اقتناصُ اللحظة

اقتناصُ اللحظة

لستُ من نورٍ
ولكنّ مدى النور ارتهاني
حينَ لا أطفو على الماءِ
إذن مَن سَيراني
إنني أجهدُ كي أُمسِكَ باللحظةِ
واللحظةُ مثلُ البرقِ
ما إن أنحني من تعبٍ
حتى يشعّ الضَّوْءُ مِن خلفيَ
في أقصى مكانِ
مُثّقَلاً بالكلماتِ البَصَماتِ
الحائلاتِ اللونِ
والملأى بديدانِ المعاني
باحثًا عَنّي
ولا أُبصِرُ إلاّ الآخَرَ
الساكنَ في بيتي
وفي غرفةِ نومي
وعلى الأدراجِ والسطح
وفي الفجوة ما بين نُعاسي وانتباهي
كيف لي أن أستردَّ القطرةَ الأولى
من النبعِ
وألوانُ الحَصَا
تحت مياهي
لستُ من نورٍ
ولكنّي اغتسلتُ
وعلى البابِ توقّفتُ
وبالكفِّ وبالخدّين والثغرِ مَسَحتُ
فإذا أبصرتُ أَنّي مُفْردٌ
عند حدودِ الليلِ
فالصوتُ إذن صَوْتي
ولا بدّ إذن أنّي اقتربتُ.

 

شوقي بغدادي