عبد العزيز حسين أكثر من رجل في عقل واحد سليمان ابراهيم العسكري

عبد العزيز حسين أكثر من رجل في عقل واحد

عشر سنوات طويلة حافلة بالأحداث مرت مُنذ أن غادرنا الأستاذ عبدالعزيز حسين إلى جوار ربه, غادرنا في وقت نحن بأمس الحاجة إلى وجوده بيننا, فهو الهادئ الرزين, صاحب الكلمة العاقلة, والرؤية الثاقبة البعيدة, صفات رجل, ما أحوجنا له لا سيما في مثل أيامنا القلقة المضطربة هذه, والحبلى بكل ما هو غير متوقع.

كان - رحمه الله - من أولئك الرجال الذين يمتلكون مضاء العزيمة, ورهافة الحس, وفي الوقت نفسه صرامة الإرادة ونقاء السريرة, هو من الرجال الذين يتركون في حياتنا - دون قصد - علامات فارقة لا تنمحي, رجال كالضوء الذي لا تشعر بوهجه أو مضايقته, لكنه ضوء ينير أمامك دروب الحياة المتشابكة والمتعرجة, فقد اجتمعت في عبدالعزيز حسين صفات قلما تجتمع في رجل واحد, خاصة في مرحلة سريعة التطور والتقلب, سياسياً واجتماعياً وثقافياً, فقد اجتمعت فيه صفات المعلم والمسئول السياسي والدبلوماسي والوزير والمفكر والمجدد, وكأنه أشخاص عدة قد تجمعت وانصهرت في قلب وعقل واحد. ولكن الصفة الأساسية التي كانت معلماً من معالمه هي قدرته على الإنجاز. فما إن يقتنع بفكرة ما حتى يضع الهدف لتحقيقها نصب عينيه, ومهما ناوأته الظروف لا يحيد عن غايته, حتى يتمكن أخيراً من إنجازها. لم يكن يرضى بالبقاء في نفق الأماني والأحلام التي لا تتحقق, كان دائماً يوقد مشعلاً ويمضي به لنهاية النفق, كأن هناك ضوءاً دائماً ينير أعماقه, ويمكنه من الوصول إلى غاياته.

بعد عشر سنوات طوال مرت ونحن نتحدث عنه, وكأنه لا يزال يسكن بيننا, يشاركنا همومنا, ويشد من عزيمتنا, وينشد الأمل والتفاؤل في دروب أيامنا وليالينا. إنه يعيش في جوانحنا, نعم.. أليس هو المعلم والأستاذ?

عندما يتذكر الإنسان الغائب عن عينيه والساكن في عقله تشده حكايات الذكرى والتذكر, وحكاياتنا مع الأستاذ عبدالعزيز كثيرة. كانت أول حكاية لي معه يوم كنت طالباً في المرحلة الجامعية, وبعد أن أنهينا الامتحانات, في بداية فصل الصيف, تجرأت مع أحد أصدقائي وذهبنا للقائه, وهو السفير الكويتي الأول لدولة الكويت لدى الجمهورية العربية المتحدة, تحت قيادة جمال عبدالناصر, وكان مقر سفارته هو أيضاً مقراً لاتحاد طلبة الكويت بالقاهرة.. وكان طلبنا أن يساعدنا على أن نحصل على بعثة دراسية صيفية لتعلم اللغة الإنجليزية في بريطانيا.. أجابنا بسرعة وبصرامته المعهودة: تعلموا الإنجليزية بجهودكم الذاتية. وأضاف, وهو يهم بمغادرة المكان: إن الأديب الكبير العقاد علّم نفسه بنفسه وذكر أسماء أخرى من المشاهير في عالم الأدب والثقافة, ممن لم تتح لهم الظروف الدراسة خارج مصر. أتذكر الآن هذا اللقاء الأول الذي ترك في نفسي انطباعاً هو مزيج من النفور منه, وفي الوقت نفسه, الإعجاب بتلك الشخصية التي تفيض على نفسك بالطمأنينة والشعور بالأمان.

نجم الإدارة والتربية

وتمر السنوات الطوال بعد هذا اللقاء الأول, أسمع به وأتابع إنجازاته والأدوار الكبيرة التي لعبها في حياة الكويت, في التعليم والسياسة والثقافة, ولكن بعيداً عن مواقعه ونشاطاته, إلى أن عدت في أواخر عام 1978م, من بعثة دراسية في بريطانيا, وتشاء الظروف والأقدار أن ألتقي به مرة أخرى, وأعمل - هذه المرة - تحت لوائه وقيادته المباشرة.. كما كنت أسمع عنه وهو النجم في سماء الإدارة والتربية والسياسة في الكويت, كان هو أيضاً يعرف عني الكثير, ويتذكر نشاطاتي الطلابية والإدارية اللاحقة في مكتب مقاطعة إسرائيل, فعندما قابلته - ولم تكن مقابلتي له بنية العمل معه, بل لاستكشاف إمكان المساعدة في أعمال المجلس الوطني للثقافة الناشئ حديثاً لفترة مؤقتة - واستطاع وبسهولة أن يفرض عليّ مرة أخرى تلك الشخصية الصارمة, والتي لا يوحي مظهرها بمضمونها الكامن خلف تلك الصرامة. اكتشفت أن السنين وأعباءها, من التعليم إلى الدبلوماسية إلى السياسة في موقع القرار, لم تغير من تلك الصورة التي انطبعت في ذهني عنه في لقائنا الأول السريع في القاهرة في بداية الستينيات. خرجت من لقائه الثاني وكلي تصميم على العمل معه وتحت قيادته في المؤسسة الثقافية الوليدة, والتي هي حلمه ودرة تاج منجزاته في مجالي التعليم والثقافة... أعطاني بكلمات قليلة كل الثقة, ووضع على كاهلي من المسئولية ما كنت أتصور أنني قادر على حملها, وكما وصفه الصديق الدكتور خليفة الوقيان (... مدرسة للإدارة أو القيادة, بعيداً عن التقليدية والبيروقراطية... لم يكن الأستاذ عبدالعزيز حسين قيادياً تقليدياً, فهو يعتمد مبدأ اللامركزية في الإدارة, ويعطي لمساعديه كل الصلاحيات التي يخول له القانون التنازل عنها. ولذلك لم يكن دولاب العمل يتوقف في انتظار توقيع منه على إجراء روتيني كما يفعل سواه). وانطلقت منذ الوهلة الأولى التي تسلمت العمل بها مندفعاً بالطاقة الهائلة التي ولدها بداخلي لدرجة أنه استوقفني مرة واحدة فقط - ولم تتكرر حتى غادر منصبه عام 1985 - منبهاً لي بالتقليل من الاندفاع والسرعة في إنشاء الوحدات الإدارية والمالية والفنية التي يتطلبها بناء هذه المؤسسة الجديدة, قائلا: (لا تحمل أعباء أكثر من طاقتكم, ولا تحمل المجلس الوطني للثقافة مسئوليات جديدة قبل استيعاب ما لديه الآن, وقبل تكوين وبناء الكوادر البشرية القادرة على إدارة تلك الوحدات...). قلت له: إنني أعمل من أجل تحقيق ما تطمح أنت أن تراه قائماً ومنجزاً, فأنا أعمل وأجتهد وأحمل مسئولية هذا الاجتهاد, انطلاقاً من ثقتك وقناعتك بقدراتي, وزملائي في المجلس, وعلى رأسهم أستاذنا أحمد العدواني, الأمين العام, وصديقي الدكتور خليفة الوقيان الأمين المساعد لشئون الثقافة. وكانت أول وآخر مرة أسمع منه توجيهاً في عملنا الإداري والمالي وحتى الثقافي.

إيمان بالعلم والثقافة

إن استعراض حياة الراحل العملية يؤكد حقيقة ثابتة بأن ما آمن به من تصور للنهوض بوطنه والرقي بمكانته الإقليمية والعربية, حوّله إلى هدف سعى إلى تحقيقه منذ بداية حياته العملية, وربما منذ أن كان على مقاعد الدراسة في القاهرة ولندن, آمن بأن العلم والثقافة هما عماد بناء الشعوب ونهضة الأمم, فأوقف حياته كلها في هذا المسار, فانطلق من إدارة بيت الكويت من القاهرة (إدارة الإشراف على طلبة البعثة الكويتية من القاهرة) حاملاً رؤيته الوطنية لبلده الكويت, مدركاً أنها جزء من الوطن العربي, وتقع على الخليج العربي في أقصى بقعة في مشرق الوطن العربي.. فقد أدرك الرجل ببصيرته الثقابة أن كيان الدولة الوليدة لن يترسخ, وفقاً لقواعد الجغرافيا السياسية, إلا اعتماداً على عمقين, العمق الخليجي, والعمق العربي, لذا نجده قد بدأ بتركيز جهوده أثناء توليه لمسئوليته كمشرف على طلبة الكويت بالقاهرة, بتعريف العرب - وكانت القاهرة في الأربعينيات من القرن العشرين قلب وعمق العرب - بالكويت وشبابها الناهض, في وقت لم يكن العرب يعرفون حتى اسم الكويت, أو أين تقع على الخارطة, فقام - لتحقيق هذا الهدف - بإنشاء مجلة (البعثة) عام 1946م من القاهرة.. ويقول عنها: (كان موضوع إصدار مجلة للكويت بمصر أحد الشواغل المهمة التي رأينا أن لها أولوية تستحق الاهتمام... وفي ذلك الحين لم تكن تصدر من الكويت صحيفة ما, دورية أو أسبوعية أو يومية..). وكان وجوده في القاهرة في تلك الفترة عاملاً مهماً في تكوين علاقات وطيدة مع قيادات التعليم والتربية في مصر, وتحول إلى مركز خليجي يؤكد يوماً بعد يوم أهمية ذلك اللقاء بين مصر ومن فيها من العرب بشرق الوطن العربي, مركزاً على منطقة الخليج العربي بشكل خاص, وعندما تولى إدارة المعارف في بداية الخمسينيات, رفع شعاره الخاص الذي قال عنه يوماً: (إننا نعمل على أن نقطع في نهضتنا هذه خلال ربع قرن ما قطعه غيرنا في عشرة قرون). فأكد على هذه الرؤية الثاقبة بعمل متواصل لم يتوقف أو ينقطع في إدخال التعليم الحديث بكل ما فيه من حداثة في المناهج, ووسائل التعليم, ومكونات المدرسة, ومواصفات المعلم والمعلمة, وبسرعة مذهلة استطاع أن يقنع القيادة السياسية بضرورة أن ترصد المبالغ الطائلة للتعليم, وكانت موازنة دائرة المعارف في مرحلة من المراحل أكثر من (10%) عشرة في المائة من دخل الدولة الكلي... وفي غمرة انشغاله المضني في قيادة بناء هذه النهضة التعليمية, لم يغفل عن هدف ترسيخ الوجود الكويتي في منطقة الخليج, فقد طبق منهجه ورؤيته للدور الكويتي الإقليمي, فبدأ في إنشاء المدارس على امتداد مناطق دول الخليج, حيثما أمكن ذلك, ولقي موافقة من تلك الدول, بل وامتد هذا إلى الجنوب اليمني المحتل في ذلك الوقت.

وأصبحت إدارة المعارف قلب الاهتمام الكويتي, وتحولت إلى مركز إشعاع على مستوى الوطن علماً وثقافة, وهما الركنان اللذان وضعهما نصب تفكيره كأساس للنهضة والترقي.. فنراه يؤكد ذلك بقوله: (في أثناء عملي مديراً لإدارة المعارف, كان اهتمامي الأول هو نشر الثقافة إلى جانب التعليم. وفي تصوري, أنا وزملائي في إدارة المعارف في ذلك الوقت, أن الثقافة جزء مهم من التربية والتعليم, واهتمامنا انصب على إقامة الأسابيع الثقافية في الكويت, واستدعاء المفكرين لإلقاء محاضرات, وشمل اهتمامنا إصدار النشرات التربوية والمجلات المدرسية, والاحتفالات الثقافية في جميع المدارس ودون استثناء...).

وكانت هذه الأسابيع أوسع حركة ثقافية تشهدها الكويت وتستقطب أشهر وأهم رموز الثقافة والتعليم والفكر في العالم العربي, من مصر, ولبنان, وسورية, والعراق, كل ذلك يحدث في الكويت ما بين عامي 1956 إلى 1959م, وتنشر كل تلك المواسم الثقافية في مجلدات فاخرة أولاً فأولاً, وتطبع في أشهر مطابع عربية في ذلك الوقت, وهي مطابع دار المعارف بمصر, التي كانت تنشر كتب طه حسين وغيره من كبار قادة الفكر والثقافة في العالم العربي.

ويتسع المشهد الثقافي الكويتي يوماً بعد يوم, ضمن استراتيجية تحول الكويت إلى مركز للثقافة العربية, فتستضيف الكويت المؤتمر الرابع لـ (اتحاد الأدباء العرب), ولتكون الكويت رابع دولة تستضيف هذا الاتحاد, بعد مصر ولبنان وسورية, ولهذه الاستضافة دلالتها الكبيرة, خاصة عندما نتذكر من كان رئيساً لهذا الاتحاد, ومن هم أعضاؤه, كان الشاعر الكبير ذو الميول اليسارية محمد مهدي الجواهري على رأسه, ووجد هذا الاجتماع من الحرية في القول والنقاش ما لم يجده في كثير من الدول الكبرى العربية في تلك المرحلة.

إن الاستمرار في تعداد منجزات الأستاذ عبدالعزيز حسين وأحلامه الكبيرة لن يتحملها مقال صغير, إنما أرى من المهم أن أقف عند (درة تاج) أحلامه الثقافية وهو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب, وختام منجزاته الكبيرة, فبعد إنشاء معهد الكويت للأبحاث العلمية, والمعهد العربي للتخطيط, كان قيام المجلس الوطني للثقافة, الذي كان باكورة منجزاته إصدار كتاب (عالم المعرفة), ثم مجلة (الثقافة العالمية), واستضافة المشروع العربي الثقافي المهم وهو (الخطة الشاملة للثقافة العربية) والتي صدرت بعدة لغات بعد العربية.

المشروع الثقافي الكويتي

سعى الراحل الكبير منذ أن تقلد مسئولية التعليم لبناء المشروع الثقافي الكبير, ألا وهو (مكتبة الكويت الوطنية), وتمكن في وقت مبكر, وهو وزير في الحكومة, من تخصيص أرض كبيرة مقابلة لقصر السيف لإقامة هذا الصرح الذي كان الراحل هو المسئول - ربما الوحيد - الذي يعرف قيمته العلمية والحضارية لدولة ناشئة مثل الكويت.. ولم تسر الأمور كما كان يشتهي, فسحب الموقع, وأقيم عليه مسجد الدولة الكبير, هذا ما أخبرنا عنه شخصياً.. وظلت فكرة هذا المشروع ماثلة في ذهنه باستمرار, إلى أن تمكن من توفير موقع بديل وهو الأرض الملاصقة لمتحف الكويت الوطني على شارع الخليج العربي. وأذكر أنه استدعاني في يوم من أيام عملي كمسئول عن شئون المكتبات العامة, وطلب مني عمل سياج حول الأرض ووضع يافطة كبيرة باسم مشروع مكتبة الكويت الوطنية, حتى لا يتم الاعتداء مرة أخرى على الموقع, ولا أنسى أبداً ابتسامته وسعادته عندما كنا في ديوانيته بعد تركه الوزارة وذلك في عام 1995, عندما أطلعته على المرسوم الأميري الذي صدر بإنشاء مكتبة الكويت الوطنية, وعلق قائلا: الآن يكتمل عقد التعليم والثقافة, فالجامعة والمجلس الوطني ومكتبة الكويت الوطنية, أضلاع ثلاثة لأي مشروع نهضة للكويت.

كانت أيامه معنا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أيام خصب وعطاء وإثراء متواصل للثقافة والفنون والآداب, كان عصراً من البناء الوطني والنهضة الوطنية على مستوى الفكر والثقافة.

وكان قراره بالتقاعد عن العمل الوزاري بعد انتخابات 1985م, حدثاً لم يحسب الكثير - وقتها - لنتائجه, سواء على المجلس الوطني أو على مستوى الأداء الوزاري, لقد خسرت الكويت الكثير بغياب رجل من جيل رواد النهضة والبناء ممن تحملوا عبء التحول من مجتمع صغير يكافح ببطء في طريق النهوض, ليلحق بالشعوب المتحضرة, وليقطع في 25 عاماً ما قطعته الشعوب المتقدمة في عشرة قرون.

وقبل أن أختم هذه الكلمة في ذكرى الراحل, لا بد من الإشارة إلى اجتماعه بنا يوم أن عاد من لقائه بصاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح, وكان لقاء التوديع والشكر بعد إصراره على التقاعد عن العمل الوزاري, فقد جمعنا في آخر يوم عمل له في مكتبه بالوزارة, وأخبرنا أنه طلب من صاحب السمو رداً على سؤاله عن رغباته وهو يغادر كرسي الوزارة قائلاً: (ليس لي أي طلب أو رغبة في أمر, سوى أنني أتمنى أن تبقى رعايتك مباشرة للمجلس الوطني, ولأولادك العاملين فيه). فما كان من صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد, إلا أن طلب منه أن يبلغنا برغبة سموه لقاءنا في اليوم التالي.. وكنا ثلاثة, المرحوم أحمد مشاري العدواني الأمين العام, والدكتور خليفة الوقيان الأمين المساعد, وأنا الأمين المساعد الثاني, كان لقاء طويلاً بدأه الأمير الراحل بكلمة موجزة عن عبدالعزيز حسين تحمل معاني النبل والوفاء والاعتزاز بالرجال المخلصين المبدعين.. العاملين بصمت وتفان في سبيل الوطن وناسه. رحم الله أميرنا جابر الأحمد وأستاذنا عبدالعزيز حسين, فالرجلان من زمن البناء والعطاء والعقلانية.

في ذكرى عبدالعزيز حسين

إن الحديث عن الأستاذ عبدالعزيز متشعب الأصول ولا يمكن اختصاره, وأملي أن يأتي الوقت الذي تتيسر فيه الفرص والظروف لأداء هذه المهمة من القادرين عليها. وكم كنت أتمنى لو أن الفقيد دوّن شيئًا من حياته وتجاربه الواسعة والغنية في شتى مجالات حياته ونشاطه وإسهاماته. وفيما يخصني, فقد تعرفت على الأستاذ عبدالعزيز حسين لأول مرة وعن قرب عندما تم تعييني في أوائل عام 1954 في دائرة المعارف بوظيفة سكرتير للمرحوم سليمان العدساني الذي كان في ذلك الوقت يشغل وظيفة مدير الدائرة الإدارية والمالية بينما الأستاذ عبدالعزيز كان يشغل وظيفة مدير الدائرة الفنية وهي الدائرة المختصة بالإشراف على المدارس وتعيين المدرسين والمناهج الدراسية إلى كل ما له علاقة بالثقافة والتعليم.

والأستاذ عبدالعزيز - رحمه الله - تربى في بيت علم ودين وكان والده ملا حسين التركيت محدثًا وإمام مسجد في الحي الشرقي في مدينة الكويت. ويقال إن كلمة (التركيت) هو اسم شراع السفينة الثالث الصغير الذي يرفع في مقدمتها.وأن جد الأستاذ عبدالعزيز كان قصير القامة, والمعروف أن معظم أهل الشرق أو الحي الشرقي كانوا يحترفون مهنة البحر سواء في الغوص أو الطواشة المشتقة من كلمة طواش وهو تاجر اللؤلؤ كما يطلق هذا الاسم على السفينة وصاحبها الذي يمتهن تجارة اللؤلؤ. وكما هو معروف في المجتمعات العربية فإنها تمارس في أحاديثها وتشبيهاتها الأمثال النابعة من بيئتها. فأهل البحر لهم أمثالهم وهي معروفة ومتداولة, كما أن أهل البادية لهم أمثالهم المقترنة ببيئتهم وهكذا.

والأستاذ عبدالعزيز من أوائل الكويتيين الذين سافروا إلى مصر وغيرها من البلاد العربية والأوربية في أواخر الثلاثينيات وما بعدها, الأمر الذي أهّله لتولي شئون التربية والتعليم, الأمر الذي أظهر مواهبه وقدرته على تولي أعلى المناصب في الخدمة العامة. وكما ذكرت فإن الحديث عن عبدالعزيز لا يمكن إنهاؤه بهذه السطور القليلة وهي مساهمة متواضعة في ذكرى الأستاذ عبدالعزيز حسين رحمه الله.

بدر خالد البدر
مدير إدارة المطبوعات والنشر سابقا

 

سليمان ابراهيم العسكري 
 




أمير الكويت المغفور له الشيخ عبدالله السالم يصافح عبد العزيز حسين





أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد عندما كان يشغل منصب وزير الخارجية عام 1987 ومعه الاستاذ عبد العزيز حسين يستقبلان الرئيس حسني مبارك في مطار الكويت