عزيزي العربي
عزيزي العربي
المرأة.. مرة أخرى .. رئيس التحرير قرأت ما نشرته "العربي" في عدة موضوعات عن المرأة خاصة ما جاء في العدد "463" يونيو 97. للأستاذ محمود المراغي "نساء العرب"، ومقال د. محمد الرميحي "رفع حجاب الأوهام عن حال المرأة العربية" في العدد 467 أكتوبر ،97 ثم ما ورد في صفحة "عزيزي العربي" من نفس العدد لأحد الأخوة العرب بعنوان "أرجعوهن إلى البيت" فأردت أن أعقب عليها عندما وجدت أن الرجال يناقشون قضية المرأة وحقوقها ومشاكلها دون أن يرد مع الأسف أي رأي لها أو رد أو تعقيب. أريد القول كامرأة يخصها هذا الموضوع إن موضوع المرأة بقدر ما هو كبير واسع فإنه بسيط ولايحتاج إلى كل ذلك التعقيد لأننا نتحدث عن واقع حقيقي لا أحد ينكره ألا وهو نصف المجتمع الذي تكونه المرأة، ونظرة النصف الآخر له والمعاملة التي يتلقاها من النصف الآخر ما الذي حققه وأين هو من المجتمع، وهو بالتالي بسيط لمن أراد أن ينظر إليه بمنظار العدالة والمساواة. لقد خلق الله سبحانه وتعالى المرأة والرجل متساويين في الحقوق والواجبات وجعلهما جزأين مترابطين لايستطيع أحدهما الاستغناء عن الآخر أو العيش والاستمرار دونه وليس لأحدهما سلطة أو فضل على الآخر فهما سواسية متساوون، من هنا نستطيع القول إنه على الطرفين أن ينظرا لبعضهما البعض من منظار الاحترام والتساوي. والحقيقة أنني أجد أن السبب الرئيسي في القضية هو أن الرجال حتى الآن لايريدون أن يعترفوا بينهم وبين أنفسهم بأن المرأة تساويهم ولها حقوق مثلهم وأنها ليست تابعاً أو ملهاة لهم، متمسكين بالصورة التي طبعت في أذهانهم عن حقهم بالسيطرة عليها وتسييرها كما يرون واعتبارها قاصراً لا حول لها ولا قوة. وباعتباري امرأة مسلمة عربية فإنني أقول وباختصار: إننا لانريد سوى ما أمر لنا الله به لأنه سبحانه وتعالى هو خالق هذا الكون بما فيه وهو أعلم بخلقه وبما هو خير لهم وما هو شر لهم، وقد جعل سبحانه للمرأة أعلى مكانة في المجتمع باعتبارها الأم أقدس وأنبل وأطهر أدوار البشر بالإضافة لأدوارها الأخرى والتي لايستطيع المجتمع أن يتخلى عنها الأخت ـ الزوجة ـ البنت ـ وقد كرمها الله سبحانه وتعالى وأعطاها من الحقوق مثل ما أعطى للرجل وجعلها متساوية معه، أعطاها حق الحياة، حق الملكية، حق التعليم، حق تقرير المصير، حق العمل، حقها في الشورى وفي تمثيل مجتمعها وحق الحرية والكثير من الحقوق، وهنا نتساءل بأي حق إذن يفرض الرجل رأيه عليها ويتحكم بها كما يشاء؟ صحيح أن للمرأة كل هذه الحقوق ولكن بعض هذه الحقوق يوجد أفضليات وأولويات عليها. مثلاً حق المرأة في العمل، يحق للمرأة أن تعمل خاصة إن لم يكن هناك من يعولها ويقدم لها ماتحتاج إليه أو كانت بحاجة للعمل كي تساعد في زيادة دخل الأسرة وتأمين متطلباتها. ولكن لعمل المرأة شروطا وهي أولاً: أن يضمن لها هذا العمل الحفاظ على أنوثتها وألا يكون فوق طاقة جسدها وألا تتعرض فيها للاختلاط كثيراً بالرجال حفاظاً عليها من أن تتعرض لكلمات لاذعة أو محرجة من قبلهم وأن يضمن لها العمل حريتها كأنثى، فالعمل الذي تكون فيه المرأة مع كثير من الرجال يقيدها كثيراً، ويُوجب عليها أن تنتبه لكلامها ولمعانيه ولأسلوبها في الكلام ولحركاتها كي لاتلفت أنظارهم إليها و.. ثانياً. ألا يسرقها العمل من بيتها وأولادها وزوجها فأولادها وبيتها أحق بوقتها لأنهم بحاجة للرعاية والتعليم الصحيح والمراقبة حتى يصبحوا صالحين، فإن كان عندها بعد ذلك متسع من الوقت بعد تأمين احتياجات الأولاد والبيت فلا مانع للعمل. هناك موضوع مهم جداً يجب التركيز عليه وهو : هناك من يقول إن المرأة لاتنفع لبعض الأعمال والوظائف أو أنها غير قادرة عليها أو أنها لاتناسبها كالحكم والقضاء.. مدعين أنها لاعقل لها أو أنها غير قادرة على المحاكمة العقلية أو أنها لاتتمتع بالذكاء وهذا كله غير صحيح لأن الله سبحانه وتعالى أعطاها هذه القدرات العقلية وهذه الملكات مثلها مثل الرجل فلا فرق بينهما. وهناك كثير من الدراسات تثبت تفوق النساء في الدراسة والبحث العلمي ووجود نساء أكثر ذكاء وفطنة وأكثر تركيزاً من الرجال وأكثر صبراً وتحملاً للصعاب. ولكن الموضوع ومافيه أن هذه الوظائف كالحكم والقضاء، تحتاج لتفرغ كبير ولوقت طويل من العمل وبهذا ينزعها ـ المرأة ـ من بين أطفالها ويبعدها عنهم لساعات طويلة وهم بأمس الحاجة إليها ولحنانها ولرعايتها والتي لايستطيع أحد أن يأمنها لهم مثلما تفعل هي. يبدو أن وقتاً طويلا سوف ينقضي قبل أن تحسم هذه القضية التي تجاوزها العالم.. وانشغل بما هو أكثر نفعا.. بينما نحن لانزال نراوح في نفس المكان عرفان منير على الإنترنت .. رئيس التحرير بعد صباح الخير، أنا واحدة من المعجبين الكثار بمجلة "العربيش وخاصة مقالاتكم الافتتاحية، ولقد لفتت نظري بشدة مقالتكم في العدد 476 عن مرور خمسين سنة على الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة وقد شاهدت الفيلم الوثائقي الذي أشرتم إليه وأنتجته قناة الـ B.B.C وأتيحت لي فرصة الاطلاع على كم الأخطاء التي ارتكبت آنذاك. وأنني أتفق معك على أن ما يؤلم ليس فقط هو ماحدث، ولكن المؤلم أكثر هو مايحدث الآن، ويبدو أننا لسنا فقط لاهين عن قراءة وفهم التاريخ، بل نبدو مستمتعين بتكرار الأخطاء ذاتها مرة ومرات. فالدروس التي يجب أن تكون مستفادة لأ يعبأ بها فلا أحد يهتم، ويؤسفني أن قليلين من الناس هم من يمكن أن يهتموا بجوهر الرسالة التي أرسلتها طي مقالتك، فالغالبية من الناس غير معنيين إلا بما يخض حياتهم اليومية. فالناس على امتداد عالمنا العربي يعتقدون أن الجسم العربي يعاني من مرض ميئوس منه، والغريب أن الأطباء ليسوا فقط غير قادرين على علاجه بل أيضا لايشعرون باستحقاقه للعلاج وأنني أود لو أعرف تعليقك عن الأسباب الكامنة وراء كسل وعدم اكتراث العقل والوعي العربي، وما الذي ينبغي القيام به لعودة ذلك العقل، وذلك الوعي إلى فعالية الأداء. مع شكري لاستقبالكم رسالتي وتمنياتي بأن تجد الوقت للرد أمير شقير المحرر: إنه لمما يخفف التشاؤم ويبعث الأمل أن تكون هناك مواطنة عربية شابة مهتمة ومهمومة بشأن العقل العربي وإعادة تفعيله. ونحن بدورنا نحيل سؤالها إلى قرائنا، وننتظر ردودهم ليتسع الاهتمام ونستقرئ الآراء لعل حجم الأمل يتسع ويزيح التشاؤم أو بعضه. سبيل السلطان .. رئيس التحرير في العدد "476" ـ يوليو 1998 وفي ص "47" نشرت "العربي" الغراء صورة لأحد الأسبلة في قاهرتنا العزيزية على أنه سبيل أم عباس، والحقيقة أن الصورة لسبيل آخر من آلاف الأسبلة المنتشرة بالقاهرة هو سبيل وكتاب السلطان مصطفى خان الثالث "أثر رقم 314" المواجه لمسجد السيدة زينب. وهو واحد من أروع النماذج للأسبلة العثمانية وترجع أهميته "كما يقول د. محمود حامد الحسيني في كتابه الأسبلة العثمانية" لما يحويه من شتى الفنون والصناعات التي تمثل أروع ما وصل إليه الفن العثماني بمدينة القاهرة متمثلا في زخرفة واجهاته الرخامية وتغشيات شبابيكه النحاسية وكسوة جدرانه الداخلية بالوزرات الرخامية والبلاطات الخزفية وله واجهة خارجية مقوسة على جانبيها مدخلان أحدهما بحارة جانبية ويؤدي إلى السبيل والآخر على ميدان السيدة زينب ويؤدي إلى الكتاب. د. أحمد أبو زيد إلام نتحاور بالعنف والسلاح؟! .. رئيس التحرير: في العدد 474 ـ مايو 1998 من مجلة "العربي" الغراء وتحت عنوان "ظاهرة العنف الجزائري.. محاولة للفهم" تناول الدكتور خالص جلبي ظاهرة تجتاح معظم الأقطار العربية والإسلامية من أفغانستان إلى الجزائر. ونرى في المقابل عدداً كبيراً من الجماعات والأحزاب التي اتخذت من الدين الإسلامي الحنيف والشريعة السمحة ستاراً لتحقيق أهدافها السياسية والسلطوية عن طريق العنف أيضاً وهذا ما يؤدي بالضرورة إلى صدام مسلح بين تلك الحكومات وشعوبها أو بين تلك الحكومات وهذه الجماعات المتشددة، ونرى أحياناً هذه الدول تستخدم العنف تجاه دول محايدة أو شقيقة كما فعل العراق في عام 1990 عندما أصدر طاغيته أوامره إلى قواته بأن تتحرك نحو قطر شقيق وتجتاح أراضيه الآمنة "الكويت" ولم يكن قد مضى على حربه التي استمرت ثماني سنوات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوى سنتين والتي خسر فيها البلدان المسلمان الكثير الكثير من المال والرجال. ونحن نعلم ما جر هذا الاجتياح على الأمة العربية عموماً وعلى العراق والكويت خصوصاً من ويلات ونكبات ومن إضعاف القضية الأساسية للأمة العربية "القضية الفلسطينية" ولم يكتف الطاغية صدام بهذا بل سدد فوهات مدافعه ودباباته إلى صدور الشعب العراقي ولاسيما في الشمال "كردستان العراق" حيث استخدم بالإضافة إلى الأسلحة التقليدية الأسلحة الكيميائية ضد الشعب الكردي المسلم الأعزل، فأباد مدناً وقرى عن بكرة أبيها ففي "حلبجة" على سبيل الذكر لا الحصر استشهد خمسة آلاف نسمة في غضون دقائق، وتؤكد سجلات منظمات حقوق الإنسان وتقاريها فقدن مائة وثمانين ألف مواطن كردي لايعرف عن مصيرهم شيء. عدنان ج مراد كرداغي يهود الدونمه .. رئيس التحرير في العدد "473" أبريل 1998 مقال "الدونمه" يهود تركيا للدكتور محمد طه الجاسر، حيث تناوله تناولا تاريخيا، سياسيا، اقتصاديا وإعلاميا، ولكنه أغفل أهم أفكارهم المنحرفة عقائديا مثل: 1 ـ لايصومون ولايصلون ولايغتسلون من الجنابة. 2 ـ يحرمون مناكحة المسلمين ولايستطيع الفرد منهم التعرف على حياة الطائفة وأفكارها إلا بالزواج. 3 ـ لهم أعياد تزيد على العشرين منها الاحتفال بإطفاء الأنوار وارتكاب الفواحش ويعتقدون أن مواليد ليلة العيد مباركون. 4 ـ لهم زي خاص، فالنساء ينتعلن الأحذية الصفراء، والرجال يضعون قبعات صوفية بيضاء مع لفها بعمامة خضراء. 5 ـ يحرمون المبادرة بالتحية لغيرهم. 6 ـ يدعون إلى السفور والتحلل والتعليم المختلط ولهم علاقة بالماسونية. 7 ـ من أهم شخصياتهم: سارا التي تزوجت شيتاي، جوزيف بيلوسوف خليفة شيتاي وكان اسمه الحركي "عبد الغفور أفندي"، مصطفى جلبي رئيس فرقة "القره قاش". 8 ـ نشرات هذه الجماعة سرية يتداولونها بينهم. عبد الرحمن البجاوي مجمع اللغة أم مجامع اللغة؟ .. رئيس التحرير في عدد العربي فبراير 1998 أشار الأستاذ عبد الحميد الحويقي من حلب إلى مجامع اللغة العربية في العالم العربي، وذكر أن أقدمها مجمع دمشق الذي رأى النور في المعهد الفيصلي "1918 ـ 1920". والجدير ذكره أن مجمع اللغة العربية في دمشق كان اسمه حتى عهد قريب "المجمع العلمي العربي". والسؤال الآن: ما يقره مجمع اللغة العربية في القاهرة من المصطلحات والألفاظ اللغوية ـ وهو ما يعرضه الأستاذ فاروق شوشة مشكوراً في باب "جمال العربية" من هذه المجلة ـ هل تقره وتقبله بقية مجامع اللغة في العالم العربي؟ أم لا؟ في نفس العدد نفسه ذكرت الكاتبة جيهان محمد الشناوي في مقالها: "المغول ذلك الإعصار المدمر" ما يلي: ".. ولكن الصينيين ضاقوا من الضرائب خاصة بعد أن استنفدت غزوات قوبلاي التوسعية ما في خزانة الدولة واستطاعوا طرد المغول في عام 1368م وسرعان ما قاموا ببناء سور كبير حول المدينة ليحميها من أي غزو مغولي آخر وقد استغرق بناؤه 200 عام ويبلغ طوله 2500 ميل وهو السور الذي عرف بعد ذلك بسور الصين العظيم". والمعروف تاريخياً أن سور الصين العظيم بني قبل الميلاد بمدة طويلة. حسين علي حيدر تصحيح مفاهيم .. رئيس التحرير نشكر "العربي" في عهدكم على تقديم الفكر الإسلامي الصحيح خصوصا ذلك المقال الذي نشر في العدد "475" شهر يونيو 1998 بعنوان "حوار هادي مع فكر خاطئ" للمستشار سالم البهنساوي. نرجو أن يصدر هذا المقال في كتاب عن "العربي" مع إضافة شواهد من عصر الرسول والخلفاء وأئمة المذاهب كمساهمة من "العربي" في تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تطفو فوق السطح في دول الخليج باسم الإسلام والإسلام بريء منها. يوسف مدوه تراثنا البيئي النادر .. رئيس التحرير هل المثقفون العرب مقصرون تجاه بلادهم؟ نعم قرأت في اليوم الثالث والعشرين من شهر يونيو سنة 1997 في إحدى الصحف مقالاً بعث في نفسي الحيرة والألم، وجعلني أتساءل: لماذا أيها المثقفون العرب؟ لماذا؟ يقول كاتب المقال: إن هناك على بعد ستمائة كيلو متر تقريباً من الساحل اليمني جزيرة اسمها "سقطرة ـ تقدر مساحتها الإجمالية بـ ثلاثة آلاف ومائة كيلومتر مربع وطول سواحلها مائتا كيلومتر. هذه الجزيرة مزدحمة، ولكن ليس بالأنفس بل بنباتات وحيوانات نادرة جعلتها واحدة من أهم مناطق التراث البيئي في العالم مما جعل الأمم المتحدة تمول برنامجاً خاصاً لتنفيذ خطط لازدهار البيئة الطبيعية للجزيرة. وقال المتحدة باسم "الأمم المتحدة الإنمائي" إنها خصصت خمسة ملايين دولار لتنفيذ مشروعات تنمية البيئة النادرة في الجزيرة تلك. وقال الخبراء إن جزيرة سقطرة تتميز بثروة من مئات السلالات النباتية بعضها يستخدم في علاج الأمراض والإصابات. وقال أخصائي في علوم البحار والقانون الدولي ـ إن الجزيرة تغطي أكثر من سبعمائة وخمسين نوعا من النباتات والأشجار الكثيفة منها شجرة "دم الأخوين" التي يستخدمها سكان سقطرة لاستخراج عقاقير لعلاج النزف ولدغات العقارب والحروق. بالإضافة إلى شجرة البنسلين التي يستخرج منها مضاد حيوي له نفس مفعول المضاد الحيوي الشهير. وسقطرة أيضا مليئة بالحيوانات النادرة، منها نوع غريب من البقر القزم وهو أليف لايزيد ارتفاعه على ثلاثة أقدام ويدر كميات كبيرة من الألبان. وهكذا اتسعت شهرة سقطرة بعد أن سلطت عليها الأضواء كتراث بيئي في قمة الأمم المتحدة للبيئة والتنمية التي عقدت بالبرازيل. هذه كلها معلومات من جهات ومنظمات أجنبية، فماذا يعرف الإنسان العربي عن سقطرة؟ وكم مؤتمر لعلماء عرب عُقد عن سقطرة؟ وكم أستاذاً في الجغرافية أو علم الحيوان أو النبات أو البيئة أو الآثار رحل مع تلامذته إلى هذه الجزيرة للاطلاع والبحث وإجراء الدراسات فيها؟ كم كتابا كتب عنها؟ كم عدد النسخ من المجلة الجغرافية العربية ـ إن وجدت كتب عنها؟ حتى بعد أن دقت الأمم المتحدة ناقوسها! طيلة مدة اشتغالي الطويلة في حقل التعليم لم أعثر يوماً على رفوف المكتبات المدرسية عن كتاب يحكي عن أنواع الطيور أو الأسماك أو النباتات المدرسية أو الحيوانات الموجودة في البلاد العربية حتى ولا عن فنونها أو كنوزها البحرية العظيمة التي أكرمها إياها ـ سبحانه وتعالى ـ إن دل هذا على شيء فإنما يدل على انعدام التخطيط الذي هو عماد كل أمة فهل جعل المثقفون العرب من سقطرة مختبراً عملياً لهم في المستقبل القريب؟ صبيحة العسكري كنوز القاهرة .. رئيس التحرير تحية طيبة إليكم وإلى كل العاملين والقائمين على هذا الصرح العملاق مجلتنا الغراء مجلة "العربي" تلك المجلة التي أصبحت كوكبة ساطعة في سماء الثقافة ولا أضيف لكم شيئا إذا قلت لكم بأنني من أشد المعجبين والمهتمين بهذه المجلة. لقد تعلمنا منكم الكثير في شتى مجالات المعرفة وحسن التعبير والأسلوب وقوة الحجة فهي المختصر المفيد لأجود ما أنتجته الحضارة البشرية ولاتزال هذه المجلة تتصدر واجهة مكتباتنا في أوسع رفوفها فهي مرجع علمي وثقافي نلجأ إليه عندما نتعطش للثقافة. وأريد من خلال رسالتي هذه أن أشير إلى الاستطلاع المنشور بمجلتكم الغراء العدد "476" عن كنوز القاهرة حيث استطاع تغطية معظم كنوز القاهرة مما جعلني أقرأ معلومات أعرفها لأول مرة في حياتي وخاصة حول الجامع الأزهر ومشهد السيدة رقية، ناهيك بما أورده الاستطلاع من انتشار الشائعات المخيفة التي صاحبت "بئر يوسف" من أن قراقوش كان يقذف في البئر بمن يتمرد عليه من عماله المسخرين. لقد نجح الاستطلاع في حصر معظم كنوز القاهرة المخفية، ولكم أعجبت بالعنوان "كنوز القاهرة" لأنها فعلاً كنوز ثمينة تحتاج إلى من ينقب عنها ليخرجها إلى النور في أبهى صورة. عبد العليم غُزي نظرة غريبة .. رئيس التحرير طالعت المقال الوارد في العدد "474" مايو 1998 بعنوان: "الضحك" والآخر "صورة العربي في الفكاهة الفرنسية" من خلال النكتة الفرنسية، وقد لاحظت ميزة في النكات المعروفة لم يتناولها الكاتب أو يعلق عليها وهي أسماء الأشخاص في النكتة، وتكفي الإشارة إلى الأسماء المستخدمة لنعلم سبب التوجه ضد العرب والمسلمين والنيل منهم بالشتيمة بعدما عجزوا عن تغيير معتقداتنا أثناء احتلالهم لأغلب المناطق العربية. أكرم مجيد مجلة كل العرب يرتبط الشخصي بالموضوعي في مشاعر الإعزاز التي أحملها لمجلة "العربي" الكويتية، فعلى صفحاتها كانت بداية نشاطي في التأليف "أول أكتوبر 1976"، ثم تتابعت مقالاتي الإسلامية فيها حتى لفتت نظر صاحب "دار الشروق للنشر" بالقاهرة، فاستأذنني في أن يجمعها في كتاب صدر عام 1983 بعنوان "دليل المسلم الحزين"، وهو الكتاب الذي فاز بجائزة "أحسن كتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب" عام ،1984 والذي لايزال ـ رغم ما تلاه ـ أشهر كتبي كافة، قد طبعت منه ثماني طبعات، وصدرت له ترجمة فرنسية في باريس عام 1992. ولا أحسب أني وحدي في العالم العربي من يدين بشهرته لهذه المجلة. فهي مجلة للعرب من مختلف الأقطار، لاتفسح صدرها للمشاهير وحدهم، وإنما لكل صاحب قلم ذي بأس، وفكر ذي وزن، حتى إن لم يكن قد حظي في بلده بما يستحقه من اهتمام. والواقع أن المجلة هي المجلة العربية بكل المعايير، لا أظن قارئا في اليمن أو المغرب، أو السودان أو سوريا أو ما شئت، بوسعه أن يعيب عليها أنها أكثر اهتماما بقطر عربي دون قطر، أو أن بعض موضوعاتها يخرج عن نطاق اهتمامات بني وطنه. وهذا هو بالضبط "لا رخص ثمنها أو أناقة طباعتها" سر نجاح المجلة طوال الأربعين عاما الماضية ـ وعلى نحو متصل ـ في الاستحواذ على اعتزاز قرائها بها في كل بقاع العالم العربي على سواء. قد يشير البعض إلى أثر سلبي لحقيقة أن مجلة "العربي" قد أضحت مجلة كل العرب، مقروءة محبوبة في جميع أقطار العالم العربي، ألا وهو حرص محرريها على ألا ترد في موادها إشارة عدائية لأي من أنظمة تلك الأقطار، أو حقيقة يسوء بعض الحكام ذكرها، وبالتالي فإن ثمة موضوعات حساسة "معظمها ذو طابع سياسي" لاتحبذ المجلة الخوض فيها، غير أننا نلاحظ لهذا العزوف جانبا إيجابيا، ألا وهو التركيز على المادة الثقافية والحضارية على نحو لم ألمسه في مجلة عربية أخرى، وهو تركيز لايمكن لمنصف أن ينكر أنه أبقى من غيره على الزمن، وأجدى على الجميع. ولا أعني بقولي هذا أن المجلة تتجنب الموضوعات الخلافية الشائكة، فقد زاد اتجاه المجلة في السنوات الأخيرة إلى تناول مثل تلك الموضوعات، غير أنها مع ذلك حريصة كل الحرص على ألا تصدم عقائد القراء، أو تسيء دون داع إلى مشاعرهم، وعلى أن يكون للموضوعات طابعها الإنساني الباقي، وفائدتها التي تعم على العرب كافة. وهذا هو السبب في أن بوسعك أن تستمتع اليوم بمحتوى المجلدات القديمة من المجلة استمتاعك به عند قراءتك له أول مرة، على نحو لايتحقق مع المجلدات القديمة لأي مجلة أخرى. وأخيراً، فإني لا أظن أن ثمة مجلة عربية أخرى "فيما عدا مجلتي "الرسالة" و"الثقافة" المصريتين" استطاعت أن تحتفظ على مدى أربعين عاما بمثل ذلك المستوى الرفيع دون أن يطرأ عليه اضطراب أو وهن، في ظل ثلاثة من رؤساء التحرير كل له طابعه المختلف، وما ذاك إلا لأن الأساس قد أُرسي في إحكام، ولأن فلسفة تحرير المجلة ودستورها قد رسخا في وعي الجميع، حتى مع تنوع المشارب والاتجاهات. وفي جملة واحدة أقول: إن مجلة "العربي" هي هدية دولة الكويت إلى أمة العرب، وستظل هذه الأمة مدينة لتلك الدولة إذ أضافت إلى عالم الصحافة العربية اتجاها ونموذجا لم يسبق إليهما. وهل تعلنون وفاة الجبل؟ لم أكن أستطيع الصعود إليه محمد عبدالظاهر حمد
|
|