طرائف عربية

طرائف عربية

إلا الحماقة أعيت من يداويها

كلهم حمقى قال "معمر ": دخلت مسجد حمص فإذا بقوم يجتمعون ، فظننت فيهم الخير فجلست إليهم ، فإذا هم ينتقصون علي بن أبي طالب ويقعون فيه ، فقمت من عندهم ، فإذا شيخ يصلي ظننت فيه الخير فجلست إليه ، فلما أحس وسلم قلت: يا عبدالله ما ترى هؤلاء القوم ينتقصون عليا ويشتمونه ، وجعلت أحدثه بمناقبه ، وأنه زوج بنت رسول الله عليه السلام وأبوالحسنين وابن عم الرسول ، وأول من أسلم من الغلمان ، وفارس الفتوح ، فقال: عبدالله ، من ينجو من ألسنة الناس؟ ولو أن أحدا نجا من الناس ، لنجا منهم أبومحمد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، هو ذا يشتم وحده ، قلت: ومن أبو محمد؟. قال: الحجاج بن يوسف وجعل يبكي ، فقمت عنه وقلت: لا يحل لي أن أبيت في هذه البلدة ، فخرجت من يومي.

***

في رمضان تتساوى الأعمار

سأل "أبونواس" أحد الوراقين الذين كانوا يكتبون في حانوت أبي داود: من أكبر في السن أنت أم أخوك؟ قال الوراق:
إذا جاء رمضان تساوينا.

***

الصمت بستر العيب

قال "طاهر الزهري" كان رجل يجلس إلى "أبي يوسف" فيطيل الصمت ، ويتوشح بالحكمة والبهاء ، له من الوجاهة ما للحكماء وأهل العلم ، فقال له "أبو يوسف": ألا تتكلم فنعرفك؟. فأجابه الرجل بسؤال: بلى ، متى يفطر الصائم؟. فقال أبو يوسف: إذا غابت الشمس ، قال الرجل: فإن لم تغب إلى نصف الليل؟ ، فضحك "أبو يوسف" وقال: أصبت في صمتك وأخطأت أنا في استدعائي لنطقك ، ثم أنشد:

عجبت لازراء العيي بنفسه

وصمت الذي كان بالصمت أعلما

وفي الصمت ستر للعيي وإنما

صحيفة لب المرء أن يتكلما

***

دار مثل البصرة

دخل "ربيعة بن عقيل اليربوعي" على "معاوية" فقال: يا أمير المؤمنين أعني على بناء داري ، فقال: أين دارك؟ قال البصرة وهي أكثر من فرسخين في فرسخين ، فقال له "معاوية": فدارك في البصرة أم البصرة في دارك.

***

الولد والدجاجة

ضاع لأعرابي ولد ، فضاع رشده ، وبكاه بكاء المفارقين ، وجاء بالنوائح ولطمن عليه ، وبقين على ذلك أياما ، فصعد أبوه يوما الغرفة فرآه جالسا في زاوية ، فقال له: يا بني أنت بالحياة أما ترى ما نحن فيه؟ قال الولد: قد علمت ، ولكن ها هنا بيض قد قعدت عليه مثل الدجاجة ، أريد فريخات أنا أحبها ، فخرج أبوه إلى أهله فقال: لقد وجدت ابني حيا ، وبعافية ، ولكن لا تقطعوا اللطم عليه ، الطموا كما كنتم.

***

الجهل نورٌ

دخل أحد المغفلين على رجل يعزيه بأخ له مات فقال: أعظم الله أجرك ، وخلف لك طول العمر والبقاء في هذه الفانية ، ورحم أخاك وأعانه على ما يسأل من أسئلة الحساب التي يلقيها عليه "يأجوج ومأجوج" فضحك من حضر وقالوا: ويحك "يأجوج ومأجوج" يسألان الناس؟ فأجابهم: لعن الله إبليس أردت أن أقول: هاروت وماروت.

***

داء في الركبتين

ذكر "أبوالحسين بن برهان": عاد رجل مريضا ، فقال له: ما علتك! قال: وجع الركبتين ، فقال له: والله لقد قال جرير بيتا ذهب مني صدره وبقى عجزه وهو قوله: وليس لداء الركبتين طبيب - فقال المريض: لا بشرك الله بالخير ، ليتك ذكرت صدر البيت ونسيت عجزه.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات