المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

الكويت

فنانو العالم في ملتقى الفنون الإسلامية

تحت شعار «الفنون الإسلامية... هوية وحوار» نظمت وزارة الأوقاف الكويتية بالتعاون مع مركز الكويت للفنون الإسلامية بالمسجد الكبير ملتقى الكويت الثالث للفنون الإسلامية بمشاركة دولية تتألف من خمسة وستين فنانا بين خطاط ومزخرف وحرفي وباحث من 32 دولة، تمثلت بمساهمة مؤسسات وجمعيات أهلية عالمية تعنى بالفنون الإسلامية.

وعلى مدى الأسبوعين، شهد الملتقى العديد من الأنشطة والفعاليات النظرية والتطبيقية إلى جانب معارض متنوعة نظمها القائمون على الملتقى اشتملت على معرض الخط العربي، معرض المؤسسات المشاركة، معرض تطبيقات الفنون الإسلامية على الخشب، بالإضافة إلى جناح الأطفال والنشء.

تناولت الندوات الفنون الإسلامية بالشرح والتفصيل الدقيق، فتحت عنوان «الوحدة والتنوع في الفنون الإسلامية»، حاضر الدكتور إدهام حنش من العراق حول «إشكالية التنوع في فن الخط العربي» كما شارك الدكتور منور المهيد عميد كلية الفنون الإسلامية التقليدية في جامعة البلقاء بورقة عمل بعنوان «حقيقة الفن الإسلامي بين الوحدة والتنوع»، وتحت العنوان ذاته قدم الدكتور روضان بهية الأستاذ بكلية الفنون الجميلة في جامعة بابل نموذجا للوحدة والتنوع في الزخارف الآجرية الجدارية من خلال المدرسة المستنصرية. ومن الولايات المتحدة الأمريكية حاضر الخطاط محمد زكريا حول المجموعة الملكية من فن الخط العربي مقدما مجموعة رائعة من الأعمال الصغيرة التي ترجع إلى حقبة فن الخط العثماني. وكان للمرأة الخاطة حضورها في محاضرة نُظمت بعنوان «الخطاطات المسلمات خلال التاريخ» للدكتورة هلال قازان، استعرضت من خلالها أسماء أشهر الخطاطات في التاريخ الإسلامي.

برزت في الملتقى الثالث للفنون الإسلامية أسماء نسائية في الخط والزخرفة من بينهن ثريا سيد من باكستان، والمزخرفة فاطمة أوزجاي وهي أصغر أبناء أسرة أوزجاي التي اشتهرت بإتقان جماليات الخط العربي.

لقيت ورش العمل تجاوبا وحضورا من المهتمين بالفنون الإسلامية وجماليات الخط العربي، كالتي شارك فيها الفنان صالح بابلر الذي اشتهر بعمل النقوش الزخرفية، وورشة فن الابرو-الترخيم - التي قدمها الفنان حكمت باروتشيغل من أكاديمية الفنون التركية بالشرح والتطبيق. أما ورش الخط العربي فكان لها النصيب الأكبر، حيث شارك فيها كبار الخطاطين مثل الإيراني كرمعلي شيرازي، والعراقي صباح أربيلي، والمصري صلاح عبدالخالق، والتركي محمد أوزجاي.

وتميز هذا الملتقى بجناح عائلي ضم ورشة عمل خاصة للأطفال هدفت إلى رعاية المتميزين منهم وتنمية مهارات الكتابة والخط لديهم بالإضافة إلى تحفيزهم للاهتمام بالفن الإسلامي.

القاهرة

فى مؤتمر المخطوطات العربية
القدس.. ذاكرة المكان والإنسان

انتهى العلماء العرب المشاركون في المؤتمر الدولي «تراث القدس.. ذاكرة المكان والإنسان»، الذي عقدته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأيسيسكو)، أخيرًا بالقاهرة عبر معهد المخطوطات العربية بالتعاون مع جمعية الدعوة الإسلامية العالمية بليبيا، إلى ضرورة تبني فكرة وضع معجم تاريخي - جغرافي لإحياء المقدس وخططها والتعريف التاريخي بها وإنزالها على خرائط ورقمنة مخطوطات مكتبة القدس للحفاظ عليها من ناحية، ولإتاحتها للباحثين على أوسع نطاق، وعمل ببليوجرافيا تفصيلية شاملة لمخطوطات فضائل بيت المقدس، وكتب الرحلات التي قصدت هذه المدينة المقدسة تمهيدا لوضع خطة لتحقيقها ونشرها، وإنشاء مكتبة في معهد المخطوطات العربية تتخصص في شئون القدس، وتضم مصورات للمخطوطات المقدسية، والمخطوطات التي تدور حول القدس، وجمع مكونات هذه المكتبة من مختلف أنحاء العالم وذلك للحفاظ على هذا التراث، وإصدار سلسلة من المطبوعات تحت عنوان «تراث بيت المقدس» بصورة دورية بحيث تشمل: الفهارس والكتب وغيرهما من أوعية المعلومات، ودعوة المؤسسات الثقافية العربية للإسهام في حملة ترميم مخطوطات بيت المقدس، مع الاهتمام بعقد الحلقات الدراسية، التي تنصب على التعريف بتراث المدينة ودراسته وحفظه من الاندثار، وإنشاء موقع متعدد اللغات على شبكة الإنترنت لخدمة تراث بيت المقدس، وربط المكتبات بهذا الموقع.

وكان الدكتور المنجي بوسنينة، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، قد أشار في كلمته فى افتتاح هذا المؤتمر، في حضور رئيس لجنة بلاد الشام الدكتور محمد عدنان البخيت، والأمين العام للمؤتمر الإسلامي لبيت المقدس الدكتور عزت حبردات، ومدير مكتبة المسجد الأقصى والمتحف الإسلامي بالقدس د.خضر سلامة، وعميد مؤسسة إحياء التراث الإسلامي الدكتور محمد هاشم غوشة، ومدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية الدكتور يوسف زيدان، والمدير العام لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي عادل صلاحي، ونائب رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع، إلى أن القدس كانت حاضرة دائما في وجدان المنظمة وعقلها، وفي خططها ومشروعاتها، باعتبار المنظمة هي المرجع القومي للأمة العربية في كل ما يتصل بمجالات التربية والعلوم والثقافة، هادفة إلى لفت الانتباه إلى هذه المدينة وتراثها ووضع قضيتها على بساط البحث بوصفها جزءا رئيسيا من القضية الجوهرية للعرب والمسلمين، على أساس أن الجهود الثقافية هي الحلبة الأكثر أهمية وخطورة في ما نعيشه اليوم ما بين حوار الحضارات أو الثقافات وصراعها.

وأوضح الدكتور فيصل الحفيان، منسق برامج المعهد، أن الهدف الأساسي من المؤتمر هو الخروج بما يمكن تسميته بـ «وثيقة تراث القدس»، لتبقى قضية «تراث القدس» حية باعتبارها همًا كبيرًا من هموم الأمة، لابد من الإلحاح عليه ليظل حاضرا لدى صناع القرار والمؤسسات التراثية العربية والإسلامية، والغيورين على أمتهم وتراثهم.

وفي بحثه حول «المجموعات الخطية المفهرسة بمدينة القدس»، ركز الدكتور يوسف زيدان، على قضية مهمة تتمثل في أن أي باحث لا يستطيع حتى أن يتمنى تصوير مخطوطة من مخطوطات القدس، وأن الكلام عنها يظل، في أكثره، نظريا لأن كل ما هو فلسطيني ومقدسي واقع تحت يد الاحتلال وتحت سيطرة الأفق اليهودي.

وفيه يقدم زيدان أكثر من مفاجأة منها: اكتشافه مخطوطة أصلية ضمن مجموعة «بلدية الإسكندرية» كتبها العالم النحوي الشهير ابن هشام الأنصاري، تحت عنوان «فضائل بيت المقدس» وهو عمل غير معروف للمشتغلين بالتراث العربي، مع أن المخطوطة يعود تاريخ كتابتها إلى سنة تسعمائة هجرية!

وفي بحثه الذي يقدم قراءة لتطور تاريخ النصوص التراثية المخطوطة بالقدس والفهارس التي صدرت خلال السنوات العشرين الأخيرة للمجموعات (العربية) بالمدينة، يقدم زيدان مفاجأة أخرى هي وجود مجموعة مخطوطات عربية عددها 1055 مخطوطة (أقدمها يعود إلى القرن الثالث الهجري) جمعها الباحث اليهودي شالوم يهودا، وموجودة حالياً بالأرشيف الإسرائيلي للمدينة، وقد قاموا هناك بعمل نسخ مصورة منها تباع النسخة الواحدة بمبلغ 32 ألف يورو، وهم يعلنون عنها لدى الجهات المتخصصة والأفراد المهتمين، ويمنحون خصومات خاصة بحسب ما يرونه مناسبًا، ويحصِّلون العائد المادي لهم وكأنهم في حاجة إلى مزيد من الأموال التي يجمعونها على حساب تراث فلسطين المخطوط!

أما الدكتور محمد عبد الوهاب جلال فقد حاول أن يستجلي ديناميكية الموقع المقدسي في بحثه «تراث القدس وفلسفة المكان» مبرهنا على أن الاكتفاء باعتبار القدس ضلعا في مثلث الجغرافيا الروحية للمسلمين، وبالتالي فحصر تراثها في البعد الروحي - بالمعنى الحرفي - ينطوي على تجاهل لديناميكية هذا التراث ولإمكاناته الكامنة، التي من الممكن أن تسهم في بعث العقل العربي باعتبار أن قداسة القدس ليست لاهوتا للمكان بل هي تناغم مع سيرة التوحيد يرتقي بالوجود الإنساني الذي لا يفاضل بين معيش ومعاد، ولا يتأزم من ثنائية العقل والروح، ولا يمزج الناسوت باللاهوت، فالقدس أفق ابستمولوجي واعد لمستقبل العقل العربي الإسلامي.

مصطفى عبد الله

الخرطوم

إحياء ذكرى الشاعر الهادي آدم

أقام المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون التابع لوزارة الثقافة والشباب والرياضة بالسودان بالتعاون مع اتحاد الكتاب والأدباء السودانيين ليلة وفاء بمناسبة الذكري السنوية الأولى لرحيل الشاعر السوداني الكبير الهادي آدم الذي توفي عن عمر يناهز 80 عاما، بعد حياة زاخرة بالعطاء في ميادين الأدب والثقافة والفكر داخل السودان وخارجه.

قدم الشاعر السوداني الكبير الهادي آدم خلال حياته الأدبية للمكتبة العربية عددا من الأعمال والإصدارات الشعرية كان أولها ديوانه (كوخ الأشواق) ثم (نوافذ العدم) و(عفوا أيها المستحيل) وكما اهتم بالشعر اهتم أيضا بالمسرح والنقد ومن ذلك مسرحيته (سعاد)، ونوقشت عدد من الرسائل الجامعية حول شاعريته مثل رسالة الماجستير للأستاذة انتصار الصادق في موضوع دراستها (شاعرية الهادي آدم) التي نالتها بدرجة جيد جدا من جامعة أم درمان الإسلامية، وقد طبعت له مؤسسة أروقة للآداب والفنون بالسودان أعماله الكاملة قبل عامين.

والشاعر السوداني الهادي آدم هو صاحب قصيدة (أغداً ألقاك) التي غنتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم ولحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب.

حضر اللقاء عبد القادر محمد زين وزير الدولة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة السوداني. وضم الاحتفال، على مسرح المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون، العديد من نجوم الشعر الرواد ونجوم التعليم وأهالي قرية الهلالية بوسط السودان حيث مسقط رأس الشاعر الهادي آدم.

وتحدث في الاحتفال الشاعر الخير عبد الجليل المشرف رئيس صندوق رعاية المبدعين حيث تطرق للسيرة الذاتية للشاعر الهادي آدم ومولده بقرية الهلالية عام 1927م وتخرجه من كلية دار العلوم بالقاهرة حيث حصل علي الليسانس في اللغة العربية وآدابها وحصل كذلك على دبلوم عالٍ في التربية من جامعة عين شمس ومنحته جامعة الزعيم الأزهري بالسودان درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب.

وتحدث في الحفل كذلك ابن الشاعر خالد عن أجزاء من سيرة والده ومسيرته الشعرية مشيرا الى أن المجموعة الكاملة لاعمال والده التي طبعتها مؤسسة أروقة للآداب والفنون بالسودان تضم أكثر من 120 قصيدة، كما ان للشاعر إسهامًا واضحًا في المحفوظات المدرسية منذ عقود من الزمان، كما تميزت مسرحيته (سعاد) التي تقدمها الجمعيات الأدبية بالمدارس الثانوية منذ الستينيات من القرن الماضي، وهي مسرحية شعرية، كنوع آخر من الأدب.. والمسرحية تعالج مشكلة زواج بنت في عمر الزهور من رجل شاخت قواه ووصلت به السن إلى مدارك الخرف المبكر.. وقد لقيت هذه المسرحية قبولا كبيرا في الأندية والمدارس والجامعات، كما أن له إسهامات واهتمامات مقدرة في ساحة النقد الأدبي.

كما تحدث في الحفل ايضا شقيق الشاعرالهادي آدم السفير مبارك آدم متناولا بعض الجوانب غير المعروفة في سيرة الراحل، الذي وصفه بأنه يقدم الشعر بلون الشعر العربي المصبوغ بنكهة السودان، مشيرا الى أن الراحل كان يرفض إطلاق عبارات مثل قولهم: هذا هو الشعر العربي في السودان، ويقول إنها عبارة مرفوضة, والأصح أن يقال عنه الشعر السوداني في العالم العربي وبلغة العرب، فلكل بلد رائحته ونفسه في الشعر , فمن لبنان ظهر شعراء المهجر وفي مصر فئة شاعرية تعبر عن قوميتها.. فالشعر موجود في كل جوانب الحياة. من جانبه أكد د. عمر أحمد قدور الامين العام لاتحاد الكتاب والادباء السودانيين أن الشاعر الهادي آدم يعد من أهم شعراء السودان إلاّ أنه يكاد يكون مجهولا للمتلقي العربي خارج السودان، ويبدو أن هذا قدر لا فكاك منه للمبدعين العرب في الجنوب العربي كما هو اشكالية كبيرة بين المشرق والمغرب العربي، إلا لقلة خدمتها بعض الظروف. ويبقى الحلم في التعامل العربي مع الإنترنت لتجاوز محنة الجهل بالآخر التي امتد زمنها أكثر مما ينبغي وتركت فراغات ووحشة في الساحة العربية نتلمسها بوضوح.

وبدأ عمر أحمد قدور إلقاء قصائد تحية للشاعر الهادي ادم، مع الشعراء مصطفي عوض الله بشارة والفاتح حمدتو وماجدة الهادي آدم وهبات الهادي آدم وصديق مدني.

محمد خليفة صديق

الرباط

أسبوع السينما الإسبانية في المغرب

نظمت كل من وزارة الثقافة الإسبانية، والسفارة الإسبانية، ومعهد ثيربانتيس في المغرب، ومعهد السينما والفنون البصرية، ومركز(Shortmetraje) والمركز السينمائي، والمعهد المختص في السينما والسمعي البصري،الأسبوع السينمائي الإسباني في كل من الدار البيضاء، والرباط، وأغادير، والصويرة على التوالي.

ما يميز الأفلام التي تم عرضها خلال هذه التظاهرة السينمائية هو رصدها للتطور التاريخي للمجتمع الإسباني، وهي عبارة عن وثائق تاريخية وفنية بالدرجة الأولى. ومن المعلوم أن السينما الإسبانية تحتل المراتب الثانوية في المشهد السينمائي العالمي مقارنة مع الدول الأنجلوسكسونية. لكنها تسير في نفس مستوى السينما الإيطالية، والألمانية، والفرنسية، وذلك من خلال تصويرها للتفاصيل الدقيقة التي تخص المواطن البسيط عبر رسم خلجات نفسه التي تمتلئ بالرغبات والغضب والحب والأحلام.

وقد تم عرض خمسة أفلام طويلة، وستة أفلام قصيرة لمخرجين إسبانيين بارزين في الساحة السينمائية المعاصرة.

تناولت بعض الأفلام المعروضة موضوع الأشخاص المهمشين الذين لم يفلحوا في الاندماج في المحيط الاجتماعي ( «أحلق» و«أحوال سيئة»).

فيلم «أحلق» (Volando Voy)2005 للمخرج «مجيل ألبالاديخو»:(Miguel Albaladejo) الفيلم مقتبس من قصة حقيقية، حيث تدور الأحداث جنوب مدريد أواخر السبعينيات. «خوان كارلوس» الملقب بـ «ألبيرا» طفل في السن التاسعة يمتلك مهارات خارقة في سرقة السياقة، اختار الشارع كمدرسة للتعلم.حاول والداه بشتى الطرق إبعاده عن أصدقائه لكن من دون جدوى.

فيلم «أحوال سيئة» (Malas Temporadas) 2005 للمخرج «مانويل مارتين كوينكا» (Manuel Martin Cuenca) يتطرق الشريط إلى وضعية الأسر المقيمة في العاصمة الإسبانية مدريد، ويصور قساوة الأوضاع التي يعيشها المغاربة، وتقاطع ثقافة وقيم وعادات مختلفة. عبر بحث طويل لكل من «آنا» وابنها «ميغيل» رفقة «كارلوس» عن هوية بين الأزقة والشوارع تراودهم رغبة جامحة في الحصول على مكان دافئ ودائم. فيلتقون بأناس ويصطدمون بحالات اجتماعية تجعلهم يعيدون اكتشاف اختلافاتهم ويعيدون التفكير في تطلعاتهم. في النهاية بينما كانوا يعتقدون جميعا أن لكل واحد منهم قدره الخاص به. سيصير من اللازم عليهم أن يقتسموا البحث في ما بينهم من أجل عالم دائم.

بدأ مخرج الفيلم مساره السينمائي كمدير كاستينغ ومساعد مخرج. وبالضبط في شريط (أحسن الأوقات) لفيليبي فيغا سنة 1989م. وكان أول أعماله هو الشريط القصير (اليوم الأبيض). اشتغل في عشرات الأفلام الطويلة مع العديد من المخرجين السينمائيين أمثال: خوصي لويث، وإيسيار بولان، وألان تينر، وخوصي لويث كويردا.

في حين أن فيلمي «أوبابا» و«الصناديق الإسبانية» يهتمان بالماضي وذاكرة الأجيال السالفة.

فيلم «أوبابا» (Obaba) 2005 للمخرج مونتكسو أرمينداريس (Montxo Armendaris) .

يروي الشريط قصة إقليم إسباني خيلي، حيث تقرر «لورديس» حمل كاميرتها الصغيرة وتذهب إلى تلك المناطق وعوالمها. ومن أول لقاء مع سكان «أوبابا» تكتشف أن هؤلاء الناس مازالوا يعيشون في الماضي السحيق ولم يخرجوا منه بعد، أو بالأحرى لا يريدون الخروج منه. ومن بين اختلاط أحاسيس الرغبة والحب والألم تحاول «لورديس» أن تفك لغز هذا البلد وتلك الحياة الغريبة، إلا أنها تكتشف أن هناك دائما شيئا ما غير مكتمل. الفيلم مقتبس من رواية للكاتب الباسكي «بيرناندو أتكساسا» بعنوان (أوباباكواك).

فيلم «الصناديق الإسبانية» (Las Cajas Espanolas) -2004 للمخرج «ألبرتو بورلان». (Alberto Porlan) خلال الحرب الأهلية الإسبانية قامت الحكومة الجمهورية بإنشاء مؤسسة الدفاع عن الكنوز الفنية، وذلك بهدف المحافظة على الآثار التي يختزنها متحف «ألبرادو»، والعمل على تفادي تعرضها للضرر أو التلف في زمن الصراع. الفيلم يتتبع المسالك والمسارات الملتوية لتلك التحف الفنية من اللحظة التي تم تلفيفها وحزمها في مدريد، ووصولها إلى جنيف، ثم عودتها إلى المتحف سنة 1939. حين بدأت الحرب العالمية الثانية في أوربا. وسبق تكريم الفيلم الوثائقي في مهرجان «فالاوليد».

إضافة إلى الإخراج السينمائي، فقد سبق للمخرج «ألبرتو بورلان» أن أصدر ثلاث روايات بالإضافة إلى أربعة دواوين شعرية، ونشر عشرات المقالات التي تعتبر الأكثر انتشارا وقراءة في العديد من المجلات الإسبانية.

في حين تطرق فيلم «الأزرق الداكن المائل إلى السواد» إلى مسألة الانتقال إلى سن الرشد بحثا عن هوية.

فيلم «الأزرق الداكن المائل إلى السواد» (Azul Oscuro Casi Negro) للمخرج «دانييل سنشت بالو»- (Daniel Sanchez Arévalo) يحاول المخرج من خلال هذا الشريط رصد التغيرات التي تطرأ على الإنسان في انتقاله من مرحلة إلى أخرى، ومن إحساس إلى آخر، وكيف أن العلم يأخذ ألوانا أخرى بسبب الأحاسيس.يرث «خورخي» مهنة والده، بعد أن أصيب هذا الأخير بأزمة قلبية.فما كان من «خورخي» إلا أن اعتنى بوالده، ودرس المهنة. في نفس الوقت كان يبحث عن عمل آخر إلى أن التقى بـ «باولا» التي جعلته يرى العالم بألوان أخرى وبريق آخر.

رضوان السائحي

برلين

العرب في برلين

تمثل هذه الدراسة عرضا مرحليا لتاريخ العرب ببرلين -الصادر باللغة الألمانية - منذ عام 900 م إلى العصر الحديث مرورا بالحربين العالميتين، واتحاد الألمانيتين.

قدمت مسئولة الأجانب بربرا يون ببضعة أسطر تمهيدية لهذه الدراسة التي كتب الجزء الأول منها بروفسور Gerhard Hopp والجزء الثاني الدكتور Frank Gesemann، أما الجزء الثالث فهو دراسة إحصائية للعرب ومنشآتهم من اتحادات ثقافية واجتماعية وغيرها، كتبها هارون الصويص. أكدت مسئولة الأجانب في مقدمتها التمهيدية على موضوعية تداخل الأجانب مع الألمان، مشيرة إلى ذلك بالنماذج التاريخية المشرقة التي ربطت ألمانيا بالشرق عبر هجرات العرب لأسباب اقتصادية، وتعليمية، أو لجوء سياسي. إن أول العرب الذين قدموا إلى Brandenburg هو إبراهيم بن يعقوب اليهودي الأصل، كانت زيارته وقتها بعهد الحكم الثاني ملك الأندلس، وهي زيارة دبلوماسية إلى بلاط الملك الألماني Otto 1، وتجارية تهمه كفرد. لقد امتدت أواصر العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدولتين كتبادل متزن لاسيما في عهد السلطان الحكم الثالث. إن تمثيل إبراهيم بن يعقوب لبلاط الأندلس في أوربا هو إشارة واضحة للتسامح والانسجام السلمي بين الأجناس في عهود الملوك العرب كالحاكم الثاني. تدرج إبراهيم بن يعقوب في رحلاته من فرنسا إلى هولندا وبلجيكا ومن ثم إلى برلين وبولندا، فسجل هذا الدبلوماسي ورجل الأعمال مذكرات سفر ختم جزءًا منها بوصف براندنبورغ. انصرمت مئات الأعوام، قرابة 900 سنة، بعد هذه الزيارة دون أن يذكر للعرب على وجه الدقة رحلة جديدة إلى برلين، إلى أن أطلت الإمبراطورية العثمانية، مثابرة بتحديها للغرب، فكانت تجهر وترسل البعثات التعليمية إلى أوربا لتلقي العلوم لاسيما العسكرية منها لأجل تأهيلها على البقاء كقوة عالمية منافسة لإمبراطوريات ذلك العهد. وقتئذ اشتهر محمد علي باشا حاكم مصر بحبه للعلم وبعثه للطلاب وراء الحدود للتحصيل العلمي، والتقني ودراسة اللغات والعلوم العسكرية، إلا أن ألمانيا لم تحظ باهتمامه فكان يوفد المبعوثين إلى فرنسا وانجلترا، على النقيض من عباس الأول الذي بعث في عام 1849 طلبة لدراسة الطب في ميونخ جنوب ألمانيا. إلى برلين قدم أول سبعة طلاب مصريين في عام 1853م، كان من بينهم حامد أمين، الذي سرح من وظيفته من قبل الإنجليز لاشتراكه في ثورة أحمد عرابي. توالت رحلات الرحالة في ما بعد إلى برلين، غير أنها كانت كتقارير خاطفة باستثناء سالم بطرس اللبناني الأصل، الذي زار برلين في عام 1855 ضمن رحلاته إلى فرنسا، والنمسا والمجر، فكان بذلك ثاني رحالة متمرس بعد إبراهيم بن يعقوب، كتب بموضوعية عن برلين بالرغم من إعجابه بها ووصفه لقصر Wilhelm 1، والحدائق العامة إلا أنه كان يفضل مدينة Potsdamm على برلين كما يبدو في وصفه. تمثل القيصرية في ألمانيا في القرن التاسع عشر عهد تحد، واستكشافا لأصقاع العالم، وحروبا داخلية مع دول الجوار لاسيما مع فرنسا عام 1870، التي كان ضمن صفوف جنودها الجنود الجزائريون، الأمر الذي أثار انتباه الأديب أحمد فارس الشدياق لكتابة كتاب بمؤازرتهم نُشر عام 1872 في اسطنبول. كأسرى حرب اقتيد بعض هؤلاء الجنود إلى ألمانيا، حيث يسمق إلى اليوم نصب تذكاري لهم بمقبرة Carnison البرلينية.

على مدى 40 عاما في الفترة من 1875 إلى 1915 م توالت هجرات العرب من رحالة، وأساتذة لغات إلى برلين، فكان صالح نخلة امتدادا لبطرس في وصفه لبرلين، كما أنه تميز عن سابقه بوصف Unter den Linden، والمعابد اليهودية وغيرها من المنشآت حتى أنه خضع تحت وطأة الوصف إلى تسمية برلين بأجمل مدن العالم.

على الرغم من عمارة هذه المدينة كان يستغرب نخلة من قلة سكانها الأمر الذي نفاه من بعده أمين بكري، إذ وصف برلين بثالث أضخم مدن أوربا، على الرغم من أن تعداد سكانها لم يتجاوز مليونا ونصف المليون نسمة. اهتم أمين بكري بوصف المنشآت التقنية لاسيما القطارات، وشبكة المواصلات بشكل عام. تحولت مرحلة الرحلات إلى انفتاح بين الشعوب والتعرف على المنظومات الاجتماعية واللغات في فترة أطول من سابقتها.

استوطن حسن توفيق برلين ونشر كُتيبًا عنها بالقاهرة، وعين كمحاضر للغة (العربية المصرية) بمعهد اللغات الشرقية sos التابع لـ Friedrich.W وهو اليوم جامعة «HumboldtS، التي أسست في بادئ الأمر لتدريس اللغات الشرقية: العربية، التركية والهندية إلى جانب اللغة الصينية، كهدف استعماري للتعرف على بيئة ومنظومة المجتمعات تلك. بتقدم الأعوام تحول هذا التوجه الاستعماري إلى غاية تعليمية، وثقافية تصبو إلى تداخل الثقافات، وتقريب المجتمعات.

من الأسماء التي اشتهرت في تدريس اللغة العربية والترجمة: حسن توفيق، أمين مربص، ومحمد بو سلحام، وغيرهم.

من المراحل اللافتة للنظر، والمأساوية في تاريخ العرب ببرلين الموشحة ببشاعة الاستعمار والرحلات الاستكشافية في الشرق عرض العرب والأفارقة وغيرهم من الجنسيات الأخرى في Zoologischer Garten وراء واجهات زجاجية، كأي معروضات للتفرج عليها، والتمعن في تفاصيلها.

أحضر Heinrich Moller تاجر الحيوانات، العملاق المصري حسن علي (2.40 متر) من واحة سيوة في إحدى رحلاته ليعرض أمام الجمهور الألماني والمارة فكان يكره على الوقوف للتفرج على قامته الضخمة، ويستغرب من هيئته. عانى حسن ما عانى من حبس في غرفة ضيقة، وإكراه واتهام بالكسل، وهو في حقيقة الأمر كان مريضا للغاية بالتهاب الرئة، العظام، تورم المفاصل. كان الألمان وقتها يقيمون العلاقة بالعرب وفق منظور ملتبس، حينا يرون فيهم التخلف والتملق، وحينا آخر يعجبون بحضارتهم أيما إعجاب، فشيدوا مثلا معبداً في Gorlitzer Bahnhof على هيئة قبة مخروطية، ومسجدا، وسواقي وغرسوا نخلاً على النهر، وبنوا حوانيت شرقية عدة على امتداد الشوارع. كل ذلك لأحياء برلين، حتى أنهم لم يتورعوا عن جلب العرب كسلع زهيدة لإكمال «المشهد الشرقي». في الوقت ذاته رفع سبعة مصريين دعوى ضد مؤسسة «القاهرة» بتهمة عدم صرف الأجور، رغم أدائهم لأعمالهم. كما سرد هؤلاء بأنهم قد وعدوا قبل أن يغادروا مصر على ظهر السفينة بأنهم سيلقون في ألمانيا، عيشا رغدا، ومحكمة منصفة، إلا أنهم وجدوا النقيض تماما منذ أن أبحروا إلى أن غادروا برلين إلى القاهرة.

أمير حمد





 





 





أمسية إحياء ذكرى الشاعر الهادي أدم





ملصق لفيلم عرض خلال الأسبوع الإسباني





ملصق لفيلم عرض خلال الأسبوع الإسباني





ذهب علم العرب من أوربا وبقيت تماثيلهم