشرعية في النصوص سواء عن طريق الكتاب أو السنة، وكيف يكتمل الدين والأحكام ناقصة؟.

مصطفى خميس
الحسكة - سوريا

تراث مجهول

.. رئيس التحرير

قرأت في مجلة العربي الغراء في العدد (445) ديسمبر 1995 مقال: "التراث المجهول" وجاء فيه فيما يتعلق بكتاب المجسطي أن العرب حرفوا كلمة Megal التي تعني العظيم إلى مجسطي وصحيح أن كلمة Megal تعني العظيم لكن الكتاب المذكور لا صلة له بهذه الكلمة فاسمه منذ الأصل باليونانية Megiste، وفي الفرنسية والإنجليزية كلمةMageste AL مأخوذة عن العربية ومعنى ذلك أن العرب حافظوا على أصل اللفظ اليوناني إلى حد كبير.

سليم محمد بركات
مدرس بالمعهد الفرنسي للدراسات
العربية بدمشق

بلغاريا وصورة الإسلام

.. رئيس التحرير

قرأت في العدد (446) يناير 1996م - استطلاعا عن "بلغاريا.. هل ارتدت الشيوعية قناعا جديدا؟!" وقد أعجبني الموضوع لكثرة معلوماته. وأرى هنا أن سبب معاداة البلغار لدين الإسلام هو الاجتياح التركي لبلادهم وتحويلها إلى ولاية عثمانية لمدة 500 عام والذي أثر سلبا بشكل عام في العقلية البلغارية ولو أن الأتراك حينها فعلوا نفس ما فعل قادة المسلمين الفاتحين ، لانعكست الصورة، تاركة أثرا إيجابيا يذكره التاريخ ويخلق موقفا مشرفا لا ينسى. ولكي نواجه ذلك علينا نحن المسلمين تصحيح الصورة ومواجهة الأفكار الخاطئة عن طريق أجهزة إعلامنا والسعي لعقد اللقاءات الدينية بين علماء الإسلام ورهبان المسيحية لطرح الموضوعات وتفنيد كل الدعايات الإعلامية الموجهة ضد الإسلام. وبهذا الأسلوب نكون قد وجهنا الدعوة غير المباشرة للغرب للدخول في الإسلام ثم وقف عدائه ضد الإسلام، وفي هذا خير كثير لصالح رسالة القرآن الخالدة وللبشرية.

أحمد المؤذن
كرزكان - البحرين

أحلاهما.. مر

.. رئيس التحرير

تعقيبا على مقال الدكتور رضوان السيد "إشكالية الثقافة العربية في زمن التسوية" العدد (446) يناير 96. إن المطالع للمقال يتضح له تعاطف الكاتب وانحيازه للثقافة الغربية وهجومه الصريح على الثقافة العربية الحديثة. لقد صور الكاتب أن سبب الهزائم العربية هو ضعف ثقافتهم الحديثة فهل كان التتار عندما اجتاحوا العالم العربي أصحاب ثقافة؟

إن قبول العرب والفلسطينيين بالذات للسلام لا يعني عدالة وصحة الأفكار الصهيونية والثقافة الغربية المؤيدة لها. كما أن الفترة الزمنية التي رفضت فيها الأمة العربية الكيان الصهيوني ليست فترة زمنية خاطئة، لأن الأمم العريقة لا بد لها من المقاومة وأن فترة المقاومة العربية كانت قصيرة وغير جادة وهذا لا يخفى على أحد.فهل هناك من شك أن المؤامرات التي تحاك ضد العروبة والإسلام غير صحيحة؟ وهل صحيح أن سبب اختراق ثقافتنا وهشاشتها هو الفتاوى المعادية لإسرائيل والمجيزة للصلح معها؟

لقد نسب الكاتب "كتاب بروتوكولات حكماء صهيون" للشرطة القيصرية ، علما بأنه من وضع حاخامات الصهيونية المتعصبة. وأخيرا هناك فرق كبير بين الاقتناع بالشيء وقبوله مرغما لظروف عربية ودولية قاهرة لا تخفى على أحد، ولقد صدق أبوفراس الحمداني حين قال:"هما أمران أحلاهما مر"

حسن أبو الرُّب
ليبيا - طبرق

قدرات الحمام الزاجل

.. رئيس التحرير

في استطلاع د. محمد المخزنجي عن دولة المغرب في العدد (444) نوفمبر 1995 لفت نظري ما جاء عن الكاتب الطيار "أنطون سانت أكسوبري" وأسلوب استخدام الحمام الزاجل "Carrier Pigeon" بطريقة جو أرضية ، والتي تكاد تكون قد انقرضت في عصرنا الحالي مع تطور أجهزة اللاسلكي ، حيث أصبح الحمام الزاجل يستخدم كعادته بطريقة أرض أرضية، وهي الطريقة التي كانت عماد الحروب الأولى في نقل الرسائل المهمة. لذلك كان القادة ذوو العقول المفكرة يأمرون الجند بصيد أي حمامة تخترق أجواء المكان الذي يحاصرونه، خشية أن يرسل قادة المنطقة المحاصرة في طلب الإمداد عن طريق هذا الحمام ذي القدرة اللا معروفة حتى الآن. وقد تحول استخدام الحمام الزاجل في عصرنا الحالي إلى هواية شعبية على درجة كبيرة من الانتشار. وأكثر ما يستهوي المربين هو أنهم بذلك يمتلكون كائنا حيا ذا قدرة خارقة، عجز العلماء عن وضع يدهم على رأي سديد فيها، برغم تأكيدهم لنمو حاسة البصر القوية التي تظهر في جميع أنواع الطيور وليس الحمام الزاجل فقط، وبالتالي فهو يعتمد على المعالم الأرضية، وهذا ما أيده الأستاذ محسن حافظ في مقاله عن أسرار هجرة الحيوان والطيور في العدد 432 نوفمبر 94 وأثبت العلماء هذا الرأي بأن الحمام الزاجل لا يستطيع العودة لموطنه وسط الضباب ولو على بعد ثلاثة أميال فقط وكذلك لا يستطيع الطيران ليلا. ولكن هذا الرأي ليس على درجة كبيرة من الصحة، لأن عيون الطيور تتميز المخاريط فيها باحتوائها على كريات زيتية يختلف لونها بين الأصفر والأحمر وهذه الكريات لها خاصية مساعدة العين في عدم استقبال الأمواج الضوئية المنحرفة بتأثير الأتربة والضباب لذلك تستطيع الطيور أن تبصر في الأفق والجو ملبد بالضباب والغيوم.

كما أشار العلماء إلى حواس أخرى مختلفة مثل إدراك الاتجاه ومعرفة طبوغرافية Topography"" وسماع الموجات تحت السمعية أقل من 10 هرتز ومعرفة الوقت كساعة زمنية باستخدام قرص الشمس وأوقات وجوده في صدر السماء. حيث تنبهوا إلى أن الشمس هي التي توحي للأسراب المهاجرة والحمام الزاجل بمعرفة طريقه لذلك لا تستطيع الطيران في الليل أو في أوقات الشتاء التي تكون فيها السماء متكاثفة الغيوم. وبما أننا نعلم جميعا أن هناك بشرا قادرين على تحديد الاتجاه عن طريق الشمس ، فهل تعجز الطيور عن ذلك؟ وهي لا تستقر على حال. بل تجوب الأقطار ذهابا وإيابا دون كلل أو ملل؟!

محمد عبدالمنعم علي
محرم بك - الإسكندرية - مصر

وتريات

خبئيني

جاء كانون على ريح الشمال
يلبس اللون الرمادي
الحزين
أجفلت "حتحور"
ما هذا الخوار؟
ما أصاب الجذع
ما هذا الأنين؟
قد أفاق الطفل في ذاتي
وخوفي والحنين

***

خبئيني
لفلفي أقدام طفل حافية
كان يوما
قطعة منك
ومنك
يستمد العافية
إن أنا قد أنكرتني
أعين الشمس
ودورات السنين
والفصول الدافئة
ليس إلاك سيبقى
يبعث الدفء
ويحنو
فلماذا تجمدين؟
ولماذا تبردين؟

***

خبئيني
جاء كانون بوجه من صقيع
ضاربا ظهري
بسوط العاصفة
خبئي وجهي
لعلي أستطيع
في خريف العمر إرجاع الربيع
زهرة
تنمو بدفء العاطفة
في ثراك
في خلاياك.
ككل العاشقين
فلماذا ترجفين؟
ولماذا تبردين؟

***

خبئيني
إنني أخشى دماءات الغروب
والجليد الآدمي المستكين
واختباء الغدر في عتم الدروب
والكلاب النابحة
خبئيني في حمى منك
أمين
يستوي فيه غد
بالبارحة
ها أنا
قد جئت فيك أستعين
فلماذا ترفضين؟
ولماذا تبخلين؟

شوقي هلال
لبنان

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




فريضة الاجتهاد





بلغاريا وصورة الإسلام





قدرات الحمام الزاجل