المسلسلات الدرامية السورية تخصصت، بعرض حكايا وقصص تراثية،
وعادات وتقاليد تجسدت في المجتمع العربي، وتعاطى بها في حقب زمنية مختلفة، تفصلها
عنا الآن عقود من الزمن، وتقدم الآن برؤى جديدة.
هذه العادات والتقاليد، التي جسدها المخرج (بسام الملا) وعرضها في
مسلسلاته، بات كثير منها ملقى على رف النسيان، أو مرمي في سلة الإهمال، بحجة أنها
أصبحت تقاليد وعادات بالية، أكل الدهر عليها وشرب، فما عاد لها من قيمة تذكر، أو
حتى وجود أي أثر يدل عليها، لان من يحاول أن يسترجعها ويتعامل بها, يوصف بالرجعية
والتقهقر نحو ظلمات الجهل والتخلف، بالنسبة لمجتمع هذه الأيام وواقعه المتطور
والمتغير باتجاه عادات وتقاليد جديدة، تتناسب معه وتنسجم مع ما جد فيه من تعقيدات
حياتية، وصلت حد الفنتازيا الضاحكة, واللامعقول الساخر في التفاعلات الاجتماعية
والعلاقات الإنسانية بين جموع البشر، والمبنية اليوم على نظريات فلسفية ومفاهيم
غربية لا تتلاءم - في كثير منها - مع واقعنا، ولا تتوافق مع معطياتنا الثقافية
والاجتماعية من قريب أو بعيد، أقل ما توصف به أنها سيئة وسلبية في معظمها، قياسًا
مع تلك التي كانت أكثرها نبلاً وإيجابية.
البطولة في هذه المسلسلات: للحدث/ التراث، أم لمجموعة من الشخوص/
الأبطال:
إن أي عمل فني، سواء كان عملاً أدبياً كتابياً، كالقصة أو الرواية، أو
فنا درامياً كالمسرحية أو المسلسل التلفزيوني أو الفيلم السينمائي... إلخ، كلها لا
بد لها من وجود حدث ما تعرضه وتتحدث عنه، في حين يجب أن يحتوى- هذا الحدث- بداخله
على حبكة فنية محكمة البناء والسبك، ثم شخوص يحملونه على كاهلهم ويسيرونه باتجاه
الذروة في قصته وموضوعه، أو هو يسير بهم ويحركهم بتوتراته، متحكما بأفعالهم
وسلوكياتهم وفق نمو درامي تصاعدي، مبرزًا- من خلال ذلك التصاعد المتوتر- مجموعة من
الصراعات المتباينة أو المتناقضة فيما بينها، والمتقاطعة أيضًا في آن واحد مع بعضها
البعض، بحيث تضفي على بنية العمل وشكله، أثناء عرضه/ قراءته، نوعًا من الإثارة
والحيوية الفاعلة، فتشد المتلقي/ المشاهد على متابعته/ قراءته بشغف واهتمام بالغ،
دون ملل منه أو كلل يصيبه منذ بدايته حتى نهايته.
نفهم من القول السابق، أن الحدث في بعض الأعمال الفنية، بشتى أنواعها
وتعدد أصنافها، يمكن أن تكون له البطولة المطلقة في العمل الفني، وما الشخوص
الفاعلة به في هذه الحالة، أو أي كادر آخر، إلا عنصر تكميلي، كبقية العناصر الفنية
الأخرى المساهمة في بناء العمل الفني، وذلك من أجل إبراز الحدث المنوي عرضه، إن
كانت البطولة المطلقة له عندئذ، بهدف إثرائه ووضعه في دائرة الضوء أمام المشاهد
والمتلقي، وجعله بؤرة, يصب عليها تركيزه واهتمامه أثناء قيامة بفعل المشاهدة/
القراءة، بمعنى آخر، عندما تكون البطولة للحدث أو للشخوص أو لأي عنصر آخر في أي عمل
فني، فإن بقية العناصر الأخرى يجب أن تحاك وتبنى بشكل دقيق وفعال، بحيث جميعها تخدم
العنصر البطل, محط التركيز، ومثار الاهتمام في بنية العمل ورؤيته المنبعثة من قصدية
المؤلف/ المخرج وهدفه.
أيام شامية والخوالي
وبالنظر إلى المسلسلات التاريخية/التراثية التي أخرجها المخرج (بسام
الملا)، بدءًا بمسلسل (أيام شامية) في عام 1991م، ثم مسلسل (الخوالي) في عام 2000،
(وليالي الصالحية) في عام 2004، حتى مسلسل (باب الحارة) بجزأيه: الأول في عام 2006
والجزء الثاني في عام 2007، ووفقًا للرؤية سالفة الذكر، حول التصنيف المتعلق
بالبطولة، فإننا نجد أنها أعمال درامية تقص علينا حكايا تراثية، قوامها العادات
والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع السوري، وتحديداً في بعض حاراته الدمشقية،
كما جاء في هذه المسلسلات قبل عقود عدة من الزمن الماضي. حيث يستدعى عرض هذه
العادات والتقاليد في الذاكرة مفاهيم إنسانية وقيمًا اجتماعية ودينية، كانت موجودة
في تلك الأزمنة، وكذلك كان لها تأثير قوي وفعال في توجيه سلوكيات الناس وأفعالهم
عبر علاقاتهم الاجتماعية والإنسانية بشقيها الأسري والمجتمعي، نحو التمسك بهذه
المفاهيم والقيم المتعلقة بالمروءة والشجاعة والنخوة والشهامة، إضافة إلى ذلك إبراز
بساطه العيش وكيفية التواصل الحياتي من خلال التكافل الأسري والمجتمعي بأشكاله
المتعددة ومفاهيمه الواسعة، سواء في إطار العرف والعادة أو الشرع والدين. المبني
على الصدق والطيبة بين أهالي ذلك الزمان، والذي وصل في بعض الحالات إلى حد السذاجة،
حسب مفهومنا في هذه الأيام.
تقاليد وعادات
وبما أن الحال كذلك، فإننا نستطيع القول بشكل واضح ومباشر، إن البطولة
في هذه المسلسلات تميل إلى جانب الحدث المتعلق بحكايا التراث وعرض كثير من التقاليد
والعادات، وترجح كفته على بقية العناصر الفنية الأخرى، والتي ما وجدت إلا لإثرائه
وإبرازه بكثافة وعمق، ليصبح هو الهدف الأول والمقصود الأوحد من عرض هذه المسلسلات
وإخراجها إلى حيز النور والوجود. هذا مع عدم إغفال ما لبقية العناصر، من شخوص
وديكور وموسيقى وإكسسوارات... إلخ من قيمة فنية عالية الدلالة، والتي لولا توظيفها
الصحيح والعائد إلى قدرة المخرج وإمكاناته الفنية، لما اكتسب الحدث المطروح في هذه
الأعمال بطولته بالشكل المطلوب، من أجل الوصول إلى الهدف الذي يسعى إليه هذا
المخرج، وهو جعل المشاهد يتابع الحدث وما فيه من حكايا تراثية وقصص تجسد العادات
والتقاليد، ويركز عليها باهتمام بالغ، دونما الانصراف إلى أي عنصر آخر في
العمل.بمعنى آخر فإننا نلاحظ أن هذه المسلسلات برمتها عبارة عن تجسيد للحدث/ التراث
بحد ذاته، وليس شيئًا أخر سواه، وإن كنا نرى فيها شخوصا وديكورات وإكسسوارات متعددة
الأشكال والأنواع. .إلخ.
رؤية إخراجية
اعتمد كثير من المخرجين، عند قيامهم بتنفيذ أعمالٍ. ومسلسلات
تلفزيونية درامية تعهد إليهم على أبعاد وفكرية جمالية، قوامها مجموعة من العناصر
الفنية، والتي تشكل بمجموعها وارتباطها مع بعضها البعض، بنية الرؤية الإخراجية،
بمضمونها وشكلها الخاص والعام، تلك الإبعاد، يستقيها المخرج من ينابيع معرفية
وبيئية مختلفة، وأحداث حياتية متنوعة، سواء كانت أحداثاً معاصرة، أم كانت قضايا ذات
مواضيع تاريخية متعددة، أم مضامين تراثية ماضية. تحوي في داخلها كثيرًا من العادات
والتقاليد التي كانت سائدة ومتبعة لدى الأجيال الغابرة، وفي حقب زمنية منصرمة، تحتم
على المخرج - أي مخرج يريد تجسيدها في عمل درامي تلفزيوني إذا شاء له النجاح -
الرجوع إلى سجلات ووثائق كرست هذه العادات والتقاليد التراثية واحتفظت بها، بجميع
أحوالها وكامل صفاتها، من ملبس ومأكل وسلوكيات وأفعال.. إلخ. من أجل الاتكاء عليها
أثناء تنفيذه لعمله. فيضفي على تجسيدها طابع الصدق المقنع لجمهور المشاهدين
بمنطقيتها ودقة عرضها، كل هذه الأبعاد لا بد لها من أن تطفو على العمل/ المسلسل
بادية على وجهه، ومكرسة حضورها فيه بفعالية ديناميكية تسري فيه حسب متطلباته وما
يناسبه ويتلاءم معه منها، من أجل أن تثريه وتضخ في دمه نبض الحياة والوجود، ثم
النجاح والبقاء، بما تقدمه وتطرحه من حالات، تحض جمهور المشاهدين على متابعتها، إذ
تقع في دائرة اهتماماتهم الحياتية/ الواقعية، والمعرفية/ الفكرية، أو تحاكي أحلامهم
ومشاعرهم النفسية، فيجدوا فيها ضالتهم المفقودة وكثيرًا من الأجوبة على تساؤلاتهم
حول هذا الحدث أو تلك القضية.
ولذلك، وبما أن الحال كما سلف، تتجلى للمخرج، إذن، وبما امتلك من
خبرات وتجارب شتى، إضافة إلى تزوده بجانب كبير من الثقافة والعلوم المنهجية
المتعلقة بأسرار العملية الإخراجية، والإحاطة بمفاهيمها ومبادئها الفنية والحرفية.
كل هذه الأشياء مجتمعة تتجلى له في كيفية تحويل النص الأدبي القولي (السيناريو)
والمكتوب على الورق، إلى واقع مرئي ومشاهد، قوامه الحركة والفعل الدرامي بشتى
عناصره الفنية وأبعاده الجمالية، بحيث يصبح - هذا العمل أو ذاك المسلسل المنجز
دراميًا - جاذبًا للمشاهد ودافعًا إياه إلى متابعته بشوق عارم واهتمام بالغ كما
قدمنا قبل قليل. ولعلنا نجد في أعمال المخرج (بسام الملا) التاريخية/ التراثية مدار
البحث، جملة ما تحدثنا عنه من خبرات ومعارف..إلخ تتصل بمعرفة عميقة لأجواء الأحداث
المنوي تجسيدها دراميا وما يحيط بشخوصها وأبطالها من أحوال وسلوكيات وأفعال.. الخ،
وذلك من خلال إبراز تمكنه الواعي وقدرته الحكيمة في إدارة الرؤية الإخراجية برمتها
لهذا النوع من الأعمال/ المسلسلات التلفزيونية الدرامية ونجاحه فيها.
وفي الأسطر اللاحقة من هذا المقال، سنحاول الوقوف- قدر الإمكان- على
عنصرين أساسيين لما لهما من دلالة مهمة في أعمال المخرج (بسام الملا)
التاريخية/التراثية (من أيام شامية إلى باب الحارة)، وكيف تم توظيف كل منهما في
الرؤيه الإخراجية التي وضعها لهذه الأعمال/ المسلسلات وهما عنصرا الصوت
والصورة.
التراث.. والصوت والصورة
إن مسلسلات المخرج (بسام الملا) التاريخية التراثية، تعرضت لحكايا
تراثية قوامها كثير من العادات والتقاليد التي عفا عليها الزمن، ومن أجل أن يقنعنا
المخرج بصدق تجسيده للمضمون التراثي ذي التقاليد والعادات في أعماله تلك أولاً، ثم
توثيقها وتكريسها بالوقوف على كثير من الجزئيات والتفاصيل فيها ثانيًا، كان لا بد
له كمخرج مدرك لعمله الإخراجي، أن يبرز ذلك من خلال استخدامه لعنصري الصوت والصورة،
بشكل يرفع من مستوى أعماله الدرامية إلى قمة الصدق والنجاح في تجسيده للاحداث
والشخوص عبر فنية الأداء وجمالياته الممتعة.
والمعلوم لنا جميعًا أن هذين العنصرين ـ الصوت والصورة ـ أساسيان لأي
عمل درامي مهما كان نوعه أو صنفه، ولولاهما لما نهض هذا العمل أو قام ذاك المسلسل
بأي شكل من الأشكال، وفي الأعمال المتحدث عنها (من أيام شاميه إلى باب الحارة) برز
هذان العنصران بشكل واضح وجلي، وذلك لأنها أعمال ومسلسلات قامت بنية مضامينها ونهضت
جل مواضيعها على تكريس فكرة التراث وتوثيقيها، بما تحمل في ثناياها من حكايا وقصص
تتعلق بكثير من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في تلك الأزمنة. حيث يتضح
للمشاهد/ المتفرج من خلالهما ملامح هذه الأعمال، ويتكشف ما فيها من أبعاد وعناصر
متعددة، سواء فنية/ جمالية، أم فكرية/ اجتماعية، مما يكتمل معه - في نهاية المطاف-
مشروع الفرجة والمشاهدة، ليخرج المشاهد بعد ذلك من فرجته للأحداث المبنية على عنصري
الصوت والصورة، وقد حصّل جملة من المعارف حول فكرة التراث والعادات والتقاليد، ومن
ناحية أخرى، تماهيهِ مع هذه الأحداث واندماجه مع شخوصها وأبطالها، ليصبح كأنه واحد
منها، متتبعًا لها ومشاركًا فيه، يحمل آلامها وهمومها، وتهمه أحلامها وآمالها،
بدلاً من أن يكون مجرد مشاهد حيادي، يرقب الأحداث والشخوص عن بعد فقط.
وجدير بالذكر، أن المقصود بالصورة هنا ليس تلك الصورة الفوتوغرافية
المفرغة من المحتوى الدرامي، إنما الصورة الحية الفاعلة، ذات المدلول الملائم
للرؤية الإخراجية الداعمة لمضمون العمل، والناقلة للأحداث وما فيها من مؤثرات
وصراعات بأسلوب فني جميل ومؤثر. وهذا الشيء ينطبق على عنصر الصوت. إذ لا نعني به
مجرد الحوار الفارغ والثرثرة التي لا قيمة لها، أو الضجيج المنبعث من بعض الآلات
الموسيقية بلا طائل أو فائدة..، وإنما نقصد به الصوت المترجم لأحاسيس العمل،
والنابض بالمعنى الذي يريد أن يوصله لنا المخرج من خلال اكتمال رؤيته
الإخراجية.
حرفية المخرج
ومن هنا أقول- حسب اعتقادي- أن المخرج (بسام الملا)، وفي مسلسلاته
سالفة الذكر، قد برزت حرفيته المبدعة وقدرته المتمكنة في اللعب على هذين العنصرين:
الصوت والصورة، بشكل فني، جميل ومدروس في الوقت نفسه، وصل حد الإبداع والتميز في
إبراز وظيفته كل منهما ودوره عند قيامه بالتجسيد الدرامي للمضمون التراثي، بما يحمل
من عادات وتقاليد. فالحواريات بشقيها: الديالوجية والمنولوجية، كجزء من منظومة
الصوت ذي الأقسام المتعددة مثل: الموسيقى والأغاني وبعض المؤثرات الصوتية
الأخرى..إلخ والتي ضمنها المخرج (الملا) في أعماله وأقامها بين الشخوص والأبطال،
وبما حملها، أيضًا، من بعد أدائي/ تمثيلي يتناسب مع منظومة الجمل والعبارات وفق
قصدية اللقطة الدرامية وهدفها، كرست بوضوح جلي، كثيرًا من الثيمات التراثية
المنطوقة، والمتعلقة بالمفردات والجمل التي كانت مستخدمة في تلك الحقب الزمنية
المنصرمه، من حوارات وأمثال وحكم ...الخ، إضافة إلى إيراد بعض الأغاني الفلولكلورية
والمقطوعات الموسيقية التي وضعت في هذه الأعمال الدرامية كمؤثرات صوتية، أضفت عليها
رونقًا وحسنًا وبعدًا جماليا جذابًا، بحكم إيقاعاتها وألحانها المستوحاة من عبق
التراث وموسيقاه في ذلك الوقت، مما وضعنا نحن كمشاهدين لها، في جو الأحداث وزمنها
المتحدث عنها في تلك الأزمان.
ولكن إذا كان الصوت، يوصل الفكرة ويعبر عنها بالأسلوب النطقي، ذي
الذبذبات والترددات الصوتية المختلفة، ليستقبلها المتلقي/ المشاهد من خلال الأذن،
وعبر حاسة السمع. فإن الصورة تعبر عن هذه الفكرة وتعرضها بواسطة معطيات لها علاقة
بفن التصوير والتشكيل، كلغة بصرية تختص باستقبالها حاسة البصر الكامنة في
العين.
وفي الأعمال الدرامية التلفزيونية فإن (الكاميرا) التي تنقل المشاهد
البصرية، هي عبارة عن عين المشاهد / المتفرج التي يرى من خلالها هذه المشاهد. ولذلك
يعطي المخرج - أي مخرج- أهمية كبرى عند تصويره للمشهد الدرامي البصري، وذلك بأن
يختار نوع الكاميرا وزاوية التصوير ونسبة الإضاءة المطلوبة..إلخ. حتى يحصل على مشهد
مستوف لشروطه البصرية، الداعمة لهدفه ورؤيته الإخراجية في هذا المشهد بشكل خاص
وبقيه المشاهد في عمله/ مسلسله على وجه العموم.
وبما أن المضمون العام الكامن في الأعمال التلفزيونية التي أخرجها
المخرج (بسام الملا) من مسلسل (أيام شامية) في عام 1991م حتى مسلسل باب الحارة
بجزأيه: الأول في عام 2006 والثاني في عام 2007م. يتحدث عن التراث، وما فيه من
عادات وتقاليد تكرس كثيرًا من المفاهيم والقيم الإنسانية النبيلة على مستوى
العلاقات الإنسانية والسلوكيات الاجتماعية، كان لزامًا على مخرج هذه المسلسلات أن
يعتني بالصورة الفنية، كتعبير مرئي، كما الصوت كبعد. نطقي/سمعي، وتحويلها إلى لغة
بصرية تقرؤها العين، وذلك من خلال توظيفه لكامل قدراته الإخراجية في إبراز الكادر
التراثي بكل أبعاده الجمالية كمقتنيات فنية مثل: الزخارف وفن الأرابيسك
والمنمنمات..إلخ التي كانوا يضعونها في بيوتهم من باب الزينة والتجمل بها أمام
ضيوفهم وزوارهم، لتدلل على مكانتهم الاجتماعية والثقافية التي وصلوا إليها في ذلك
الوقت. أو مقتنيات لها معطيات وظيفية اجتماعية في الحياة اليومية، تتعلق بالأدوات
والأواني المنزلية مثل: أواني الطبخ، والملابس المطرزه، والمقاعد،
والفراش..إلخ.
ولعلنا شاهدنا في هذه المسلسلات، كيفية تركيز المخرج لعين الكاميرا
على هذه المقتنيات التراثية، مما يعكس لنا اهتمامه بعنصر الصورة في إضفاء جو من
الإقناع والصدق على الحدث الدرامي/ التراثي المطروح في مسلسلاته التلفزيونية سالفة
الذكر.