عزيزي العربي

عزيزي العربي

  • تصويب

تصويب عن الكاتبة حياة شرارة

نشرت مجلة العربي العدد (589) ديسمبر 2007، تصويبا عن د. حياة شرارة باعتبارها ليست من أصول لبنانية وإنما من أصول عراقية، وهناك نقطتان أود الإشارة إليهما:

النقطة الأولى: هوية الكاتب: إن حياة شرارة هي لبنانية الأصل، لأن والديها لبنانيّان، وتجنّسا بالجنسية العراقية في ثلاثينيات القرن الماضي، وولدت حياة في العراق، وحصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة موسكو في الأدب الروسي، أصبحت أستاذة في كلية الآداب - جامعة بغداد، وليست جامعة المستنصرية، وتوفيت في 1 أغسطس 1997، وليس عام 1995، وظهرت أخيرًا معلومات غير صحيحة حول وفاتها، وقد أشرت إلى هذا في تصحيحات ومقالات سابقة، وأنا أبيّن هذه المعلومات لأنني كنت قريبة منها، بحكم كوني شقيقتها.

النقطة الثانية: أهمية ما يكتبه الكاتب: إن هوية الكاتب ليست بالأهمية الكبرى، سواء كان عراقيًا أو لبنانيًا أو أي جنسية أخرى، فالمهم هو إسهامه في البحث المعرفي، ومدى فائدة هذا البحث في التطور المعرفي، فالتأكيد على الهوية المبالغ فيه أحيانًا، يلهينا عن أهمية دور الكاتب في توسيع المعرفة، وينقلنا إلى مجالات الفئوية والإثنية والقومية.

بلقيس شرارة

  • رسالة التنوير الفكري

أرفع لكم أسمى آيات التهاني بمناسبة مرور خمسين عامًا من عمر المجلة (اليوبيل الذهبي)، وبهذه المناسبة نتذكر ولو للحظة أسماء كان لها الفضل في تنويرنا بثقافتنا العربية الأصيلة والحفاظ عليها، بدءًا من أول رئيس تحرير للمجلة الأستاذ أحمد زكي الذي وضع اللبنات الأولى، وكذلك الأستاذ أحمد بهاء الـــدين الذي أكمل المسيرة بعده، إلى الأستاذ القدير د. محمد الرميحي الذي واصل مسيرة الإبداع فأحسن متجاوزًا المنعطفات السياسية التي كادت تؤثر على الواقع الثقافي، إلى أن تسلمها الأستاذ الدكتور سليمان العسكري الذي وصل بالسفينة إلى بر الأمان، ومازالت «العربي» تبحر في هذا العالم حاملة رسالة التنوير الفكري والثقافي العربي لكل قارئ في هذه المعمورة، الأمر الذي يؤكد دور الكويت الريادي ثقافيًا التي توظف إمكاناتها في شتى المجلات الثقافية ومجلة العربي خير دليل على ذلك ولعلها مناسبة خيّرة لتحية كل من ساهم في إصدارها طيلة هذه السنين، متمنيًا المزيد من النجاح وإكمال المسيرة، والله الموفق.

خالد أحمد واكد
عدن - اليمن

  • اقتراح بتجديد المسابقة الثقافية

من منطلق ما أكنّه من تقدير بالغ لدور مجلة العربي الريادي في ميادين الفكر والثقافة والتنوير، واحترام خالص للسادة الأفاضل القائمين على إدارتها وتحريرها وإخراجها في أبهى صورة، أود أن أساهم باقتراح متواضع بخصوص المسابقة الثقافية الشهرية، وملخصه في ما يلي:

1 - إلغاء كوبون المسابقة وأسلوب الإجابة عن الأسئلة بعلامة صح أو x الحاليتين واستبدالهما بكوبون ذي وجهين: الأول: يشمل أرقام الأسئلة العشرة كاملة - موزعة مناصفة بين يمينه ويساره وتقابلها أماكن خالية لتكتب فيها الإجابات بالأحرف الأبجدية أ أو ب أو ج، والثاني: يضم البيانات الشخصية المطلوبة من المتسابق، بحيث يكون الكوبون المزدوج المقترح منفصلاً عن صفحة المسابقة ويمكن نزعه بسهولة كطابع البريد، وذلك حفاظًا على رونق المجلة وشكلها المثالي اللائق بها في مكتبة المنزل».

2- إضافة 9 جوائز عينية، يحصل الفائزون بها على مجلة وكتاب العربي مجانًا لمدة عام أو أكثر.

3- تخصص مسابقة شهر ديسمبر من كل عام لتجسيد وتأكيد الروابط والمبادئ والأهداف العربية المشتركة وتعميق انتماء المواطن العربي لأمته وتعريفه بوطنه العربي الكبير في كل النواحي والمجالات، على أن تُستبدل (في ذلك العدد فقط) الجوائز النقدية الثلاث الأول بأخرى جديدة تتمثل في زيارة أصحابها دار «العربي» وربوع دولة الكويت، ويمكن مستقبلاً إتاحة الفرصة لزيارة دول عربية أخرى - مرحبة بالمشاركة - من أجل توثيق أواصر الرابطة العربية الأصيلة من المحيط إلى الخليج.

4- الإشارة إلى إمكان المشاركة بأكثر من كوبون للمسابقة الواحدة لكل متسابق أو تعذر ذلك.

5- أن يكون لمكتبي القاهرة وبيروت إسهامهما في إخطار الفائزين من مصر ولبنان ومتابعتهم وضمان تسلمهم جوائزهم بالسرعة الواجبة.

وأخيرًا... لكم مني كل الود والشكر والمنى.

م. هشام زاهر
القاهرة - مصر

  • - بعض اقتراحاتك تستحق الأخذ بها ونعدك ببحث الأمر.

«المحرر»

  • المجلة الأيقونة

كل الدول تعرف برموزها فإذا أردنا أن نعرف الكويت لقلنا «العربي» بلا مجاملة. لقد سرنا أن يكتب لنا أن نعيش هذا العمر لنحتفل معكم باليوبيل الذهبي للمجلة الأيقونة. مجلتكم أيها الكويتيون والعرب وكل قارئ للعربية، خُلقت لتعيش وإن أولادنا إن شاء الله سيتابعون المسيرة، وكم سررت بإصدار «العربي العلمي» الذي أكّد لي استمراريتها وأن ظني والكثير من أمثالي كان صحيحًا.

أخيرًا صارت «العربي» على كل لسان ينطق بالعربية لتجمع ما فرّقته السياسة.

أ.د. العباس

  • عاشق «العربي»

أود أن أشكر كل القائمين على مجلة العربي وأخص بالشكر المربي الفاضل الدكتور سليمان العسكري الذي يتحفنا بما تخطه أنامله الذهبية كل شهر، أتمنى من الله العلي القدير أن يعلي شأنه وأن يطيل عمره، كما أقدم كل شكري وافتخاري واعتزازي لمجلتي التي أعشق كل ما فيها.

نبيل أحمد اليوسفي

  • سنة سعيدة

التألق هو السمة التي طبعت «العربي» منذ نشأتها، فسيري على نهجك، ومزيدًا من التألق، وسنة سعيدة.

بدر الدين البوعمري

  • الاهتمام ببرامج الأطفال

طالعت في العدد (587) اكتوبر 2007 وفي صفحة «مساحة ود» موضوعًا بعنوان «هموم أم مثقفة» للدكتورة حنان فاروق، الذي عبرت فيه الكاتبة المحترمة عن الشعور الذي ينتابني كوالد وأخ، فقد نهل جيلنا التربية من المدرسة أكثر من البيت، إضافة للتلفزيون الذي كان له دور كبير في صقل الشخصية والاتجاهات والميول، وكثيرًا ما كنت أسأل نفسي أيهما أوفر حظًا، نحن أم أطفال اليوم، فيعود الجواب نحن بالطبع، فقبل الستلايت كانت البرامج التربوية تهتم بسلوكيات الطفل حتى الكارتون كان منتقى بشكل جيد وبأهداف سامية، مثال ذلك ساندي بل والسندباد، إضافة إلى عمل جميل ومتجدد ومحبوب إلى نفسي حتى الآن وبإنتاج خليجي ألا وهو «افتح ياسمسم»، كان كباقة ورد جميلة، ففيه النصائح وتعليم الألفاظ ومخارج الحروف وتنبيه الطفل للخطأ والصواب، والذي يفرح أكثر اهتمام المملكة العربية السعودية حاليًا ببرامج الأطفال، ومنها كارتون جمول وكذلك جمهورية مصر العربية عندما جعلت قصص الأنبياء بصورة الصلصال المحبب للأطفال، فقد رسخت الفكرة كثيرًا من الأشياء الحميمة للطفل في نشر هذا الدين بصورة مبسطة، ولكنها عظيمة النتائج، فقد أصبحت أسأل الأطفال في حينا عن قصة أصحاب الكهف، وأفرحني تسابقهم للإجابة، وأخيرًا أوجه رسالة من خلال مجلة العربي الغراء إلى السادة وزراء الإعلام العرب المحترمين لرعاية الطاقات الشابة والاهتمام ببرامج الطفل أكثر بدلاً من استيرادها، وكما يقول المثل العربي «أهل مكة أدرى بشعابها».

ملاذ إسماعيل رميض
الفلوجة - العراق

  • ما جنسية صالح جواد الوكيل؟

ورد في العدد رقم (589) لشهر ديسمبر 2007 مقال للأستاذ جمال غيطاس بعنوان «أبرز علماء العرب في نصف قرن»، ذكر فيه عددًا كبيرًا من العلماء العرب، وذكر أوطانهم والبلدان التي ولدوا فيها مثل الجزائر وفلسطين ومصر وسورية.

لكن الغريب في الموضوع هو عدم ذكر بلد الدكتور صالح جواد الوكيل، واكتفى بالقول بأنه «عالم كيمياء عربي»!

ولمجلة «العربي» ورئيس تحريرها بالغ اعتزازنا وشكرنا.

سلام خضير
مدرس لغة عربية - العراق

  • المحرر: يبدو من سياق الكلام أن العالم صالح جواد الوكيل عراقي.

المحرر

  • حدائق الشيطان

عندما تواجهت جيوش المحور والحلفاء على حدود مصر الغربية استعدادًا لمعركة العلمين الفاصلة في الحرب العالمية الثانية، لجأ الطرفان إلى زرع كميات هائلة من الألغام كجزء من استراتيجية «حرب الألغام» التي كانت شائعة آنذاك، لكن قائد جيوش المحور الفيلد مارشال روميل، ثعلب الصحراء، ابتكر أسلوبًا جديدًا في تلك المعركة عرف باسم «حدائق الشيطان»، اعتمد على زرع كميات هائلة من الألغام على مستويات مختلفة في باطن الأرض بحيث لو رفع اللغم الأول ينفجر التالي.

وعندما كنت صغيرًا في الستينيات، كانت عائلتي تسافر برًا من طرابلس الغرب في ليبيا إلى القاهرة في مصر، حيث كان أبي يعمل مترجمًا للغة الإنجليزية في طرابلس الغرب، وبالطبع عندما نجتاز نقطة الحدود في منطقة السلوم نكون قد عبرنا أول الحدود المصرية ثم بعد ذلك تنطلق السيارة في اتجاه العلمين مرورًا بسيدي براني قبل الوصول إلى مرسى مطروح الواقعة على الطريق الصحراوي المؤدي إلى الإسكندرية، وبعد أن تكون السيارة قد قطعت مئات الكيلومترات من نقطة الحدود المصرية تصادفك مساحات شاسعة تضم الآلاف المؤلفة من مقابر الجنود الإيطاليين والألمان والبريطانيين الذين سقطوا في معركة العلمين صيف العام 1942 ميلادي، وكانت هذه المعركة سببًا في اندحار الجيش الألماني النازي عن الشمال الإفريقي. وبعد هذا كله ببضعة كيلومترات، تصادفك لوحات بين الفينة والأخرى «احذر... خطر... منطقة ألغام» وهي مساحات شاسعة تخفي في باطنها ملايين الألغام.

والسؤال الذي يطرح نفسه: تُرى لو أرادت مصر أن تُطهّر منطقة العلمين من حقول ألغام معركة العلمين كم من السنين ستحتاج؟

خليل وصفي خليل
عمان - الأردن
طنطا - مصر

  • هل هي خطبة طارق بن زياد فعلاً؟

قرأت في العدد (588) نوفمبر 2007 ما كتبه بعض الإخوة القرّاء حول القائد المسلم الفاتح «طارق بن زياد»، ولي ملاحظات بشأن هذا الموضوع، خصوصًا أنهم اختلفوا حول قضية إحراق طارق لسفنه التي وردت في خطبته المشهورة، فهل واقعة إحراقه للسفن صحيحة أم لا؟

هناك مؤشرات عدة ودلائل على أن طارق بن زياد ليس صاحب هذه الخطبة منها:

1- أن جيش طارق بن زياد كان في معظمه من البربر، وهذا الكلام قد أوردته الأخت «راندا رفعت» في رسالتها، إذ كيف يكون الجيش من البربر، ويلقي عليهم قائدهم - الذي هو أيضًا من البربر - خطبة باللغة العربية من المؤكد أنهم لن يفهموها؟ ثم إنه خاطبهم في ثنايا خطبته قائلاً: «.... وقد انتخبكم الوليد بن عبدالملك أمير المؤمنين من الأبطال«عربانًا»...»، فطارق يعلم أن جنوده من البربر، وهم يعلمون أنهم ليسوا عربانًا، ومن هذا يبعد أن يكون قد خطبهم بهذا الكلام الذي لايقوله إلا غير عالم بحقيقة أمر جيش طارق.

- ثم إن طارقًا كان حديث عهد باللغة العربية والإسلام، إذ إن الراجح أن القائد طارق بن زياد قد بدأ ارتباطه بالإسلام عام 89هـ، فإذا كان فتح الأندلس سنة 92هـ، فإن عمر اتصال طارق بالإسلام والعربية قصير يستبعد معه أن يتقن العربية لدرجة أن يلقي هذه الخطبة المتقنة فنيًا، كثيرة السجع والمحسنات التي لم يشع استعمالها إلا في وقت متأخر من القرن الهجري الأول بكثير.

2- وردت الخطبة في كتاب «نفح الطيب للمقري» وهو مغربي من علماء القرن الحادي عشر الهجري، وهو متأخر كثيرًا عن «طارق»، ثم إنه لم يشر إلى المصدر الذي نقلها عنه.

- على أن الشك في صحة نسبة هذا الأدب إلى طارق بن زياد، لا يقلل من عظمة القائد ولا من جمال الخطبة كقطعة أدبية، بل ربما أفاد نفي نسبة الخطبة لطارق في ردع زعم من اتهموا جيوش الإسلام الفاتحة بالطمع والرغبة في السلب والنهب، وليس الرغبة في نشر الدين والعقيدة مشيرين - في هذا - لما ورد في الخطبة من مثل قول طارق - وفق الموجود بالخطبة - : «.... وقد بلغكم ما أنشأت هذه الجزيرة من الحور الحسان، من بنات اليونان، الرافلات في الدر والمرجان، والحلل المنسوجة بالعقيان، المقصورات من قصور الملوك ذوي التيجان...». هذا وما قصدت أن أطيل وإلا لأطنبت أكثر وفصلت أكثر، وإنما أردت التنبيه على أن الخطبة التي بين أيدينا مثار شك، وعلى الباحثين أمثال الأخت «راندا رفعت الحمداني»، التحقق من مثل هذه الأمور حتى لا نقلل من شأن أعلام أمتنا أو نسيء لأنفسنا.

محمد محمود الصابر محمد
قنا - مصر

وتريات

الظمأى

الظمأى
هنا أشعلوا شمسهم
تحت عين الطيور
استظلّوا بعُمرٍ
يجهز أفراد أحزانه
وامتطوا حرقةً
تغامر زاهيةً
وتجدد أفياءها
كل حين
هنا مارسوا لغة
غير مألوفةٍ
مدججةٍ بمزيجٍ
من الاحتمالات
والأقنعة
هنا أخرجوا النور
من قعر جُبٍّ
هنا مر طيفهم
بهيئة أشجار مثمرةٍ
ألم ترهم مرةً
بأبيضك الرحب؟!
ألم يفتحوا ثم نافذة
لأفراد حزنك
ذاك الحبيس؟!
ألم يُقرئوك
قصيدة شعرٍ
يبارح فيها الجديد
الذي مرَّ

عبده حسن محمود
مأرب - اليمن

كون

إذْ يعبر منفردًا
وبلا أجنحة تتأمل ما يتلو
لا ملجأ يسكنه
ما من أحد يترصده
أو يبحث عنه طريدا
لا أشجار هناك تهيئ ظلا
أحيانًا إذ يقرّبنا
لاشيء يدل عليه.
بعين واحدة،
لا نسمع خلف نسيج عناكب هادئة
غير الصمت
لا نلمح أكثر من وجه لغبار الرحلة
أحيانًا أخرى
في ما يبدو خفقات نادرة في يقظتنا
نتأمل صورته المخفية بالعين الأخرى
تلك العين الموصولَة بالأعماق
وتحت سماء لم نألفها
نسمع موسيقى لمياهٍ تجري
نلمح ضَوْءا
تبدو أطياف تتحرك، عشب ينمو...
ثمة كون آخر
جاء إلينا من عدن
كي يسكب ألوانًا حُبلَى

توفيق الشابي - تونس

جمل الملح

وأب كان لنا جملا سمحا
في زمن سمح
يقعى
فوق فراش طفولتنا
يجعل من أربعة الأطراف قوائم
هودجه طفلان اشتبكا
رجلين
وكفين
وقلبين
ورحلتنا لمواسم من فرح دائم
في وله صبياني
يتعالى شوق الطفلين بلا وجل:
أقبل يا جمل الملح
قم يا جمل الملح
عد يا جمل الملح
والجمل البشري يعافر
يجعل من فقاعات الضحكات ولائم
حتى جاء لنا زمن
وتداعت فيه الأحلام
وهيضت تحت هجير اليتم نسائم
ها قد ذهب الجمل إلى بيداء الوحشة في صمت
فلماذا بقيت أكياس الملح؟

محمود فرغلي
أسيوط - مصر

وطن الزنابق... والبنادق

تبدأ من صرختي في الجسد
بروق جدائلها الوارفات
وترسم عمر زغاريدها
في ابتهال الفصول
على شرفات الأبد
يدي فوق صدر الكلام مطارق
وشهدي زبد
أحاول تغريبة للذهول
أحاصرها في بهاء الزنابق
كما الجوع في رقصات الحرائق
ولكنها في انخطاف الصدى لا أحد
أدلّ عليه بجرحي المكابر
أقول هي الروح... في طبق الياسمين
وصباحي المهيأ
لكل المجازر

***

أقول هوائي
وعش حمام السطوح
قطار المسافر
أقول رغيفي
وأنا أكدح
أقول شذى سكر
من عرق الساعدين يرشح
أقول وطني
وهي تشهر في وجهي
عيون البنادق
أقول هنا مفرق العمر
يا وطني... وحدي الآن أبحث
عن دمه...
عن وجهه المتلبس
بالنرجس البلدي... وبكل الزنابق
ولكنني لا أراه / أراه
ملطخًا بالذباب
يتداعى على حلمه الأبدي
ويموت/ أراه معلقا
في قضاء القصيدة يرنو...
إلى أفقه الدموي
أراه وأرمي...
بنفسجة فوق قوس أوهامه
وأفوت/هنا مفترق العمر
تشرين يسحب آخر أوراقه
من دمي طلقه في رخام الهواء
دم في الرصيف
البنادق... الشرانق... ونباح الكلاب
لي الوحشة والسأم
لي الطرقات التي لا تؤدي
ومنديل أمي... إذا اغتالني الندم
وكل الحرائق
لي المنفى
لها التابوت

صبحة بعورة - الجزائر

إنني وحدي

إنني وحدي
شيء يلازمني
يؤجج مضجعي
ويتيه فخرا
حين يشعر... أن ناصيتي أصيبت
بالذي يبغي...
مدينة صاحبي
تلقي بأوجاعي على كتفي
فكيف سأشتهي ألقي
وأبدأ
في طقوسي من جديد؟
هذي سلالي
لم تنل شيئًا
ومازالت يداي
كصفحة بيضاء خاوية
أيا وجه المدينة
إنني وحدي
أقاوم غربتي
وبمفردي
ألج المتاهة...
ربما أنجو

عاطف عبدالحميد

الغَديرُ

في اللّيْلِ لاَ يَغْفُو
ولاَ يغْفو إذا طَفَحَ الإِنَاءُ
وفَاضَ مُمْتَلِئًا بأَمْواجِ النَّهارْ
هُوَ هكَذَا
مُتَمَتِّعٌ بِسُهَادِهِ
مُتَبَرِّجٌ كالمَرْأةِ الحَسْناءِ
إنْ جلَسَتْ على طرَفِ السِّرِيرِ
وفِي أصَابعِها انْتِظَارٌ لِلْحَبيبْ
لَو كَانَ يَسْمَعُ أوْ يُشَاهِدُ مَثْلَنا
لو كانَ يَهْمِسُ بالْكلاَمِ
على الأَقلِّ
لَكانَ باحَ لنَا بأَسْرارِ اللَواتِيْ
يَغْتَسِلْنَ بِمَائِهِ الْمُحْفوفِ
بالشَّجَرِ المُرصَّعِ باللُّجَيْنِ
لَكانَ أخْبرَنَا عَن الرَّجُلِ الَّذي
أَخَذ الدَّجَاجةَ... خَلْسةً...
مِنْ خُمِّ جاَرَتِنا
لكانَ أجَابَنا عَنْ كُلَّ شَيءٍ
قَدْ يَدُورُ بِبَالِنَا
هُوَ هَكذا
أعْمَى أصَمٌّ أبْكَمٌ

فوزي الشنيور
القنيطرة - سورية