وأخُ العذابِ أنا وأمّي أمُّهُ

وأخُ العذابِ أنا وأمّي أمُّهُ

وأخُ العذابِ أنا وأمّي.. أمُّهُ
وأبي أبوهُ، إذا دعاه..!!
ماذا تقولُ لعازفٍ
نَزَفَتْ ربابتُهُ دَمًا
وتَقَطَّعَتْ أوتارُها
وتساقطت في الليلِ كلّ أصابعٍ
عَزَفَتْ «حجازًا» للحنينِ
وكلّ ما يهوى «صَبَاه»؟!
ماذا تقول لعازفٍ بُتِرَتْ يداه..؟!
ماذا تقولُ لسيّدٍ في عِزِّهِ
مَلَكَ الربيعَ بِمَوزِهِ وَبِلوْزِهِ..،
بِحريرِهِ وبِقَزَّهِ وحقولِهِ وبُقُولِهِ
وبطولِهِ وبِعَرْضِهِ وبِعَصْفِهِ وبِحَبِّهِ
يهفو إلى طفلٍ جميلٍ طيّبٍ
مِنْ صُلْبِهِ
لكنّهُ يبكي على أملِ بعيدٍ لن يراهْ؟
ماذا تقولُ لعاشقٍ كَتَمَ الهوى
عشرين عامًا في حشاهُ...،
وعندما باحت لواعِجُهُ لها
زُفّتْ إلى غِرٍّ سواه...؟

***

ماذا تقولُ لوردةٍ
حجبوا النسيمَ البكرَ
عن أغصانها
فتناثَرَتْ مِزقًا
وَجَفَّ العطرُ في زَهَراتِها
واسترسَلَتْ في مَوْتِها
عامًا إلى عامٍ تلاْه!!

***

ماذا تقولُ لحلوةٍ بيضاءَ
«باكَرَها النسيمُ فصاغها»
حَفِظَتْ قصائدَ أولينَ
ولم تجدْ
وَلَدًا يبادلها الجوى
فَتَنَهَّدَتْ
نَسِيَتْ قصائدها القديمةَ
أطْرَقَتْ حيرى وقالتْ،
يا زمان إلى متى؟
«هذا جَنَاهُ أبي عليَّ»،
وما جنيتُ على فتى
لم يأتِ يمنحني هواهُ،
وما أتى
في الفجرِ تَسْبَقُني خطاه
وأخُ العذابِ أنا
وأُمِّي... أمُّهُ
وأبي أبوهُ
إذا دعاه...!!.

 

عزت الطيري