مشكلات الكوكب تتفاقم

مشكلات الكوكب تتفاقم.. أحمد الشربيني

قبل أكثر من عشرين عاما، أصدرت اللجنة العالمية حول البيئة والتنمية (لجنة بروتلاند Brundtland Commission) تقريرا بيئيا رائعا عنوانه «مستقبلنا المشترك Our Common Future». وكان هذا التقرير بمنزلة أول تحذير دولي من تغير المناخ.

وقد ترجم هذا التقرير إلى العربية صديقي عبدالسلام رضوان، رحمه الله، ونشر في سلسلة عالم المعرفة التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، في خطوة تشير إلى اهتمام عربي مبكر بقضايا البيئة العالمية في طبيعتها.

ومنذ ذلك الوقت تخرج في كل يوم دراسة علمية جديدة تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن التهديدات التي يتعرض لها الكوكب، مثل تغير المناخ، ومعدل انقراض الأنواع، والتحدي المتعلق بإطعام أعداد متنامية من السكان هي من بين تهديدات كثيرة لاتزال دون حل، وجميعها تعرض البشرية للخطر.

وجاء آخر التحذيرات من تقرير التوقعات البيئية العالمية الذي يصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة تقرير البيئة من أجل التنمية «التوقعات البيئية العالمية 4- Global Environment Outlookز 4-GEO)).

وتقيم التوقعات البيئية العالمية -4، وهي آخر سلسلة التقارير المهمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الحالة الراهنة للغلاف الجوي والأرض والمياه والتنوع الأحيائي، وتصف التغيرات التي وقعت منذ 1987، وتحدد أولويات العمل. والتوقعات البيئية العالمية هي أشمل تقرير للأمم المتحدة بشأن البيئة أعده نحو 390 خبيرا وراجعه أكثر من 1000 خبير آخرين في مختلف أرجاء العالم.

ويصف التقرير التقدم العالمي في علاج المشكلات واضحة المعالم بأنه نسبي، لأن البيئة أصبحت الآن أكثر قربا من السياسات النمطية السائدة في كل مكان، ولكن على الرغم من التقدم، لاتزال هناك قضايا يصعب تدبرها مثل المشكلات «الثابتة», وهنا تقول التوقعات البيئية العالمية -4- إنه «ليست هناك قضايا أثيرت في تقريرنا المعنون مستقبلنا المشترك تبدو الاتجاهات المنظورة فيها مواتية».

ويقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن الفشل في علاج هذه المشكلات الثابتة، قد يعصف بالإنجازات التي تحققت حتى الآن بالنسبة لقضايا أبسط بل ويمكن أن يهدد بقاء البشرية لكنه يصر على أن «الهدف ليس تقديم سيناريو مظلم وكئيب، بل دعوة ملحة للعمل».

وأكد آخيم شتاينر نائب الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: «لقد كان رد فعل المجتمع الدولي تجاه لجنة بروتلاند مشجعا وملهما في بعض الأحيان. لكنه كان في الغالب الأعم بطيئا ويسير بوتيرة وعلى نطاق يفشلان في الاستجابة إلى ضخامة التحديات التي تواجه الناس والبيئة على سطح الكوكب والاعتراف بها».

ويضيف: «خلال العشرين عاما الماضية، خفض المجتمع الدولي إنتاج الكيماويات المدمرة لطبقة الأوزون بنسبة 95 في المائة، وأبرم معاهدة لتخفيض غازات الدفيئة إلى جانب الأسواق المبتكرة للمتاجرة في الكربون وتعويض الكربون؛ ودعم زيادة المساحات البرية المحمية لتغطي نحو 12 في المائة من الأرض واستنبط عديدا من الصكوك المهمة التي تغطي قضايا تمتد من التنوع الأحيائي والتصحر إلى التجارة في النفايات الخطيرة والكائنات الحية المحورة».

ويقول شتاينر: «ولكن، وكما تشير التوقعات البيئية العالمية -4- لا تزال هناك مشكلات «ثابتة» ومستعصية ولم يتم التصدي لها. فالقضايا السابقة باقية وتظهر قضايا جديدة من الزيادة السريعة في «المناطق الميتة» الخالية من الأوكسجين في المحيطات إلى عودة ظهور أمراض جديدة وقديمة ترتبط جزئيا بتدهور البيئة. وفي الوقت نفسه، فإن مؤسسات، مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة، التي أقيمت للتصدي للأسباب الجذرية، لاتزال تنقصها الموارد».

وعن تغير المناخ، يقول التقرير إن التهديد أصبح الآن بدرجة تتطلب إجراء تخفيضات كبيرة بحلول منتصف القرن، وقد جرت مفاوضات في ديسمبر بشأن معاهدة تحل محل بروتوكول كيوتو، اتفاقية المناخ الدولية التي تلزم البلدان بالحد من انبعاثات غازات الدفيئة بفعل الإنسان. وبالرغم من أنها تعفي البلدان النامية من التزامات تخفيض الغازات، فإن هناك ضغطًا متزايدًا من أجل أن توافق بعض البلدان سريعة التصنيع، وهي نفسها مصدر كبير للانبعاثات على تخفيض الانبعاثات.

كذلك تحذر التوقعات البيئية العالمية -4 - من أننا نعيش على ما يتجاوز كثيرا مواردنا المتاحة. فعدد السكان من البشر كبير لدرجة أن «مقدار الموارد المطلوبة لإعاشته يتجاوز ما هو متوافر... إن موطئ قدم البشرية (طلبها على البيئة) هو 21.9 هكتار للشخص الواحد في حين أن القدرة الإحيائية للأرض تبلغ في المتوسط 15.7 هكتار للشخص فحسب».

وتقول إن رفاهية ملايين من الناس في البلدان النامية معرضة للخطر، بسبب الفشل في علاج المشكلات البسيطة نسبيا التي تم علاجها بنجاح في أماكن أخرى.

وتذكر التوقعات البيئية العالمية -4- ببيان لجنة بروتلاند أن العالم لا يواجه أزمات منفصلة. «فأزمة البيئة» و«أزمة التنمية» و«أزمة الطاقة» كلها أزمة واحدة ولا تشمل هذه الأزمات تغير المناخ، ومعدلات الانقراض والجوع فحسب، بل تشمل مشكلات أخرى يحركها نمو أعداد البشر، وزيادة استهلاك الأغنياء ويأس الفقراء والأمثلة هي:

- انخفاض الأرصدة السمكية.

- فقد الأراضي الخصبة وتدهور الأراضي.

- الضغوط على الموارد على نحو لا يمكن أن يستديم.

- تضاؤل مقدار المياه العذبة المتاح ليتقاسمه البشر والمخلوقات الأخرى.

- يمكن أن يتجاوز دمار البيئة نقاط اللاعودة التي لا يصلح الإصلاح معها.

وتقول التوقعات البيئية العالمة -4- إن التغير في المناخ «أولوية عالمية» تتطلب إرادة وقيادة سياسية. ومع ذلك نجد أن هناك «افتقارا ملحوظا للإحساس بالعجلة والإلحاح»، واستجابة عالمية غير كافية على نحو «يدعو للأسى».

وقد رفضت عدة بلدان تسبب تلوثات عالية، التصديق على بروتوكول كيوتو. وتقول التوقعات البيئية العالمية -4- «استطاعت بعض القطاعات الصناعية، التي لم تكن مواتية بالنسبة إلى... البروتوكول، النجاح في تقويض الإرادة السياسية اللازمة للتصديق عليه». وتقول إن «إجراء تغييرات أساسية في الهياكل الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك إجراء تغييرات في أسلوب الحياة، أمر مهم إذا أردنا تحقيق تقدم سريع».

ومن بين النقاط الأخرى التي حددتها ما يلي:

المياه: يستهلك الري حاليا نحو 70 في المائة من المياه المتوافرة، ومع ذلك فإن الوفاء بهدف الألفية الإنمائي المعني بالجوع سيعني مضاعفة إنتاج الغذاء بحلول العام 2050، والمياه العذبة آخذة في التناقص. فبحلول العام 2050 يتوقع زيادة استخدام المياه بنسبة 50 في المائة في البلدان النامية و18 في المائة في العالم المتقدم. وتقول التوقعات البيئية العالمية -4: «سيصبح العبء المتصاعد للطلب على المياه غير محتمل في البلدان التي تندر فيها المياه». وتتهاوى نوعية المياه هي أيضا، إذ تتلوث بالممرضات الميكروبية والمغذيات المفرطة. وعلى النطاق العالمي، لاتزال المياه الملوثة هي أكبر سبب لمرض البشر وموتهم.

الأسماك: زاد الاستهلاك على ثلاثة أمثال من 1961 إلى 2001. وركدت الكميات المصيدة وانخفضت ببطء منذ ثمانينيات القرن الماضي. وخلق الدعم قدرة مفرطة لصيد الأسماك يقدر إنها تزيد بنسبة 250 في المائة على المطلوب لصيد الإنتاج المستدام من المحيط.

التنوع الأحيائي: تغيرات التنوع الأحيائي الحالية هي الأسرع في تاريخ البشرية وتغدو الأنواع منقرضة على نحو أسرع مائة مرة من المعدل الذي تبينه السجلات الأحفورية، ويعتقد أن التجارة في حيوانات الأدغال التي تؤكل لحومها تبلغ ستة أمثال المعدل القابل للاستدامة، ومن بين المجموعات الفقارية التي تم تقييمها بصورة شاملة، فإن 30 في المائة من البرمائيات، و23 في المائة من الثدييات و12 في المائة من الطيور، معرضة للانقراض.

واقتحام الأنواع الدخيلة الغازية مشكلة متنامية. فقد سادت قنابل البحر التي لها أعراف، والتي أدخلتها سفن الولايات المتحدة الأمريكية عرضا في 1982، النظام الإيكولوجي البحري للبحر الأسود بأسره. ودمرت 28 من مصائد الأسماك التجارية بحلول 1992.

وتجرى حاليا سادس عملية انقراض كبيرة يسببها تصرف البشر هذه المرة. ومع ذلك فإن الوفاء بطلبنا المتنامي على الغذاء سيعني إما تكثيف الزراعة الرأسية (استخدام مزيد من الكيماويات والطاقة والمياه، أو سلالات ومحاصيل أكثر كفاءة)، أو زراعة مزيد من الأرض. وفي كلتا الحالين، سيعاني التنوع الأحيائي. وتتمثل إحدى علامات التقدم في الزيادة المطردة في المناطق المحمية. لكن ينبغي إدارتها بصورة فعالة وإنقاذها على النحو السليم، وسيحتاج التنوع الأحيائي (من كل الأنواع وليس «مجموعة الحيوانات الضخمة ذات الكاريزما» مثل النمور والأفيال) إلى الصون خارج المناطق المحمية على نحو متزايد.

الضغوط الإقليمية: هذا هو أول تقرير للتوقعات البيئية العالمية تؤكد فيه الأقاليم السبعة في العالم جميعها التأثيرات المحتملة لتغير المناخ. ففي أفريقيا يشكل تدهور الأراضي بل والتصحر تهديدا: فقد انخفض نصيب الفرد من إنتاج الغذاء بنسبة 12 في المائة منذ 1981. ولايزال الدعم غير العادل في الأقاليم المتقدمة يعرقل التقدم نحو زيادة الغلة. وتشمل الأولويات بالنسبة لآسيا والمحيط الهادئ نوعية الهواء في الحضر، والضغط على المياه العذبة، وتدهور النظم الإيكولوجية، واستخدام الأراضي الزراعية وزيادة النفايات. وقد حقق التزويد بمياه الشرب تقدما مرموقا في العقد الماضي، لكن النقل والاتجار غير المشروع في النفايات الإلكترونية والخطرة يمثل تحديا جديدا. ويؤدي ارتفاع الدخل وتنامي أعداد الأسر في أوربا إلى إنتاج واستهلاك غير قابلين للاستدامة، وزيادة استخدام الطاقة، وسوء نوعية الهواء في الحضر، ومشكلات في النقل. وتشمل أولويات الإقليم الأخرى نقص التنوع الأحيائي. وتغير استخدام الأرض والضغط على المياه العذبة.

وتواجه أمريكا اللاتينية والكاريبي نموا حضريا، وتهديدات للتنوع الأحيائي، وتدمير الساحل والتلوث البحري، والمعاناة من تغير المناخ لكن المناطق المحمية تغطي الآن نحو 12 في المائة من الأرض، وطفقت تنخفض معدلات إزالة الغابات السنوية في الأمازون. وتجاهد أمريكا الشمالية للتصدي لتغير المناخ، الذي يرتبط به استخدام الطاقة والتمدد الحضري والضغط على الماء العذب جميعا. وقد صادف تحقيق مكاسب في كفاءة استخدام الطاقة، استخدام مركبات أكبر، وانخفاض معايير الاقتصاد في استخدام الوقود، وزيادة عدد العربات والمسافات التي ترتحل إليها. والأولويات بالنسبة لغرب آسيا هي الضغط على المياه العذبة، وتدهور الأراضي، والنظم الإيكولوجية الساحلية والبحرية، والإدارة الحضرية، والسلم والأمن. ومن دواعي القلق الأخرى، الأمراض التي تنقلها المياه وتقاسم موارد المياه الدولية. وتشعر المنطقتان القطبيتان بالفعل بآثار تغير المناخ. ويتعرض الأمن الغذائي وصحة السكان الأصليين للخطر من جراء زيادة الزئبق والملوثات العضوية الثابتة في البيئة، ومن المتوقع أن تستغرق استعادة طبقة الأوزون لعافيتها نصف قرن آخر.

المستقبل

تعترف التوقعات البيئية العالمية -4، بأن التكنولوجيا يمكن أن تساعد في تقليل تعرض الناس للمعاناة من الضغط على البيئة، لكنها تقول إن هناك حاجة أحيانا إلى «تصحيح نموذج التنمية المتمركز على التكنولوجي» وتتقصى كيف يمكن أن تنكشف الاتجاهات الحالية في عام 2050 عن أربعة سيناريوهات. والمستقبل الحقيقي ستحدده القرارات التي يتخذها الأفراد والمجتمع الآن، وتقول التوقعات البيئية العالمية: «إن مستقبلنا المشترك يعتمد على أعمالنا اليوم، وليس غدا أو في وقت ما في المستقبل». وبالنسبة لبعض المشكلات الثابتة قد يكون الضرر أمرا لا يمكن إصلاحه بالفعل، وتحذر التوقعات البيئية العالمية -4، من أن معاجلة الأسباب الرئيسية لضغوط البيئة تؤثر عادة على المصالح المكتسبة لمجموعات قوية قادرة على التأثير على قرارات السياسة، وتقتضي الطريقة الوحيدة لعلاج هذه المسائل الأكثر صعوبة، نقل البيئة من هامش عملية اتخاذ القرارات إلى قلبها: البيئة من أجل التنمية، وليس التنمية على حساب البيئة.

يقول السيد شتاينر: «كانت هناك دعوات كافية للتنبه منذ تقرير بروتلاند، وآمل مخلصا أن يكون تقرير التوقعات البيئية العالمية هو الأخير فقد وصل التدمير المنتظم لموارد الأرض الطبيعية والمستندة إلى الطبيعة حدا أصبحت فيه قدرة الاقتصادات على البقاء الاقتصادي عرضة للتحدي. والفاتورة التي نسلمها لأولادنا قد يثبت أنه يستحيل دفعها».

ويخلص تقرير التوقعات البيئية العالمية -4، إلى أنه «في حين يتوقع أن تأخذ الحكومات زمام القيادة، فإن هناك أصحاب مصلحة آخرين مهمين مثلها في ضمان النجاح في إنجاز التنمية المستدامة. والحاجة لا يمكن أن تكون أكثر إلحاحا من ذلك والوقت لا يمكن أن يكون أكثر مواتاة، للعمل الآن على ضمان بقائنا وبقاء أجيال المستقبل، بفهمنا المعزز للتحديات التي نواجهها».

الغلاف الجوي

- هناك الآن دليل «جلي لا لبس فيه» على آثار تغير المناخ، وهناك توافق في الرأي على أن الأنشطة البشرية كانت حاسمة في حدوث هذا التغير، فقد ارتفع متوسط درجات الحرارة العالمية بنحو 0.74 درجة مئوية منذ 1906 وأفضل تقدير للارتفاع في هذا القرن من المتوقع أن يتمثل في زيادة أخرى تتراوح بين 1.8 و 4 درجات مئوية، ويعتقد بعض العلماء أن زيادة قدرها درجتان مئويتان في المتوسط العالمي على مستويات درجات الحرارة فيما قبل الصناعة هي العتبة التي بعدها يصبح خطر حدوث دمار كبير ولا يمكن إصلاحه أمرا أكثر جدارة بالتصديق.

- وتبين عينات الجليد الجوفية الأسطوانية أن مستويات ثاني أكسيد الكربون والميثان تزيد الآن كثيرا على مدى تباينها الطبيعي غير الخمسمائة ألف سنة الأخيرة. لقد دخل مناخ الأرض في حالة غير مسبوقة في عصر ما قبل التاريخ الحديث وترتفع درجات الحرارة المتوسطة في المنطقة القطبية الشمالية أسرع مرتين من باقي العالم.

- وسيستمر ارتفاع مستوى سطح البحر بفعل التمدد الحراري للمياه وذوبان الأنهار الجليدية والأغطية الجليدية في المستقبل المنظور، مع عواقب ضخمة محتملة: إذ يعيش أكثر من 60 في المائة من السكان على النطاق العالمي في حدود 100 كيلو متر من الساحل.

- ومن المحتمل أيضا أن يؤثر تحمض المحيطات المتنامي وازدياد درجات الحرارة على الأمن الغذائي العالمي، وسيصبح الإسهال والملاريا أكثر انتشارا والاتجاهات الحالية ليست مواتية لتثبيت غازات الدفيئة، وقد شهد الطيران زيادة قدرها 80 في المائة في الأميال المقطوعة بين 1990 و 2003، في حين ارتفع الشحن بالسفن من 4 مليارات طن من السلع المحملة في 1990 إلى 7.1 مليار طن في 2005: وكلا القطاعين يخلقان طلبا ضخما ومتزايدا على الطاقة.

- وقد تثبت بعض غازات الدفيئة في الغلاف الجوي حتى 50 ألف سنة.

- وعلى الرغم من النجاح «المثير للإعجاب» في الإلغاء التدريجي للمواد المستنفذة للأوزون، فإن «ثقب» الربيع في طبقة أوزون الستراتوسفير فوق القطب الشمالي أكبر الآن منها في أي وقت مضى، مما يسمح للأشعة الشمسية فوق البنفسجية الضارة بأن تصل للأرض.

- والأمطار الحمضية مشكلة أقل حدة حاليا في أوربا وأمريكا الشمالية («وذلك من قصص النجاج عبر العقود الأخيرة»)، لكنها أكثر إثارة للتحدي في بلدان مثل المكسيك والهند والصين.

عالم لا يتسم بالمساواة

- لقد تغير العالم بصورة جذرية من 1987، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا فقد زاد السكان بنحو 34 في المائة، ونمت التجارة لنحو ثلاثة أمثال، وتصاعد متوسط دخل الفرد بنحو 40 في المائة.

- وطفق الاستهلاك ينمو على نحو أسرع من السكان، ولكن بصورة لا تتسم بالمساواة فإجمالي الدخل السنوي لنحو مليار نسمة، سكان أغنى البلدان، يعادل تقريبا 15 مثل دخل 2.3 مليار نسمة في أفقر البلدان.

- وهناك موارد أقل لتقاسمها فمساحة نصيب الفرد من الأرض يبلغ نحو ربع ما كان موجودا من قرن مضى، ومن المتوقع أن تنخفض لنحو خمس مستوى 1900 في 2050.

وتمارس الحضرنة ضغطا كبيرا، فبحلول عام 2025 من المتوقع أن يصل سكان السواحل وحدها إلى 6 مليارات وعام 2007 هو الأول في التاريخ الذي يعيش فيه أكثر من نصف السكان في المدن.

- التوقعات البيئية العالمية عملية تقييم مهمة يقوم بها برنامج الأمم المتحدة للبيئة وسلسلة من التقارير يعدها ويوفر التقرير الرابع في السلسلة، التوقعات البيئية العالمية، نظرة عامة على الحالة والاتجاهات البيئية والاجتماعية والاقتصادية العالمية والإقليمية عبر العقدين الماضيين. وهي تلقي الضوء على الروابط المتبادلة، والتحديات والفرص التي توفر البيئة للتنمية ولرفاهية الجنس البشري. كما يعرض التقرير توقعات مستخدما أربعة سيناريوهات لتقصي أشكال المستقبل المتوقعة حتى عام 2050، وكذلك خيارات السياسة لعلاج قضايا البيئة الحالية والناشئة.

 

أحمد الشربيني