الجديد في علاج الكولسترول.. د. نزار الناصر نزار الناصر

الجديد في علاج الكولسترول.. د. نزار الناصر

العدو رقم واحد لشرايين القلب والدماغ, فكيف يمكن أن نتقي أخطاره?

الكولسترول مادة مهمة في الدم وهو إحدى المواد الدهنية الطبيعية وعنصر أساسي موجود في الكثير من الخلايا في الدم. ويحصل الجسم على الكولسترول من مصدرين: مصدر داخلي حيث يتم تصنيعه في الكبد, ومصدر خارجي من الأطعمة, ويلعب الكولسترول دورًا حيويًا في بعض وظائف الجسم, إذ يدخل في تركيب جدران خلايا الجسم وفي تصنيع الهرمونات الستيروئيدية مثل الكورتيزون وهرمونات الذكورة والأنوثة, ويدخل في تركيب العصارة الصفراوية التي تتجمع في المرارة والتي تساعد في عملية الهضم, ويوجد بكميات كبيرة في طبقات الجلد مما يعطي الجلد مناعة ضد كثير من العوامل الطبيعية. ويوجد الكولسترول بكميات كبيرة في خلايا الدماغ ويساعد في الحفاظ على الذاكرة, كما أنه أحد أهم العناصر في تركيب الغلاف المحيط بالأعصاب والذي يحافظ عليها وعلى الرسائل الكهربائية التي تنتقل داخلها.

ويلعب الكولسترول أيضًا دورًا خطيرًا في حياة الكثير من الأفراد, إذ يدخل في تركيب حصيات المرارة والقنوات الصفراوية وهو يشكل أحد أهم عناصر الخطر في حدوث تضيق الشرايين القلبية والدماغية وخصوصًا عندما تكون نسبته في الدم أكثر من 2.2غ/ل, إذ إن النسبة الطبيعية هي بين 1.5 و2غ/ل.

والكولسترول الضار LDL نسبته الطبيعية هي بين 130 و159 ملغ/ل والنسبة الخطيرة هي أكثر من 160 ملغ/ل.

والكولسترول المفيد HDL نسبته المفضلة أكثر من 60 ملغ/ل والنسبة الخطيرة هي أقل من 35 ملغ/ل.

أما المرضى الذين عندهم عدة عناصر خطر(داء سكري - ارتفاع ضغط الدم - السمنة - التدخين... إلخ). والذين سبق وأن أصيبوا بأمراض الشرايين الانسدادية وخصوصًا السكريين منهم فيجب تخفيض الكولسترول الضار لديهم إلى أقل من 1غ/ل ليصل إلى 0.75 غ/ل.

هناك نوعان من النواقل للكولسترول في الدم:

1 - الليبوبروتيين المنخفض الكثافة: حامل الكولسترول الضار للشرايين الذي ينتج عن الكبد وينتقل إلى خلايا جدران الشرايين مما يصلبها ويضيق قطرها فتنتقص تروية الأعضاء التي تغذيها مما يؤدي إلى تعطيل عمل هذه الأعضاء فتقلل من سد حاجات الجسم.

2 - الليبوبروتيين العالي الكثافة: وهو مفيد للجسم إذ يخلص الكولسترول الموجود بكثرة زائدة على سطح الخلية ويرسله إلى الكبد ليتم التخلص منه, ومن خلال ذلك يتضح أن عيار الكولسترول الكلي غير كاف لأن النسبة المثالية عند الإنسان 2 غ/ل يمكن أن تختفي وراء زيادة في الكولسترول الضار في الجسم أي الـ LDL المنخفض الكثافة ونقص في عيار الـ HDL العالي الكثافة المفيد للجسم.

العناصر المهيئة لزيادة الكولسترول الضار في الدم:

1 - سبب وراثي عائلي: ويظهر من الصغر ويرتفع معدله في الدم 3غ أو أكثر ويصل أحيانًا حتى 8 غ/ل ويجب أن يشخص ويعالج في حينه حتى لا يتعرض المصابون إلى خطر الجلطات والانسدادات الوعائية في سن الشباب أي قبل سن الثلاثين, ونسبة ارتفاع الكولسترول الوراثي هي بحدود 0.2%.

2 - السبب الغذائي: وهو الأهم والأكثر انتشارًا بسبب تغذية غير متوازنة وغنية كثيرًا بالدهون المشبعة وخصوصًا من منشأ حيواني.

3 - سبب ثانوي لبعض الأمراض: قصور الغدة الدرقية, وبعض أمراض الكبد والمرارة.

4 - الزيادة في الوزن وخاصة في منطقة البطن.

5 - العمر: وخصوصًا بعد سن الـ 50 سنة.

6 - بسبب استعمال بعض الأدوية: كأدوية منع الحمل والأدوية المدرّة للبول, أو لمقدار الإحساس بالشدة النفسية.

ومستوى الكولسترول في الدم شيء قابل للتبدل تبعًا لتقلبات وزن الجسم والدورة الشهرية عند المرأة, كما يتأثر بالأدوية التي يتعاطاها الإنسان وكذلك بتغير فصول السنة وتقلب أوقات اليوم ونوع الطعام.

والدهون هي من العوامل الأساسية التي تقف وراء زيادة نسبة الكولسترول والشحوم الثلاثية, إلا أنها ليست بمختلف أنواعها مسئولة عن ارتفاع كولسترول الدم الضار, حيث إن هناك دهونًا تنقص من مستواه في الدم وأخرى تزيده وثالثة لا ترفعه ولا تنقصه.

وتأثير الدهون على الكولسترول ينبع من تأثيرها الكيميائي إذ إن كل الدهون تحتوي على نوعين من الأحماض الدهنية المشبعة والأحماض الدهنية غير المشبعة, والأحماض الدهنية المشبعة هي ذات تأثير ضار لأنها ترفع نسبة الكولسترول الضار وهذه الدهون هي غالبًا ما تكون من منشأ حيواني, أما الدهون الغنية بالأحماض غير المشبعة فهي مفيدة للجسم وهذه تكون عادة من منشأ نباتي, وأن 70%أو 80% من الكولسترول هو ناتج عن بعض أعضاء الجسم وخاصة الكبد, أما 20% أو 30% من الكولسترول فهي تنتج من الأطعمة كاللحوم المدهنة وصفار البيض والأجبان الدسمة والزبدة والحليب.

ولكي نحصل على توازن جيد بين الكولسترول الضار والمفيد هناك عدة قواعد وقائية وعلاجية يجب التقيد بها:

إذ يجب على كل شخص بلغ الـ 35 سنة أن يفحص مستوى الكولسترول الضار والمفيد, وإذا كان ارتفاع الكولسترول الضار طفيفًا يمكنه اتباع حمية غذائية وصحية متوازنة:

1 - الإقلال من تناول الدهون المشبعة (زبدة وجبنة دسمة واللحوم المدهنة وصفار البيض والحلويات والسمن العربي والمايونيز وأدمغة الحيوانات وأكبادها والحليب كامل الدسم).

2 - الإكثار من تناول الألياف الموجودة في الخضراوات الخضراء والفواكه والخبز الكامل والخضار الميبسة والخوخ والقراصيا.

3 - استعمال زيت الزيتون وزيت الكولزا الغني بـ أوميجا 3 وكمية كافية من الحبوب.

4 - استعمال الأطعمة الواقية: مثل الأسماك التي ترفع من نسبة الكولسترول المفيد وخصوصًا السردين الغني بـ أوميجا 3 والكالسيوم والنياسين والماكريل الغني بمضاد الأكسدة والسيلينيوم, الشوفان الغني بالألياف, والشعير غير منزوع القشرة الغني بالألياف.

5 - تلافي الزيادة في الوزن: الذي يرفع من نسبة الكولسترول الضار والمحافظة على الوزن المثالي.

6 - القيام ببعض التمارين الرياضية: المشي السريع يوميًا بشكل منتظم 30 دقيقة, واستعمال الدراجة الهوائية والسباحة.

7 - التوقف عن التدخين والابتعاد عن المدخنين.

8 - عدم الإكثار من شرب القهوة.

9 - عدم تناول الكحول لأنه يرفع الشحوم الثلاثية.

10 - ممارسة الاسترخاء العضلي.

11 - التفاؤل والابتعاد عن التوتر العصبي المتكرر وعن الأحاسيس والانفعالات السلبية من تشاؤم وحقد وغضب وحسد وكراهية.

12 - عدم تناول حبوب منع الحمل من قبل النساء اللواتي يشكون من ارتفاع في كولسترول الدم.

وبالرغم من تطبيق تغذية صحية ومتوازنة فإن كثيرا من المرضى لا يحصلون على مستوى طبيعي وجيد من الكولسترول الضار مما يستدعي اللجوء إلى علاج ضد الكولسترول. والآن توجد ثلاث عائلات من الأدوية: الستاتينات ـ الفيبرات وعلاج نباتي جديد.

  • الستاتينات: توجد منها ستة أصناف في الصيدليات والتي تخفض من نسبة الكولسترول الضار من 25 إلى 60% وتخفض من حدة خطورة عودة الإصابة بالنوبة القلبية محدثة تحسنًا كبيرًا وهي جيدة التحمل في 90% من الحالات وفي 5 إلى 10% الباقية تحدث آلام عضلية خفيفة وأحيانًا غير محتملة ولكن من دون أي خطورة, وخصوصًا عند الأشخاص الذين يتناولون جرعات عالية من الستاتينات, وقد تحصل بعض الإصابات الكبدية بعد فترة خمس سنوات تقريبًا, ولهذا يجب مراقبة أنزيمات الكبد كل ستة أشهر.
  • الأكثر قدمًا في الفيبرات: والتي تخفض من مستوى الكولسترول الضار من 25 إلى 35% والشحوم الثلاثية.
  • عائلة جديدة من أصل نباتي طبيعي (البوليكوزانول): هي عبارة عن مادة نباتية (من خلاصة شمع قصب السكر) وتوصف على شكل أقراص بعيار 10 ملغ وتؤخذ مرة أو مرتين يوميًا, وآلية عملها قريبة من آلية عمل الستاتينات, وقد أجريت دراسات عدة على هذا العلاج الجديد في أمريكا وأوربا وكوبا ووصف لعدد كبير من المرضى سنة كاملة, وتبين تأثيره الجيد في انخفاض الكولسترول الضار بنسبة 25% بقرص واحد عيار 10 ملغ وبارتفاع نسبة الكولسترول المفيد 29% ولم يلحظ باستعماله أي أعراض جانبية, وقد يحتاج الأطباء الباحثون إلى سنتين أو ثلاث على الأكثر لتجربته على أكبر عدد من المرضى حتى يتأكدوا أكثر من فاعليته.

ويمكن استعمال البوليكوزانول النباتي وحده في الحالات المعتدلة من ارتفاع الكولسترول الضار أو عند الذين لا يتحملون استعمال الستاتينات بسبب الأعراض الجانبية, أو عند الذين لا ينخفض عندهم الكولسترول الضار حتى ولو رفعنا العيارات المبدئية للستاتينات. وفي حالات عديدة استعمل هذا العلاج الطبيعي مع الستاتينات خصوصًا عند الأشخاص ذوي الخطورة العالية والمصابين بجلطات قلبية أو دماغية, والذين عندهم عدة عناصر خطر تبين انخفاض نسبة الكولسترول عندهم حتى 80%. وأخيرًا قد يصبح هذا العلاج النباتي من الأدوية المفــضلة عــند النــباتيين, وهذا يتوجب رأيًا طبيًا ومراقبة بيولوجية.

عاذلَ المشتاقِ جهلا بالَّذي يلقى مليّاً لا بلغتَ نجاحا
أتعبتَ نفسكَ في نصيحة ِ منْ يرى أنْ لا يرى الإقبالَ والإفلاحا
أقصِرْ, عدِمتُكَ, واطّرحْ من أثخنتْ أحشاءَهُ, النُّجُلُ العُيونُ, جِراحا
كنتَ الصَّديقَ قبيلَ نصحكَ مغرماً أرأيتَ صبًّا يألفُ النُّصَّاحا


(ابن الفارض)

 

نزار الناصر 




يدخل الكولسترول في تركيب العديد من الهرمونات التي تفرزها الغدة الموجودة في عنق المخ





أغذية طبيعية يمكن أن تساعد في تخفيض نسبة الكولسترول ينخفض الكولسترول إذا قمت بتناول الأغذية التالية. اللوز: نصف أوقية لبن الصويا: اثنان ونصف أوقية أو كوب لبن الصويا الشعير أو الشوفان: واحد ونصف كوب





الألياف الموجودة في الخضراوات الخضراء تعد من الأطعمة الواقية من الكولسترول