عزيزي العربي

عزيزي العربي

  • كتاب شاكر عن المتنبي

في زاوية وجهًا لوجه، العدد «588 نوفمبر 2007م»، تقول الأستاذة العزيزة سعدية مفرح: «يعد ديوان المتنبي أشهر ما حقق شاكر، حيث أعدّ له مقدمة مطوّلة نشرت في ما بعد في كتاب منفصل بعنوان «الطريق إلى ثقافتنا».

والصواب أن شاكر لم يحقق الديوان، وإنما كتب كتابه المشهور «المتنبي»، (وهو من منشورات دار المدني بجدة ومكتبة الخانجي بالقاهرة 1407هـ/1987) وتتبع فيه «نسب المتنبي»، ونال عنه جائزة الملك فيصل - رحمه الله - ويعد الدكتور عبدالوهاب عزام من أفضل مَن حقق ديوان المتنبي، وهو من منشورات لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة 1363هـ/ 1944م.

علي بن حمد بن عبدالله
ولاية صور - سلطنة عمان

  • الحنين إلى الزاجل

حدثنا الأستاذ مرة عن الحمام الزاجل ودوره في إيصال الرسائل بين القادة والملوك، أو حتى بين الأهل والأقارب. وفكرت وقتها كم من الجهد والتعب تبذله هذه الحمائم لتوصل هذه الأمانة إلى أصحابها، وكم حملت هذه الرسائل من شوق ومحبة بين طياتها. وتطوّر الحال وظهر النظام البريدي ليحلّ محل الحمائم، وظلت الرسائل تحمل الدفء والحنان ذاته، أذكر تلك اللحظة التي كان يسلّم فيها ساعي البريد الرسالة لأمي وهو يبتسم قائلاً «رسالة من أبي حازم مرسلة منذ أسبوع فقط» كانت أمي تمسك الرسالة وتضمّها إلى صدرها والدموع تنهمر من عينيها. أما اليوم فكل شيء تغيّر. العالم اليوم يعجّ بالرسائل الإلكترونية التي تتزاحم في الفضاء، وكثير منها يحمل الصفة الدعائية والتجارية، وما يرسل من رسائل بين الأصدقاء يحمل كثيرًا من الخداع والكذب والأسماء المزيفة.

أين أنت أيها الزاجل الوفيّ؟ وأين أنت ياساعي البريد؟ ارجعي أيتها الرسائل إلى دفئك وصدقك المعهود، أما أنت أيتها الرسائل الإلكترونية فلتذهبي إلى غير رجعة.

إبراهيم محمد العبدالله
حلب - سورية

  • الوحدة اليمنية

إنني وبكل صراحة من أشد المعجبين بمجلتنا الغراء، مجلة كل العرب، التي ارتشفت من حروفها منذ نعومة أظفاري، فهي معين ثقافتنا العربية. وأغتنم هذه الفرصة لأهنئ كل قرّاء مجلتنا والعاملين فيها وأخص منهم الوالد الدكتور سليمان العسكري بمناسبة مرور خمسين عامًا على صدور مجلتنا العزيزة عام 1958م، ولفت نظري وأنا أطالع العدد «589 ديسمبر 2007» لاسيما أهم الأحداث في الوطن العربي خلال نصف القرن الماضي، أنني لم أر أي تعليق على أهم وأعظم حدث وقع خلال هذه الفترة وهو الوحدة اليمنية، فمن وجهة نظري أنها منبع فخر لكل العرب، فقد جاءت الوحدة اليمنية في ليل التشرذم العربي وفي زمن الحروب والشقاق والاعتداءات في ما بين الدول العربية والأمة الواحدة، وربما تكون هذه الوحدة نواة للوحدة العربية الشاملة، التي يأملها كل مواطن عربي.

وأخيرًا أتمنى لمجلة العربي مزيدًا من العطاء والبذل، وإلى اليوبيل الماسي إن شاء الله تعالى.

يوسف علي الأحصب
ذمار - اليمن

  • منهل العلم

الأستاذ الدكتور رئيس التحرير، نهديكم أسمى التهاني وأطيب التبريكات القلبية بمناسبة اليوبيل الذهبي لمجلتكم الغراء مجلة كل القراء: مجلة العربي، وفي تلك المناسبة أرسل مساهمة بعنوان «منهل العلم وسلسبيل المعرفة»: من منهلها النقي ننهل، ومن سلسبيلها العذب نشرب، لكننا لم نرتو، فهي سلسبيل المعرفة العذب ومنهل العلوم النقي.

إنها مجلتنا الغراء، حاملة هويتنا العربية، مجلة العربي في يوبيلها الذهبي، هاهي ضياء الفكر ونور الدرب، قد اكتست بحلتها البهية، وارتدت ثوبها القشيب لتبدو كالبدر في ليلة التمام.

فيا لك من مجلة اخترقت قلوب قرائك، وسيطرت على عقولهم، بما منحتيهم من علوم، وبما زودتيهم به من معارف، وتصدّرت رفوف مكتباتهم. إن متابعتي لهذه المجلة قليلة من حيث الزمن، من 2000 إلى 2008، لكنها كثيرة من حيث الفائدة، ولقد حاولت أن أعطيها ولو جزءًا بسيطًا من حقها من حيث التعبير، ولكن خانتني الألفاظ فعجز قلمي عن التعبير.

ختامًا، تحية لك أيتها «العربي» وتحية لعمادتك الذين أرسوا قواعدك، والذين تولوا المسئولية، وتحية لكل العاملين فيك، ولكل محب ومتابع لك أينما كان، وتهانينا للجميع.

عبدالرقيب محمد المقبلي البشطرة
الضالع - اليمن

  • نشر صور كُتّاب المقالات

أتقدم بالشكر الجزيل لوزارة الإعلام بدولة الكويت على دعمها وإصدارها هذه المجلة الرائعة ولرئيس التحرير الدكتور سليمان العسكري ولكل العاملين في مجلة العربي على المجهود الجبار في إنجاحها.

وأتقدم بالشكر والتقدير للدكتور كامل الشامي على موضوعه الرائع المتلمس للأحوال الفلسطينية من خلال موضوع «البيئة تتدهور في «قطاع غزة» العدد «591» فبراير 2008.

وتعقيبًا على رغبات بعض القرّاء في جعل المسابقة الشهرية للمجلة على موقعها الإلكتروني! فمن المعلوم أن الهدف الرئيسي للمجلة هو تثقيف القراء وزيادة معارفهم، والمسابقة منشط للعقول ونشرها في الموقع الإلكتروني للمجلة يتيح الفرص لمن لم يطلعوا على أي موضوع في المجلة للمشاركة في المسابقة وربما قد يحالفهم الفوز وخصوصًا المحبين للإنترنت الذين يمتلكون الإيميلات - E-mails - الخاصة بهم.

وأطلب نشر صور مصاحبة للكتّاب الذين يمتعونا بكتابتهم المتميزة جدًا وخصوصًا البارزين منهم، وفي مقدمتهم الدكتور القدير سليمان العسكري الذي لطالما نوّرنا بعطائه الثقافي الغزير.

أديب محمد مرشد
تعز - اليمن

  • السريانية وليست المعلولية

إلى مجلة العربي الغراء، ورد في استطلاع المجلة «من دمشق إلى حلب.... معزوفة على قيثارة التاريخ» في العدد «590» يناير 2008، ذكر بلدة معلولة في شمال دمشق على أن سكانها يتكلمون لغة خاصة بهم تسمى المعلولية. وأرجو التصحيح أن بلدة معلولة يتكلم سكانها اللغة السريانية وليست اللغة المعلولية، وهي اللغة التي تحدرت من اللغة الأرامية، والأرامية هي اللغة التي كانت سائدة في المشرق العربي قبل مجيء الإسلام مع اللغة العربية، والسريانية ليست خاصة بسكان معلولة فقط، بل توجد في العديد من البلدات والمدن المتناثرة في شمال العراق مازالت تتكلم السريانية.

جابر حجاب
قلعة سكر - ذي قار - العراق

  • خطأ نحوي في الملحق العلمي!

قرأت موضوعًا في العدد الثاني والثلاثين من الملحق العلمي الصادر في شهر يناير 2008 كان تحت عنوان «مياه الطوفان»، وقد ابتدأ هذا الموضوع بالفعل «اكتشف» وجاء بعده الفاعل منصوبًا «عالما» ثم جيء بكلمة «جيولوجيا» أيضًا منصوبة على أنها صفة للفاعل والصفة تتبع الموصوف من حيث الإعراب، ونحن على علم بأن الفاعل يكون مرفوعًا فعليه الصفة تكون أيضًا مرفوعة لتصبح الجملة «اكتشف عالم جيولوجي...»، فأرجو من مجلتي المفضلة أن تكون حريصة في المرة القادمة على التدقيق النحوي للملحق العلمي، مع فائق احترامي وتقديري وشكري.

عبدالله سرمد كوكب
الموصل - العراق

  • تلميذ في ثانوية المتميزين

شكرًا لاهتمامك، ولكن مع الأسف جانبك الصواب في ملاحظتك تلك.. فلو دققت النظر وأمعنت في القراءة لوجدت في أول الفقرة الثانية مباشرة عبارة «ويعلق أحد صاحبي الاكتشاف» أي أن المكتشفين عالمان من علماء الجيولوجيا.. أي أن فاعل «اكتشف» مثنى مرفوع بالألف (عالمان) وحذفت النون للإضافة «اكتشف عالما جيولوجيا».

«المحرر»

  • الاسم الصحيح لمترجم الكتاب

الإخوة الأعزاء في مجلة العربي، تحية طيبة. أعرب لكم عن عظيم إعجابي بمجلتكم التي لا أستطيع إلا أن أصفها بأنها مجلة رائعة حقًا فهي مصدر للفائدة والمتعة معًا.

أود أن أشير إلى أنكم قد نشرتم في العدد «591» فبراير 2008 ضمن زاوية «الإنسان والبيئة» التي تعد واحدة من الإشراقات الجميلة لمجلتكم، مقالاً بعنوان «مشكلات الكوكب تتفاقم» للكاتب أحمد الشربيني الذي أشار إلى تقرير غرو هارلم برونتلاند المعروف باسم «مستقبلنا المشترك» حيث ذكر أن من ترجمه هو صديقه المرحوم الأستاذ عبدالسلام رضوان. هنا أود أن أصوّب هذه المعلومة إذ إن من قام بترجمة هذا الكتاب الرائع هو الأستاذ محمد كامل عارف وأن الكتاب صدر ضمن إصدارات عالم المعرفة المتميزة في العدد 142 لسنة 1989، وجل من لا يخطئ.

صديقكم
د. مجيد الشوهاني
الشعب - بغداد

  • نود أن تزور «العربي» كردستان

السيد رئيس تحرير مجلة العربي الغراء، أسرة تحرير المجلة الكرام، بعد التحية والسلام، في البدء أهنئ الشعب الكويتي بمناسبة الذكرى السابعة عشرة ليوم التحرير الخالد، وأريد أن أعبّر عن صدق مشاعري واعتزازي بمجلة العربي التي أعتبرها واحدة من أفضل المجلات العربية شكلاً ومضمونًا بالرغم من كوني مواطنًا كرديًا، لكني أعتز بالشعب العربي عمومًا وأكن له بالغ الاحترام. لدي تعقيب صغير لو تقبلتموه أكون شاكرًا جزيل الشكر لكم، فبودنا نحن أكراد العراق لو زارتنا مجلة العربي في كردستان وأجرت استطلاعًا حول الأكراد ومنطقتهم وتاريخهم، فنحن هنا في كردستان العراق قدمنا الكثير من الشعراء والكتّاب والفنانين ممن ساهموا في نشر الثقافة العربية، فضلا عن الكردية. وأتمنى لكم دوام التوفيق، وشكرًا لكم.

زانا رءوف حسن
السليمانية - العراق

  • تهنئة باليوبيل الذهبي

أهنئ مجلة العربي الغراء بيوبيلها الذهبي، كما أشير إلى أنها من المنابر الثقافية التي استطاعت أن تتربع على عرش الإبداع والثقافة في الوطن العربي، وأوجه شكري وتقديري إلى جميع القائمين على تحرير صفحات المجلة وعلى رأسهم الدكتور سليمان إبراهيم العسكري، وهذه التهنئة البسيطة إليكم مع خالص شكري وتقديري.

أحمد أبو حج

  • حزين على مستجاب

احتلت مجلة العربي مساحة كبيرة في قلوب الجميع، فبالرغم من السيل الهادر من المطبوعات والدوريات العلمية والثقافية، تظل «العربي» نجمة تتألق في سماء الثقافة والإبداع، فقد استطاع القائمون عليها تمهيد كل السبل للوصول إلى الغاية التي خلقت من أجلها مثل تكاليفها وغزارة محتواها، والتنوع الثقافي غير المسبوق، وأهنئكم بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لمجلتنا الأثيرة، وبما أنكم قد تركتم لنا فرصة التعبير عما يجول في خواطرنا باعتبار أن هذا الأمر هو حلقة وصل حقيقية بيننا وبين معشوقتنا «العربي»، فلابأس أن أعبر عن حزني لوفاة الكاتب الساخر محمد مستجاب الذي رسم الابتسامة على شفاهنا، وغادرنا من دون وداع،فرحيله يعد خسارة كبيرة للوسط الثقافي العربي.

ماجد أحمد التميمي
صنعاء - اليمن

  • الأخطاء الطباعية في الشعر العمودي

الشعر العمودي ليس كالنثر أو كالشعر الحر والمنثور في إمكان التساهل وتمرير الأخطاء لأن أي خلل ولو بحركة بسيطة يسيء لموسيقاه، التي هي أخص خصائصه، عدا عما يمكن أن يسيء للمعنى أو يجعله ملتبسًا. وهذه قائمة بالأخطاء التي استطعت ملاحظتها وتسجيلها في العدد «590» يناير 2008، وأود أن أقترح عليكم اللجوء إلى مدقق لجميع أبيات الشعر العمودي قبل نشرها وليس هذا بالمتعسر خاصة أنها ليست كثيرة. وذلك لكي يظل للشعر العمودي ألقه الموسيقي الخاص في زحمة ما تنشرون من شعر حديث وحر ومنثور.

قائمة الأخطاء:

  • ص19 : ما بين تسدُ من سراتي، الوزن مكسور ولا أدري ما هو الصواب.
  • ص22 : وليس يرضى لا لومًا ولا عذلا. الصحيح: وليس يقبل.
  • ص47 : دير سمعان في مأوى أبي حفص. الصحيح: فيك مأوى. ويشك في نسبه للشريف الرضي.
  • ص138 : رماني الدهر بالإزراء حتى. الصحيح: بالأرزاء.
  • ص138 : فكأنما يبصر بالآذان. الصحيح: يبصرن.
  • ص138 : أنا الثريا زان الشيب والهرم. الصحيح: وذان.
  • ص138 : والرمح والقرطاس والقلم. الصحيح: والسيف والرمح والقرطاس والقلم.
  • ص138 : لك يا قلوب في القلوب منازل. الصحيح: لك يا منازل في القلوب منازل.
  • ص138 : بأني خير من تسعى به قدم. الصحيح: بأنني.
  • ص145 : عذبة الروح يا فتانة الجسد. الصحيح: يا عذبة الروح.

وتلك قائمة بأخطاء وردت في العدد «591» فبراير 2008:

  • ص11 : أتى على الشرق حين. الصحيح: أتى على الشرقي.
  • ص61 : تعذبني ولا وعد منها. الصحيح: تعذبني بالوعد منها.
  • ص61 : يسرون لو بان. يسرّهمُ لو بان.
  • ص61 : من أهل فوز. الصحيح: يراقبنا من أهل فوز.
  • ص75 : لنا الأساطير نبني عالمًا منها. الشطر مكسور وكلمة منها غير صحيحة.
  • ص151 : فإن سَخِطتْ تمادتْ: الصحيح: فإن سَخِطْتُ.
  • ص170 : يراع شوقي. الصحيح: يراعة شوقي.
  • ص170 : فقد كنت عوضًا للضعيف. الصحيح: فقد كنت عونًا.
  • ص197 : لعلي أراكم وأرى من يراكمُ: الصحيح: لعلي أراكم أو أرى.

مع كل الاحترام والتقدير.
وشاكرًا سعة صدركم وحسن تجاوبكم.
د. عمار سليمان علي

وتريات

عشب

السَّاكنُ في أطرافِ الوقْتِ
إذْ يَتَنَفّسُ مَعْنَى أطْيَبَ...
يبدو أخضَرَ منْ عُشْبٍ مأْلوفٍ
إذْ يَتَنَفّسُ
نلمَحُهَا...
أرواح تسبَحُ
تبحثُ عن أجسادٍ يابسَةٍ
لم تعرفْ روحًا منْ قَبْلُ
من دون تنفسه
لنْ تعرفَ من جنبات الكون
سِوَى المنْذُورِ لطلعتِها

توفيق الشابي
تونس

حجر الرغبات

هَا هُم البنَّاءون أخيرًا
يغوصونَ
في كِلْسِ آمالهم الماضيةِ

***

ليسَ غريبًا إذا حَمَلوا مطَارقَهم
حتَّى مطلع الفَجر،
بل الغريب
إذا حَاوَلوا هَدْم المنزل
فإنَّ جدرانَه المحيِّرةَ
تتحوَّلُ إلى ضَبابٍ
ثم تستأنفُ بَعْدَ لحظاتٍ
ثباتَها وثقلَها

***

نَطَأُ دُروبًا جَبليَّةً وَعِرةً
لمْ تكنْ قطُّ لنا،
ونقطفُ المَجْدَ الملوَّحُ بأجنحةِ العناقيدِ
فتستردّ شهواتُنا المرجومةُ
أَنفاسَها المتلاحقة.

***

الجبالُ أمَامَنا عديدةٌ
لكنَّ سَفْحًا واحدًا
يَزيدُ صلابةَ موتانا

***

كُلَّما رفعوا مطارقَهم
لِطَحْنِ الصَّخرةِ الوحيدةِ
تتمايلُ الحجارةُ شفَّافةً كالزجاجِ

***

لماذا حين تغْرق طقطقةُ الحجارةِ في عروقِنا
نبتلعُ غبارًا كثيفًا
ولا نَسعل؟
لماذا نَظَلّ حَصى باردةً
في أَسْفلِ السراويلِ المتمايلةِ
لأَجدادِنا المهرولين؟

***

حين أكفُّ عن تحصينِ نفسي
أصيرُ أصَمّ
ككوةٍ زجاجيةٍ
وهرمًا كحَجَر

***

الحُلُم
حَجَرُ
الرغباتِ
الميِّتةِ

محمد زين جابر
لبنان

الحلم

في أقدامي طرقات لم يطأها أحد
وأحجار لم يتعثر بها أحد
وتراب بكامل قواه الجسدية
في يدي أزهار لم تقطف
ولوحات لم ترسم
ومهنٌ لم يعمل
بها أحد
وبنادق لم تستعمل
وقبور لم تردم
في قلبي أناس لم يولدوا
وعشاق لم يلتقوا
وأطفال يبحثون
في الغبار عن شوكة
ليرضعوها
وعصافير لها أجنحة من دخان
وحيوانات مفترسة أنيابها من خيطان
وفراشات قابلة للاشتعال
في عينيّ أفق لم يتكون
ومدى لم يعرف
ونجوم تجهض ضوءها الوحيد
وبحر مليء بالقمل
وبحيرة تحولت إلى مستنقع
في لساني قصائد لم تكتب
ومقالات ملاحقة
وأغان ممنوعة
وروايات مشوهة
وفي رأسي صوت
كصوت المطر
يقول هذا وطني

دياب محمد حسن
السلمية - سورية

العدد الأول
هي الحبيبة

إلى مجلة العربي الغراء... التي أحبها قلبي ولايزال.. بمناسبة اليوبيل الذهبي لصدورها:

هي الحبيبةُ لازلفى ولا ملقا أسْكنتها القلْبَ والشرْيانَ والحدقا
أحَبَّها القلْبُ مذْ كانتْ ولادتها فأيْنعَ الحبُّ بالأشْواقِ وانطلقا
وكيفَ لا أظّهرُ الأشْواقَ عارمةً وحبُّها ثابتٌ في القلْبِ قدْ لصقا؟
يزْدادُ حبّي لها لمَّا أطالعها والحسْنُ ينْشرُ في طيّاتها عبقا
في كلٍّ شهْرٍ أراها في تجدُّدِها بدْرًا يغازلُ في أضْوائِهِ الشفقا
تبدو عروسًا في إشْراقها حملتْ اسْمًا كريمًا ورسْمًا رائعًا لبقا
يهفو لطلْعتها قلبي ويبْهرني حديثها العذْبُ إذْ ينسابُ متَّسِقا
وكمْ سهرْتُ أناغيها فتنعشني أنْفاسُها نرْجسًا تنْسابُ أوْ حبقا
دومًا تسامرني في اللَّيْلِ ضاحكةً وفي النهارِ تزيلُ الهمَّ والقلقا
كأنَّها شهْرزادُ العصرِ تخْبرني عَمَّا يكونُ وما يأْتي وما سبقا
بالعلْمِ، بالفنِّ، بالأخْلاقِ تخْبرني بالشعْرِ يسْمو شجيَّا ناعمًا طلقا
بالمنْطقِ الحقِّ، بالآراءِ صائبةً بالفكْر يصْفو، وبالإبْداعِ إنْ برقا
تجوبُ في بلادِ اللهِ قاطبةً وتقْطعْ البيدَ والودْيانَ والطرقا
ما بينَ ماضِ قديمٍ في توغٌّلِهِ أو حاضرٍ قائمٍ بالعلمِ قدْ سمقا
وتعْرفُ الناسَ أجْناسًا مفرَّقة وإنْ علا بعْضُهمْ أوْ بعْضُهمْ زلقا
وعنْدها الحلُّ للمحتاج يسْألها وخيرُ ردٍّ لمنْ في بابها طرقا
إنْ تَسْألوني بحقُّ عنْ هويّتها وكيفَ قدْ حقَّقتْ في سيرها السبقا؟
فإنَّها «العربي» الغرَّاءُ أَعْرِفُها دَوْحًا جنيَّا وغيْثًا هاميًا غدقا
كأنَّها الشمْسُ في إشْراقِها لبستْ تاجَ العروبةِ عِنْوانًا ومنْطلقا
أَرْضُ النبوَّةِ والإسلامِ مَوْطنها وفكْرها بلسانِ الضادِ قدْ نطقا
طوبى لها أبدًا والله يحْرسها بعيْنه دائمًا مِنْ شَرِّ ما خلقا


إبراهيم محمود الصغير
دمشق - سورية