سلامٌُُُ على المغرب* فاضل خلف

سلامٌُُُ على المغرب*

سلامُُ على البلد الطيبِ سلامٌ سلامٌ على المغربِ
على أهله الأوفياء الألى يضيئون في الأفْق كالكوكبِ
ربيعٌ مقيمٌ بآفاقهم تميَّز بالسندس المُعْشِبِ
وحسن طبيعته بلسمٌ فرحِّبْ بمنظره رحِّبِ
وغاباتهُ وبساتينهُ جنائنُ للخافق المتعَبِ
وفي شجر الأرز كل المُنَى لأغرودةِ الشاعر المنجبِ
وفي نهره نفحات النَّدى (بو رقراقُ) ذو الكوثرِ الأعذبِ
وتلك الرَّواسي التي كُلّلَتْ جمالاً بتيجانها الشُّيَّبِ
ثلوجٌ تغطِّي بهاماتها مروجَ الحِمَى الأخضرِ الأقْشَبِ
وبحرٌ رسَا عنده عُقبةٌ بجيش غدا شامخ المأربِ
ولولا المحيطُ مضَى فاتِحًا يُجَاهِدُ في اللهِ... في موكبِ
وأقبل «إدريسُ» في هجرةٍ من الشرق يسعى.. ومن يثربِ
لِينشئَ في رُحبها دولة فأضحت مناراً على الأحقُبِ
وها هي نجمٌ يضيء الدُّنا فأنعمْ بإشعاعه المخصبِ
وشعبٌ كريمٌ علا صيتهُ على الدهرِ في العالم الأرحبِ
أبى الضيمَ لما غدت أرضهُ مجالاً لغدرٍ من الأجنبي
فهبَّ «ابنُ يوسُفَ» مستبسلاً وقادَ الجموع إلى المكسبِ
وسار الكَمِيُّ على نهجهِ فكان هو الفارس المغربيِ
هو الحسنُ المجتبى درةً أضاءت سماءَ الكويت الأبيِ
وذلك لما أتَى من أتى بغزوٍ على الحيّ مستصَعبِ
فعاد العرينُ إلى أهلِهِ وكان الثّرى الرحبُ قد ضاق بي
وتأتي المكارم رفَّافةً من المغربِ المبدعِ الطيبِ
بَسِفْرٍ عن «العَرَبّيِ» الذي تجلَّى (بِيوبيلهِ) المُذْهَبِ
مجلَّةُ عِزٍ تغنَّى بها فريق من الغُرِّ في المغربِ
تغنَّى بها وهي في عرسِها فلم يتباطأْ ولم يَحْجُبِ
تغنَّى بخمسين عامًا مضت ومازالت اليوم كالرّبْربِ (1)
سنذكر بالفخر أفضالهم وبالحب في غيثه الصَّيِّبِ
فشكرًا جزيلًا لآلائهمْ وحُّبُّ المكارم من مذهبي
وبوركَ شعبٌ يحث الخُطَى إلى موردٍ طيبِ المشربِ
وعاش المليكُ حبيبُ الحِمَى حِمَى أبعدِ القوم والأقربِ
يُؤيِّده اللّه من نصره ومن في الورى مثلُ سِبطِ النبي


-------------------------------
* صدر كتاب لمبدعي ومفكري المغرب يضم شهاداتهم حول (العربي) في يوبيلها الذهبي، وهذه القصيدة يهديها الشاعر لهم.
(1) الربرب: (المها)

 

فاضل خلف