الكتاب يعرف طريقه.. رغم كل الصعوبات!!

الكتاب يعرف طريقه.. رغم كل الصعوبات!!

على امتداد الليلة الأولى التي سبقت افتتاح معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين تهيأت الكتب، متكئة على رفوفها، واهبة نفسها لمن يشاء من محبي الكتاب ومقتنيه. بعضها استعان في استعراضه الصامت ذاك؛ بأزياء ملونة صاخبة، بينما اكتفى بعض منها بأغلفة تقليدية مقواة، أو ورقية؛ يتقشف مظهرها لمصلحة المتن والجوهر. أما المتون فتنوعت بين صنوف الأدب والتاريخ والعلوم والفنون والسياسة والفكر مما أنتجته قريحة الكتاب العرب، أو ما ترجم نقلا عن المبدعين ورجال الفكر الغربي القدامى أو المحدثين.

وبالرغم مما تحتويه المتون من معارف وأفكار، حل الصمت على المكان استعدادا لضيوف المعرض. فماذا كان حال زوار المعرض وضيوفه، وهل احتفوا بصاحب العرس كما يليق به؟ هذه جولة موسعة في أروقة صالات المعرض تحاول أن تجيب عن السؤال. السمة الأساسية الأولى التي تبدو جلية لأي زائر من زوار معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين هذه، هي النظام الذي ساد جميع التفاصيل من شكل الأجنحة، إلى تنسيق أماكنها، والتوزيع الجغرافي المميز لدور العرض المختلفة، بالشكل الذي وفر للمرتادين جوا مناسبا للتجول والبحث عما يرغبون في قراءته.

بالرغم من الضجة الكبيرة التي ثارت هذا العام حول منع بعض الكتب، سواء في الصحف، أو من قبل بعض الناشرين، وصولا إلى الوقفة الاحتجاجية التي نظمها عدد من المبدعين الكويتيين اعتراضا على الرقابة، فاللافت أيضا أن الكثير من الناشرين العرب أكدوا نفاد العديد من العناوين التي أفلتت من حصار الرقابة. وهو ما سوف نتعرض له بالتفصيل في هذا التحقيق.

عبر جولات عدة في أروقة المعرض يمكن ملاحظة عدد من الظواهر اللافتة، منها أن القوة الشرائية الأساسية تكونت من قراء وقارئات يعرفون ما يبحثون عنه من كتب، ويتوجهون لما يريدون بلا كثير من التجول، وبين هؤلاء الباحثين عن الأعمال الأدبية المترجمة مثلا، ووفقا لاستقصاء عدد من الناشرين العرب فإنها من أكثر الكتب مبيعا في المعرض بشكل عام، إضافة إلى الاعمال الروائية العربية والأعمال الفكرية والفلسفية المترجمة كما أوضح المسئول عن دار مؤسسة الفكر العربي على سبيل المثال، بالإضافة إلى الكتب الدينية بطبيعة الحال.

كما بدا لافتا أن طلبة المدارس من جميع المراحل تدفقوا على المعرض موزعين على عدد أيام المعرض؛ فتيانا وفتيات، خلال الفترة الصباحية للمعرض، مما أعطى الفترة الصباحية طبيعة خاصة، إلا أن أغلب ما تهافت عليه الطلبة هو الكتب الخاصة بالنكت والطرائف وفقا لعدد من دور النشر. أما الفتيات فإن غالبيتهن بحثن عن كتب الشعر، والخواطر، والقصص الرومانسية. وبعض الأعمال الأدبية.

بالنسبة للأطفال في الأعمار الصغيرة خصصت لهم صالتان امتلأتا بأجنحة دور النشر المتخصصة في كتب الأطفال المصورة التي لاقت إقبالا شديدا. وهي ظاهرة متكررة، دعت إدارة المهرجان إلى ابتكار هذه الفكرة؛ كما أوضح لنا سعد المطيري مدير معرض الكويت الدولي للكتاب، إذ خصصت مساحة كبيرة لإتاحة الفرصة للأطفال لممارسة العديد من الأنشطة الفنية، بالوسائل التقليدية أو عبر الحاسبات، وورش الرسم وغيرها لدعم المواهب الشابة، ما جعل من تلك المساحة مكانا ضاجا بالصخب من قبل الفتية والفتيات الذين استمتعوا بوقتهم، من جهة، ومروا بين الأجنحة بحثا عن كتب يفضلونها من جهة أخرى.

لم تكن هذه هي الإضافة الوحيدة التي اتسم بها المعرض هذا العام، فقد خصصت الهيئة العليا لإدارة المعرض مساحة كبيرة عرضت فيها مجموعة من الأعمال الفنية لعشرين فنانة من الشابات الكويتيات، عكست العديد من التوجهات الفنية، والمواهب التي تتمتع بها مجموعة من الفنانات التشكيليات الكويتيات الواعدات. وتعد إضافة للثقافة البصرية داخل أروقة المعرض استكمالا للمشهد الثقافي العام الذي يمثله المعرض، سواء بكونه سوقا للكتاب، أو من خلال عدد من الأنشطة الثقافية والأمسيات الشعرية التي أقيمت على هامش المعرض.

كان الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون بدر الرفاعي قد عقد مؤتمرا صحفيا في اليوم الأول لافتتاح المعرض الذي أقيم تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، وافتتحه معالي وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح.

أوضح الرفاعي أن عدد الدول المشاركة في المعرض 23 دولة، وإجمالي دور النشر 583، منها 477 دار نشر أهلية، و55 مؤسسة رسمية، في حين بلغ عدد المنظمات العربية والدولية 6. أما إجمالي عناوين الكتب الحديثة المعروضة فقد بلغ 11891، وعناوين الكتب العربية 9995، والأجنبية 713، وعناوين كتب الأطفال العربية 837 والأجنبية 346.

أقيمت في إحدى الصالات أجنحة الشركات المتخصصة في مجال النشر الإلكتروني تلبية للطلب المتزايد على هذا المشاركة.

من جانبه أوضح مدير المعرض سعد المطيري للعربي أن هناك عددًا من دور النشر التي شاركت في هذه الدورة من معرض الكويت الدولي للكتاب لأول مرة، ومنها دار الكتب والوثائق المصرية، واتحاد الناشرين العرب في سورية، ودار العين للنشر القاهرية.

وردا على استفسار حول قلة دور النشر الأجنبية المشاركة أوضح المطيري أن الاشتراك في معرض الكتاب لا بد أن يكون مجديا بالنسبة للدور المشاركة، ولعل هذا ما يتسبب في قلة عدد دور النشر الأجنبية، لكنه استدرك قائلا: إن دور النشر الأجنبية تشارك من خلال وكلاء لها وموزعين لكتبها يقومون بهذا النشاط على مدى العام في مكتباتهم، وهؤلاء الوكلاء يعرضون عددا لافتا من العناوين الأجنبية في المعرض.

وبالرغم من شكوى الناشرين في الأيام الأولى من قلة إقبال الجمهور على المعرض، فإن عطلة الأسبوع الأول أعطت إشارة البدء لجمهور كبير ازدحمت به أروقة المعرض باختلاف مشاربها، تخلل ذلك إقامة عدد من دور النشر حفلات توقيع لبعض من أحدث إصداراتها حضرها المؤلفون ووقعوا خلالها نسخا من أعمالهم لجمهور القراء، فقد وقعت الكاتبة ليلى العثمان نسخا من كتابها الجديد «قصص قصيرة جدا» في جناح رابطة الأدباء الكويتيين، ووقع الكاتب الكويتي الشاب محمد النغميش نسخا من كتابه «المرأة تحب المنصتين». وفي مؤسسة دار الكتاب الحديث وقع الكاتب جهاد أيوب نسخا من كتابه «أطلال مغتصبة»، وفي دار العين للنشر وقع الكاتب أشرف أبو اليزيد نسخا من روايته الجديدة «شماوس». وفي جناح دار الفارابي وقعت الشاعرة ورود الموسوي نسخا من ديوانها الصادر عن الدار نفسها بعنوان « وشم العقارب».

وإذا كان النظام هو إحدى السمات المميزة لهذا المعرض فإن العشوائية، من جهة أخرى، كانت سمة مميزة، لكن للرقابة هذه المرة، وهو الوصف الذي أطلقه عدد من الناشرين الذين تعرضت كتبهم للمنع، إضافة لعدد من المبدعين الكويتيين الذين نظموا اعتصاما رفعوا خلاله لافتات حملت شعارًا يقول « لنا حرية التعبير .. لهم حرية الاختيار».

شارك في الوقفة الاحتجاجية عدد كبير من الكتاب ورجال الثقافة والفكر والنواب الكويتيين، ومنهم د.سليمان الشطي، علي السبتي، طالب الرفاعي، ليلى العثمان، د. أحمد البغدادي، فهد الهندال والنائب في مجلس الأمة الكويتي علي الراشد، بالإضافة إلى مجموعة «مبدعون كويتيون» التي تحدث باسمها عدد من الكتاب الشباب وهم ميس العثمان، هبة بو خمسين، عقيل العيدان، يوسف خليفة، وعشرات غيرهم.

قرأت ميس العثمان بيان «مبدعون كويتيون» الذي طالب أولا بتعزيز الحرية كمبدأ، وإلغاء الرقابة والمنع كجزء من تحقيق الحرية بمجملها، وثانيا بحماية المبدع بشكل تام بصورة تمكنه من الإبداع، وثالثا برفع مستوى التنوير الفكري قبل التعليم، واعتماد نشر الثقافة كاستراتيجية للدولة».

كما نشرت «رابطة الأدباء» الكويتية بيانا جاء فيه: «إذا كان للمثقف من كلمة، فالأولى أن تأتي في مكانها وزمانها وفي معرض الكتاب حيث يسعى المثقف ليأخذ مكانه، يصدم برقابة تحاول سحب البساط من تحته لتصبح أرض المعارض في كل عام مكانا يساوم فيه الفرد على الديمقراطية والمجتمع على الإبداع. واليوم ويد الرقيب تحول بين القارئ وبين كتاب يختاره فإننا ندعوه أن يعي أن الدولة إبان تكونها اختارت الديمقراطية طريقا لها وانتهجت الدعوة إلى احترام الاختلافات والتباينات في توجهات أبنائها الفكرية مما كان له الأثر في نهضة الرعيل الأول، وتعميق وعيه المعرفي». ودعت الرابطة الجهات المعنية بالرقابة إلى «إبداء المرونة لتطوير قوانين تتناسب وتطور الفكر الإنساني وامتداد حدوده».

كما أقيمت حلقة نقاشية نظمها «المنبر الديمقراطي» تحت عنوان «مقصلة الرقابة» في معرض الكتاب شارك فيها عدد من الكتاب منهم ليلى العثمان التي استعرضت تاريخها مع الرقابة والمنع منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي. وشارك أيضا كل من ميس العثمان وعقيل عيدان الذي أكد في كلمته أن الحرية الحقيقية لن تتحقق إلا بمزيد من الحرية، متسائلا: لماذا تمنع الرقابة الكتب التي تتحدث عن مذهب ديني معين بحجة أنها تدعو المواطنين لفتنة طائفية؟ مؤكدا أهمية شفافية مناقشة كل الأمور مادامت موجودة في الواقع.

التقت «العربي» كلاً من ميس العثمان وعقيل العيدان فأوضحا أن الوقفة الاحتجاجية جاءت تعبيرا عن رفض المفهوم الرقابي القائم على المنع والحجب في عالم يوصف بأنه عصر الفضاءات المفتوحة، وأوضحت العثمان أن الاستياء يتسبب فيه عدم وضوح معايير الرقابة في اختيار العناوين التي تمنعها، أو تصادرها.

عقيل العيدان من جهته كشف أن الرقابة تلجأ أحيانا إلى وسيلة «احتجاز» الكتب لمراجعتها، ولا تفرج عنها إلا في اليوم الأخير للمعرض، وبالتالي لا تعتبر أنها صادرت الكتاب قانونيا.

وكانت الصحف الكويتية نشرت أن عدد الكتب التي منعت هذا العام هو 310 عناوين.

أوضحت ميس العثمان أن «مبدعون كويتيون» ليست مجرد وقفة احتجاجية تنتهي بانتهاء المعرض، وإنما تنطلق من يقين بأن حرية الإبداع، في المجالات الإبداعية والفنية كافة، قضية تحتاج إلى تضافر جهود جميع المبدعين، وأنهم لذلك بدأوا حملة توقيعات من كل الكتاب والمفكرين والأكاديميين، وطلبة الجامعة، ونواب البرلمان، لرفعها إلى المسئولين عن الرقابة. وأضافت أن هذه الجهود ليست مجرد إثبات موقف، بقدر ما هي رسالة موجهة للمجتمع الذي لا يعتبر هذه القضية من القضايا الجماهيرية التي تستحوذ على اهتمامه، ولأعضاء مجلس الأمة، وللتيار الديني، وليس فقط للرقيب الموظف.

ويتدخل عقيل العيدان قائلا: فضاؤنا هو فضاء الحرية بشكل عام، وليس مجرد فكرة المصادرات في معرض الكتاب، حتى نستعيد الألق الحقيقي للحرية كمفهوم فلسفي اجتماعي مدني. نحن نسعى لنقل مفهوم الحرية من الهامش إلى المتن.

وقد جاءت الوقفة الاحتجاجية من الكتاب تأكيدا للمناخ الديموقراطي الذي تتمتع به الكويت، والذي تجلى في الشعار الذي رفعه الكتاب«لنا حرية التعبير..لهم حرية الاختيار».

إتحاد للناشرين

شهدت هذه الدورة لمعرض الكويت للكتاب إقامة مكان لاتحاد الناشرين العرب لأول مرة، وهو المكان الذي شهد الخطوة الأولى لتأسيس اتحاد للناشرين الكويتيين، حيث التقى فيه الناشرون الكويتيون برئيس اتحاد الناشرين العرب د. محمد عبد اللطيف وأمين عام الاتحاد بشار صلاح وفي وجود مدير معرض الكويت للكتاب سعد المطيري الذي أوضح لـ«العربي» أن إدارة المعرض وافقت على فكرة إقامة هذه المساحة لتوطيد العلاقة بين الناشرين الكويتيين والناشرين العرب، واتحاد الناشرين العرب.

من جهته أوضح مصطفى القزاز، مدير عام شركة دار الفكر الحديث (الكويت) أن الانتساب من قبل الناشرين الكويتيين لاتحاد الناشرين العرب يفترض تحققه نظريا، أما على المستوى العملي فهو لم يفعل، وعزا ذلك لحالة الفردية التي تسيطر على الناشرين الكويتيين.

لكن هل هناك علاقة بين عدم وجود اتحاد للناشرين الكويتيين وظاهرة لجوء الكتاب الكويتيين لنشر أعمالهم الأدبية في دور نشر عربية خارج الكويت؟

لا يرى القزاز علاقة، لكنه يعزو الظاهرة إلى ارتفاع تكلفة طباعة الكتاب في الكويت بشكل عام، بسبب ارتفاع قيمة الدينار، لأن العمالة التي تعمل في الطباعة وتكلفة العملية كلها تحسب بالدينار وبالتالي تكون أغلى كثيرا من أسعار الطباعة في المنطقة العربية.

شهد المعرض أيضا عددا محدودا من الأنشطة التي أقيمت على هامشه، ومنها ندوة عن الصحافة الكويتية حاضر فيها الكاتب الصحفي سمير عطا الله الذي تناول تطور الصحافة المحلية في الكويت مركزا على دور صحيفة الرأي العام بوصفها أول صحيفة يومية كويتية، والتي عاصرها سمير عطا الله في بداياتها الأولى، وأشاد بجهود عبد العزيز المساعيد بوصفه أحد رواد العمل الصحفي في الكويت، والصعاب التي تعرض لها وتغلب عليها، كما توقف عند الكاتب الصحفي أحمد الجار الله بوصفه أحد الصحفيين الكويتيين الذين بادروا بالعمل الصحفي الميداني، وليس مجرد الاكتفاء بكتابة المقال. كما توقف عند ما أسماه «درة النشر الحكومي» مشيرا إلى تجربة «العربي» والدور الذي لعبه الشاعر الأستاذ أحمد السقاف في تأسيسها، بالاتفاق الماسي مع الدكتور أحمد زكي ليرأس تحريرها قبل نصف قرن.

حضر الندوة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون بدر الرفاعي وحضرها عدد من الكتاب والصحفيين الكويتيين منهم د. عبدالله بشارة، ود.خليفة الوقيان، وطالب الرفاعي، وغيرهم كما أقيمت ندوة أخرى عن الصحف الجديدة في الكويت ودورها في إثراء الصحافة الكويتية وأدارها مدير إدارة الفنون والثقافة بالمجلس الوطني طالب الرفاعي.

وأقيمت ندوة ثالثة حول كتاب سليمان الشطي «الشعر في الكويت» شارك فيها الدكتور أحمد الهواري والدكتور سالم عباس خدادة، وأدارها الدكتور عباس الحداد، وكانت «العربي» قد نشرت عرضا للكتاب في عددها التذكاري الصادر في شهر ديسمبر الماضي.

مشاركة عربية

كان المعرض قد شهد مشاركة عربية واسعة عبر أجنحة دور العرض العربية، ومنها أجنحة كبيرة مثل جناح المملكة العربية السعودية، الذي خصصت له مساحة كبيرة، ويشتمل على قسم «مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف»، كما ضم إصدارات الجامعات السعودية ومراكز الأبحاث، مركزا على كتب الاعتدال والوسطية وحوار الحضارات. كما شهد جناح دولة الإمارات العربية أيضا وجودا مماثلا، ثم جناح سلطنة عمان الذي ضم عددا من الكتب المهمة في تاريخ عمان وثقافتها، بالإضافة إلى أجنحة دول الخليج العربي بشكل عام. وشهد الكثير منها إقبالا من الجماهير.

وقد عبر عدد من الناشرين العرب عن نجاح المعرض تنظيميا، واشتكى البعض من قلة الإقبال على الشراء، وهو ما عزاه البعض لتوقيت المعرض الذي لم يواكب فترة صرف الرواتب، إلا أن مدير المعرض سعد المطيري أوضح لـ«العربي» تعليقا على هذه النقطة أن إدارة معرض الكويت الدولي للكتاب تحاول أن تحافظ على التوقيت الرسمي الخاص بالمعرض مع مراعاة ظروف الناشرين العرب الذين يلتزمون بتوقيت العرض في عدد من المعارض العربية الأخرى، كما أكد أن الأيام الأخيرة من المعرض واكبت فترة حصول المواطنين والمقيمين على رواتبهم. ومن الأجنحة التي لفتت الانتباه في المعرض كان الجناح الصيني لأنه قدم نموذجا للجناح الذي لا يكتفي بعرض وبيع الكتب فقط، وانما حقق دورا في التعريف بالثقافة الصينية التي يمثلها سواء بالكتب المختصة في تاريخ الصين وحضارتها، أو بكتب مختصة في التعريف بالسلوك والأزياء والعادات والتقاليد والآداب والعمارة في الصين، بالإضافة لاسطوانات الموسيقى التي تسجل الموسيقى التقليدية الصينية، والموسيقى الشعبية التي تعزف على آلات موسيقية خاصة في الصين. وقد شهد الجناح الصيني إقبالا كبيرا، خاصة وأنه كان يعرض بعض النماذج الفنية التي تعبر عن الحركة الفنية التقليدية والشعبية في الصين. شهد المعرض حضورًا فاعلاً لدور النشر الكويتية التي لاقت رواجا خاصة جناح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي يشتهر بإصداراته من السلاسل المهمة والمعروفة في أرجاء العالم العربي: عالم المعرفة، وإبداعات عالمية، ومجلة فنون وغيرها، كما شاركت «العربي» بجناح لعرض أعداد المجلة، وملحقها العلمي، وكتبها الدورية التي تصدر في سلسلة كتاب العربي، ومن الدور الكويتية المشاركة دار سعاد الصباح، التي عرضت عددا من العناوين المهمة في فروع الأدب والفكر والعلوم، ومكتبة الفكر الحديث، التي تراوحت معروضاتها بين الثقافة والأدب والسياسة، والقانون، ووكالة المطبوعات، وهي مثلت وكيلا لعدد من دور النشر العربية، مثل دار الهلال المصرية، ودار إحياء العلوم ومؤسسة الشباب وغيرها. كما شاركت من الكويت أيضا دار العروبة ومكتبة المرجاح وغيرهما.

وشهدت أجنحة دور العرض الإلكترونية إقبالا من الجمهور، وخاصة على منتجات البرمجيات الصوتية التي تسعى لتعليم اللغات، والحساب وقواعد النحو، كما شهدت الدور الإلكترونية إقبالا من الأطفال على اسطوانات «السي دي» التعليمية.

جناح فاعل لجمعية المكفوفين الكويتيين

شهد المعرض أيضا حضورًا لبعض المؤسسات مثل المجلس العلمي، وجمعية المكفوفين التي قدم جناحها عمليا طريقة القراءة بطريقة برايل التي يستخدمها المكفوفون في القراءة، كما عرضت الجمعية إصداراتها التي تراوحت بين النحو والتاريخ (منها معجم المواضع والمواقع في الكويت ولمحة عن تاريخ الكويت للدكتور يعقوب الغنيم، وتاريخ الكويت للدكتور عبد العزيز الرشيد) والكتب الدينية والكتب العلمية التي تراوحت بين علم الفلك والوراثة والأغذية والعلاج بالأعشاب، إضافة إلى كتب عن الحاسب الآلي والإنترنت. إضافة إلى عدد كبير من الكتب الموجهة للطفل الكفيف منها: سلسلة الطفل الكويتي و«الأرنب زهران» وموسوعة الكويت العلمية.

الأكثر مبيعا لدى بعض الدور العربية:

دار الشروق: تاكسي ..حكايات المشاوير لخالد الخميسي، السائرون نياما لسعد مكاوي، نسف الأدمغة لخيري شلبي، روايات نجيب محفوظ، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للدكتور عبد الوهاب المسيري.

الدار المصرية اللبنانية: أرض الأحزان، بعد مغيب القمر، فتاة من قاع المدينة للكاتب الراحل عبد الوهاب مطاوع، نصائح بابا فودة الذهبية لست البيت الذكية لأحمد مصطفى فودة، سلسلة روائع الأدب الأجنبي في كبسولة، مؤلفات الكاتب يوسف معاطي.

دار العين للنشر: الفنون البصرية وعبقرية الإدراك للدكتور شاكر عبد الحميد، البحث عن الزمن الضائع لمارسيل بروست في سبعة أجزاء، شماوس لأشرف أبو اليزيد.

دار هلا: سلسلة القوى الخفية تأليف د. ياسر منجي، أسرار كائنات الظلام واصل أساطير الرعب، عالم الأبراج لهالة عمر.

المكتب العلمي: حرية إصدار الصحف في الكويت للدكتور هشام البدري، لجان التحقيق البرلمانية في الكويت للدكتور هشام البدري، الحماية القانونية للبيئة للمستشار أحمد المهدي، كتب النكت والنوادر.

مركز الكتاب للنشر: الاحتراف في كرة القدم للدكتور كمال درويش، الحديث في الإدارة الرياضية للدكتور جمال محمد علي.

دار الساقي: اختلاس لهاني نقشبندي، حكايات دبلوماسية لنجدت فتحي صفوت، القاعدة وأخواتها لكميل الطويل.

مؤسسة الانتشار العربي: رحلة إلى شبه الجزيرة العربية لكارستن نيبور، رحلات إلى شبه الجزيرة العربية، جون لويس بيركهارت، مجموعة أسئلة حول الجزيرة العربية لألسن ميكاليس، الثورة الوهابية لعبد الله القصيمي (نفد)، نقد كتاب حياة محمد، مشكلات الأحاديث النبوية للمؤلف نفسه.

دار الخيّال: زويا لدانيل ستيل، ماذا لو كانت واقعية، وجدتك، لمارك ليفي.

المؤسسة العربية للدراسات والنشر: جنية (رواية) لغازي القصيبي، رسائل ابن حزم الأندلسي (نفد)، أعمال عبد الرحمن منيف الكاملة، مائة عام من العزلة لماركيز من ترجمة محمد الحاج خليل، بابا سارتر لعلي بدر، مقدمات في التعريف بنماذج من التراث لإحسان عباس.

دار المدى: الحب في زمن الكوليرا، مائة عام من العزلة لماركيز، أنيس حبيبة روحي لإيزابل الليندي (نفد)، عالم الأمس لستيفن سافيتش.

دار الحوار: سيكلوجية الأنوثة للويس أيرجاري، في نظرية الاستعمار آنا لومبا، حوارات ونصوص لميشيل فوكو وجاك دريدا، الجنسانية من تاليف جوزف بريستو وترجمة عدنان حسين، عاهرة الجمهورية لكريستين دوفييه جونكور (رواية) ترجمة بشير باش إمام.

مركز دراسات الوحدة العربية: التصوف الإسلامي لصهيب الرومي، وكان الحب شهيدا لنادية بوفياض (رواية)، أخبرني أكاذيب لدافيد ميللر، أحيقار..حكيم من نينوى لسهيلة قاشا، خريف العرب للصافي سعيد، كفاحي لهتلر ترجمة لويس الحاج.
مدخل إلى القرآن الكريم لعابد الجابري، بنية السلطة وإشكالية التسلط التربوي للدكتور علي وطفة(نفد)، التربية والتوير في المجتمع العربي لمجموعة مؤلفين (نفد)، سلسلة المنظمة العربية للترجمة.

حضور تثقيفي لمجلس الأمة

شارك مجلس الأمة بجناح عرض من خلاله عددا من مطبوعاته التي تهتم بالتعريف بحقوق المواطن الكويتي، وتوسيع دائرة الثقافة الدستورية في المجتمع، والتعريف بإنجازات المجلس.

وهي مشاركات أضفت الكثير من الأهمية على المعرض، وأضفت على دوره الأساسي كسوق للكتاب دورا تثقيفيا بالغ الأهمية، لعلها ما زالت تحتاج إلى المزيد من التفعيل والتنويه الإعلامي والدعم في السنوات المقبلة.

 

إبراهيم فرغلي 





الكويت ملامح ثقافية





جناح لمجلس الأمة لدعم الثقافة البرلمانية





جناح مؤسسة الكويت للتقدم العلمي





اهتمت إدارة المعرض بالأطفال فخصصت لهم صالة كاملة لممارسة الانشطة إضافة لعرض الكتب





نموذج عملي للقراءة بطريقة برايل للمكفوفين جذبت انتباه الشباب





الأجنحة العربية جذبت اهتمام زوار المعرض





الجناح الصيني قدم ثقافة بلاده بكل الوسائل المقروءة والمصورة





من أعمال الفنانات الكويتيات الشابات في أورقة المعرض