عَمياءُ، لستُ أرى لهُ جسدًا،
هذا حبيبي، صوتُهُ
جسدُهْ.
يعلو، فذاكَ جبينُهُ، وإذا
ما رقَّ طافَتْ كالجناح
يدهُ
لكأنّهُ قد صيغَ من زمنٍ،
أسبوعَ أجراسٍ، أنا
أحدُه
وجَميلُ ما لاَ العيْنُ تَلْمَحَهُ
مِنْ حُبّهِ، في
داخليْ أجدُهْ.
أنا أَمْسُهُ، أنا يوْمُهُ، وغدًا
يا طيْبَ أنِّي في
الغداة غَدُه.
يا ربِّ فيَّ زِدْ العَمَا، فأنا
أخشى إذا فَتَّحتُ لا
أجدُه.
أشـْيـــاء
هُناكَ أشياءُ سَتَبْقى رُوْحُهَا مَجْهولةً
حتى وإِنْ وَجَدْتُ
لونَهَا،
رُخَامَهَا،
مَسْرَحَهَا،
أنْغامَهَا،
راقصَهَا،
رسَّامَهَا.
يا شِعْرُ، ساعدني أنْ ألقَى
لَهَا كَلامَهَا.
رُؤْيــــا
لَوْحَةُ الأُرْجُوَانِ، كلَّ غروبٍ،
مَرْيَمٌ،
في كنيسَة
البَحْر،
صلّى،
تَحْتَهَآ مِنْ غَمَائمٍ راهباُتُ
غُمَّضُ
الوَجْهِ،
خُشَّعٌ، حافياتُ،
ولِكَيْ يَسْتَزِدْنَ منها الوصايا،
قدْ
رفَعن الأكُفَّ
غَطَّتْ
عَلَيْها،
في مَسَا المَؤْج ريْشةٌ،
وَدَوَاةُ.
وإذا الرّيحُ أصبَحَتْ دارَ نَشْرٍ
وإذا الطّيْرُ في المدى
وَرَقاتُ.
--------------------
* شاعر من
لبنان، والرسوم للفنان اللبناني أمين الباشا.