عبدالله زكريا الأنصاري في ذمة الله

عبدالله زكريا الأنصاري في ذمة الله

بقلوب مفعمة بالحزن والأسى ودعت الكويت علما ثقافيا بارزا من أعلامها, ورائدا من رواد التنوير والوعي القومي بها, هو الأديب والشاعر والباحث عبد الله زكريا الأنصاري الذي غادر عالمنا بعد حياة حافلة بالعطاء المتواصل امتدت على مدى 84 عاما قضى الشطر الاخير منها راهبا في محراب التأليف والكتابة والبحث, عازفا عن العديد من المناصب الرسمية, واهبا خبرته وعصارة فكره لأجيال من المثقفين الكويتيين والعرب الذين تحلقوا حوله خلال مسيرته الطويلة. كان الفقيد مناضلا وطنيا ورائدا للفكر القومي ومثقفا جادا من الذين ساهموا في مشروع الكويت الثقافي, والذين اثروا المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات بلغت أربعة عشر مؤلفا تعد الآن تراثا للأجيال اللاحقة, ولم تقتصر جهوده الفكرية على الكويت فقط ولكنها ألقت بإشعاعها على الخليج كله كما كان بيته مقصدا لكل رجالات الأدب والفكر من العالم العربي والذين يزورون الكويت.

بدأ الفقيد الراحل حياته العملية عام 1940 معلما في إدارة المعارف, ولم تغادره صفة المعلم النبيلة حتى مات, فقد تعود أن يهب خلاصة معارفه وخبرات حياته لكل من يقترب منه, ثم انتقل بعد ذلك إلى بيت الكويت في القاهرة ليعمل محاسبا ولكن تفتح موهبته الأدبية المبكرة جعله ينتقل من مهمة المحاسبة إلى الإشراف على مجلة (البعثة) التي أسسها الرائد عبد العزيز حسين, ثم مالبث أن تولى رئاسة تحرير هذه المجلة, قبل أن يترك بيت الكويت وينتقل إلى العمل الدبلوماسي.

عمل الفقيد مديرا للشئون المالية في سفارة الكويت في القاهرة منذ عام 1962 لمدة ثلاث سنوات, ثم تولى إدارة الصحافة والثقافة في وزارة الخارجية وساهم في تأسيس ورئاسة تحرير مجلة البيان التي تصدرها رابطة الأدباء في الكويت منذ عام 1968 ولمدة خمس سنوات ثم تقاعد في عام 1987 بعد خدمة أكثر من أربعة عقود في العمل العام مقررا أن يتفرغ للتأليف والبحث والدراسة.

وبرحيل الأستاذ الانصاري تكون الكويت وعالمها العربي قد فقدا واحدا من فرسانهما الشوامخ الذين حملوا القلم, ودافعواعن شرف الكلمة, وانحازوا إلى قيم الحق والعدل والجمال, وصنعوا من ذاتهم مثالا لكل مافي الحياة من مبادئ نبيلة, رحم الله الفقيد الكبير, وغفر له وألهم أسرته وتلامذته ومحبيه الصبر والسلوان.

وللراحل أربعة عشر مؤلفا من أبرزها:

  • - فهد العسكر.. حياته وشعره
  • - صقر الشبيب وفلسفته في الحياة
  • - الشعر العربي بين العامية والفصحى
  • - الساسة والسياسة.. والوحدة الضائعة بينهما
  • - جروح القلم... وغيرها




عبدالله زكريا الأنصاري