مرايا متقابلة

 مرايا متقابلة

انظروا إليه
إنه الوحيد الذي كان يمشي على ظله
كل هذا الوقت
في الحفل
التفتت إليّ ثلاثين مرة
فرحت أصرخ في النوم
لأن ثلاثين من قناديل البحر
تكاثرت عليّ
وتركتني مثل ذبيحة مليئة بالأختام
أنا الذي أخطأت
فقد رميت قلبي كما يرمي اللاعب نرده
طامعاً في تعويض خسارته
ولم أعرف
أن كل شئ كان معداً
لتقودني ملالة
إلى الجحيم
مثل ساعة معطلة

كان في لحظة ما
يبدو دقيقاً
ومنضبطاً تماماً
ثم يبدأ في التراجع مرة أخرى
وهكذا في كل يوم
كان يطل على العالم كواحد منه
ثم يعود إلى نفسه
وحيداً
وغير مرغوب فيه
بعد موته بسنوات
عثرت على خطابات غرامية
وصور لأخرى
هوت على الكرسي
مذهولة
وقررت أن تعاقبه
نعم
عندما يعود في الليل
متأخراً كعادته
لن تلقي له المفتاح
ستتركه ينادي
دون أن تتحرك من فراشها
ستتركه وحيداً
ومحرجاً
وتعيساً
كما هي الآن
هكذا انتهى الأمر
طاولة في مكان ناء
وعاشقان صامتان
يحدق كل منهما في الآخر
كمرايا متقابلة!

 

فريد أبوسعدة