الحداثة الإلكترونية العربية على «فيس بوك».. إبراهيم فرغلي

الحداثة الإلكترونية العربية على «فيس بوك».. إبراهيم فرغلي

على مدى العام الماضي شهد موقع «فيس بوك» - Face Book-: الإلكتروني شعبية متزايدة من قبل المستخدمين العرب، خاصة من الأجيال الشابة. وبالرغم من أن الموقع قوبل في البداية بنوع من الحذر، وربما، بلا حماس كبير، إذ اعتبره الكثيرون مجرد بديل للبريد الإلكتروني، لكن، بمرور الوقت، تبين أن الموقع، ذا الشعبية المتزايدة، يتضمن العديد من المزايا التي تجعل منه مساحة جيدة للتواصل الاجتماعي، في الوقت الذي يشهد فيه الواقع العربي، بشكل عام، درجة كبيرة من تفسخ العلاقات الاجتماعية.

فالموقع يتضمن عددا من المزايا التي تكسبه طابعا حميما، بسبب وجود إمكانات عديدة لتحميل الصور، ولقطات الفيديو، وإرسال بطاقات التهنئة، والتعليقات، بين مجموعات من الأشخاص، بالإضافة إلى أنه موقع شخصي حقيقي، يدخل فيه الأشخاص بصورهم وأسمائهم الحقيقية، ويجد فيه البعض أصدقاءهم القدامى الذين تقطعت بينهم وسائل الاتصال، وبالتالي فهو مختلف بشكل كامل عن المواقع الحوارية (Chating) التي تدور فيها حوارات بين أشخاص يسجلون أنفسهم باسماء وهويات وهمية.

إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تطورا جديدا في استخدام هذا الموقع، الذي تحول إلى وسيلة للدعاية لندوات وفعاليات ثقافية وفنية، ولإنتاج بعض المشتركين فيه من الكتاب والفنانين. ثم تطورت الفكرة إلى تكوين مجموعات أو جماعات تلتف حول دار نشر، أو كتاب، أو فنان، أو فنانة، من أصحاب المواهب الأصيلة.

كما شهد الموقع تكوين جماعات مهتمة بمناقشة أفكار حيوية، مما أعطى للموقع شكلا حيويا لمناقشة بعض القضايا الاجتماعية، ومن هذه المجموعات مثلا مجموعة «تياترو» المهتمة بالعروض المسرحية، والدعوة والتعريف بالعروض الجديدة، ونقدها، بالإضافة إلى جماعة «قعدة رجالة»، التي تثير نقاشات بالغة الحيوية حول الكثير من القضايا الاجتماعية، والعلاقات العاطفية، ومفهوم العلاقات العاطفية لدى كل من الرجل والمرأة في المجتمعات العربية، مع التركيز على وضع المرأة العربية وحقوقها، وتحظى بقدر عال من التفاعل بين المتحاورين من أعضاء الجماعة، بالإضافة إلى عدد آخر من المجموعات التي تتراوح اهتماماتها بين التضامن مع ظاهرة من الظواهر ؛ ومنها مثلا «لا لحبس الصحفيين»، وغيرها.

الملاحظ أن التطور في استخدام الموقع تدرج الآن من مجرد الالتفاف حول موضوع أو فكرة، إلى إنشاء جماعات للتضامن مع شخصية عامة، أو فكرة، ومنها مثلا مجموعة «support Sawiris»، وهي جماعة تستهدف مناصرة رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس في قضايا حرية الرأي والتعبير، في مواجهة بعض أعضاء التيارات المحافظة. وما زال عدد أعضاء مناصري حرية التعبير في تزايد.

ومن الجماعات اللافتة التي أنشئت على «face book» أيضا ، جماعة خاصة بعمل انتخابات رئاسة إلكترونية. وعنوان هذه المجموعة «تعالَ وأدلِ بصوتك في انتخابات حرة»، وقد تجاوز عدد أعضاء هذه المجموعة حاجز الأربعة آلاف عضو، وما زال التفاعل مستمرا.

وهو ما يعكس الكثير من التطور في استخدام هذا الموقع الذي أصبح الآن متكأ للباحثين والأكاديميين في الغرب حول الكثير من القضايا الاجتماعية التي تخص المجتمع الغربي مثل دراسة طبيعة التواصل بين الشباب في الغرب، وطبيعة القيم التي يؤمنون بها، وطريقة التفاعل والاتصال فيما بينهم، وبحث مدى انعزال الأشخاص المعرضين لمخاطر الانتحار وغيرها.

أما بالنسبة للعرب فلم يلتفت لها أحد بعد بالرغم من أن الموقع يمكن بالفعل أن يقدم مادة مهمة لبحث طبيعة التغير في القيم الاجتماعية بين الشباب في المجتمعات العربية، وطريقة التفاعل والتواصل، وطبيعة الأفكار، ومدى قابلية ابتكار أفكار جديدة للتعبير عن التفاعل السياسي والاجتماعي، بل

وحتى التعرف على تغير الذائقة الأدبية والفنية، وغيرها من الأفكار والقيم التي ما زالت تتشكل وتتفاعل في هذا الفضاء الافتراضي الجديد.

من هو مؤسس «فيس بوك»؟

مؤسس موقع «فيس بوك» هو مارك زوكربرج الذي لا يتجاوز عمره 23 عاما. درس في جامعة هارفارد، حيث وضع اللبنة الاولى لفكرته عندما أنشأ شبكة اتصال داخلية بين طلبة الجامعة، لاقت شعبية كبيرة بين الطلبة، ثم سرعان ما تمددت إلى جامعة بوسطن، وعدد من المدارس والمعاهد الأخرى.

أطلق زوكربرج هذا الموقع في فبراير عام 2004، وتعاون معه طالب متخصص في علوم الكمبيوتر هو أندرو ماكولم، وزميلاه في السكن داستين موسكوفيتز، وكريس هوجز.

في صيف عام 2004، انتقل الأربعة إلى كاليفورنيا لبحث فكرة تمويل الموقع، وبالفعل التقى مارك بالمستثمر بيتر فايل الذي تحمس للفكرة، وبعد عدة شهور اتخذوا أول مقر للشركة في بالو ألتو بولاية كاليفورنيا، والآن تتوزع مكاتب الشركة في أربع بنايات بالمنطقة نفسها. ويرأس مارك مجلس إدارة الشركة التي تبلغ استثماراتها الآن نحو 100 مليون دولار، ويعمل بها ما يزيد على 350 موظفا.

من عصر الصمت إلى صخب هوليوود!

بين آلاف المواقع الإلكترونية المهتمة بالسينما، يوجد عدد قليل من المواقع التي تهتم بالسينما بشكل أكثر عمقا، وتهتم بتتبع تاريخها، وبينها هذا الموقع الذي يحمل اسم «تاريخ السينما».

أسس هذا الموقع روبرت يانكي أستاذ التربية والتنمية البشرية بجامعة مينيسوتا الأمريكية، وهو جزء من موقع الجامعة، وإن كانت الجامعة غير مسئولة عن محتواه.

يتضمن دراسة تاريخية للسينما منذ نشأتها على يد الأخوة لوميير عام 1895، وصولا إلى الوقت الراهن، بما يتضمنه من ألوان السينما التجارية والمستقلة، على السواء.

الموقع مقسم إلى عدة فصول تبدأ بأصول السينما وحتى عصر السينما الصامتة، ثم يخصص فصلا للسينما الكلاسيكية كما قدمتها هوليود بين 1934 وحتى 1946، ثم ينتقل للسينما العالمية، منذ نشأتها وحتى الستينيات، مرورا بسينما المؤلف التي شاعت في ستينات القرن الماضي ووصولا إلى العصر الراهن مع تخصيص فصل خاص للسينما المستقلة.

يتضمن الموقع أيضا عددًا من مراجعات الأفلام التي قدمها يانكي لطلبته منذ نهاية التسعينيات وحتى الآن.

هذا الموقع يتسم بالبساطة والبعد عن التعقيد، ويقدم فكرة عامة وافية عن المحطات الرئيسية في تاريخ السينما العالمية بشكل عام.

لكنه يعاني بعض المثالب ومنها اقتصار بعض الأجزاء التاريخية على الإشارة إلى الأفلام دون تحليل. كما أنه موقع يفتقر للصور، وهو مبرر لأنه موقع مقدم لطلبة الجامعة بشكل أساسي.

عنوانه هو:
http://www.tc.umn.edu/~ryahnke/film/cinema.htm

«كوتوب» موقع للفنون البصرية اللبنانية

هذا الموقع يهتم بالتركيز على الفنون البصرية اللبنانية، وخاصة فن الصور التوضيحية والكاريكاتير، والجرافيك، وتصميمات الأغلفة، وكتب الأطفال في لبنان، وفن التصوير إجمالا. الموقع مقسم حسب كل فئة من هذه الفئات أو الأنواع الفنية. ويتميز بأنه يقدم ثقافة بصرية عالية المستوى بسبب تركيزه على نشر الصور بأعلى مستوى من الجودة، كما يتسم بالتنوع وبالجدية في متابعة كل جديد في هذا المجال مع التركيز على الفنانين. ربما يعيب الموقع أنه يركز على الموضوع البصري مقارنة بالمادة التحريرية المصاحبة، لكنه في المقابل عادة ما يحيل متصفح الموقع على وصلات خاصة بالفنانين وبالأعمال الفنية المعروضة.

عنوان الموقع هو:
http://kootoob.blogspot.com

 

إبراهيم فرغلي