الجديد في العلم والطب يوسف زعبلاوي

وأخير.. زيت بذور اللفت

يقبل الكثيرون على تناول الزيوت النباتية عامة وزيت الزيتون وزيت الذرة وزيت الصويا خاصة، نظراً لخلو هذه الزيوت من الكولسترول وتبعا للاعتقاد السائد بأنها لا يمكن أن تتسبب في ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ما دامت لا تحتوي على هذه المادة الدهنية الخطيرة لا من قريب ولا من بعيد.

وما أبعد هذا الاعتقاد عن الحقيقة، ذلك أن الزيوت النباتية تحتوي على مادة ثمنية أخرى لا تقل خطورة عن الكولسترول وقد تزيد، تلك هي الدهون المشبعة التي تسهم في رفع نسبة الكولسترول في الدم أكثر من الكولسترول نفسه.

لا عجب إذن أن انصبت جهود العلماء بحثا عن زيت نباتي جديد يتميز بقلة ما يحتويه من الدهون المشبعة فضلا عن خلوه من الكولسترول، ولا غرابة أن حظي هذا الزيت لدى اكتشافه في الثمانينيات بإقبال الملايين في كندا والولايات المتحدة حيث تم اكتشافه أو تطويره، ذلك أن زيت الكانولا هذا لا تزيد محتوياته من الدهون المشبعة على 6 %، وهي تبلغ 13 % في زيت الذرة وزيت الفستق و 14 % في زيت الزيتون و 15 % في زيت الصويا وترتفع حتى تجاوز 50 % في زيت جوز الهند.

أما مصدر زيت الكانولا هذا فهي بذور اللفت، وهي من أقارب بذور الخردل، على أن بذور اللفت صنفان لا صنف واحد، فهناك البذور القديمة التي درجوا على استعمال زيتها الشحيح لأغراض صناعية كتزييت الآلات الضخمة وإضفاء اللمعة على الورق اللماع.وهناك البذور الجديدة التي هجنوها من بذور اللفت القديمة التي جادت بزيت صالح للأكل وتتوافر فيه الشروط المطلوبة بحيث ظفر بترخيص وكالة الغذاء والدواء سنة 1985.

وهكذا انتشرت صناعة زيت الكانولا في الولايات المتحدة وكندا، وتكاثر الإقبال على استهلاكه في شتى البلدان.

وتجدر الإشارة إلى أن زيت الكانولا يتميز بالتعمير، فقد يطول أمده سنوات وسنوات دون أن يتلف، ويتميز أيضا بمقاومته لدرجات الحرارة العالية، وتبقى ميزته الكبرى قلة ما يحتويه من الدهون المشبعة، فضلا عن خلوه من الكولسترول.

وحسبك دليلاً على رواج زيت الكانولا أن شركة بروكتور وجامبل الأمريكية الذائعة الصيت قد تحولت عن زيت الصويا واستعاضت عنه بزيت الكانولا لصنع شتى منتجاتها.

أحذية طبية للخيول والأبقار

عفن الحوافر علة خطيرة قد تصيب الأبقار والخيول في كثير من الأحيان، وقد درج الأطباء على معالجة هذه العلة بحقن المضادات الحيوية، وقد تكون هذه الحقن بالغة الكلفة ويؤخذ عليها على كل حال أنها تحد من كمية الحليب التي تجود بها الأبقار. لا عجب أن حظي أسلوب العلاج الجديد باهتمام البياطرة جميعاً والمزارعين، فهو يبقي على كمية الحليب التي يمكن حلبها من البقرة يوما بعد يوم، ويضمن معالجة العلة- عفن الحوافر- بمزيد من فاعلية ومزيد من سرعة دون أن يكلف المزارع إلا القليل نسبيا.

وقوام العلاج الجديد، واسمه شافي الحوافر(Hoof Healer) حذاء مناسب لقدم البقرة، ومن شأن هذا الحذاء المصنوع من مطاط أن يبقي على نظافة القدم ويحافظ على جفافها ومن شأن الكمادة الخاصة التي تحتوي عليها بطانة الحذاء أن تعالج العفن معالجة ناجحة وسريعة. ومن حسنات الحذاء أنه مصنوع على نحو لا يسمح بإفلات القدم منه.

هذا والمبتكر (جيم ولز) كندي يعيش في الميرا بأونتاريو، وقد درج على إنتاج ابتكاره بطرازين، طراز يصلح لشفاء حوافر الأبقار والطراز الآخر يصلح لشفاء حوافر الخيول.

تشخيص المرض يسبق الإصابة به

اخترعت إحدى الشركات في ملفيل بنيويورك جهازا طبيا يشخص الأمراض مسبقا، وقبل ظهور أعراضها، ويعنى جهاز إرجوميتر الجيب (Pocket Ergometer) هذا بالعلل والآفات التي تترتب على الأعمال الرتيبة بالتحديد، كالضرب على الآلة الكاتبة ، وهو يؤدي مهمته بواسطة مجسات ثلاثة توصل بالذراع، أو بأي عضو آخر معرض للأذى بسبب الرتابة في العمل. ومن شأن هذه المجسات أن تقيس ما يصدر عن العضلات من نبضات كهربائية تتفاوت ارتفاعا وانخفاضا تبعا لحدة الأذى الذي لحق بتلك العضلات حتى إذا تم تحديد ذلك الأذى مسبقا، أمكن علاجه مبكرا وربما قبل ظهوره، على أن فاعلية هذا الجهاز لا تقف عند العضلات، بل تشمل العظام أيضا.

جهاز يحدد الكولسترول في الدم فور

لعل الكولسترول هو أكثر ما يفزع الناس في بلاد الغرب على الأقل، نظراً للاعتقاد السائد بأن الكولسترول هو السبب الرئيسي للإصابة بأمراض القلب التاجية، وهي أكثر الأمراض خطراً وفتكا، وقد جاوز عدد الذين يموتون بسببها في الولايات المتحدة مجموع الذين يموتون بسبب الأمراض الأخرى كلها مجتمعة. لا عجب إذن أن حرص الناس، أكثر الناس، على تحديد نسبة الكولسترول في دمهم بين حين وآخر، أو كلما استوجبت حالتهم الصحية الرجوع إلى مختبرات التحليل بقصد إجراء تحليل شامل لدمهم بناء على طلب الأطباء.

وغني عن البيان أن مختبرات التحليل هذه قد بلغت من الضبط والدقة في تحديد نسبة الكولسترول في الدم ما يبعث على الثقة والاطمئنان، بيد أنها مازالت عاجزة عن إنجاز ذلك التحديد على الفور.

ومن هنا كان ابتكار جهاز تحليل الكولسترول الإلكتروني شبه الفوري، موضع اهتمام الكثيرين، فهو لا يحتاج إلى أكثر من قطرة دم واحدة للقيام بمهمته، وهو لايستغرق سوى دقائق معدودة لا تزيد على 15 دقيقة لإعطاء نتيجته التي قد تبلغ من الضبط والدقة نسبة 97 % أو تزيد، ومع ذلك فإن جهاز الأكيوميتر ليس جهازا بالمعنى الدقيق، فهو معد للاستعمال مرة واحدة، ولا يزيد ثمنه للمستهلك على 15 دولار، وذلك في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تم ابتكاره.