هواة طوابع البريد في الكويت

هواة طوابع البريد في الكويت

تصوير: فهد الكوح

في الكويت تلقى هواية جمع الطوابع إقبالا جيدا ويمارسها الكثيرون، كما أنها تحظى باهتمام رسمي واضح يتمثل في إنشاء وتطوير قسم خاص لهواة جمع الطوابع منذ حوالي أربعين عاما تقوم بمختلف النشاطات التي تهدف في خدمة الهواة ومساعدتهم سواء داخل الكويت أم خارجها.

يضم قسم هواة جمع الطوابع عدداً من الهواة المشهورين محليا ودوليا سكون مع بعضهم وقفة بعد ما نزور قسم هواة طوابع ونطوف على أرجائه ونلتقي المسئول ويحتل قسم هواة جمع الطوابع ركنا خاصة في مبنى بريد الصفاة الواقع في منطقة نجمة وسط مدينة الكويت.

استقبلنا عند المدخل الرئيسي ضابط الأمن أشار لنا إلى موقع القسم، فما إن عبرنا إلى فهو الرئيسي لمكتب البريد واستدرنا قليلا إلى اليمين حتى ابتسمت لنا لوحة متواضعة كتب عليها "قسم هواة جمع الطوابع".

ومن الباب المحاذي لهذه اللوحة، حثثنا خطي باتجاه الداخل فودنا أنفسنا دفعة واحدة داخل قاعة مستطيلة تعلو جدرانها صورة الطوابع والملصقات الخاصة بالطوابع الإصدارات المختلفة، فأدركنا أننا وسط عرض الخاص التابع للقسم الذي فتح من أحد جوانبه على كاتب الموظفين والعاملين في القسم الذين على راس عملهم منهمكين فيما يخصه، حتى رئيس القسم كان هو الآخر منهمكا ويتابع ما يجرى في قسمه بشكل مباشر. وقبل سؤالنا عن سبب كل ذلك الانهماك، بادرنا الرجل بعدما رحب بنا وقادنا إلى مكتبه، إلى القول بأن القسم قام بإصدار خاص بمناسبة ذكرى التحرير والعيد الوطني شمل ثلاث فئات من الطوابع وأنه سبق وقام أيضاً بإصدار مماثل بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقد تم مع كل إصدار من الطوابع، إصدار نشرات تحمل معلومات خاصة عن الإصدار والطوابع الصادرة والمناسبة التي صدرت بها، وأشار إلى أن كل ذلك يتم بالتنسيق والتعاون مع قسم إصدارات الطوابع المنوط به عملية الإصدار، بينما يقوم قسم هواة الطوابع بتوزيع الطوابع الصادرة وبيعها ونشرها وإصدار الكتيبات والنشرات التعريفية الخاصة بها.

نبذة عن القسم

وعن تأسيس القسم وتاريخه والخدمات التي يقدمها قال سيد محسن الموسوي رئيس قسم هواة الطوابع: إن القسم تأسس سنة 1963 في عهد المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح كمكتب للهواة، ثم تحول إلى شعبة مع زيادة واتساع عدد المشتركين وظل ينمو ويتسع حتى تحول بعد التحرير إلى قسم كبير ونشط يضم (194) منتسبا داخل الكويت و (299) من الدول العربية والأجنبية، منهم 88 هاويا.

وتشير الإحصاءات التي أعدها القسم من عام 90-97 أن هناك أزديادا مطردا في عدد الهواة المنتسبين إلى القسم ويعود ذلك إلى اتساع نشاط القسم وفاعليته وإلى إنتشار سمعة الكويت التي أصبح هذا الطابع سفيرا لها إلى الخارج، خاصة فيما يتعلق بقضية الأسرى والمرتهنين التي استقطبت اهتمام كبيرا على مستوى العالم، بعد حرب التحرير، حيث كان يتم سنويا إعداد إصدارات خاصة بهذه المناسبة، إضافة إلى إسهامات المكتب في المجالين العربي والدولي بإصدار طوابع تذكارية خاصة في المناسباتالقومية والإنسانية والثقافية، يستطرد رئيس قسم هواة الطوابع معددا الخدمات التي يقدمها القسم والتي تمثل بيع الطوابع في حاز المكتب التابع للقسم، إرسال طلبات الهواة المشتركين من الإصدارات، مع اشتركات جديدة في المكتب، تعزيز الرصيد المشترك، تعريف المشتركين ببعضهم البعض وتسهيل عمليات الاتصال فيما بينهم وتشجيعهم على تبادل الطوابع وممارسة الهواية وذلك من خلال تزويدهم بالعناوين وبعض المعلومات المهمة، إضافة إلى كل ذلك يقوم القسم بالمشاركة في المعارض لمحلية والعالمية وذلك بعرض الطوابع والإصدارات وبيع المتوافر منها بالسعر الرسمي كما يقوم القسم بإصدار نشرات وكتيبات وإعلانات خاصة ومجلة فصلية كل خمس سنوات تتتضمن نشاطات المرحلة السابقة.

ويضيف إنه نظر للإقبال المتزايد والخدمات الكثيرة التي أصبح يقدمها القسم للمشتركين داخل وخارج الكويت فإنه يوجد سعي جاد للانتقال في المستقبل إلى مقر خاص وفسيح للقسم يشمل على معرض وملتقى للهواة إضافة إلى خدمات حديثة أفضل مما هي عليه الآن.

وعن نشاطات القسم ومشاركاته الخارجية تابع قائلا: إن القسم يشارك في المعارض التي تقام في الدول المختلفة كما أسلفنا، مشيرا إلى أن الطوابع الكويتية تلقي إقبالا من الزوار وتحقق نجاحات في المعارض والمسابقات حيث استشهد بما حققه أحد الطوابع الكويتية من تصميم الفنان جعفر إصلاح في معرض أكسبو 92 الذي أقيم في مدينة إشبيلية في إسبانيا والذي تم خلاله عرض مجموعة من الطوابع الكويتية وبيعها ومن ضمنها الطابع المذكور الذي فاز بأحد المراكز العشرة الأوائل، حيث حمل تصميما لأعلام مجموعة الدول التي شاركت بحرب تحرير الكويت من الغزو العراقي، وقد تم فيما بعد تحويل تصميم الطابع هذا إلى نصب تذكاري في إحدى ساحات مدينة إشبيلية التي استضافت المعرض.

ويفخر القسم أيضاً بحصوله على العديد من الدروع وشهادات التقدير من خلال مشاركاته في المعارض العالمية.

كبار الهواة

إن أي حديث عن الهواية أو الطباع بالكويت لا يكتمل إلا بالوقوف مع كبار الهواة والمهتمين في مجال هواية جمع الطوابع والخدمات البريدية وعلى رأسهم الهاوي محمد عبدالهادي جمال الدين الذي لا يعتبر هاويا فحسب بل باحثا متميزا ودارسا أسهم بجهده وخبرته في هذا المجال من خلال تأليفه كتاب "تاريخ الخدمات البريدية في الكويت" الذي يوثق ويستعرض من خلاله نشأة أحد أهم المرافق الحيوية الكويتية عبر مسيرة تزيد على 200 عام ونيف هي عمر الخدمات البريدية بدولة الكويت.

وقد أفرد في كتاب هذا فصلا خاص للحديث عن هواية جمع الطوابع التي كانت بالنسبة له الدافع الأساسي للاهتمام بتاريخ الخدمات البريدية بالكويت والانطلاق إلى البحث والتأليف.

وللتعرف على نشأة الهواية لديه ودوافعها ,أهدافها وتاريخها والأساليب الخاصة بها، التقنياه في منزله وحدثنا قائلاً: بدأت الهواية منذ الصغر عندما كنت في المرحلة الابتدائية وذلك في الخمسينيات عندما كانت الكويت تخطو خطواتها الأولى في التطور والازدهار وكانت تستقبل الكثير من الرسائل فيقرؤها أصحابها ويرمون بالمغلفات، فكنت أجمع هذه المغلفات وأنزع عنها الطوابع التي تستهويني ألوانها وأشكالها والصور المرسومة عليها وهكذا أخذت الهواية بالتطور واستمرت حتى كبرت وصار بإمكاني شراء ما يقع بين يدي من الطوابع النادرة والمناسبة.

هواية ممتعة

ويستطرد.. وقد ارتسمت على وجهه علامات الارتياح وهو يتحدث عن هوايته المفضلة قائلا: إن هواية جمع الطوابع، إضافة إلى كونها تشبع رغبة غريزية في الإنسان، وتعطيه نوعا من الراحة النفسية والتسلية والاسترخاء فإنها أيضا وسيلة للتثقيف وتوسعه الأفق، وكذلك نوع الاستثمار في مجال يعطي مردودا أكبر بكثير مما يتصوره البعيدون عن هذا المجال. ويضيف :إن هواية جمع الطوابع تعتبر من أكثر الهوايات انتشارا في العالم وهي هواية تثقيفية تؤدي إلى اهتمام أصحابها بالتطورات التاريخية والاجتماعية والسياسية التي مر ويمر بها عبر البلد الذي يهوي جمع طوابعه، فمن الصعوبة بمكان أن يجمع هاو طوابع بلد ما دون أن تكون له اهتمامات معينة بذلك البلد.

البدايات الأولى

وعن تطور هواية جمع الطوابع وانتشارها أضاف أن الهواية بدأت مع بداية إصدار أو طابع بريدي في بريطانيا عام 1840، وكان هذا الطابع ذا شكل وحجم مغر، وكان يحمل صورة الملكة فكتوريا ويسمى بني بلاك BENNY BLACK ولونه أسود مما دفع كثير من الناس لشرائه والاحتفاظ به خاصة أن سعره كان زهيدا آنذاك، مما أدى إلى نفاد الكمية المطبوعة التي أعدت للبيع في أول يوم للإصدار، فقامت دوائر البريد في ذلك الحين بطبع كميات كبيرة وعملت ليلا ونهارا لتلبي طلبات الزبائن والهواة.

ومن الطريف أن بعض السلطات الحكومية في أوربا كانت في البداية متشككة في الذين كانوا يقومون بجمع الطوابع نظرا، كما يبدو لمحاولة البعض إزالة الحبر عن الطوابع المستعملة لإعادة استعمالها من جديد، لكن بمرور الزمن انتشرت الهواية بصورة كبيرة وبدأ تجار الطوابع بإصدار الكتيبات والكاتلوجات والألبومات وقوائم الأسعار مما جعل الهواية تنال شعبية كبيرة. وبدأ الاهتمام يتوجه نحو إقامة معارض للطوابع ويعتبر معرض بروكس للطوابع الذي أقيم عام 1852 أول معرض من نوعه، ثم تتالت المعارض بالعديد من دول العالم بعد ذلك وتم تأسيس جمعيات كثيرة لهواة جمع الطوابع في كثير من الدول في مقدمتها فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، وبلجيكا. وتعتبر الجمعية الملكية لهواة الطوابع في بريطانيا والتي تأسست عام 1869 من أعرق الجمعيات التي مازالت تزاول نشاطها حتى اليوم.

عاصمة هواة الطوابع

وعن تطور هوايته يستطرد قائلا: إنه في أوائل السبعينيات عمل علي لندن لمدة ثلاث سنوات، وكانت الفترة الذهبية بالنسبة له، فلندن كما يقول، جنة هواة الطوابع في العالم، فكان يوجد في كل مكان فيها محل لبيع الطوابع للهواة، فالهواية هناك تكتسب وزنا وأهمية تتعدد المحلات التي تتعامل مع هذه الهواية، وتحتوي على أشكال وأصناف مختلفة من جميع أنحاء العالم خاصة أن بريطانيا كانت تستعمر جزءا كبيرا من العالم وكان الإنجليز خارج بريطانيا يجمعون طوابع الدول المختلفة التي يوجدون فيها، وأضاف، وعلى وجهة علامات الاستغراب له صادف أن وجد هناك طوابع كويتية منذ بداية هذا القرن وغير موجودة في الكويت نفهسا، وهناك سألناه عن أول طابع كويتي فأجاب، إن أول طابع كويتي يرجع إلى عام 1923 وعليه صورة الملك جورج الخامس، وهو طابع عندي يعود إلى ايام حكم بريطانيا للهند حيث كانت توزع الطوابع على معظم الدول المحيطة بالهند والقريبة منها.

طوابع من الذهب

وعن المثير والغريب في هذه الهواية قال: إن فلاقت للنظر فعلا ذلك الاهتمام الذي تلقاه هذه الهواية في الغرب والنظرة الخاصة التي ينظرون بها في الطابع حيث يعتبره الكثيرون سجلا للتاريخ الأحداث، ومن الغريب في إصدارات بعض هو إصدار طوابع مطبوعة على مواد غير ورق كصفائح الألمنيوم الرقيقة مثلا وبعض المواد الأخرى وكانت أول دولة تقوم بذلك هي هنغاريا 1955 عندما أصدرت مجموعة طوابع من الألمنيوم الرقيق بمناسبة مرور عشرين عاما على إدخال صناعة الألمنيوم فيها، كما أن جمهورية "الجابون" الإفريقية وبعض المستعمرات الفرنسية السابقة قامت في فترات مختلفة بإصدار طوابع من فنس المادة بينما أصدرت دولة قطر عام 1966 طوابع من ورق الذهب والفضة الرقيقة، أما مملكة "بوتان" فقد أصدرت مجموعة من الطوابع من ورق معدني رقيق جدا بمناسبة إنجاز مشاريع الحديد والصلب فيها، كذلك قامت بعض الدول، ومن بينها مملكتا "بوتان" و"جرينادأ بغصدار طوابع من الحرير لتخليد بعض المناسبات الوطنية الخاصة بها، وكانت مملكة بوتان قد أصدرت أيضا طوابع من البلاستيك، ومن الواضح أن معظم تلك الدول التي اصدرت هذا النوع من الطوابع كانت تقصد من ذلك إشهار هذه الإصدارات وزيادة اهتمام هواة الطوابع بإصداراتها لأسباب اقتصادية.

ومن الأمور الآخرى التي لفت النظر إليها أيضا هي عمليات التزييف حيث اختتم الهاوي محمد عبد الهادي جمال حديثه محذرا من عليات التزييف التي تتم لبعض الطوابع النادرة حيث إن أسعارها تغزي من يبحث عن طرق ملتوية للكسب غير المشروع، لذلك يتحتم على من يريد اقتناء الطوابع النادرة ذات الأسعار المرتفعة التأكد منها قبل شرائها، وذلك عن طريق شرائها من أماكن معروفة، وزيادة في التأكد، فهناك جهات متخصصة تقوم بدراسة الطوابع المقدمة لها لفحصها والتأكد منها مقابل أتعاب تساوي نسبة معينة من قيمة الطابع، وتصدر هذه الجهات شهادة إثبات بأن الطابع أصلي وغير مزيف، ومن أشهر هذه الجهات "الجهات الملكية" لهواة الطوابع بلندن" وجمعيات أخرى مشابهة في دول أوربا وأمريكا، وتعتبر هذه الشهادات ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها عندما يتم شراء لمجموعات النادرة.

مواصفات ومقاييس

لم تقتصر ممارسة هواية جمع الطوابع على الرجال فقط بل استقطبت أيضا العديد من السيدات اللواتي أبدين اهتماما متميزا بهذه الهواية، السيدة مشاعل عبدالعزيز الهاجري واحدة منهن لها خيرة وباع طويل في هذه الهواية إضافة إلى أنها تمتلك مجموعة قيمة من الطوابع النادرة وعضوة من المعرض المشترك الثاني للطوابع لدول مجل التعاون الخليجي الذي أقيم في البحرين عام 1996 وعلى درع من المعرض الخليجي الثالث للطوابع في الرياض عام 1997.

وعن أنواع ومقاييس ومواصفات الطوابع حدثتنا قائلة: إن الهواة في السابق كانوا يركزون على جميع الطوابع المستعملة فقط لكن ذلك ما لبث أن تحول إلى جمع مختلف أنواع الطوابع وغير المستعمل منها وذلك لأن الطابع غير المستعمل يظل محتفظا بلونه الأصلي ولا يجرى إتلافه بالأختام البريدية أو محاولة نزعة عن الرف المستعمل عليه وما يترك ذلك من آثار مختلفة.

وأضافت أن هتمامات الهواة تتركز على عدة أنواع من الطوابع وهي : الطوابع العادية بقسميها الاعتيادية والتذكارية وهذ الطوابع تصدر في مناسبات معين'، التاريخ البريدي وهي المغلفات والأظرف البريدية وما تحمله من تفاصيل تتعلق بالطوابع والأختام وتحديد خط سير الرسالة، مغلفات يوم الغصدار الأول وهي التي تصدر بمناسبة اليوم الأول لطرح الطوابع للبيع.

والهواة المتابعون يترقبون عادة اليوم الأول للإصدار لأنه يكون الوحيد المخصص لختم الطابع التذكاري الخاص، الأختام البريدية، وهذه تتعلق بدارسة الختم نفسه من حيث التفاصيل التي يحملها وحجم الطابع والتغيرات التي تطرأ على الختم بمرور الزمن، طوابع الإيرادات وهي التي يكون استخدمها غير بريدي أي بغرض تحصيل الرسوم الحكومية وغيرها، والطابع التذكاري غير المعدة للتخليص البريدي وتسمى كذلك لأنها غالبا ما تكون مهملة من قبل الهواة حيث إنها لا تستخدم للتخليص البريدي بل توضع على الظرف للتذكار فقط، وهي مختلفة الأشكال التصاميم وغالبا ما تصدر عن جهات غير حكومية.

إن الأخطاء والتنوعات الطباعية هي التي تتضمن أخطاء مطبعية غير مقصودة وهي كثرة ومتنوعة منها مثلا، أحد الألوان من الطابع أو اختفاء الأحرف أو الكلمات من بعض الطوابع أو طباعة المعلومات بالخطأ كتالتاريخ مثلا، وما باه، كما أن هناك أخطاء من نوع آخر وهي ظهور طوابع غير مشرشرة نتيجة لعدم قص الورقة أو "الفرخ" الذي تطبع عليه الطوابع في المكان المناسب وبالتالي ظهور الطوابع متلاصفة لا تفصلها الأسنان "المشرشرة" أو التخريم، كذلك أحيانا تتم عمليات القص في المكان غير المطلوب مما يجعله بشكل غير طبيعي والتبالي يكون عرضه لتصيد الهواة.

وتبادر مكاتب البريد عادة إلى سحب الإصدارات ذات الأخطاء في التداول فورا أي مجرد اكتشاف الخطأ وهذا يؤدي إلى ارتفاع قيمتها لأن توافرها يكون بمتنتهى الصعوبة، لذلك تكون أسعارها مرتفعة جدا إذ أن الهواة يتصيدونا يدفعون مقابل ذلك أموالا طائلة والقسم أو النوع الأخير من أنواع الطوابع التي تجذب الهواة في البروفات أي التجارب المطبعية الأولى قبل تحديد الشكل النهائي للطابع، وهي أيضا ذات قيمة مالية كبيرة وتقع في نطاق اهتمام المتخصصين أكر من غيرهم من لخلا ما تقدم على لسان الهاوية مشاعل الهاجري، استدركنا أنها متخصصة في مجال هذه الهواية وأنها لا تقتصر على مجرد جمع الطوابع ومبادلتها أو اقتنائها فقط، بل إنها تقوم أيضا بدراستها وتحليلها، وبسؤالها عن دباياتها في هذه الهواية وتطورها والطرق التي تتبعها أجابت بأنها لا تمارس الهواية بشكل تقليدي فقط بل دعمتها بالعديد ن الدورات التخصصصية في مجال الطوابع للمبتدئين والمتقدمين وذلك في جامعة ولاية بنسلفانيا للأعوام 1992- 1993 و 1994 عن بداياتها قالت إنها بدأت كباقي الهواة بممارستها بشك لتقليدي وذلك من خلال التعرف على الطوابع بواسطة الألبوم الخاص بأخيها والذي كان في المنزل.

وتضيف أن معظم الناس باعتقادي، اتجمهوا في محلة ما من مراحل عمرها إلى ممارسة هذه الهواية إلا أن القليل منهم استمر فيها وهي واحدة ممن استمروا وذلك لجمل الطوابع إضافة إلى فائدتها الثقافية والتعلمية في مختلف المجالات التاريخية والجغرافية والحضارية التي تقدمها للعديد من البلدان.

وتضيف أيضا أنها اخذت بتشكيل مجموعتا الخاصة وكانت مجموعة من الطوابع العالمية في بداية حيث كانت تركز على العديد من البلدان المختلفة، إلا أنها شعرت فيما بعد بالحاجة الماسة إلى التخصص في مجال معين من الهواية وقررت أن يكون هذا التخصص في الطوابع الخليجية بشكل عام والكويتية بشكل خاص، وذلك ما حصل بالفعل حيث ركزت على جمع الطوابع العادية والتاريخ البريدي إضافة إلى الأخطاء والتنوعات الطباعية.

معارض طوابع البريد

مع تطور وانتشار هواية جمع الطوابع، تعززت مكانتها في العالم وأخذت الدول توليها اهتماما كبيرا وتأسس لها الجمعيات وتقيم المعارض بهدف تعريف الناس بأشكال الطوابع والمناسبات التي صدرت بها وكذلك تنمية الهواية لدى العامة وتثقيفهم بكل ما يتعلق بها.

من أبرز المنظمين للمعراض والمشاركين بها في الكويت الهاوي عادل محمد العبد المغني وهو باحث في التراث الشعبي الكويتي ومؤلف لعدد من الكتب المهمة أحدها "لمحات من تاريخ طوابع البريد في الكويت" الذي صدر بمناسبة إقامة معرض "تاريخ طوابع البريد في الكويت" بمناسبة مرور سبعين عاما على صدور أو لمجموعة طوابع بريدية تحمل اسم الكويت.

ويقول الباحث والهاوي العبدالمغني إن هوايته في جمع الطوابع بدأت منذ عام 1964 وذلك بجمع كل ما تقع عليه يده من الطوابع العالمية، لكنه وجد فيما بعد أن الهواية لا تقف عند حد، فدول العالم كثيرة وإصدارتها متعددة، لذا قرر في أواخر الستينيات التركيز على جمع الطوابع الكويتية واكتشف أنها نادرة وثمينة وغير متوافرة في أسواق الكويت، فالسوق الأساسية لها هي السوق البريطانية وذلك بحكم العلاقة التاريخية مع بريطانيا.

ويضيف أنه من خلال زياراته المتكررة لبريطانيا شاهد المعارض والمزادات التي كانت تقام، كما زار المحلات المتخصصة لشراء ما يلزمه لسد النقص لديه حتى تشكلت عنده مجموعة كاملة من طوابع بريد الكويت منذ عام 1923 وهي أو مجموعة رسمية تم تداولها بالكويت.

إضافة إلى الطوابع أبدى أيضا اهتماما بمغلفات الرسائل القديمة حيث إن هذه المغلفات تستقطب اهتمام معظم الهواة أيضا وهي بحد ذاتا تعتبر وثيقة مهمة تبرز هوية ا لكويت وتاريخها وترد على الادعاءات الباطلة التي أرادت النيل من سيادتها، ويستطرد أنه من خلال هذه المراسلات القديمة وما دون عليها من عبارات تتعلق بتخليص الرسائل وتحمل اسم الكويت باللغتين العربية والإنجليزية يتضح أن إدارة البريد في الكويت كانت مستقلة استقلالا تاما وبالتالي أن دولة الكويت كانت أيضاً مستقلة تماما.

جمعية كويتية للهواة

يتطلع هواة جمع الطوابع في الكويت إلى إنشاء جمعية خاصة بهم أسوة بباقي الدول عموما والدول الخليجية خصوصا، ويقو الهاوي العبد الغني في هذا الصدد: إن فكرة إنشاء الجمعية تراود الهواة في الكويت منذ التحرير حيث تم عقد اجتماع حضره حوالي 70 هاويا، وجرى انتخاب لجنة تأسيسية برئاستة، وقامت هذه اللجنة بإعداد مشروع النظام لأساسي لجمعية هواة الطوابع والعملات وتم عرضه على وزير الشئون الاجتماعية والعمل آنذاك السيد أحمد حاسم الكليب وتم إيداع نسخة من النظام في الوزارة وجار الآن دراسة الموضوع، والجميع يأمل في إشهار الجمعية قريبا.

لقد أمتعت هواية جمع الطوابع الكثيرين وأثرت الكثيرين أيضا، كما أدهش ذاك الطابع الصغير عددا كبيرا من المعجبين فوصفه البعض بنافذة صغير تطل على العالم وشبه البعض الآخر "بلوحة فنية مصغرة" ولكن مع تطور وسائل الاتصال وانتشار البريد الإلكتروني والتراسل عبر شبكات الإنترنت والتلفزة والفاكس وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة، هل ستحافظ هذه الهواية على شعبيتها وانتشارها والطابع على مكانته، أم أ،هما سيتحولان إلى مجرد صفحات ضوئية إلكترونية تظهر على شاشات العرض فقط؟

محلات بيع وتداول الطوابع بالكويت

بعد هذه الرحلة مع كبار الهواة بالكويت واليت فيها أوار تلك الهواية وألقينا الضوء على أسرارها وتفاصيلها، خططنا الرحال في آخر الطاف عند محل "كنوز الخليج" الذي يعد واحدا من أشهر المحلات التي تتعامل ببيع وشراء طوابع، الطوابع، وقد كان لنا وقفة مع صاحب المحل سين الموسوي المعروف "بأبي على" حيث قال: فوافر لدينا مجموعة مختلفة من الطوابع الحلية العربية والأجنبية، إلا أنه لا يتوافر الإقبال على شرائها كما في السابق، فالملاحظ أن الاهتمام هذه الهواية أخذ يخف أخيراً وذلك بسبب محدودية الذين يقبلون على الشراء، وعن كيفية الحصول على الطوابع أجاب قائلا: يتم الحصول على الطوابع المحلية عن طريق شرائها من وزارة المواصلات قسم إدارة البريد، وذلك وقت صدورها وأنه يتم الاحتفاظ بها لفترة معينة حتى يزداد الطلب عليها من قبل الهواة فيزداد سعرها ويجري بيعها بأسعار مناسبة، أم ا الطوابع الأجنبية والعربية فيتم شراؤها من بعض المصادر الخارجية أو عن طريق الهواة أنفسهم ويجري تصنيفها وترتيبها لعرضها في السوق المحلية، ويضيف أن معظم الزبائن هم من الهواة خاصة عندما يقام معرض لهواة جمع الطوابع ويحتاج البعض منهم إلى بعض الطوابع لإكمال مجموعاتهم.

وتابع أنه كان الإقبال في الماضي أكثر من قبل الأجانب وبعض المتعاملين على شراء الطوابع للمشاركة في المعارض المختلفة إلا أنه لوحظ أخيرا أن المعارض أخذت تقتصر على مشاركة الهواة فقط مما أثر على التجارة في هذا الجانب.

وعن أغلى المجموعات استطرد قائلا: إن أغلى المجموعات هي تلك التي تحظي بإقبال أكبر من الهواة مشيرا إلى أن المجموعات المحلية تأتي في المقدمة ثم مجموعات دول مجلس التعاون الخليجي يليها الطوابع الأجنبية، وأكد أن الفترة الذهبية كانت في السبعينات حيث كان الطلب كبيرا جداً أما ليوم فيبدو أن قلة الدخل وزيادة النفقات جعلت الناس ينصرفون إلى الحاجات الأساسية مضيفا أن لإنتشار الستلايت وشبكة الإنترنت دورا أيضا في ضعف الإقبال على هذه الهواية.

عدنان محرز