قصة عربية بداية النهاية

قصة عربية بداية النهاية

لم تستطع حتى الآن أن تفسر التغيرات التي طرأت عليه ولم تجرؤ على مفاتحته في الموضوع.. القلق بدأ يضيّق عليها.. لم يعد مجرد قلق، بل ولتكن صريحة مع نفسها إنه الشك الذي بدأ يأكل قلبها. لقد بدأ الشك يساورها منذ أشهر. لم يعد شكاً لقد أصبح يقيناً.. ماذا يعني هجرانه لفراشها طوال تلك المدة؟ أين حرارته السابقة؟ أين شوقه ولهفته؟ أين كلمات الحب وهمساته التي كان يتفنن في إلقائها على مسامعها؟ أين اهتماماته بعطرها ولبسها؟ لقد تغير كثيراً.. بل إنه أصبح رجلاً آخر غير الذي كانت تعرفه وتعاشره.

لقد مضى على زواجهما ما يقارب الخمس عشرة سنة كانت نتيجتها ثلاثة أولاد وابنتين.

كان زواجهما ناجحاً بكل المقاييس، سبقته فترة حب قصيرة وظلا بعد الزواج عاشقين محبين، لم يكدر صفو حياتهما أمر يذكر.. نعم لم تخل عشرتهما من بعض المشاكل الصغيرة التي لا تخلو منها حياة زوجية، لكنهما كانا يتغلبان عليها بالحب والاحترام المتبادلين. كان يحاول أن يلبي كل طلباتها برضى بل وبسرور وكانت تجتهد في تهيئة جو من الحب والسكينة في عش الزوجية.. لم تشغلها مستجدات مسئولياتها كأم ولم تغير من طريقة معاملتها له كحبيب مدلل فهو المقدم دائماً عندها على كل أحد.

مرت السنون سريعة لكنهما ظلا شابين في حبهما بل لقد أصبحا حديث أسرتيهما ومضرب الأمثال فيها للزواج الناجح والحب الدائم والإخلاص المتميز، حياتهما ربيع دائم، ورده الحب، وماؤه الإخلاص، وظله الحنان.

كانت هداياه الكثيرة في الماسبات وفي غيرها تعبر عن مشاعر فياضة نحوها.. كان يعلم بتأثيرها عليها وفرحتها بها.. كان يفرح لفرحها ويحب كل ما يسعدها وكانت له كذلك .

نعم لقد انشغل في السنوات الأربع الأخيرة في أعماله خاصة بعد تسلمه لمنصبه الرفيع في وزارته والذي استلزم منه العمل حتى ساعة متأخرة من الليل كل يوم تقريباً ، لكنه ظل على وده ورقته ، وشوقه، ولهفته، لمساته وهمساته هي. . هي لم تتغير ولم تتبدل ، في عز انشغاله كان يتصل بها ليسمع صوتها ويطمئن عليها، كأن يطلعها على كل صغيرة وكبيرة في حياته ويشاركها في طموحاته وتطلعاته، كانت تعرف أكثر ما يدور في مكتبه وكان يستشيرها حتى في بعض أمور عمله.. كانت له زوجة وحبيبة وصديقة ورفيقة بزميلة وشريكة.

ليس بينها وبينه سر يخفيه، لا حواجز ولاموانع، وعندما يسافر في مهمة رسمية كانت تدس رسائل له في حقيبة سفره أو في أحد جيوب ملابسه وكان هو أيضاً يترك لها رسالة حب في ركن من أركان غرفة النوم ويحفظ كل منهما رسالة حبييه ويعيدان قراءتهما لحظة لقائهما عند عودته من السفر.

كان أول عمل يقوم به إذا وصل الفندق هو مكالمتها ليطمئنها على نفسه ولكي يعطيها رقم غرفته لتهاتفه قبل أن تنام في كل ليلة.

كان حياتها كلها، وكانت حياته كلها، فما الذي حدث؟ لا تذكر أنها أخطأت في حقه أو قصرت في واجباتها نحوه، لم يحدث بينهما ما يستدعي كل هذا الجفاء. لقد أجهدت نفسها في مراجعة كل كلامها معه خلال الشهور الستة الماضية وكل تصرفاتها، لم تجد شيئاً تستطيع أن تعتبره مبرراً له في تصرفاته الغريبة تلك .

كانت تتمنى أن تجد له عذراً.. نعم لقد أبدت في الأيام الأولى من تغيره بعض "الزعل"، لكنهـا لم تستمر لما رأت استمراره وإصرره فبادرت بالتقرب منه والتودد له دون فائدة، لم يكن هكذا أبداً، أين قلبه الكبير وصدره الواسع الحنون؟

هل يعقل أن يكون؟ لا.. لا، وليد لا يمكن أن يفعلها، إنه عنوان الوفاء والإخلاص، بدأت في حوار مع نفسها.. حوار لا تدري إلى أي نتيجة سيقودها.. ترددت كثيراً في تكملته.. كانت تراه مخيفاً، نفقاً مظلماً لا نهاية له ، لكنه كان يلح عليها ويدعوها إلى مواصلته .. استسلمت لرغبته بعد مقاومة شديدة، وقبلت دعوته مجبرة.. فلا خيار لها إلا مواصلة هذا الحوار المخيف.

إنه زمن أغبر قل فيه الوفاء والإخلاص وكثر الكذب والنفاق، اختلت فيه الموازين وضاعت القيم. أصبح الأبيض فيه أسود، والأسود أبيض ووليد لن يكون استثناء من أهل هذا الزمان.

تصرفاته تدل على أن هناك امرأة أخرى دخلت حياته.. قالتها بحسرة صاحبتها بعض الدموع التي بدأت تتسارع إلى خديها.. وألم يعصر قلبها، وصفرة غشيت وجهها.

هل يعقل بعد هذه العشرة الطويلة؟ هل كان حديثه عن الوفاء خداعاً وكذباً؟ هل كان إخلاصه مزيفاً وحبه تمثيلاً؟

كم كانت ساذجة ومغفلة.. لقد كان يضحك عليها طوال تلك السنين.. يا له من ممثل بارع، لماذا لم يحترف التمثيل؟ أظنه كان سيحقق نجاحاً باهراً.

من هي تلك المرأة يا ترى؟ لابد أنها فائقة الجمال ، فالتغير الذي أحدثته في وليد لا يمكن أن تفعله امرأة عادية ولا متوسطة الجمال.

كيف استطاعت أن توقع به؟ أين تعرف عليها؟

هل يمكن أن تكون إحدى زميلاته في العمل؟.. إنها تعرف كل العاملات في مكتبه.. كلهن متزوجات وعلاقتها بهن علاقة حميمة، وكثيراً ما دعتهن إلى منزلها: في مناسبات عديدة .

هل يمكن أن تكون إحدى قريباته؟ تسترجع بسرعة أسماء جميع قريباته من ذاكرتها وكأنما تستدعيها من حافظة جهاز (كمبيوتر).. كلهن متزوجات والآنسات صغيرات جداً على وليد.. لا.. لا يمكن أن تكون إحدى قريباته.

من تكون إذن؟ أصبح هذا السؤال هو محور حوارها مع نفسها بعد أن حسمت موضوع وجود امرأة جديدة في حياة زوجها.

أرهقها الحوار كثيراً لم تعد تستطيع متابعته ولم تجسر على قطعه، شعرت بتعب جسدي ونفسي لكن ليس لديها خيار آخر إلا محاورة نفسها. . سمعت صوت سيارته وهي تدخل من بوابة المنزل.. كانت المنقذ لها من الاستمرار في ذلك الحوار، لكنها قطعت وعداً على نفسها لنفسها أن تكمله معها في المساء عندما يذهب زوجها إلى العمل مرة أخرى.

رشقته بنظرة فاحصة عند دخوله إلى غرفتها ، ها هو يسلم سلاماً لا حرارة فيه، لم يعد يهتم بالسؤال عند الغداء ولا يحدد مسبقاً ماذا يريد أن تعد له، لعله أصبح يأكل وجبة الغداء معها.. من يدري؟ فلقد لاحظت التغير الكبير الذي حصل حتى في شهيته .. أصبح لا يعلق على مستوى الطبخ، لا يمدح ، ولا ينتقد، أظنه يغصب نفسه على أكل غدائنا رفعاً للحرج "وخشية أن أسأله عن ذلك.

حال انتهائه من وجبة الغداء، أسرع إلى فراشه وألقى بنفسه عليه دون أن يلتفت إليها أو يكلمها.

عند آذان العصر قام كعادته ، توضأ وغير ملابسه وودعها قائلاً: سأصلي العصر في المسجد ثم أذهب إلى المكتب.

"انظري معي إلى عينيه، إن فيهما ارتباكاً يخفي أمراً مشيناً"،، قالت مخاطبة نفسها.

إنه يريد أن يقول شيئاً لكن الخجل من الاعتراف بالخطيئة يمنعه.. الرجال هكذا دائماً يريدون أن يظلوا كباراً أمام زوجاتهم.. قاتل الله الكبر وأهله.

هل فكرت في طريقة للوصول إلى معرفة زوجته الجديدة؟
سؤال وجهته نفسها إليها بادئة به حوارهما دون مقدمات.
نعم سأتصل بهاتف مكتبه على فترات متقطعة للتأكد من وجوده هناك.
وبعد ذلك؟
سأخبرك بخطواتي التالية في حينها.
اتصلت به في المكتب، فإذا بصوته يجيب:
آلو.. آلو..
قفلت الخط دون أن تكلمه.

أعادت الاتصال بعد ساعة وأجابها بنفس الطريقة دون أن ترد عليه .. في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً أعادت الاتصال، فإذا بمدير مكتبه يرد عليها، فسألته عن زوجها فأخبرها أنه قد غادر المكتب منذ ربع ساعة.

اتصلت بهاتفه النقال فوجدته مغلقاً وتحولت المكالمة إلى جهـاز النداء الآلي "البيجر" فوضعت له رسالة رقمية بضرورة الاتصال بها .

اتصل بها حالاً فسألته:
- أين أنت؟
- إننى في زيارة صديق وسأتأخر عنده بعض الشيء.
لا تنتظروني على العشاء .. سأتعشى في الخارج .
ألم أقل لك إن ظنوني في محلها؟ الأمر لا يحتاج إلى مزيد من الإثباتات.

ها هو يقضي ليلته معها، يترك عشاءنا ليأكل مع حبيبة قلبه، تمتمت بها في غضب وحنق .

الكاذب المخادع. لن يفلت مني، سأكشف سره وأفضح أمره وأمر الساحرة التي سرقته مني، يجب أن يعلم أني لست مغفلة ولا ساذجة وويل له عندما يحدث ذلك، لن أرحمه ولن أسامحه، هذا الصنف من الناس لا يستحق الرحمة ولا الشفقة . من يخن مرة تسهل عليه الخيانة مرات أخرى.

بدأ، انفعالها يتزايد وبدأت غيرتها تملك عليها مشاعرها، كل ما فيها يرتجف غيظا وغضبا أصبحت وحشاً يسكن جسد امرأة لا ترى أمام عينيها إلا صورة الانتقام الكبير لكرامتها التي أهدرها زوجها الخائن.

لا يمكن أن أعيش معه تحت سقف واحد، أبدا. أصبحت لا أطيق عشرته ، لابد أن أهيئ الأولاد نفسيا لتقبل قرار الانفصال، لكن عليّ أولا أن أكشفه وأكشف خاطفة الرجال معه.

باتت ليلتها وهي ترتب خطواتها لتنفيذ خطتها التي رسمتها، وظلت تنتطر الصباح ، لم تنم إلا ساعات قليلة.

في صباح اليوم التالي وبعد خروج زوجها إلى مقر عمله أسرعت إلى الهاتف وأخذت تتصل بالمكاتب العقارية بحثا عن بيت تستأجره ورتبت مواعيد معهم لرؤية بعض البيوت المعروضة للإيجار، فقد قررت ترك المنزل له ولحبيبة قلبه.

قررت رصد تحركاته ومراقبته فهي الطريقة الوحيدة التي ستهديها إلى عنوان بيته الثاني وعش خيانته وأخذت تصبر نفسها العجلى حتى المساء.

سألته عن برنامجه فأخبرها أنه سيظل في المكتب حتى السابعة ثم سيزور إحدى الديوانيات.

ولى زمن الغفلة سأكشف زيفك وخداعك. هذه الليلة، قالت في نفسها في تمام الساعة السادسة خرجت بسيارتها قاصدة مبنى الوزارة حيث مقر عمله.

وصلت إلى هناك في السادسة والنصف ، وظلت في سيارتها تراقب بوابة الخروج ، كانت تتنازعها مشاعر مختلفة، بل متضادة، كانت ترتجف خوفاً وانتابتها موجة من البكاء لكنها استطاعت أن تتجاوزها وتشجع نفسها وتعدها بقرب ساعة الانتقام، حزن وغضب ، لهفة وألم.

ها هو يخرج بسيارته من البوابة، تحركت بسيارتها خلفه وتركت بينها وبينه مسافة كافية كي لا يشعر بها.

إنه يتجه إلى شارع الكورنيش.. وها هو يتجاوز أبراج الكويت.. المخادع.. إنه يتجه إلى السالمية. . إشارة سيارته تدل على أنه سيدخل شارع سالم المبارك، ويقول إنه سيذهب إلى إحدى الديوانيات.. الكاذب الغشاش ها هو يدخل في شارع جانبي ويقف عند إحدى العمارات.. إذن هنا بيت الخيانة.. لقد استأجر لها شقة في هذه العمارة تمهيدا لشراء فيلا تناسبها في المستقبل القريب. أو ربما خشي أن يكشفه أحد معارفنا لو سكن معها في إحدى المناطق السكنية، نزل من سيارته ودخل العمارة، أسرعت بالنزول ودخلت خلفه. كان قد سبقها إلى المصعد، أخذت تراقب المصعد، إنه يقف عند الطابق الثالث، تبعته إلى الطابق الثالث ، المشكلة أن هناك شقتين في كل طابق، كيف تعرف أيهما شقته، نزلت مسرعة إلى الدور الأرضي ونادت على البواب وسألته عن شقة وليد، فأجابها بأنه ليس هناك أحد من سكان العمارة بهذا الاسم.

فنهرته غاضبة ، أنه في الطابق الثالث كيف لا تعرف ذلك؟ فأجابها بأن الشقتين اللتين في الطابق الثالث إحداهما: لأحمد إبراهيم والثانية للدكتور سامح مراد.

فقالت: لا تحاول خداعي ربما أغطاك بعض المال لتخفي أمره لقد دخل إليها الآن أمام عيني.

لم تصدق كلام البواب، وعادت إلى الطابق الثالث مرة أخرى لكنها ظلت في حيرة من أمرها اقتربت من الشقة الأولى فوجدت فعلا اللوحة الملصقة على الشقة تدل على أن ساكنها هو أحمد إبرهيم، وذهت إلى الثانية فوجدت أن اسم ساكنها هو الدكتور سامح مراد.

ازدادت حيرتها لكن تصميمها على أنهاء الموضوع فى هذه الليلة تغلب على ترددها وخجلها، ضغظت على الجرس المثبت أمامها، فتح الباب بعد برهة وطلت منه فتاة جميلة في العشرين من عمرها.

السلام عليكم ، قالتها بارتباك.
وعليكم السلام
هل هذا هو بيت وليد ؟
لا .. يا أختي لقد أخطأت العنوان.

إذن الخائن في الشقة الثانية. لقد تعمد ترك اسم المستأجر السابق زيادة في التمويه، طرقت الباب فإذا برجل في الخمسين من عمره يخرج إليها فزاد ارتباكها.

وليد موجود عندكم؟
إننا لا نعرف أحدا بهذا الاسم
هل أنت متأكد؟
نعم يا أختي أنا متأكد جدا. قالها بضجر وأغلق الباب.
ساعدني يا رب، ليس لي غيرك معين. إني أكاد أجن، لا أستطيع أن أحتمل أكثر.. لا يمكن أن أرجع إلى بيتي قبل أن أكشفه.

سأنتظر في هذا الممر حتى يخرج، لن أغادر المكان حتى لو قضيت الليل كله هنا.

صعدت درجات السلم وجلست على إحداها بين الطابقين حتى يراها أحد وظلت ترقب الممر.

لم تتوقف دموعها وهي تراجع شريط حياتها وتتوقف عند لحظاتها السعيدة، ويزداد ألمها وحزنها عند تذكر أولادها وكيف سيتلقون الصدمة، وهل سيستطيعون تجاوزها؟ كانت على وشك الانهيار لولا عزم تستمده من ثورة الغيرة ونارها التي تضطرم في صدرها، كانت تعاود النظر إلى ساعتها بين البرهة والأخرى إنها تشير إلى التاسعة وعشر دقائق ومازال غارقا في العسل.

لن أنسحب، سأصمد حتى أكشف آخر أوراق هذه اللعبة القذرة.

أسندت رأسها إلى جدار الحائط إنها تشعر بتعب شديد وإرهاق كبير، غابت في غفوة لم تصح منها إلا على صوت حديث لرجلين، أحدهما وليد.. نعم إنه صوته قامت مسرعة، نزلت الدرجات الست لم تلحق بوليد لكنها رأت رجلا يدخل إلى شقة الدكتور سامح مراد اندفعت إلى بابهـا وطرقته بيديها الاثنتين طرقا شديداً كأنها تريد أن تكسره على رأس أصحابه وكانت تصرخ بانفعال شديد:

- افتحوا يا كلاب .. افتحوا وإلا طلبت لكم الشرطة.
- فتح الباب وأطل رجل في الستين من عمره، دفعته بيديها ودخلت آلشقة وهي تصيح:
- أين سارقة الرجال؟ أين الساحرة؟

كان الشرر يتطاير من عينيها، وجدت أمامها سيدة في الخمسين والفتاة التى فتحت لها الباب في المرة الأولى.

- أنت إذن في زوجته الجديدة.. أيتها الماكرة الكاذبة، وتقولين إنك لا تعرفين وليد؟

وانطلقت نحوها تريد أن تقبض بيديها على رقبتها، هربت الفتاة.. فزعت ولجأت إلى أبيها، الذي أمسك بفاطمة وحاول تهدئتها ومعرفة ما يدور.

- هل تقصدين السيد وليد سالم؟
- نعم أيها المفسدون.
- وما علاقتك به؟
- إنه زوجي .. لقد خربتم حياتنا وحطمتم أسرة كانت قبل أن يعرفكم من أسعد الأسر

قال لها: لاستريحي يا أختى واشرحي لنا قصتك وسنستجيب لكل طلباتك إن شاء الله، ونصلح كل ما أفسدناه.

لا لن أستريح ،" سأفضحكم في كل مكان ، ألا تخافون من الله؟ هل أعمى الطمع قلوبكم؟ لماذا لم تسألوا عن أسرته وأولاده وزوجته قبل أن تزوجوه ابنتكم ؟

تنفس الدكتور سامح الصعداء وعلم أن في الأمر لبساً وقال لها مهدئاً:

- ولكننا لم نزوجه ابنتنا.
- لا تكذب علي لقد رأيته يخرج من شقتكم.
- نهم هذا صحيح.
- وبماذا تفسر إنكار ابنتك لسؤالي عنه في المرة الأولى؟
- سأشرح لك الأمر بتفاصليه، إنني طبيب نفساني وزوجك وليد يراجعني للعلاج منذ خمسة أشهر أو تزيد قليلا فقد أصيب بحالة اكتئاب صاحبها عجز جنسي وأمور جانبية أخرى.

- ولماذ يراجعك في منزلك؟ أليس لديك عيادة خاصة؟

- نظرا لحساسية مركزه الاجتماعي طلب مني أن تكون جلسات المراجعة في شقتي ورحبت بذلك حرصا على استجابته للعلاج.. وهذا ملفه الخاص ويمكنك قراءة بعض ما فيه لتتأكدي بنفسك.

انتابتها حالة بكاء شديد استمرت دون توقف حتى أغمي عليها، حملوها إلى سرير قريب وأسرع الدكتور بالاتصال بزوجها.

آلو سيد وليد.. أرجوك تعال إلينا بسرعة، زوجتك لدينا مغمى عليها..!

 

شريدة المعوشرجي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات