بمناسبة الحديث عن تطوير الأحرف العربية وكتابة الأرقام العربية

بمناسبة الحديث عن تطوير الأحرف العربية وكتابة الأرقام العربية

تعليقًا على ما قرأته في شيخة المجلات «العربي» العدد 640 مارس 2012، وبالنظر لما يربطني بالمجلة من أواصر متينة تعود إلى أيام التأسيس، خمسينيات القرن الماضي، فقد رأيت أن أذكر قراء المجلة العميدة بسوانح أعربت عنها أمام المؤتمرات الدولية وبخاصة مؤتمر مجمع اللغة العربية في دورته السبعين 1425هـ 2004م وفي دورته الثامنة والسبعين 1433 - 2012.

لايزال يرنّ في أذني صوت أستاذنا د.طه حسين وهو يلقي محاضرته بمدينة الرباط (المغرب) يوم الخميس الثامن من ذي الحجة 1377 - 26 يونيو 1958 عندما ذكر أمام جمهور المثقفين المغاربة: «أن اللسان العربي لم يكن في وقت من الأوقات عاكفًا على نفسه».

وفي هذا الصدد أذكر أن المجموعة العربية في المؤتمر العالمي للأسماء الجغرافية - التي يوجد مقرها في نيويورك بمبنى الأمم المتحدة - اهتمت اهتمامًا متواصلا بطريقة أداء الحرف العربي بالحرف اللاتيني وبالعكس، أعني أداء الحرف اللاتيني بالحرف العربي.

ورغبة في إشراك قراءة مجلة «العربي» معنا في الحوار, أذكر هنا أن المؤتمر العالمي المذكور وصل إلى غاية انعقاد دورته التاسعة 2007 إلى الحقيقة التالية، وهي: طريقة الموسوعة الإسلامية والمشروع المعدّل لطريقة الموسوعة الذي تقترحه المجموعة العربية على المؤتمر المذكور، حسب الجدول الذي نعرضه اليوم للمناقشة.

إضافة إلى هذا الموضوع هناك الموضوع الآخر الذي يفرضه علينا الواقع في عالمنا الحاضر: وهو مسألة تمسّك بعض الدول العربية بالأرقام التي تعرف عندنا بالأرقام الهندية التي رفضتها الهند وركلتْها الصين وهجرتها تركيا, وأصبحت عبئًا ثقيلاً على جيلنا إزاء الأرقام التي تحمل في كل الموسوعات والمعاجم العالمية نعت الأرقام العربية Arab Number : 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9

ويعتقد بعض زملائنا في العالم العربي أن بلاد المغرب وبخاصة المملكة المغربية أخذت هذه الأرقام من الفرنسيين لما احتلوا المغرب، وأرجو هنا أن أقول لإخواني في الديار الشرقية إن هذه الأرقام استعملها المغاربة منذ العصور الوسطى، وحسبنا أن نرجع إلى ما كتبه العالم الرياضي المعروف ابن الياسمين (ت 601هـ 1204م) - الزركلي: الأعلام 4 - 269 - الذي أورد هذه الأقام بنعت الأرقام الغبارية على ما نقرأه في هذه الصفحة التي وزعتها على أعضاء مجمع اللغة العربية في دورته الثامنة والسبعين 1433 - 2012.

بقي عليّ بعد هذا أن ألتمس بهذه المناسبة، من مجلتنا «العربي» أن تكون السبّاقة للدعوة إلى رحيل هذه الأرقام التي عفا عليها الزمن ورفضتها حتى الجهات التي نقلتها بالأمس البعيد إلينا (مجلة الفيصل) العدد 256 والعدد 258 ص132).

هذه الأرقام الهندية المحنّطة لم يعد أحد من أبنائنا يلتفت إليها، وهم، أي أبناؤنا، يعيشون مع النشرات اليومية التي تطلع علينا باستمرار.

د. عبدالهادي التازي- المغرب