مساحة ود

في مطبخك البقدونس... حامل بريد الصحة والجمال

نمزح بتشبيه المتدخل فيما يعنيه وما لا يعنيه بأنه كالبقدونس، بينما المشبه به، لو عرفنا حقيقته، لرحبنا بدخوله في كل أطعمتنا.

يستخدم البقدونس على نطاق واسع في الغذاء، قبل أي شيء، لأن فيه كثيراً من الفيتامينات، الزيت الطيار والعناصر النذرة "microelements" هكذا مثلاً، ملعقتا طعام من البقدونس المفروم فرماً ناعماً تؤمن للكائن الحي ثلث الجرعة اليومية من طليعة الفيتامين "A" "provitamin A"، ثلثي الفيتامين "C"، وثمن الجرعة من الحديد وهكذا دواليك.

يبدي الزيت الطيار الذي تعتبر أوراق وجذور البقدونس غنية به تأثيراً مفيداً على اعضاء جهاز الهضم، تساعد على زيادة الشهية.

يحتوي البقدونس على العناصر النذرة "زرنيخ، بورون، نحاس، تيتاينوم وغيرها" التي تحسن الحالة العامة للكائن الحي، خاصة بعض الأمراض الخطيرة. ويحبذ استعمال البقدونس كتابل في كل اصناف الطعام، عند ذلك يجب وضعها في الأطعمة والسلطات خلال "5 ـ 10" دقائق قبل وضع الطعام على المائدة. جذور البقدونس يضعونها في الحساء، يحضرون منها صلصات خاصة من أجل وجبات الأسماك ووجبات اللحم البارد.

ويتمتع البقدونس بخواص دوائية قيمة، بفضل ذلك، يستخدمه الطب العلمي على نطاق واسع في الحياة اليومية. بيد انه يجب ان نأخذ بعين الاعتبار ان الزيت الطيار الذي يتم الحصول عليه من البقدونس، لا سيما من ثماره، يحتوي على الأبيول، أي المادة ذات الخواص السامة، لذلك يجب استخدامه بحذر. الزيت الطيار، الفلافونوئيدات، "مركبات فينولية موجودة في النباتات الراقية"، الحموض العضوية ومجموعة من المواد الأخرى الموجودة في البقدونس، تجعله عقاراً مدراً للبول ممتازاً، يستخدم في حالة الاستسقاء، الوذمات ذات المنشأ القلبي. مرض الحصى في الكلية والتهاب المثانة "cystitis"، أمراض الكبد والحويصلة الصفراوية "المرارة". جذور وأوراق البقدونس المستخدمة في الغذاء تنظم التنفس، تحسن نشاط القلب، عدا ذلك، فهي تعد عقاراً معرقاً ممتازاً، وتساعد على خروج الغازات في حالة الانتفاخ البطني، يوصون باستعمال البقدونس من اجل تحسين الرؤية وتقوية اللثة، يصنعون منه كمادات عند التعرض للكدمات "الرضوض". يساعد عصير البقدونس الطازج جيداً عند التعرض للدغات البعوض، الزنابير، النحل، يقتل الطفيليات. الخليط المحضر من جزء واحد من البذور المسحوقة أو مرق "مغلي" أوراق البقدونس الكثيف وثلاثة أجزاء من الزبدة المصهورة له تأثير جيد فيما سبق، من المعروف أيضاً أن البقدونس يساعد على إزالة رائحة الثوم الكريهة في الفم.

يستعمل البقدونس المجفف نفس استعمالات البقدونس الطازج، وأيضاً جذوره. مرق "مغلي" البقدونس المجفف يحضرونه هكذا: "20 ـ 30" جراماً من البقدونس و"200" جرام من الماء، ويغلون المزيج لمدة "5 ـ 10" دقائق يبردونه ويصفونه. يستعملون المرق بمقدار ملعقتي طعام "3 ـ 4" مرات في اليوم قبل الطعام. بيد أن العصير من البقدونس الأخضر أو جذوره أنفع بكثير. يستعملونه بمقدار "1 ـ 2" ملعقة شاي ثلاث مرات في اليوم قبل الطعام. يلاحظ عند استعمال الجرعات الأعلى احتقان الرأس، ولهذا لا بد من أن تكون الجرعات خفيفة.

عصير البقدونس

البقدونس هو العشب الأخضر وعصيره من العصائر الأشد تأثيراً "مفعولاً". لذلك لا يجوز أبداً شرب أكثر من "30 ـ 60" جراماً من هذا العصير بمفرده. من الأفضل إذن تم مزج هذه الكمية مع عصير الجذر، الخس، السبانخ، أو الكرفس.

يتمتع عصير البقدونس الفج الطازج بخواص ضرورية من أجل التبادل الأوكسجيني والحفاظ على الأداء الوظيفي الطبيعي للغدد فوق الكلوية "غدد الكظر" والغدد الدرقية. العناصر الموجودة فيه، تكون بمثل هذه النسبة التي تساعد على تقوية الأوعية الدموية، خاصة الشعيرات والشرايين. هذا العصير هو دواء ممتاز لأمراض الجهاز البولي التناسلي ويساعد جداً في حال تشكل الحصى في الكلى وفي المثانة البولية، التهاب الكلية "Nephritis"، وعند وجود الآح في البول والأمراض الأخرى للكلى. وهو يستخدم بنجاح عند الاستسقاء "hydrops".

وهو أيضاً فعال بالنسبة لكل أمراض العيون وجهاز العصب البصري. وتقرح قرنية العين، إعتام عدسة العين " cataracta"، التهاب الملتحمة "conjunctivitis"، الرمد "التهاب العين" ـ "ophthalmia" في كل مراحله أو ارتخاء حدقة العين، كل هذه الأمراض عولجت بشكل فعال عن طريق شرب عصير البقدونس الممزوج مع عصير الجزر وعصير الكرفس والاينديف.

عصير البقدونس، خاصة بمزجه مع عصير الشمندر أوعصير الجزر ـ الشمندر، وكذلك مع عصير الخيار، يستخدم بنجاح من أجل تحسين الدورة الشهرية. وتتوقف تماماً أو بصورة شبه تامة التشنجات التي يسببها الخلل الطمثي عند الاستعمال المنتظم لهذه العصائر.

تجميل الوجوه

يستخدم البقدونس ايضاً في التجميل، حيث إنه يحتوي على "فيتامين الجمال" "طليعة الفيتامين "A". وينصح من أجل تبييض جلد الوجه بسحق باقة من أوراق البقدونس، إضافة عدة ملاعق من اللبن الرائب، أما العصيدة التي يتم الحصول عليها فتوضع على الوجه على شكل قناع، ويزال القناع بعد "20" دقيقة ويغسل الوجه بمرق الأقحوان ويدهن بكريم مغذ. بهدف وقاية جلد الرقبة من ظهور تجاعده مبكرة، يمكن أن ينصح بما يلي: أخذ حفنة من كل من أوراق البقدونس، الروزمارين "rosmarinus" والهليون "الطرخون"، وتغلى مع كمية قليلة من الحليب. يوضع خليط الأعشاب المعرض للبخار على قطعة من الشاش مطوية على نفسها "4 ـ 5" طبقات، وتربط حول الرقبة، يترع الكماد بعد "30" دقيقة، وتدهن الرقبة بكريم مغذ. من أجل تطرية جلد الوجه وإزالة البقع الصباغية "الخضابية"، ينصح بدهن الوجه بمرق البقدونس صباحاً ومساء. ثلاث ملاعق طعام من أوراق البقدونس المسحوقة تغلى "15" دقيقة في "200" جرام من الماء. يصفى ويبرد المرق، وبعد ذلك يدهن الوجه بقطعة من القطن مبللة به.

إذا أردتم أن يكون لديكم لون وجه جيد، او إذا أضجركم النمش لا تكسلوا عن تحضير مرق من "5.0" ليتر من الماء وحفنة من أوراق البقدونس. يصفى المرق وقبل أن يبرد يدهن الوجه بحركات دائرية بقطعة من القطن المبللة به حتى التورد. يكرر هذا الإجراء "2 ـ 3" مرات في اليوم. يصبح جلد الوجه أملس وغضاً، إذا تمت إضافة عصير ليمونة واحدة إلى المرق. مرق ساخن من جزأين متساويين من البقدونس والشمرة، تبلل قطعة من الشاش وتطوى عدة مرات ويغطى الوجه والرقبة بها لمدة "15 ـ 20" دقيقة، يكتسب الجلد مرونة ويصبح ناعماً وحريرياً.

في التدبير المترلي، في الطب والتجميل أفضل شيء هو استعمال أوراق وجذور البقدونس الطازجة.

 

كمال الحنون

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات