اكتشاف جينات الساعة

 اكتشاف جينات الساعة

كثيرا ما نتطلع إلى النجوم والكواكب البعيدة، وغالبا ما نؤخذ بسحرها، ومنا من يحلم بالسفر إليها. لكن شيئاً لن ينسينا أننا أبناء هذه الأرض، وأن أجسادنا- مثلما خلقت منها- سوف تعود إلى أثرها. وبسبب هذا الارتباط العتيق بالأرض فإن دورانها حول محورها، والذي يتبعه تقسيم اليوم إلى نهار وليل، إنما يملي علينا أسلوبا حياتيا لافكاك منه، يتجلى في ذلك الإيقاع المنتظم الذي يميز الرحلة اليومية لأجسامنا من اليقظة إلى النوم ومن الحيوية إلى الكسل ومن نشاط الذهن إلى خموله. ويعرف برنامج التغير من حال إلى أخرى خلال الأربع والعشرين ساعة باسم الإيقاع اليومي Circadian rhythm، وهو ظاهرة شهيرة في عالم البيولوجيا.

ويربط العلماء هذا الإيقاع بدورة يومية داخلية، تتحدد بازدياد يعقبه نقصان في هرمون الميلاتونين الذي تفرزه الغدة الصنوبرية الواقعة في وسط الدماغ. فعندما يسقط الضوء على العينين نهارا وتصل الإشارة الضوئية من العينين إلى المخ، تقوم الغدة الصنوبرية بتجهيز المواد اللازمة لصناعة الميلاتوتين، لكنها لا تبدأ في صناعة الميلاتونين نفسه إلا أثناء الليل، وعندما يحل الظلام تبدأ تلك الغدة في تحويل المواد التي سبق تجهيزها إلى الميلاتونين، ومن ثم يأخذ مستوى ذلك الهرمون في الارتفاع عند بدايه الليل، ليصل إلى الذروة قرب الفجر. ومع ظهور الضوء تتوقف الغدة الصنوبرية عن إنتاج الميلاتونين، وعند ذاك يتناقص تركيز الهرمون في الدم تدريجيا حتى نهاية النهار.

ومع تراكم الميلاتونين ليلا- هكذا يقول العلماء- يهدأ الجسم، فتبطؤ ضربات القلب، وينخفض ضغط الدم، ويقل مستوى التنبه العقلي، وتنخفض درجة حرارة الجسم بمقدار نصف