سلامة البشرية في سلامة البيئة

مناخ نصف القرن القادم

قد لا يختلف علماء المناخ في أن حرارة المناخ العالمي متجهة نحو الأرتفاع، ولكنهم يختلفون كثيراً حول التوقيت، متى ترتفع حرارة المناخ العالمي بما يكفي لإذابة الجليد في القطبين وارتفاع مياه البحار بسبب ذلك، وغرق الكثير من الأراضي الساحلية تبعا لهذا وذاك، فالحرارة التي تحبسها لكلوروفلوروكربونات في جو الأرض والتي تشبه الحرارة الحبيسة في البيوت الزجاجية والبلاستيكية المستعملة للأغراض الزراعية، هذه الحرارة الحبيسة لم تفعل فعلها حتى الآن، وعصور القيظ الخانق لم تبدأ بعد. هذا هو الرأي السائد الذي أخذ به معظم علماء البيئة طيلة السنوات السابقة وحتى مطلع السنة الماضية.

ذلك أن دراستين علميتين مهمتين قد ظهرتا في مستهل سنة 1991، وأقامتا الدليل على أن عصر القيظ قد بدأ بالفعل، وأن بدايته رافقت بداية سنة 1990. فحسبك أن هذه السنة قد ضربت الرقم القياسي في ارتفاع حرارة المناخ العالمي على مدى قرن من الزمن أو يزيد. وقد بلغت درجة الحرارة في هذه السنة بالمتوسط 15.5 درجة مئوية، حسب إحدى الدراستين، وهي التي أجراها علماء أمريكيون، وبلغت 15.4 درجة مئوية حسب الدراسة الثانية التي أجراها علماء بريطانيون.

ولكن ما الدليل على أن هذا الارتفاع في حرارة سنة 1990 ليس ارتفاعا عرضيا لا يلبث أن ينطوي ذكره بعد سنة أو سنتين حين يحل الانخفاض في الحرارة محل الارتفاع. ما الدليل على أن عصر القيظ قد بدأ بالفعل؟.

لابد هنا من الرجوع إلى المعلومات المهمة التي توافرت لمعهد جودارد التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إذ تبين هذه المعلومات أن السنوات الإحدى عشرة الماضية تضم فيما بينها أحر سبع سنوات عرفها العالم طيلة القرن الماضي، أي منذ عام 1880، وتبين تلك المعلومات أيضا أن عقد الثمانينيات الذي بلغ ذروة الحرارة على مدى مائة عام لم يبلغ متوسط الزيادة في حرارته أكثر من 0.6 في الدرجة المئوية الواحدة. وتبين معلومات معهد (ناسا) كذلك أن حرارة التسعينيات قد فاقت حرارة الثمانينيات، وأن متوسط الزيادة التي سجلتها قد بلغت 0.7 في الدرجة الواحدة المئوية. وهذا فارق كبير وذو شأن خلافا لما قد يتراءى للبعض للوهلة الأولى. وحسبك أن انحسار العصور الجليدية قبل نحو 35 ألف سنة لم يكن بحاجة إلى أكثر من 5 درجات مئوية ليتلاشى الصقيع ويذوب الجليد وتغطي سطح الأرض المروج والأشجار.

وخلاصة القول أن حرارة المناخ العالمي سترتفع من 1 - 4 درجة مئوية في غضون نصف القرن المقبل، وأن هذا الارتفاع كفيل بالعبث بالبيئة وبشروط الحياة البشرية نفسها، وذلك وفق ما يؤكده أكثر العلماء.

شجرة الألف فائدة وفائدة

اسمها شجرة النيم neem. وتظلل فروعها المنتشرة وديانا كثيرة في الهند وجنوب آسيا وأجزاء من غرب إفريقيا. لها ألف استخدام واستخدام كما يقول العارفو بأمرها. وعلى سبيل المثال يستخدم خمسمائة مليون هندي قطعاً من أغصانها كفرش للأسنان، فتحمي أسنانهم من النخر وتمنع عنهم أمراض اللثة. كما أن خلاصة لحاء الشجرة يسبب عقما للفئران ويجري التفكير في استخلاص دواء لمنع الحمل من هذه الخلاصة. والشجرة طاردة للحشرات وهي تؤثر في 131 نوعاً من هذه الحشرات. وقد خطط رجل الأعمال الأمريكي "روبرت لارسون" بالتعاون مع اعلماء في " ويسكونسن" لإنتاج زيت جديد من بذور هذه الشجرةز وباستخدام الايثانول يمكن عزل جزئيات معقدة من نتاج هذه الشجرة تسمى " أزاديراكتين" تكون أساساً لمبيد حشري جديد سيحمل اسم "مارجوزان - أو" Margodan-o . وهو يمثل أملاً للبيئة التيتلوثها المبيدات المصنوعة من مواد كيماوية سامة.