الصراع العربي - الإسرائيلي على الإنترنت.. إبراهيم فرغلي إعداد: إبراهيم فرغلي - العربي

الصراع العربي - الإسرائيلي على الإنترنت.. إبراهيم فرغلي

ثقافة إلكترونية

ربما لا يمكن مقارنة شراسة الوسائل الدموية المستخدمة في أي حرب عسكرية بين طرفين متقاتلين، بالوسائل التي تستلزمها المواجهة الفكرية بينهما. لكن هذه المواجهة الفكرية والإعلامية تلعب دورا خطيرا في تمرير رسائل الطرفين المتنازعين، وفي إيجاد الأرضية التي تبرر ما يراه كل منهما حقا وتوضيح منطقه. هذا إذا افترضنا أن للقتال منطقا من الأساس.

ومع دخول العالم ثورة الاتصالات الحديثة أصبحت التكنولوجيا المعلوماتية طرفا في النزاع، وهذا ما تشهد عليه مئات، وربما آلاف، المواقع الإلكترونية التي تتناول على سبيل المثال قضية الصراع العربي - الإسرائيلي.

فبينما كنت أبحث عن عدد من المواقع الإلكترونية الفلسطينية، المهتمة بقضية الصراع العربي - الإسرائيلي، فوجئت بأن العناوين الإلكترونية لهذه المواقع تحيلني إلى مواقع دعائية، أو جنسية، لا علاقة لها البتة لا بموضوع الموقع ولا مضمونه المفترض.

أدركت على الفور أن هناك صراعا خفيا بين الجانبين انتقل إلى الساحة الافتراضية على شبكة الإنترنت؛ لم يعد مقصورا على المواجهة الفكرية، التي يفترض أن تقوم به تلك المواقع عبر نشر الموضوعات والدراسات والإحصاءات والمقالات الفكرية والسياسية والتاريخية، وإنما تطور ليمارس نوعا من القرصنة، بالسطو على المواقع المعادية، وحذفها من على الشبكة، وهو ما يعني استخدام عدد من المختصين بتقنيات البرمجة وتكنولوجيا الاتصالات لهذا الغرض.

والحقيقة أن عمليات القرصنة هذه هي أحد فصول ما يعرف الآن بـ "الحرب الإلكترونية" التي بات الفضاء الافتراضي ساحة لها، ولا تقتصر على القرصنة فقط، إنما تمتد إلى محاولات تعطيل البريد الإلكتروني للجهات الرسمية البارزة، وإرسال الفيروسات الإلكترونية بهدف إتلاف أنظمة الحواسب الآلية للطرف المستهدف، وغيرها من الوسائل الشبيهة.

إلا أن الطرف الفلسطيني من جهته لم يستسلم في هذه المواجهة، شأنه في المقاومة الجسدية لقوات الاحتلال، فهناك العديد من المواقع الإلكترونية التي يتم إنشاؤها دوريا بعضها تابع لجهات رسمية أوغير الرسمية، وبعضها تابع لجماعات مدنية ومراكز أكاديمية، ومعاهد بحثية وتاريخية، وبعضها تابع لحركات سياسية، يقدم كل منها المقالات أو الدراسات أو يقدم الاقتراحات. وبعضها يختص بكشف تجاوزات قوات الاحتلال الإسرائيلي وفظائعها. بالإضافة إلى المدونات الشخصية للأفراد من المواطنين الفلسطينيين في فلسطين وخارجها، الذين يؤدون دورا مهما في فضح الممارسات العنصرية والمجازر الدموية التي تقوم بها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل دون تفريق بين المقاتلين او الأطفال والنساء وكبار السن.

وهي حلقة من صراع شرس في هذا المجال لأن هناك العديد من المواقع الإلكترونية الإسرائيلية تؤدي دورا دعائيا عكسيا، وتقدم صورة مختلفة للغرب عن ممارساتها، كما تخفي الكثير من الجرائم التي تمارسها قوات الاحتلال مما يتناقض وكل أعراف الإنسانية. ومن هذه المواقع موقع

a7.org ،bet.netvision.net ،rotter.net الذي يتضمن مجموعة كبيرة من الصور التي تظهر الصهاينة بشكل مستضعف ومسالم يدافع عن نفسه أمام من تسميهم بالإرهابيين العرب- وهو ما يشير له وليد عنتر في تقرير منشور على الإنترنت- وجاء رد العرب عبر العديد من مواقع الإنترنت التي ترفع شعار المقاومة والتصدي للافتراءات الصهيونية، ومنها موقع دير ياسين باللغة الإنجليزية

www.deiryassin.Org الذي يخلد ذكرى ضحايامذبحة دير ياسين التي قام بها الصهاينة عام 1948 ضد الشعب الفلسطيني، ويتعرض الموقع لأحداث هذه الفاجعة الإنسانية وعدد القتلى والجرحى مدعوماً بأرشيف للصور.

وهو دور مهم ومؤثر واستطاع أن يحرك الصورة النمطية عن الصراع العربي - الإسرائيلي في الغرب، وفي العراق أيضا حيث لعبت المدونات والمواقع الإلكترونية دورا كبيرا في كشف بشاعات القوات الإسرائيلية لدى الغرب، ما دعا الكثير من الهيئات الأمريكية والغربية إلى إنشاء مواقع افتراضية مناهضة للحرب.

حق العودة على الشبكة

من بين المواقع الفلسطينية العديدة على الشبكة هناك أحد المواقع المختصة بقضية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وهو موقع «العودة» http://www.al-awda.or ويعرف الموقع نفسه بأنه «تحالف حق العودة إلى فلسطين» ويهتم بكل ما يتعلق بالموضوع من ندوات وأنشطة، وغيرها، وهو موقع باللغة الإنجليزية، إذ يستهدف التأكيد للغرب على أهمية حق العودة للفلسطينيين. كما يقدم نشرات إخبارية عن مجهوداته في ضرورة حصول اللاجئين على حقوقهم الأساسية وخاصة في التعليم والعمل، وضرورة معاملتهم وفقا لمبادئ حقوق الإنسان.

فلسطين على الواقع الافتراضي

من بين المواقع الإلكترونية الفلسطينية التي تتضمنها شبكة الإنترنت هناك مواقع لا تكتفي فقط بالخوض في تفاصيل الصراع العربي - الإسرائيلي، بل تتناول أمورا لها علاقة بالديموقراطية، ونظام الحكم ومنها مثلا موقع مفتاح

http://www.miftah.org, مؤسسة فلسطينية غير حكومية مستقلة، مقرها القدس الشرقية، تهدف إلى تعزيز مبادئ الديموقراطية والحكم الصالح داخل

المجتمع الفلسطيني ومؤسساته المختلفة، عبر الحوار الفاعل والمعمق، والتبادل الحر للمعلومات والأفكار بالإضافة إلى تشجيع الشفافية وتحمل المسئولية.

تأسست في ديسمبر 1998، بهدف المشاركة في بناء دولة فلسطينية ديموقراطية تتمتع بسيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان، والمساواة، والحكم بالمشاركة، وترسيخ مبادئ السلام العادل، والتعاون والوفاق الدوليين، وتبادل وتعميم المعلومات، والانخراط في حوار عالمي مبني على أسس المشاركة والنديّة.

ويتكون مجلس أمنائه من حنان عشراوي، زياد أبو عمرو، مها أبو ديّة، غسان الخطيب، مصطفى البرغوثي، محمود درويش، سوسن فاهوم-جعفر، ريما حمامي، خليل الهندي، «محمد عبد القادر» فيصل الحسيني، تفيده جرباوي، خليل جهشان، رشيد الخالدي، صبيح المصري، سعيد خوري، عبد المحسن قطان، جورج سالم، إياد السراج، عزمي الشعيبي، راجي الصوراني.

ومن المواقع الفلسطينية ذات الصلة والتي يمكن زيارتها للتعرف عليها بشكل أفضل:

دنيا الوطن، وشبكة فلسطين للحوار، وقدس نت، وصوت العروبة، والتجديد العربي، ومبدعون.

الصراع يدخل حيز الألعاب الإلكترونية!

يرى عدد كبير من المحللين السياسيين والخبراء في شئون الشرق الأوسط أن الصراع العربي - الإسرائيلي وصل إلى طريق مسدود لا رجعة منه، إلا أن آسي بوراك وإريك بنجامين قاما باختراع لعبة إلكترونية قد تسمح بالتوصل إلى حل "افتراضي" لهذا الصراع.

هذا الخبر نشرته وكالة الإسوشيتد برس قبل فترة تعليقا على خبر ابتكار لعبة إلكترونية تتخيل أجواء افتراضية للصراع العربي - الإسرائيلي. ووفقا لوكالة الأسوشيتد برس، يعتقد عدد من مؤيدي هذا النوع من الألعاب الإلكترونية أن مثل هذه اللعبة ستجتذب عددا كبيرا من الناس، إلا أنها في الوقت ذاته تثير مخاوف العديد من المستثمرين في قطاع ألعاب الفيديو. يقول ستيف سيبولت، من شركة Electronics Arts «أعتقد أن الألعاب الإليكترونية التي تتخذ من الواقع قاعدة لها، وهدفها هو تعليمي بحت، لا يمكن أن تكون محط أنظار المستثمرين أبدا». ويعزو سيبولت السبب في ذلك إلى تفضيل مبدأ المتعة والترفيه على التعليم في الألعاب الإلكترونية.من جانبهما، يعتقد بوراك وبنجامين أن الهدف الأساسي من هذه اللعبة هو تضييق الفجوة ما بين الترفيه والتعليم، بالإضافة إلى إتاحة المجال أمام الناس للمشاركة في حل مثل هذه القضايا المعقدة في العالم، خاصة في ضوء قلة معرفة الغرب بحقائق الصراع والجانب المسكوت عنه في آلة الدعاية الإعلامية الغربية.

تفاصيل شخصية

تتسم المدونات في أغلبها بطابعها الشخصي حيث يمكن للمدون التعبير عن يومياته وأفكاره وانطباعاته الشخصية جدا، وهذا هو شأن المدونات الفلسطينية التي ينشؤها الشباب من الفلسطينيين، وبقدر ما تعبر الكثير منها عن قضايا الشأن العام، فإنها لا تخلو من الكثير من اللفتات الشخصية، والقصائد الشعرية، والخواطر الشجية. كما تعبر الكثير منها عن أحلام وآمال الشباب الفلسطيني أينما كان. ومن هذه المدونات مثلا مدونة http://hazayan.blogspot.com والمعنونة بـ «هذيان»، وهي مدونة ذات طابع شخصي حميم، كما أنها تعبر عن موهبة شعرية عبر عدد من القصائد التي ينشرها صاحب المدونة. هناك أيضا مجموعة أخرى من المدونات الفلسطينية منها:

مدونة «مفقود حتى إشعار آخر» وعنوانها هو http://sbetelmal.blogspot.com، وهي مدونة شخصية تتضمن انطباعات وخواطر وأفكارا عن الحياة. ومدونة «واحد افتراضي» وهي مدونة ذات طابع أدبي بشكل اساسي، يدون فيها صاحبها أفكارا أدبية، أو يصف رحلاته في فلسطين، منها وإليها، بأسلوب أدبي جذاب، لكن ايضا توجد وصلات على أعمال فنية وصور فوتوغرافية من تصوير صاحب المدونة.

 

إعداد: إبراهيم فرغلي - العربي